صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 20

الموضوع: الموروث الفكري

  1. #1
    الصورة الرمزية الكايد
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    05- 2006
    العمر
    45
    المشاركات
    111

    الموروث الفكري

    - ملاحظة ...
    هذا الموضوع قمت بطرحه في أحد المنتديات ردا على موضوع :

    ( ماذا نعني بالتراث ؟ )

    وأخذت منه زاوية واحدة وهي : الموروث الفكري . . وقمت بحذف بعض الجزئيات والفقرات منه ..


    .. ( التراث في كليّته يمثل حاضر ومستقبل أي أمة كانت ) ..

    ( التراث ) كمصطلح ومفهوم لا بد من أن نتعامل معه بحذر ، بحيث لا نقع في بعض المغالطات التي تهوي بنا في طرق تبعدنا عن الخط ..

    لقد جاء تعبير ( الموروث الفكري ) ، والذي يعتبر كثير منه مغيّب ومحذوف .. وإذا ما تم تتبّع توالي الدول الإسلامية ، والرجوع الى صراعات الدولة الأموية والدولة العباسية ، ومن بعدهما الدولة العثمانية ، وما حل بالعالم الإسلامي من محن في ذلك الوقت ، كدخول المغول إلى العالم الإسلامي وحرق الكتب .. سوف يفهم القارئ أن الكثير من الموروث الفكري مغيّب .. وكان للمصالح ، التي تداخلت ، الدور الكبير في التلاعب بالتراث ..

    والحديث عن ( الترجمة ) في ذلك الوقت كان له الأثر الأكبر في زيادة الإرث الفكري والفلسفي في العالم الإسلامي ، ونلاحظ في تلك الفترة النجاح الذي لقيه الفكر الإغريقي في منطقة إيران - العراق ، ثم الأندلس ، وهنا سوف يتم ربط التراث الإغريقي بمنطقة الشرق الأوسط في فترة فتوحات الإسكندر ، ثم بفضل الدولة البيزنطية
    ( الرومية ) الشرقية في الشام والمناطق المحيطة .

    ولا بد من التوضيح أن اللغة السريانية هي لغة الحضارة قبل العربية ، وقد خدمت كوسيلة للترجمة من الإغريقية ، ثم جاء المترجمون من الأصل المسيحي يترجمون المؤلفات الإغريقية من السريانية إلى العربية ..

    ومن المعروف أن فترة الترجمة الكبرى كانت في زمن الخليفة المأمون ( 813 -833م ) المؤسس ل ( دار الحكمة ) في بغداد ، ومن ثم يمكن تتبّع مسار الفكر الطويل ، ونقل التراث بدءا من أثينا وحتى بغداد والري وقرطبة ، مرورا - من حيث التتبّع الزمني - بالإسكندرية وأنطاكية والرها ، ثم جنديسابور في إيران .

    الشيء المهمّش والمبعد من الساحة الثقافية هو ( الفلسفة ) وما تم ترجمته منها من الإغريق ، ونشاطات ابن رشد والكندي فيها ، وتلك المحاورات الساخنة التي حدثت في ذلك الوقت ..

    ولكن المدهش ان نجد أنّ ابن رشد قد فشل في البلاد الإسلامية ، بينما نجح في الجهة الغربية ..

    في الواقع - وكما أردد دائما - إن الساحة الثقافية في الإسلام قد بلغت أوجها في القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي .

    ففي ذلك الوقت اتّسعت هذه الساحة إلى أبعد مدى ممكن ، سواء من حيث المعارف والعلوم والممارسات فيها ، أو من حيث المشاكل التي طرحت للنقاش ، أو من حيث الأفكار التي تم تداولها من قبل المثقفين أو المفكرين . وقد حدثت تلك اللقاءات والنقاشات الرائعة بين هؤلاء المفكرين المسلمين الذين كانوا يمثّلون تراثنا الفكري خير تمثيل ، ووجدنا - بهم - تلك الكتابات الرائعة : مثل الجاحظ ، أبو التوحيدي ، الغزالي ، فخر الدين الرازي ،.... الخ ، كلّ على طريقته ، وبحسب الوجهة التي يرتئيها .

    هنا أقول إن تراثنا العربي الإسلامي فيه الكثير الكثير الذي لم نستطلعه ، ونحتاج إليه .. فلا بدّ من فهم تلك العقليات وكيفية تفكيرهم .. ولكن المدهش أن الكثير من التراث قد تم تغييبه .. !!

    في الفترة الحالية أصبح العالم يتجه إلى ( نقد الحداثة ) وتنقيتها ، ونحن لا زال الكثير لدينا من الإرث الفكري الضخم الذي لم يخضع لهذه العملية بسبب التغييب ، يقول أدونيس عن الحداثة : ( ينبغي التأسيس لمرحلة جديدة : نقد الحداثة ) ، وهو قول يبدو ضروري ، خاصة عندما نفهم الحداثة من جهة غربية ( أوروبية، أميريكية ) ، وهذا الإلتباس هو ما يجمّدنا ، ويجعل ما نسميه ب ( التبعية ) موجود دون أن نحس به ..

    لا بدّ من أن نفهم أن البيئات - الإجتماعية ،الثقافية ، السياسية ، الإقتصادية - تختلف اختلافا كبيرا بيننا كشرقيين وبين الغرب ، من هنا خرج البعض وجاء بكل أفكار الحرية والديمقراطية لعملية تحديث المجتمع ، ثقافيا وفكريا ، بطريقة مغالطة ، وقد نسي أن تراثنا الشرقي وثقافتنا وبنية مجتمعنا تختلف عما أحدثته تلك الصراعات التي خاضها المجتمع الأوروبي ، وخاصة ( الثورة الفرنسية ) ..

    لذلك لا بدّ من الإنتباه لمثل تلك المحاولات الفاشلة التي لا يمكن لها ، بأي حال من الأحوال ، الإنطلاق من أوروبا ومواليدها من المصطلحات ، ونقوم بغرسها - غصبا - في أرض لا تتحمل تلك المصطلحات بكل علاتها .. ولكنهذا ما يجب علينا نحن ، حتى نقوم بتجديد أنفسنا وثقافتنا ومجتمعاتنا ..

    أقول لا بدّ من تنقيح التراث وقراءته قراءة متأنية حتى نفعل ما فعله (الأوائل) .. كما يذكر البعض أن المناهج الحديثة في الدراسة الشاملة مهمة جدا ، ولا بدّ من أن نتّجه هذا الإتجاه ، بحيث نوجّه أنفسنا باستخدام المنهجية الشمولية في قراءة التراث ، وهذه المنهجية تتوّجها علوم إنسانية واجتماعية مهمة ( من ألسنيات ، وأنثربولوجيا ، وميثولوجيا ، وابستمولوجيا "نظام الفكر" ، والتاريخ ، والجغرافيا ) ..

    وبهذا سوف نستطيع أن نحلل تراثنا ونحافظ فيه على أهم القيم ..

    المأخذ المستجدّ يقع على من يعرف التراث بمفهومه المعاصر ويقوم بربطه بالعرب والمسلمين ..

    لماذا ؟

    لأنّ التراث موجود في أي حضارة في العالم ، وعملية الربط ، هذه ، جعلت التراث مرتبطا بالعرب والمسلمين فقط ..

  2. #2
    الصورة الرمزية عاشق السمراء
    Title
    "رجل عادي جدا"
    تاريخ التسجيل
    05- 2002
    المشاركات
    21,307
    مسااااااااااء جميل ...

    الكايد ..

    اتضحت الصورة اكثر من سابقها لهذا المفهوم ..

    ومثلما اسلفت اخي العزيز ..

    أن التراث موجود في حضارات التي حلت في العالم اجمع ..

    لن اطيل ..

    لكنني بحق وجدت ان الحضارة العربية .. شئ مهم!!

    لا يجب ان يزول !!

  3. #3
    الصورة الرمزية الكايد
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    05- 2006
    العمر
    45
    المشاركات
    111
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشق السمراء
    مسااااااااااء جميل ...
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشق السمراء

    الكايد ..

    اتضحت الصورة اكثر من سابقها لهذا المفهوم ..

    ومثلما اسلفت اخي العزيز ..

    أن التراث موجود في حضارات التي حلت في العالم اجمع ..

    لن اطيل ..

    لكنني بحق وجدت ان الحضارة العربية .. شئ مهم!!

    لا يجب ان يزول !!
    أشكرك على المرور ..
    ولكن ماذا تقصد هنا .. عندما قلت (( لكنني بحق وجدت ان الحضارة العربية .. شئ مهم !! لا يجب أن يزول )) ؟؟!!!!!!!!

  4. #4
    الصورة الرمزية همس الندى
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    03- 2006
    المشاركات
    439

    Thumbs up

    الكايد الموضوع شيق وجيد وكم هي الحضارة أعطت معناها ودافعت عن نفسها لك مداخلتي على الموضوع

    يمكن اعتبار التراث أفضل تعبير عن الهوية الثقافية للأمة وشخصيتها الحضارية، وهو مظهر من مظاهر إبداع الأمة، سواء منه

    الذي يرجع للأفراد أو الذي أبدعته الجماعات. أما التراث الإسلامي فهو على صنفين التراث الفكري المنقول، والذي تزخر به

    آلاف المكتبات في مختلف بلدان العالم، والتراث المادي غير المنقول، أي المرئي المكون من آثار وأدوات ومنجزات عمرانية

    وحضارية ومهارات فنية لايزال بعضها قائماً منتشراً يثير الإعجاب والتقدير

    ومن شأن الاهتمام بالتراث والتعريف به وتدريسه للناشئة في بلاد المهجر أن يجعل الأطفال والشباب يدركون أن الحضارة الغر بية

    قائمة في جانب كبير منها على الموروث العلمي والحضاري الإسلامي مما أبدعه المسلمون من فنون وعلوم وآداب وما خلفوه من

    مآثر تاريخية وعمرانية، وما مارسوه ولايزالون من صنائع وحرف، أي حصيلة ما تبنته الحضارة الغربية واستفادت منه.



    أتمنى من الجميع المشاركة ولو بكلمة تكفي فهي تعطي الكثير بالنسبة للموضوع

  5. #5
    الصورة الرمزية عاشق السمراء
    Title
    "رجل عادي جدا"
    تاريخ التسجيل
    05- 2002
    المشاركات
    21,307
    مسااااااااااء جميل ...

    الكايد ..

    ليس هناك حضارة تبقى ..

    وليس هناك تاريخ يظل ..

    إذا من المهم ان نسعى لجعل حضارتنا تاريخ لا يندثر!!

  6. #6
    الصورة الرمزية الكايد
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    05- 2006
    العمر
    45
    المشاركات
    111
    اعتذر عن حذف المشاركة

  7. #7
    الصورة الرمزية الكايد
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    05- 2006
    العمر
    45
    المشاركات
    111
    اعتذر عن حذف المشاركة

  8. #8
    الصورة الرمزية همس الندى
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    03- 2006
    المشاركات
    439

    Thumbs up

    الكايد أخي الكريم الحوار الذي أحببت أن يكون مضافاً للموضوع أعتبره ذو فائدة عظيمة ومهمة



    كيف تكون سبل الحماية لهذا الموروث الذي يجب أن نهتم به ؟:

    1- توعية الأجيال الحالية والقادمة باستمرار بالتأكيد على أهمية ميزات التراث الحضاري العربي والموروث الإنساني العربي عبر التاريخ.

    2- توضيح أهمية هذا التراث الإنساني العريق والأصيل وشرح معالمه والتعريف به وبكل جزئياته إلى جميع المثقفين الشرفاء في العالم أجمع .

    3- شرح دور هذا التراث وأثره الكبير والفعّال على حضارات العالم مثل الاستفادة من خبراء العرب الأندلس في تأسيس حضارة عصر النهضة وتبادل الخبرات ودور العبقرية العربية في تطوير الحضارة الغربية أمثال آبولو دور الدمشقي وعلي عباس ورضا علي في الفنون الإسلامية .
    4- مجابهة تيار العولمة على الحضارة العربية بكل إمكانيات التقنية الحديثة المتوافرة في إيصال المعلومة إلى جميع أنحاء العالم، ونشر ذلك بكل الوسائل الإعلامية المتاحة المرئية والمقروءة والمسموعة.
    5- توحيد الجهود العربية الداعية إلى توثيق التراث العربي والحضارة العربية مثل الدور الذي يقوم به مركز المعلومات القومي والنادي العبي للمعلومات بالعمل على إصدار كتب وأفلام ونشرات ووثائق عربية موحدة كالموسوعات العربية الكبيرة حول الفنون والعلوم والآداب العربية الأصيلة المرتبطة بالإنسان العربي وبالأرض العربية وتعميم ذلك بكل اللغات على جميع شعوب العالم وعلى أوسع نطاق.
    6- تفعيل دور المؤسسات العربية التي تعمل في نشاط مواز لهذا النشاط والمعنية بالدعوة للحفاظ والتعريف بالتراث والحضارة العربية الأصيلة بكل فروعها كأمة عربية واحدة لها رسالة خالدة من المحيط إلى الخليج ومن هذه المؤسسات ما هو موجود في أمريكا اللاتينية وفي آسيا وأوربا وأفريقيا والتعاون معها في تنسيق وتنفيذ البرامج والخطط وتطوير مشروعاتها ودعمها ومساعدتها .
    7- الاستفادة ما أمكن من توجيهات القادة العرب الشباب بما يمتلكون من طموح ومن ذكاء وموهبة وحماسة نحو أهمية الإبداع العربي والمبدعين العرب وحمايتهم ورعايتهم، ولا سيما الكلمة الخالدة التي لخصت هذا الطموح والتي قالها الرئيس الدكتور بشار الأسد قال : نحن بحاجة اليوم إلى الفكر المبدع الذي لا يتوقف عند حد معين ولا يحصر نفسه في قالب واحد جامد .
    والذي سبق وأكد عليه القائد الخالد حافظ الأسد عندما أوضح أهمية التراث العربي الحضاري كجزء من هوية الوطن القومية .
    وهذا ما أكد عليه القائد الخالد حافظ الأسد مراراً وقامت القيادة القومية ومركز المعلومات القومي بالعمل لتحقيق ذلك بكل إمكاناتها .
    8- إدخال هذه الأنشطة والمعلومات حول أهمية التراث والحضارة العربية والتعريف بدوره في تطوير حضارات العالم وتوضيح ميزات هذا التراث العريق والأصيل بجميع فروعه وأنواعه في مناهج التعليم المختلفة في الوطن العربي من المرحلة الابتدائية حتى الدراسات العليا .
    9- تشجيع ودعم ورعاية مراكز التوثيق العربية والمتاحف ودور الآثار المعنية بذلك .
    10- دعم ورعاية دور النشر العامة والخاصة في الوطن العربي وفي العالم التي تتبنى فكرة إبراز أهمية أصالة التراث العربي والهوية الوطنية والقومية للشعوب ونشره والتعريف به وتعميمه كجزء من الحضارة العربية والعالمية وميزاتها في العمارة والنحت والتصوير والآداب والعلوم والفنون غبر التاريخ المشرف للأمة العربة .
    11- وضع خطة مرحلية مبرمجة بالتنسيق مع الهيئات العربية المعنية في جامعة الدول العربية، وفي مراكز التوثيق العربية والمراكز الصديقة للعرب في الخارج لمواجهة الهجمة الشرسة التي تتعرض لها ثقافة وحضارة الأمة العربية والتصدي لكل أشكال المحاولات لطمس معالم هذه الحضارة وهذا التراث.
    وتنبيه الأجيال العربية على ضرورة الاعتزاز بهذا التراث وعده نقطة ارتكاز أساسية للانطلاق نحو المستقبل وتطوير هذا المستقبل والتركيز على أهمية دور التوثيق والمعلومات في أخطر مرحلة تمر بها الأمة العربية : لأن التوثيق والمعلومات هو الذي يحفظ تراثنا ويثبت دعائم حضارتنا وهو ذاكرتنا وهويتنا وهو أصالتنا .



    وهنا أردد وأقول أرجو من الجميع المشاركة بآراءهم ولو بكلمة مختصرة

  9. #9
    الصورة الرمزية همس الندى
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    03- 2006
    المشاركات
    439

    Thumbs up


    بعد بحث أخذ مني الشيء الكثير من الوقت رأيت بأن أوصل للجميع هذه المعلومة عن المورث الفكري


    وماذا يجري بالعالم الآن فمن خلاله نستنتج الكثير الكثير والمهم


    أرجو أن تأخذ رد فعل منا جميعاً وبمضمونه


    لقد عرف العالم أهمية حضارتنا ودور هذه الحضارة في خدمة الإنسانية عبر مسيرة التاريخ كله مما يشكل خطراً حقيقياً على شعب ليس له حضارة وليس له تاريخ وليس له جذور تراثية في الأرض وليس له هوية وطنية أو قومية تعطيه حق الدفاع عن نفسه وعن أرض ليست أرضه .
    وهذه هي الأسباب الحقيقية التي جاءت وراء مشروع العولمة الذي تروج له أمريكا وإسرائيل. إسرائيل وكلنا نعرف ذلك.. هي مجموعة من اليهود من شعوب مختلفة جاءت واحتلت أرضاً عربية هي فلسطين وتحول وجودها من الدافع الديني إلى الدافع الاستعماري الصهيوني السياسي والعسكري والاقتصادي وكذلك أمريكا .. هي مجموعة من شعوب مختلفة جاءت واحتلت القارة وهي لا تمتلك أي تراث ولا أي مخزون حضاري لذلك ومن أجل توضيح خطورة هذه الدعوة القائمة للعوملة لا بد لنا من بيان مايلي:
    1- الدعوة للعولمة في مجال الفكر العربي، ولا سيما مجالات الفنون كجزء عملي لهذا الفكر هدفه طمس الهوية الوطنية التي هي جزء من الهوية القومية الحضارية للأمة العربية وللشعب العربي في جعله جزءاً من تيار هجين جارف ليس له ملامح ولا هوية ولا حضور متميز بحثاً عن بديل لمفهوم التراث الذي نتمسك به والذي يشكل من مقومات إنسانية واجتماعية وجغرافية وأخلاقية وفكرية ، معنى الوطن مما يجعل الإنسان العربي يحافظ عليه ويدافع عنه وعن كل معطيات الموروث الإنساني الحضاري العربي عبر التاريخ .
    2- الهدف الثاني من العولمة سيطرة الدولة الواحدة على الشعوب وخيراتها وحضارتها وإنسانها وإلغاء حضورها المتفرد على أراضيها وإلحاقها لتصبح تابعة في كل مظاهرها الشكلية والسلوكية والفكرية إلى شكل واحد ونمط واحد وطابع واحد تقوده دولة واحدة تهيمن على مقدرات الشعوب التي يجب أن تتخلى عن تاريخها وحضارتها وتراثها ومستقبلها لتصبح جزءاً من مسيرة الاستعمار الجديد في جميع مرافق حياة الشعوب وتصبح أداة من أدواته . ولدينا شواهد كثيرة من أعمال الفنيين التشكيليين في نزوعهم نحو إلغاء الشكل وإلغاء المضمون والبقاء في فراغات اللون المجرد والمساحة المجردة .

    رابعاً - الحقيقة الأخطر في مسألة الدعوة إلى العولمة جاءت من أجل إلغاء دور الحضارة والتراث للأمم التي تمتلك مثل هذا التراث الحضاري العريق وصولاً إلى إلغاء وجودها تماماً، والاستغناء عن هذا الوجود بوجود آخر غريب عن جسمها وعن حياتها وتجاهل تاريخها وإرثها تماماً كما يحدث في فلسطين من خمسين عاماً وأن السبب الأهم والحقيقي في الهجوم الشرس والمستمر الذي تقوم به إسرائيل وبدعم مباشر من أمريكا على الثورة الفلسطينية هو أن للشعب العربي الفلسطيني حضارة وتراثاً وتاريخاً عريقاً متجذراً في الأرض والإنسان من فجر التاريخ بينما إسرائيل لا تملك أي مقومات للحضارة في تسويغ وجودها الغريب في جسم الأمة العربية وهذا يعيق عملية استمرار الدولة الغربية ويقف عقبة أساسية في تحقيق وجودها كدولة .
    إن إسرائيل في عملية تدمير البيوت والإنسان والبنية التحتية لمشروع دولة فلسطين تظن أنها تقوم بذلك بهدف إلغاء حضارة وتاريخ وتراث هذا الشعب إلى الأبد وهذا مستحيل بالطبع.
    حاولت طمس التراث مثل السيطرة على بيت الشرق في القدس، وعلى سائر مراكز حفظ التراث العربي الفلسطيني في محاولة لمسح التراث العربي الفلسطيني من خارطة الثقافة العالمية والتراث الإنساني.
    خامساً- وباختصار إن العولمة ظاهرة سياسية اقتصادية ثقافية عسكرية بحجة إعادة تنظيم المجتمع العالمي وفق أسس جديدة جاءت من إفرازات الاستعمار الأمريكي الصهيوني، هدفها السيطرة على العالم بأسره بحيث تتحول أمريكا ومعها إسرائيل إلى شرطي يسير الناس كما يشاء ويسمح بما يشاء ويمنع ما يشاء ويحرم من يشاء ويعطي من يشاء وفق مخطط مدروس بدءاً من حكاية وطن قومي لليهود في فلسطين ومروراً بتفكك الاتحاد السوفييتي ومحاربة النظام الاشتراكي ومحاربة كل الدعوات نحو إنسانية الإنسان وكرامة المبدعين الذين يمثلون تيارات وطنية وقومية لها جذور حضارية تراثية متجذرة ومتأصلة عبر الأجيال .




  10. #10
    الصورة الرمزية عبد الله الشعيب
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    05- 2006
    العمر
    52
    المشاركات
    3
    يبدو أن توقيت دخولي قارب من مشارف الظهر ... لذلك أقول : مساء الخير
    الموضوع الذي طرحه ( الكايد ) والذي يحمل عنوان ( الموروث الفكري ) مهم على ما أظن ، وإن كان يأخذ منحى واسعا في التأويل المرتبط بالعنوان ..

    الموروث الفكري

    مصطلح ( كما هو وارد في الوضوع ) يناقش العموم ، من دون تخصيص مكان أو زمان ، ومن دون تحديد حيثيات ، ومن دون وضع مرحلة زمنية للتعمق فيها ، لذلك يمكن ان يندرج تحت مسمى ( طرح عامّ ) ، وهو طرح جاد ومن المهم الإستفادة منه ..
    يمكن أيضا أن يكون المصطلح المطروح للنقاش أن يأخذ منحى ( الإلتباس اللغوي ) ، وإن كانت الدلالة تحيل إلى دعوة للمحاولة في إعادة قراءة النتاج العربي الإسلامي بعد مضيّ هذه الآماد من السنوات والقرون ..

    اود في البدء أن أدخل في الكيفية الصياغية للمصطلح ..
    الموروث : ظاهر من الصياغة أنه إسم مفعول بحسب علم الصرف أو الإشتقاق أو اللسانيات ، أي أنه نتاج غير محدد ، يدخل فيه المادي والمعنوي ، الشفاهي والتدويني ، الثابت والحركي ، وهو العائد في زمنه إلى الماضي ، بما يتيح لنا فرصة مراقبته وقراءته وتمحيصه ، بكل هذه الشمولية في الوقت ذاته ..
    الفكري : هذا هو الشق الثاني الموصوف ، أي المتصل بالمووث ، فهو فكري ، أي كل ما له صلة بالعقل ، ويدخل في إطار العقل : المخيلة ، الرياضيات ، النتاجات اليدوية ، والإبداعات المخيالية ، وغيرها من السياقات ، على الرغم من المخاتلة اللغوية المحيلة من جانب المصطلح ، والذي يعيّن الفكر ، بينما هو يحيل إلى كل ما له من انشطة متصلة بالعقل ..

    طروحات
    إن التداخل - على ما اظن في هذا الموضوع - ينبغي ، في حالة الرغبة في طرح محور نقاشي جزئي مستنبط من الفكرة العامّة ، أن ينصب على تراتبية محورية واضحة ، ومنها يمكن الدخول في تسلسل نقاشي عامّ ، وقد رأيت من الردود الواردة على موضوع الكايد من قبل عاشق السمراء وهمس الندى أنه اخذ تشعبات سريعة جدا ، بينما كان من المفترض أن يأخذ تسشلسلا نقاشيا ، لن ندّعي بأن النقاش سيكون أكاديميا ، أي بالمعنى التوثيقي المحيل إلى المرجعيات ، بل سيكون مفتوحا بالقدر الذي يمكن أن نصيب به كبد الهوس النقاشي الذي نرتئي .
    وهنا يمكنني أن أقترح على أخي الكايد الفكرة التالية ، وهي نابعة من وحي ما قرأت ، وهي كالتالي :

    هل الأصح ان نقول حضارة عربية إسلامية أم حضارة عربية وإسلامية ؟ ولماذا ؟

    ربما من هذا المحور ، ولكي يأخذ النقاش سياقا جزئيا قابلا للتطور إلى محاور أخرى ، سنتوقف عند ما ينبغي أن نفعله حيال ( الموروث الفكري ) ، الذي وجدناه على الرقعة الجغرافيثة التي نسميها ( الوطن العربي ) ، أو التي كانت تنتج عبر هذه الرقعة الجغرافية ..

    هذا مجرد مقترح ..

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML