النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: اللقاء الكارثة .. للمياء الحراصـــي

  1. #1
    الصورة الرمزية لمياء الحراصي
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    04- 2006
    العمر
    42
    المشاركات
    44

    اللقاء الكارثة .. للمياء الحراصـــي

    بعد لحظات انتشلت ريماس نفسها من أحلامها وأمانيها المجنونة ونهضت ونظرت إليه كالمصدومة.. أعطته ظهرها لتمسح دمعة طفرت من عينها .. لماذا لا يكون كل ذلك حقيقة وواقع.. لماذا لا يحق لها بأن تحبه إلى الأبد..
    صعقت ريماس حينما أدركت ما تفوهت به منذ لحظات لنفسها .. تحبه !! ، انهارت على اقرب كرسي وأجهشت بالبكاء .. فزع خالد فقفز إليها بسرعة : - ريماس،ماذا حدث ؟! ، نظرت إليه بألم ثم تابعت إجهاشها بالبكاء فيما كاد هو أن يصاب بالجنون فصاح والغضب باد على وجهه الجميل : - ريماس .. أرجوك ماذا حدث؟ ، لا تجعليني أصاب بالجنون!!
    نظرت إليه مجددا ثم غطت وجهها بيديها وأجهشت مرة أخرى بالبكاء المر .. بكاء يبكيه كل جزء من جسدها.. لا يمكن لهذا أن يحدث !!
    تأوه خالد بقوه وهمس : - ريماس .. أرجوك .. هل أنا السبب؟؟ قولي بأنني .. لست السبب !
    صرخت بفزع : - لا .. أرجوك ! ... هزت رأسها بعنف ثم همست شفتاها بدون كلام لماذا احتللت قلبي بالقوة !
    مررت أصابعها الطويلة البيضاء في شعرها الطويل الأسود الفاحم ثم همست بصوت ضعيف جدا : - أنت السبب ! وصمتت !
    نظرت إلى عيناه بشوق ولهفة ثم أردفت بعد صمت طويل تأملت فيه عيناه الملتهبتان : - أنا .. صمتت مرة أخرى فصاح هو بخوف :- أرجوك .. لا تذليني أكثر .. تكلمي .. لا استطيع تحمل فكرة بأنني آذيتك بدون أن اشعر !
    ابتسمت بألم .. فليذهب الانتقام إلى الجحيم !.. ستخبره كل الحقيقة كل ما تحتاج إليه هو القوة .. فقط . ابتلعت ريقها ثم همست بعد صمت طويل طويل : - أنا .. احبك !
    نظرت إلى عيناه بكل تحدي وثقة .. اتسعت عيناه وجمدتا ثم التهبت عيناه ببريق غامض : - هل هذا ما يبكيك ؟؟؟ اعلم بأنك تحبينني ! طفرت الدموع من عينيها بقوة حينما صرح لها : - عرفت نساء كثيرات .. كثيرات .. لكن لم أحب فتاة مثلما أحببتك ! .. أنت جوهرة ! ،، لا تحرميني منك أرجوك .. اقبلي بعرضي . أرجوك بكل ذل !!
    أغلقت باب المنزل الذي تتقاسمه مع صديقاتها الاثنتين وشقيقتها نهى واتكأت عليه بعذاب تبكي بشدة وسرعان ما خارت قواها وتهالكت أرضا مستندة على الباب .. أسرعن البنات إليها وصيحات الدهشة تملأهن .. تكلمت نهى بخوف : ريماس !! ماذا حدث ؟ ..تجاهلت ريماس نظرات الفزع في أزواج العيون المحدقة إليها وأجبرت نفسها على النهوض متجاهلة أسئلتهن اللحوحة وتمكنت بجهد جهيد من ارتقاء درجات السلم والصعود إلى غرفتها وهي مدركة تماما بان الفتيات يتهامسن وربما يفكرن بأنها قد جنت ! ،، ارتمت على سريرها بغضب وألم . ماذا ستقول لهن الآن؟؟ بأنها أغرمت بالرجل الذي خططن لنفيه من الوجود.. كم سيكون موقفها مشرفا !
    وسمعت طرقات على الباب تبعت بهجوم الحشد إلى الداخل .. التف الجميع حول سريرها ،مريم وهدى جلسن على أطراف السرير فيما ظلت نهى واقفة وتكلمت بلهجة خطيرة: - ريما !! أريد تفسيرا لكل هذا !
    صمتت الفتيات بانتظار ردها فنهضت وهي تحاول لملمة بقايا شجاعتها .. تنفست بعمق ثم نظرت إلى نهى وقالت بوهن : - أنا بائسة .. يائسة لحد الموت !
    شهقت نهى وسارعت إلى احتضانها وهي تقول بلطف: - أرجوك لا تقولي ذلك . بدت ملامح الذهول على وجوه بقية الفتيات وخصوصا هدى التي هزت رأسها نفيا قائلة بغضب: قلت لكن بان هذه اللعبة لن تطول ! .. أجهشت ريماس بالبكاء فتبعتها نهى فورا .. صرخت مريم وهي ترجع بعض الخصلات المتمردة إلى ما وراء أذنيها : - هلا أخبرتنا ماذا يحدث ريما .. رجاء !
    بعد لحظات مشحونة بالتوتر والترقب همست ريماس بضعف يحتل كل أوصالها : من يتحرش بالقطط .. تخدش يداه ! .. تأوهت مريم : - عزيزتي .. ماذا حريا بهذا أن يفهمنا ؟؟
    مسحت ريماس دموعها .. تنهدت بألم ثم قالت بضيق وعذاب : - وقعت في غرامه!
    جمد الجميع عند سماع هذا التصريح المؤلم .. نظرن الفتيات إلى بعضهن بألم
    إغرورقت عينا ريماس مرة أخرى بالدموع حينما رمقها الجميع بنظرات مندهشة متألمة .. أجهشت بالبكاء مرة أخرى فالتفت الفتيات حولها يهدئن من روعها .. أردفت مريم بحنان:- اهدئي سنجد حلا لذلك .. أضافت هدى وهي تحاول أن تهون عليها : - لا تقلقي حبيبتي .. لا يمكن أن يكون الأمر بهذا السوء ..
    استطردت مريم بابتسامة جميلة : نحن هنا وسنساندك للأبد ..
    بعد لحظات استسلمن جميعهن للبكاء .. بعد صمت طويل قالت ريماس بضيق وتوتر: لا اعلم كيف حصل هذا .. ولكنني ضائعة ! .. امتدت أيديهن ليدها بقوة فأمسكت بهن بقوة ثم أضافت والحزن العميق ينغرس عميقا فيها : أنا خائفة جدا ..ماذا لو علم بأنني كنت أتلاعب بمشاعره كل هذا الفترة ؟! .. قالت هدى: صارحيه بالحقيقة! .. ردت ريماس بعد تنهيدة طويلة : فعلت ذلك ،، نصف الحقيقة ! علم بأنني أحبه ولكنه لم يعلم بأنني شقيقتك يا نهى ! .. أخفضت نهى بصرها وهمست لنفسها أنا السبب في كل ما يحدث الآن. أنا من فكرت في الانتقام من خالد لأنه تركني محطمة .. أنا من ضغطت عليها لتفعل ذلك ! .. سحبت نهى نفسها من أفكارها حينما ألقت ريماس بكارثة على مسامعهن جميعا : - طلب مني الزواج ! ارتعشت شفتا نهى فتراجعت للخلف مصدومة ..وتعالت شهقات البقية .. صرخت هدى بذهول وعدم تصديق: وماذا قلت؟ ... أردفت ريماس : رفضت ! .. وتحججت بالدراسة والجامعة !
    عاجلتها مريم قائلة بألم مرير يطغى على قسمات وجهها : - إذا كنت مغرمة به فاقبلي .. اخبريه كل الحقيقة .. سيثور وسيغضب ولكنه سيتفهم في النهاية !
    قاطعتها نهى بغضب: لا .. لن يتفهم .. أنا اعرفه جيدا .. سيقتلها إذا عرف بأنه كان ضحية مخطط نسائي ! ..... عاودت مريم حديثها بكل ثقة: - لقد خسرت أنا احمد للأبد .. فلماذا تخطئين أنت نفس خطئي !!
    صاحت نهى بدهشة : لا لن تفعلي ذلك يا ريماس ..
    صرخت مريم بقسوة في وجه نهى وهدى : - بل ستفعل .. نحن من يتحمل المسؤولية كاملة .. نحن من دفعناها للتورط في مخطط الانتقام هذا .. لن تنكرن ذلك الآن أرجوكن !
    أضافت هدى بلهجة غريبة : صحيح .. نحن من زرعنا هذه الفكرة في رأسها
    تكلمت ريماس بصوت بالكاد مسموع : كلنا أخطئنا .. ليس هناك أي ملامة وحيدة في الموضوع .. ما كان ينبغي أن أورط نفسي في هذا المخطط الشرير ..
    ترجلت ريماس عن سريرها واتجهت لمريم واحتضنتها بقوة . وقالت وهي تضغط عليها بشدة : أنا آسفة .. مريم اعلم بأنني لم أكن منصفة معك .. لم أكن بجانبك حينما احتجت لذلك ! .. همست مريم وهي تجتذب نفسها من حضن ريماس لتنظر في عينيها قائلة بابتسامة مزيفة لم تفت ريماس التي لاذت بالصمت : لا عليك !
    ناداها لكن ريماس تجاهلت نداء خالد متظاهرة بالصمم وأسرعت إلى قاعة المحاضرات.. طوال فترة تلك المحاضرة لم تركز للحظة .. وكانت تفكر بخالد وكيف لها بأن تصارحه بالحقيقة .. يجب عليها أن تتحرك قبل أن يعرف من أي شخص آخر .. حتى لو غضب منها أو تركها فعلى الأقل سيقدر موقفها واعترافها بالحقيقة المرة التي تؤرقها وتقض مضجعها ليلا ..همست بسخرية لنفسها الجبن لا يعرف عنوان ! متى ستتحلين يا ريماس بالشجاعة لتواجهيه بالحقيقة .. لتقفي مرة واحدة فقط وقفة شجاعة وتقولي كل ما تحتاجينه قوله لإنهاء هذا المهزلة !
    أغلقت ريماس الباب خلفها بقوة ورمت كتبها بعيدا عنها بكل ما أوتيت من قوة واتكأت عليه بتهالك وألم وانهارت أرضا حينما خانتها ركبتاها فاخفت رأسها بين ركبتيها وشهقت بالبكاء الذي تحول إلى نحيب بالتأكيد .. رفعت رأسها بقوة فزعا حينما سمعت أصوات غريبة ففوجئت بالشلة تطالعها بحزن واسى .. أوه لا ! لا ينقصها هذا الآن .. ليست بحاجة للشفقة فحالتها جدا مزرية وبائسة بدرجة مؤلمة ...خبئت رأسها بين ركبتيها من جديد هاربة من مواجهتهن .. جثت نهى على ركبتيها أمامها وتبعتها هدى ومريم ..أخذت نهى تمسح على شعر شقيقتها بحنان ونظرة الحنان تتجسد في عينيها .. همست ريماس بعذاب يقطع كل جزء من جسدها بقسوة وبلا رحمة :- أنا أحبه لدرجة الجنون .. وأجهشت ثانية بالبكاء .. احتضنتها نهى بألم وأجهشت بالبكاء أيضا .. أشاحت مريم رأسها بعيدا تخبئ دموعا تهدد بالانهمار فيما نهضت هدى والدموع تترقرق في مقلتيها السوداوان .. صاحت هدى اللعنة عليك يا خالد .. حطمت نهى ثم ريماس .. ساعدت نهى شقيقتها على النهوض وأجلستها على اقرب كرسي فانهارت فيه ومسحت الدموع التي بللت خديها ثم قالت وهي تبتسم ابتسامة كئيبة لم تصل لعينيها : - أبدو كالمغفلة .. أليس كذلك ؟؟ ..أنا من خططت لإيقاعه ولكنه أوقع بي ! سارعت مريم للتخفيف عنها : وهو أيضا مغرم بك لدرجة الجنون !
    اطل الصباح و ريماس مستيقظة تفكر بخالد .. استعرضت ذاكرتها من أول لقاء مدبر جمعهما إلى آخر لقاء لها به والى الآن .. أطلت نهى برأسها وقالت بمرح :صباح الخير يا كسول ! .. ردت ريماس بابتسامة فاتنة : بل قولي مساء صباح الخير !
    ضحكت نهى ضحكة نابعة من القلب ثم قالت بمكر: لا بد بأنك لم تنامي.. ولكن لا بأس .. مهما كان الذي تفكرين به فقد قررنا أنا والفتيات إضافة جو المرح إلى حياتك ..هيا انهضي .. سنخرج ..كل شي معد ونحن جاهزات للخروج.. ما عليك سوى غسل هذا الوجه الفاتن والنزول فالجميع بانتظارك !
    تمطت ريماس بكسل وتعب فجسدها مرهق مرهق جدا ولا يقوى على حملها ولكنها لا تستطيع رفض ذلك .. في الحقيقة أنها تشعر بان هذا اليوم مميز للغاية .. أطلت مريم برأسها وصاحت بنفاد صبر ريماس .. تأخرنا !! صاحت ريماس : حسنا .. آتيه!!
    اتخذن مكانا منعزلا في الحديقة العامة وتكلمن بأشياء كثيرة .. انتهت بخالد طبعا !
    ارتسمت الجدية على وجه ريماس التي قالت بصوت حميم : أحبه ..جدا ولكنني .. اخسره ! لكن أتعلمن شيئا .. لن أبالي أكثر ولن اذبل بانتظار أن يرويني هو .. سأتركه قبل أن يكتشف الحقيقة!
    نظرن الفتيات إليها بغرابة ونظرات أعينهن تصرخ إنها مجنونة! نظرت إليهن بالمقابل ثم صاحت بعصبية : -ماذا ؟؟
    كتمت الفتيات الضحكات وردت مريم : طبعا لن أهنئك على خالد .. لأنه سيئ بكل ما للكلمة من معنى! .. قاطعتها هدى وهي تسرح حالمة : آه خالد.. انه كامل لدرجة الإفراط ..وسامة ..هيبة .. طلة مميزة وحضور طاغ ولكنه .. أردفت نهى باقتضاب : بربري .. متوحش .. ولن يسامحنا أبدا إذا علم الحقيقة ! تعالى رنين هاتف ريماس النقال فصرخت ورمته فزعا : انه هو !
    ضحكت مريم ثم قالت وهي تعيده إليها : لا تكوني جبانة ..
    ابتسمت ريماس ثم قالت : اعلم بأنني عنوان للجبن ! ... أخذت هاتفها ثم ردت قائلة بصوت متهدج : أهلا خالد .. ونهضت وذهبت بعيدا فيما ارتسمت علامات الخيبة في وجوهن وضحكن بعنف ..
    عادت وابتسامة أمل تحتل محياها وجلست بينهن والفتيات ينظرن إليها بسعادة .. صاحت هدى : ماذا حدث .. تبدين سعيدة .. نظرت ريماس إليها ثم تجاهلتها قائلة : ماذا .. لماذا تنظرين إلي هكذا هل أصبت في دماغك ؟ ..تعالت الضحكات وقطعتها مريم : نريد الحقيقة يا فتاة ..كوني فتاة طيبة .. واخبرينا ماذا حدث .. هيا !
    أغمضت ريماس عيناها بقوة وصرت من بين أسنانها: ربي .. امنحني القوة ! ،، ضحكت نهى بقوة ثم قالت من بين ضحكاتها : قولي الحقيقة كاملة . تأففت ريماس ونهضت : لقد أصبتن بالجنون .. فتحت هدى فمها للتكلم ولكنها هددتها قائلة بمرح : اختفي قبل أن ينتفخ وجهك بالكدمات !
    اخترق ضحكاتهن صوتا غاية في الروعة : مرحبا ريماس !!! ... صوت لا تخطئه أبدا ..خالد !! التفت الفتيات جميعهن إليه وقد انقطعت ضحكاتهن بفزع وقد أدركن بأنهن انتهين ! ومات الكلام على شفاهن حينما تجسد خالد أمامهن .. اقشعر بدنهن حينما بدأ يدرك الموقف أو بالأحرى بدا باستيعابه .. تكلم بعد صمت خيل إليهن دهرا : نهى .. ريماس .. انتن صديقات !
    بد الغضب جليا على محياه نظرت ريماس لشقيقتها نهى التي تقف عاجزة عن الكلام أو حتى الحركة فيما ريماس عاجزة عن التنفس !! صرخ بهما : أريد أن اعرف ما الذي يحدث هنا ؟؟
    تجمعت الدموع في عيني ريماس التي استطاعت القول بصوت مبحوح مرتجف : خالد .. أرجوك سأشرح لك كل شيء ! ونظرت مرة أخرى إلى شقيقتها حينما أطال خالد النظر إليها ونهى تكتفي بالصمت والمشاعر تتضارب بداخلها .
    حاولت هدى الكلام لكنه منعها بحركة من يده كانت كافية لدب الرعب في قلوبهن .
    تضرعت ريماس إلى ربها ثم استجمعت شجاعتها وابتلعت غصة في حلقها ثم قالت بفزع : شقيقتان يا خالد ! ارتفع حاجباه بتعجب : ماذا ..آه .. يا للروعة ! صمت محاولا السيطرة على نفسه لكنه زأر كالأسد بعد ثوان : أنت يا نهى من خطط لذلك ! حاولت نهى الرد ولكن لسانها خانها بقوة فأجهشت بالبكاء .
    فكرت ريماس بصوت عال تبا له .. لن يبكي شقيقتها بعد اليوم .. يكفيها ما سببه لها من الم وعذاب حينما هجرها بكل وقاحة .. وتركها محطمة .. واتتها شجاعة غريبة لتصرخ في وجهه بالحقيقة : أنا شقيقتها .. لقد خططنا لإيقاعك كان كل شي مخططا له يا خالد ! .. صمتت لحظات لترى ردة فعله التي لا تبشر بخير أبدا لقد عرف الحقيقة وعرف بان كل شي كان مفبركا .. أجفل حينما استوعب الحقيقة .. إذا هي مكيدة ..لقد استغلتا غباءه لمصلحتهما .. انفجر قائلا بغضب زلزل الأرض تحت أقدامهن : إذا هي خدعة .. لقد غششتماني .. لا بد بأنكما استمتعتما جيدا .. وضحكتما مطولا علي !
    صاحت مريم بشجاعة : لا خالد لم يكن الأمر كذلك أبدا .. لقد وددنا إخبارك لكن ..
    صرخ خالد بها بقسوة : لا تنطقي بكلمة فأنتي أيضا غشاشة محتالة مثلهن تماما . صمتت مريم مصدومة .. ما بال هذا الرجل لا يحترم أحدا!
    بدا الألم يزداد في قلب ريماس التي بدت منهارة تماما .. استطردت ريماس بأسى يملأها حتى العمق : أرجوك .. ارحل الآن فالمارة ينظرون إلينا .. سأتصل بك وسأقول لك الحقيقة كاملة .. أرجوك سيتجمعون الناس حولنا ...
    رد مكشرا والغضب يغلي في مقلتيه: أبدا .. ستشرحين لي كل شي يا .. وكتم كلمة كاد أن ينطقها تجرأت نهى على الكلام أخيرا ثم قالت بخشونة : أنا من سيوضح لك ! أنا من ورطتها في كل ذلك !!
    بدا الاحتقار في صوته : ورطتها ؟؟ .. وهل هي مغفلة برأس كبير ! الم تعرف بان ما اقترفتماه يعد عملا فظيعا و تضليلا من الدرجة الأولى .. واستهزاء بمشاعر رجل كن لريماس كل الحب والاحترام ..ولكن أهنئك يا ريماس بدلتي المشاعر إلى بغض، كره، تقزز واشمئزاز مما قد تفعله شقيقتان بحياة رجل !
    لن تصمت أكثر ولن تتحمل أهانته أكثر فصرخت به بحقد وهي تصفق له : أهنئك .. لقد كنت دائما تلميذا في الغباء ! تدخلت هدى بقوة قائلة لن نشرح أي شي سنرحل أرجوكم الناس ينظرون إلينا !ضحك بسخرية ثم صر من بين أسنانه البيضاء : حسابها سيكون عسير .. ولكن حسابك أيضا يا نهى لن يقل عن ذلك .. مهما كانت وظيفتك قولي لها وداعا ..وسأعمل على أن لا تتوظفي مرة أخرى طوال حياتك !
    توترت شفتا ريماس وضاقتا حينما صرخت بحدة : لا يمكنك فعل ذلك !
    صاحت به مريم : أهنئك لأنك تتمتع بفضيلة الانتهازية !
    ضحك مرة أخرى ملء شدقيه حينما نظر إلى نهى التي بدا وجهها خاليا من الملامح من شدة الصدمة .. همس بحقد واضح جدا في صوته : وأنتي يا ريماس .. سأهتم بأن تقعي وتصطدمي بالأرض ! لا تنكر ريماس بأن الخوف جعلها ترتجف ما يحدث أسوأ من كل ما توقعنه لماذا ورطت نفسها في كل هذا .. ولكنها لن ترضى بان يراها ضعيفة .. يريد الحرب إذا فليكن ! .. تقدمت منه قليلا ثم قالت متجاهلة نظرات المارة : دعك من اللعب في الخفاء .. واجهني !
    أتاها صوت ساخرا : أوه يا حبيبتي الصغيرة المنافقة !
    قالت ببرودة وهي تحملق فيه بغباء : لا تدعني بهذا الاسم إذا كنت تريد أن تعيش ! . تحدت عيناه حينما قال بسخرية جعلتها تجن وتود قتله :
    تعرفين بأنني استطيع تشويه وجهك الجميل هذا يا .. يا ريماس .. كرهته بشدة لطريقته ال****ة في نطق اسمها ولكنها لم تعير ذلك أهمية بل صاحت فيه : لماذا كل الرجال أغبياء ؟
    تجاهلها بمنتهى البرود .. ابتسم بجاذبية دمرتها .. لكنها تجاهلت ذلك بغضب .. وكرهت نفسها لتيقنها بأنها لا تستطيع أبدا أن تتجاهله ... وان تظاهرت بذلك فهو يعلم مدى تأثيره عليها وهذا ما يذلها ويشعرها بالخزي الآن .. توقفت أفكارها فجأة حينما قال ببطء متعمدا أهانتها:
    أتعلمين ما أنتي .. مجرد حشرة استطيع أن أدوسها بقدمي واسحقها بكل بساطة .. صدقيني لن أتوانى عن ذلك ! .. ضغطت على نفسها كي لا يرى الصدمة في عينيها .. تحدت نفسها بان تنجح في ذلك ونجحت حينما استطاعت أن تبدو جدا هادئة وتقول بابتسامة عريضة ساخرة:
    أكون شاكرة لك لو تكف عن السخافات !! .. صمتت ثم عاودت كلامها بثقة اكبر قد بدأت فعلا تشعر بها : كي تستطيع النيل مني .. تحتاج لكثير من الخبث ..كثير من الخبث ! وابتسمت له بتحدي .. حينما قال بخشونة : استطيع أن امحيك من الوجود ..
    ضحكت بشدة وهي تضيف: ردة فعل عادية من طفل مدلل .. مشكلتك يا عزيزي بان أمك قد دللتك كثيرا ..كثيرا جدا ..لدرجة انك لا تستطيع أن ترى ابعد من انفك !
    أصابت كبد الحقيقة وأصابته في الصميم فقد بدا فعلا مصدوم وغاضبا بشكل مخيف وصرخ بها بقوة : لما لا تموتين وتريحينني ! ... ابتسمت عينيها حينما أدركت بأنها بدأت تكسب الحرب فاكتفت بالقول ببرود وهي تعي تماما بأنه قد فقد أعصابه : اقتلني . تعمل كثيرا ولكن النتيجة قليلة ! ... غبار كثير يا خالد وحصاد قليل.... أتعلم ذلك ؟؟؟... وضعت يديها على خاصرتيها بتحدي ... حينما أدرك بان يبدو كالمغفل بغضبه الذي وصل لحنجرته اكتفى بإهانتها قائلا: أتعلمين ماذا ؟؟؟ لم اعرف السخافة إلا عندما عرفتك !
    تأوهت ريماس بحركة مسرحية قائلة وهي تضحك بعنف: وهل اصدق انك لم تنظر إلى المرآة يوما ؟؟؟ زم شفتيه بقوة معبرا عن غضبه الشديد : كفى كفى .. من فضلك.. صدقيني لا استطيع
    السيطرة على أعصابي سأضع يدي حول عنقك واعدك بأنني ...
    قاطعته وهي ترسم دائرة في الهواء : وعود كاذبة يا عزيزي ! .. عاجلها بنبرة وقحة ومهلكة:
    لماذا لم أخنقك حتى الآن؟؟ لا اعترف بوجودك أنت ميتة لا أراك لا أسمعك ولا أعرفك .. هنا فقط عرف كيف يضربها في الصميم .. فعلا هو يستحق التهنئة في كل حياتها لم ترى شخصا بغيضا مثله .. تراه لأول مرة على حقيقته الأخرى البغيضة البعيدة عن كل الجماليات والشكليات المحترمة .. ورويدا رويدا بدأت النيران تضطرم في جوفها ولكنها فضلت أن تحفظ ماء وجهها وتتظاهر بالقوة فضحكت ملء شدقيها ثم همست وأساريرها تنفرج عن ابتسامة رائعة : اخفض صوتك رجاءا .. شردت لحظه في عيناه ولكنها حولت انتباهها بعيدا عنه حفظا لماء الوجه كما سبق وقررت .. فوجئت به يقول : أنت كارثة !! .. تجاهلت خفقات قلبها العنيفة والتي تطن في أذنيها وسارعت للقول بمرح زائف: وأنت كلمة أحمق مكتوبة على جبينك بالخط العريض مع بعض الزينة وكل شيء .. وضحكت بخفة .. والآن ارحل قبل أن اقتلع شعرك من جذوره .. ارتفعت يده تلقائيا إلى ( الكمه) التي يرتديها ثم ابتسم بوقاحة : ارتجف صدقيني! .. نزلت يده إلى جانبه ثم قال بعدوانية : سنرى من سيبكي مطولا يا ريما !!.. رحل !! ظلت تنظر إليه وهو يبتعد ثم صاحت : انتهى كل شي !
    ردت نهى: لا يا ريماس لقد بدأنا للتو .. سترين ما سيفعله بنا ! ... رفعت ريماس رأسها غرورا وقالت : لا يهمني .. لا تخافي لن يفعل شيئا صدقيني ..
    قاطعتها مريم بيأس ولكنه هدد وتوعد .. أم انك لم تدركي خطورة الوضع بعد يا ريماس ..
    تدخلت هدى بصوت ضعيف ومهتز: ردة فعل عادية من رجل عماني وشرقي ! .. الآن فقط بدا الخوف الحقيقي يتسرب إلى نفس ريماس .. فعلا أن ما يحدث خطير .. والدليل بأنها لأول مرة ترى مريم ضعيفة وهي معروفة بأنها مثالا للقوة والتصدي للمشاكل والأزمات .. ولكن عندما رأتها خائفة أدركت بان المصائب قد حلت فعلا .. لماذا حدث كل هذا ولماذا شاءت الصدف أن يلتقيهن صدفة هنا ؟؟ اهتز شيئا في نفس ريماس .. في الحقيقة ليس شيئا واحدا فقط بل أشياء كثيرة أهمها حبها لخالد .. تسارعت دقات قلبها وازداد ألمها بشكل لا يصدق .. لقد رحل .. خالد رحل من حياتها للأبد ..حسنا لن يهزمها الآن .. فليرحل فما عادت تبالي .. قلبها اطهر من أن يستحقه حقود كهذا ..تكلمت بصوت عال : اتركني .. وارحل !! امضي بعيدا .. ولا تسأل !عني أبدا لا تسأل !! مزق بقايا الحب الجميل واسحق البقايا تحت قدميك !! أعدك بأنني لن ابكي .. ولن انهار !!

















    يوم السبت الساعة واحدة فجرا بتاريخ 10/ 7/ 2005

  2. #2
    الصورة الرمزية عاشق السمراء
    Title
    "رجل عادي جدا"
    تاريخ التسجيل
    05- 2002
    المشاركات
    21,307
    مسااااااااااء جميل ..

    الفاضلة لمياء ..

    اشعر بالاستمتاع ..

    قرأتها ..

    ولن اخوض عبابها ..

    فأنا قرأتها ..

    بطريقتي ..

    وقد شعرت بالابتسامة تسكنني ..

    وانا اغلق باب عيني ..

    واسكن وسادتي !!

    اشكرك ...... !!

  3. #3
    الصورة الرمزية همس الندى
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    03- 2006
    المشاركات
    439



    لمياء مشكورة على هذه الرواية


    ولكن يا أختي يا ليت كان خط الكتابة أكبر قليلاً


    لكي نقرأها براحة بدون ما ندخل خشتنا بالشاشة


    وجعتني عيوني مرة يا لمياء

  4. #4
    الصورة الرمزية لمياء الحراصي
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    04- 2006
    العمر
    42
    المشاركات
    44
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشق السمراء
    مسااااااااااء جميل ..

    الفاضلة لمياء ..

    اشعر بالاستمتاع ..

    قرأتها ..

    ولن اخوض عبابها ..

    فأنا قرأتها ..

    بطريقتي ..

    وقد شعرت بالابتسامة تسكنني ..

    وانا اغلق باب عيني ..

    واسكن وسادتي !!

    اشكرك ...... !!
    اتمنى ان نومك كان هادئا وهانئا ....


    اشكرك جدا اخي العزيز

  5. #5
    الصورة الرمزية لمياء الحراصي
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    04- 2006
    العمر
    42
    المشاركات
    44
    اسفة يا ندى اذا اوجعت عينيك ...

    وبالمناسبة هذه ليست برواية ..

    انها قصة قصيرة ...

  6. #6
    مســــــائك رائع يا مذهلة .....جميلة جدا قصتك


    راقية بالفعل انتِ

    سلمت يداكِ

    تحياتي

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML