الجزيرة نت :

أعلنت السلطات الأفغانية أنها أطلقت سراح الأفغاني الذي ارتد عن دين الإسلام

واعتنق المسيحية، إثر ضغوط أميركية وغربية كبيرة للإفراج عنه.

وأكد وزير العدل الأفغاني سروار دانيش أن عبد الرحمن

"أفرج عنه مساء أمس" الاثنين، دون أن يضيف أي تفاصيل.

وأوضح أن "الملف كان يتضمن ثغرات فنية دفعت المحكمة إلى وقف المحاكمة،

وفي الوقت نفسه أكد أقرباء عبد الرحمن وابنته أنه يعاني من اضطرابات عقلية".

وكانت المحكمة الأفغانية العليا قد قررت الأحد عدم مواصلة النظر في قضية

عبد الرحمن بعد شهادات من أقاربه بأنه مختل عقليا، وإفادته بأنه

يسمع أصواتا وهمية.

وأعادت المحكمة القضية إلى مكتب المدعي العام الذي أمر الاثنين بإجراء

فحوص عقلية للمتهم.

وقال مسؤول أفغاني رفض الكشف عن اسمه إنه لا يلزم إبقاء عبد الرحمن

في الحجز أثناء نظر المدعي العام في أوراق القضية.

واعتقل عبد الرحمن (40 عاما) في فبراير/ شباط الماضي في كابل بعد

أن رفعت عائلته شكوى ضده إلى الحكومة لارتداده عن الإسلام.

وقال مسؤول قضائي إنه اعتقل بعد أن أبلغت أسرته السلطات أنه تحول إلى المسيحية،

إثر نزاع على حضانة طفلتيه.

وأفادت الأنباء بأن عبد الرحمن اعتنق المسيحية منذ 15 عاما حينما كان

يعمل مع جماعة إغاثة تساعد اللاجئين الأفغان في باكستان.

وقد عاش فترة طويلة خارج أفغانستان، ويعتقد أنه تحول إلى المسيحية في ألمانيا.

وينص الدستور الأفغاني على حماية الحقوق الدينية للأقليات ولكن المسلمين

يجب أن يتبعوا تعاليم الإسلام.

وطبقا للشريعة الإسلامية يطبق الحد على المرتد إذا رفض الرجوع إلى دينه.

وكانت الولايات المتحدة ذكرت أمس الاثنين أن عبد الرحمن سيطلق سراحه وأعربت

عن "سعادتها" بقرار الحكومة الأفغانية.

وذكرت الأمم المتحدة في كابل أمس أن عبد الرحمن طلب اللجوء خارج أفغانستان

وأنه يجري العمل مع الحكومة الأفغانية من أجل حل هذه المسألة.

وعقب ورود أنباء عن إفراج محتمل عنه أمس الاثنين تظاهر نحو 1000 أفغاني

في مدينة مزار شريف بشمال أفغانستان احتجاجا على التدخل الأميركي والغربي.

واتهم المتظاهرون الحكومة الأفغانية بخرق دستور البلاد الإسلامي وبالخضوع

لضغوط الغرب وطالبوا بتطبيق الشريعة الإسلامية وإعدامه.

وكانت قضية عبد الرحمن أثارت عاصفة من الاحتجاجات الدولية وهددت

بحدوث شقاق بين أفغانستان من ناحية والولايات المتحدة ودول غربية من

ناحية أخرى.

وقد صعدت الولايات المتحدة ضغوطها على أفغانستان بسبب قضية عبد الرحمن.

وأجرت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس اتصالا هاتفيا مع الرئيس

الأفغاني حامد كرزاي "وطلبت منه أن تظهر أفغانستان احتراما للحرية الدينية

وأن يتم العمل على حل القضية سريعا".

وعبر الرئيس الأميركي جورج بوش قبل ذلك عن "قلقه العميق" حيال هذه

القضية وعلى ضرورة تعزيز الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان.

كما ضغطت دول غربية كثيرة تعتمد عليها الحكومة الأفغانية في إعادة

إعمار البلاد بعد سنوات من الحرب وكذلك في مطاردة فلول نظام طالبان

الذي أطيح به أواخر 2001، وهددت بسحب قواتها من أفغانستان.

-------------------

قال تعالى: ( لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ )