قصر من الطين والأحزان ينتظر *** تبدد النوم في جدرانه صور
تبدد الغروب وحيداً في نوافذه *** ونام حيث ينام الصبية القمر
وأزهرت حسرات في وسائده *** فكان يقتات من حباتها الضجر
حتى زجاج الندى المكسور يجرحه *** وجرة من مياه الليل تنكسر
يا غيمة تتعرى فوق هامته *** كفاه يأكل من أكتافه المطر
قصر من الطين كان الماء يوجعه *** فكان يبكي وكان الطين ينهمر
هناك أنتظرت كثيرا واشتكى حجر *** من دمعتي وبكى في أظلعي حجر
هنا رايت جذوع السقف حين همت *** أغداق وحشتها فأساقط الكدر
هنا أنتظرت على التنور أرغفة *** ألذ من قمر في الصيف يختمر
هنا تركت أسى يكفي لمقبرة *** من العباءات أين ألان إندثر
وأين أذرف شيبي بعدما رحلوا *** فقد كبرت وظل الطفل ينتظر
دمع على الشمع يدري إنهم حلموا *** وكلما صغرت أحلامهم كبروا
شاب الشتاء وجاء الغيم يحمله *** وما تزال على أكتافهم صور
وما تزال ذنوب من طفولتهم *** للآن فوق خدود الباب تعتذر
يسافرون ويبكي خلفهم شجر *** ويحزنون ويؤوون عشهم شجر
ويستريحوا في أنات قنطرة *** ظلت تنوح عليهم أنهم عبروا
حتى تهدل من قنديل أغنيتي *** جرح ينث نجوماً كلما عثروا
يا فضة الشمس لادمع ولا فرح *** لأنني قد حصدت الآن ما بذروا
قصر من الطين يدري أنهم رحلوا *** وإنهم أهدروه الآن فأنهدروا
بوركتم