النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: حقيقة الإسلام وصورته .. ضعفهُ وقوّته ..

  1. #1
    الصورة الرمزية كلمة حق
    Title
    نبض كاتـــب
    تاريخ التسجيل
    12- 2004
    المشاركات
    1,331

    حقيقة الإسلام وصورته .. ضعفهُ وقوّته ..

    بسم الله الرحمن الرحيم



    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين

    سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم وسلّم تسليما

    أمّا بعد إخوتي

    إن لكل شيء حقيقة ولكل حقيقة صورة والفرق بينهما أننا نعامل الحقيقة

    بما لا نعامل به الصورة .

    الحقيقة لو كانت صغيرة ضعيفة فإنها لاتزال حقيقة والصورة وإن كانت مهيبة

    هائلة فهي ليست إلا صورة خالية لاتصمد أمام الحقيقة فالطفل الصغير يستطيع أن

    يُسقِط ذلك الأسد المُهاب في تلك الصورة المُحنّطة لإن الطفل حقيقة ظاهرة والأسد

    ماهو إلا صورة لاتستطيع الحِراك فالصورة ولو كانت مهيبة هائلة تغلب عليها الحقيقة ..

    إن هذا العالم الذي نعيش فيه يا إخوة هو عالم الحقيقة والأمر الواقع وقد خلق الله

    كل شيء على حقيقة وهي حقائق لانستطيع أن نجحدها وننكرها ومنها الإسلام الذي

    أنزله الله على رسوله صلى الله عليه وسلّم فبدلّنا تلك الحقيقة الزاهية في ماضيه

    بصورة واهية في حاضرة بضعفه وقلة هيبته والخروج على تعاليمه بدعاوي زائفة باطلة ..

    الإسلام إخوتي عندنا الآن ليس إلا صورة لما كان عليه أسلافنا والصورة المجردة

    لا تنتصر على الحقيقة المحسوسة ولذلك نرى اليوم أن صورة الإسلام لا تتغلب

    على الحقائق المادية الحقيرة لإن الصورة وإن كان ظاهرها مقدّساً رائعاً ليس لها

    سلطان وتأثير إن لم تكن حقيقة ..

    إن الكلمة التي كانت من قبل ذات سلطان عجيب على القلوب والأرواح كانت تُهوِّن

    على الناس ترك المألوفات وقهر الشهوات والشهادة في سبيل لله واحتمال المكاره

    وتجرّع المرائر في سبيل الله هي الآن عاجزة عن أن تحمل الناس على ترك فرشهم

    بعد إستغراقِهم في النوم طوال الليل ليقوموا لصلاة الفجر ..

    سرّح نظرك في تاريخ الإسلام وتجوّل في فصوله وأوراقه يظهر لك أن كلمة الإسلام

    التي كان الصحابة والمسلمون في القرون الأولى يتلفّظون بها كانت ذات حقيقة ثابتة

    كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ..

    وكلمتنا إخوتي الفاظ مجرّدة ونطق فارغ ولِأجل ذلك نرى عدم تأثيرها في حياة الأمة ..

    إخوتي لا تخدعنا أنفسنا ولنعلم أن سلفنا كانوا أصحاب جد ودين لقد كانت كلمتهم حقيقة

    وإيمانهم حقيقة وصلاتهم حقيقة ونحن متجرِّدون من هذه الحقائق نحن الصورة

    وهم الحقيقة فهل تثمر الصورة ما أثمرت الحقيقة وتغني غناءها !!!

    أما قرأتم في التاريخ أن خبيباً رضي الله عنه رفعوه على الخشبة وتناولوه بالرماح

    والأسنّة حتى تمزق جسده وهو قائم لا يشكو ولا يئن فيقال له : أتُحِب أن يكون

    محمد صلى الله عليه وسلّم مكانك ؟ فيضطرب ويقول والله لا أُحِبُ أن يفديني بشوكة يُشاكها

    في قدمه .. إنّ الذي ثبّتهُ في هذا المكان وألهمه أن ينطق بمثل هذه الكلمة العريقة

    في حب الرسول صلى الله عليه وسلّم ..هل هو صورة الإيمان أم حقيقته !؟

    بلى إخوتي إنها حقيقة الإسلام والإيمان بالله التي أبت على خبيب أن يؤذي

    رسول الله صلى الله عليه وسلّم ولو بكلمة فهل تستطيع الصورة أن تحمل صاحبها على

    هذا الإخلاص والتفاني والثبات على العقيدة والصبر على الموت ؟؟ ..

    إن لِلإيمان ِ ناسٌ كالأُسُد ... فتشبّه إن من يؤمن يسُد

    خرج أبو سلمة بزوجه وابنه يريد المدينة فلمّا رأته رجال من بني المغيرة قاموا إليه

    فقالوا له : هذه نفسك غلبتنا عليها . أرأيت صاحبتنا هذه علام نتركك تسير بها في البلاد

    ونزعوا خطام البعير من يده وأخذوها منه وأخذ بنو عبد الأسد سلمة ولده الصغير ..

    هناك أصطدمت حقيقة الإسلام بحب الزوج والولد فما لبثت حقيقة الإسلام أن إنتصرت

    على حقيقة الزوجة والولد والدنيا وترك أبو سلمة زوجه وولده تحت رعاية الله

    وهااااااجر وحيداً .. فهل الصورة تستطيع ذلك يا إخوتي ؟

    وهل يقدر على ترك الزوجات والأولاد في سبيل العقيدة والدين ؟

    كلا بل قد سمعنا أن أناساً قد ارتدّوا على دينهم للمال والأزواج والأولاد وغيرها من

    متاع الحياة الزائل ..

    كان أبو طلحة رضي الله عنه مقبلاً على صلاته فإذا بطائر يدخل في بستانه ثم لايجد الطريق

    للخروج ويميل إليه قلب أبي طلحة فلمّا أنصرف من صلاته تصدّق بهذا البستان لِأنه لا

    يحب أن يشغله شيء عن حقيقة صلاته وينازع قلبه فيها فتصبح صورة خالية ..

    لقد كان في حرب اليرموك بضعة الآف من المسلمين وامّا الروم فقد كان عددهم يبلغ

    إلى خمس مائة الف أو يزيدون فإذا نصراني كان يقاتل تحت لواء المسلمين يقول ما

    أكثر الروم وأقل المسلمين فيقول له خالد رضي الله عنه بقلب مطمئن والله لوددت أن

    الأشقر برأ من توجُّعِه يعني بذلك فرسه وأنهم أضعفوا في العدد ..

    إخوتي بما كان خالد رضي الله عنه مطمئناً ؟

    ولم لم يشغل خاطره هذا العدد الهائل ولِم لم تكبر في عينه جنود الروم ؟

    ذلك لِأنه كان مؤمناً بالله واثقاً بنصره و لِأنه كان يعلم أنه على حقيقة وأن مقابله

    صورة فحسب فارغة من الحقيقة والصورة مهما كثرت لا تقدر أن تقاوم الحقيقة ..

    لاشك أننا نتلفظ بكلمة الشهادة والتوحيد ومنّا من يعرف ما يقول ولكن الصورة شيء

    والحقيقة شيء آخر ..إن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلّم الصادقين كانوا على حقيقة

    هذه الشهادة فإذا قالوا : لا إله إلا الله اعتقدوا أنه لا إله غيره ولا رب غيره ولا رازق غيره

    ولا نافع ولا ضار إلاّ هو له الملك والحكم والخلق والأمر وبيده ملكوت كل شيء يجير

    ولا يجار عليه وأخلصوا له الحب والخوف والسؤال والرجاء والعبادة والدعاء وأصبحوا

    عباداً حنفاء شجعان أقوياء لا يهابون العدّو ولا يخافون الموت ولا يُبالون بلومة لائم ..

    نرجع إلى أنفسنا ونفكر هل هذه الحقيقة متغلغلة في أحشائنا ومُتسرّبة في عروقنا وهل

    غرس حياتنا يُسقى بهذا الماء !

    معذرة أيها الإخوة إنّا نخاف أن لا يكون الأمر كذلك وأنّ نصيب الصورة في حياتنا أكثر

    من نصيب الحقيقة وذلك موضع الضعف في حياتنا وسر شقائنا ومُصابنا ..

    إن صورة الإسلام التي نحن عليها اليوم لها منزلة ومكانة عند الله تعالى لِأنه قد عاشت

    فيها الحقيقة قروناً طويلة ويحبها الله لِأنها صورة أوليائه ومحبيه وكذلك نعرف لها الفضل

    لِأن الإنتقال من صورة الإسلام إلى حقيقته أسهل بكثير من الإنتقال من حقيقة الكفر

    إلى الإسلام فلنحافظ على هذه الصورة ولنتمسك بها على أقل تقدير مع سعينا إلى بلوغ

    حقيقة الإسلام فإن لم نفعل ذلك فلا فائدة إذن من هذه الصورة لِأنها جسداً بغير روح ..

    يا أبناء الإسلام إن وعد الله من النصرة والفتح في الدنيا والنجاة والغفران في الآخرة كل

    ذلك محصور في حقيقة الإسلام وذلك في قوله تعالى
    ( ولا تهِنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين )

    لاشك أن الخطاب في هذه الآية للمسلمين كافة ومع ذلك اشترط الإيمان للعزة في الأرض

    والعُلّو والشوكة .. وقال تعالى في موضع آخر
    ( إنّا للنصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ) ..

    وقال تعالى أيضاً
    ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنّهم في الأرض كما أستخلف
    الذين من قبلهم وليمكّنن لهم دينهم الذي أرتضى لهم وليبدّلنّهم من من بعد خوفهم
    أمنا يعبدونني ولا يُشرِكون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسِقون )

    ورغم أن جميع تلك الوعود كانت على أساس الإيمان والأعمال الصالحة أشترط أن

    يكون في المسلمين حقيقة الإيمان والتوحيد ..

    إخواني أنا لست قانطاً من ظهور حقيقة الإسلام في هذا العصر ولا نُصدّق أبداً بأن الزمان

    قد تغير والمسلمين قد ابتعدوا جداً عن روح الإسلام فلا أمل في حقيقة الإسلام وغلبته

    من جديد بل على العكس ..

    أنظروا إخوتي إلى ورائكم ترون جذور حقيقة الإسلام قائمة منتشرة راسخة في فجر

    التاريخ وأن الحقيقة لم تزل تطفو كلّما رسبت وتظهر كلما أختفت وكلما ظهرت

    حقيقة الإسلام وتجلّت في ناحية من نواحي العالم الإسلامي أو عصر من عصوره غلبت

    وانتصرت وكذبت تجارب الناس وقياسهم وتقديرهم وكادت الأحوال والأمور أن تعود إلى

    ما كانت عليه في الماضي السعيد وهبّت على قلوب الناس نفحات القرن الأول

    إخوتي إن حقيقة الإسلام في هذا العصر إذا ظهرت وتمثّلت في جماعة تستطيع أن

    تُذلل كل عقبة وتهزم كل قوة وتأتي بعجائب وآيات من الإيمان والشجاعة والإيثار

    يعجز الناس عن تعليلها كما عجِزوا من قبل عن تعليل حوادث الفتح الإسلامي وأخبار

    القرون الأُول ..

    فهيّا معي إخوتي للرجوع إلى ذلك النبع الصافي الذي استقت منه القرون الأولى

    حقيقة الإسلام وتشرّبت تعاليمه بنفس راضية وقلب مطمئن تعالوا لنصدق مع الله

    ونعاهده كما صدق أصحاب رسول الله الذي قال فيهم الله تعالى
    ( رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلا ) ..


    اللهم إجعلنا مثلهم ولا تخالف بنا عن ملتهم وأحشرنا في زمرتهم مع نبينا ونبيهم ..

    محمد صلى الله عليه وسلّم ..



    منقول

  2. #2
    الصورة الرمزية مرايم_العين
    Title
    عضو شرف
    تاريخ التسجيل
    07- 2004
    العمر
    34
    المشاركات
    1,753
    تسلمين اختي على الموضوع الروووووووعه


    وربي يوفقج حبوبة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML