صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 21

الموضوع: ماهي السنة ؟...... السنن المهجورة والمتروكة في زماننا هذا ..

  1. #11
    الصورة الرمزية أسد الصمد
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    01- 2005
    المشاركات
    21


    الرابــــــــــــــعة عشــــــــــــــــــر :
    صــــــــــــــلاة الاستــــــــخارة
    قد جهل الكثير من الناس الاستخارة الشرعية المرغب فيها وهجروها أو قل من يعملها وابتدعوا لها بدعاً كثيرة لم يرد شيء منها في الكتاب ولا في السنة وجهلوا وتناسوا .
    فعن جابر رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن ) .



    حــكــمــتــها
    هي التسليم لأمر الله والخروج من الحول والطول وتفويض الأمر على الله .

    ســبــبــها
    أن تكون صلاة الاستخارة في الأمور التي لا يدري العبد وجه الصواب فيها ، وأن يكون متردداً حائراً فيها .
    أما ما هو معروف خيره كالعبادات وصنائع المعروف كذلك ما هو معروف شره كالمعاصي والمنكرات فلا استخارة فيها .
    فإنه لا استخارة في فعل ما هو مشروع كالحج وغيره ، وترك ما هو ممنوع .
    وينبغي أن يكون المستخير خالي الذهن غير عازم على أمر معين ، فيظهر له ببركة الصلاة والدعاء ما هو خير.
    ولا مانع من تكرارها أكثر من مرة .

    صــفـــتــها
    أن يصلي ركعتين فيقرأ في الأولى الفاتحة ( وقل يا أيها الكافرون ) ، وقرأ في الثانية الفاتحة ( وقل هو الله أحد ) وبعد السلام يرفع يديه ويدعوا فيقول : ( اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسالك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر ويسميه – خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال عاجل أمري وآجله فاقدره لي ويسر لي ثم بارك لي فيه وإن كنت تعلم أنه شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال عاجل أمري وآجله فأصرفه عني واصرفني عنه وأقدر لي الخير حيث كا ثم رضنًي به ) رواه البخاري

    أحرص أخي المسلم على هذه الصلاة العظيمة وعلى دعاء الاستخارة المعروف قد جهل كثير من الناس الاستخارة الشرعية المرغب فيها بالأحاديث السابقة وهجروها أو قل من يعمل بها ، وابتدعوا لها بدعاً كثيرة لم يرد شيء منها في الكتاب ولا في السنة ولم ينقل عن أحد السلف أو الخلف وجهلوا وتناسوا قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من عم عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) رواه مسلم
    ولذا نكبوا أخيراً بترك كل شيء ثابت عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعكفوا على بدع ومحدثات الصقوها بالدين والدين منها براء براءة الذئب من دم ابن يعقوب ( ولو قُدر لعاقل أن يترك ما عكفوا عليه ) وليسلك طريق الرسول صلى الله عليه وسلم ويهتدي بهدية (( سلقوه بألسنة حداد واعتبروه خارجاً على الدين مبتدعاً متنطعاً متشدداً جامداً ))
    فلا حول ولا قوة إلا بالله نسأل الله العظيم الهداية .






  2. #12
    الصورة الرمزية أسد الصمد
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    01- 2005
    المشاركات
    21


    الخامســـــة عشـــر
    صـــلاة الضحـــى

    وهي سنة مؤكده
    وهناك من الناس وللأسف الشديد لا يعرفها الناس تماماً
    في الحديث الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أوصاني خليلي بثلاث لا أدعهن حتى الموت صوم ثلاثة أيام من كل شهر وصلاة الضحى ونوم على وتر . رواه البخاري

    فضــل صــلاة الضحـــى
    في صحيح مسلم والنسائي و غيرهما في الحديث الصحيح من حديث أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( يصبح على كل سُلامي من أحدكم صدقة فكل تسبيحه صدقة وكل تحميده صدقة وكل تهليله صدقة وكل تكبيرة صدقة أمر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة ويجزي من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى فصلاة الضحى أنها تجزي عن الصدقة التي تصبح على مفاصل الإنسان في كل يوم وهي ثلاثمائة وستون مفصلاً ) كما أخرجه الإمام مسلم
    فالجسم فيه ثلاثمائة وستون مفصلاً لابد من التصدق عنها كلها ، ويجزي عن ذلك أي يقوم مقام ذلك ركعتان يركعهما من الضحى
    وأدناها ركعتان وأعلاها أثني عشرة ركعة
    وموعدها من بعد شروق الشمس بثلث الساعة حتى قبل صلاة الظهر بثلث ساعة أيضاً
    وحكى الحافظ العراقي في شرح الترمذي أنه اشتهر بين العوام أن من صلى الضحى ثم قطعها يعمي فصار كثير من الناس يتركونها أصلا لذلك . وليس لما قالوه أصل بل الظاهر أنه مما ألقاه الشيطان على ألسنة العوام ليحرمنهم الخير الكثير لاسيما ما وقع في حديث أبي ذر واعلموا : ( أن الشيطان لكم عدواً فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه لتكونوا من أصحاب السعير ) .
    قال الإمام النووي رحمه الله في شرح مسلم على حديث أبي ذر ويجزي في ذلك ركعتان يركعهما من الضحى ، وفي الحديث : ( لا يجزي عن أحد بعدك ) وفيه دليل على عظم فضل الضحى وكبير موقعها وأنها تصح ركعتين ويدل على مشروعية الاستكثار من التسبيح والتجميد والتهليل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

    وقـــت صـــلاة الضحـــى
    في رواية مسلم رحمه الله من حديث أم هانئ أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بعد ما أرتفع النهار يوم الفتح ورواه أصحاب السنن والبيهيقي وأحمد أنه من طلوع الفجر وعلى تقدير أن يكون النهار من طلوع الفجر
    فلا مانع من أن يراد بهذه الأربع ركعات بعد طلوع الشمس لأن ذلك الوقت ما خرج عن كونه أول النهار
    وهذا هو الظاهر من الحديث وعمل الناس فيكون المراد بهذه الأربع ركعات صلاة الضحى
    وأن وقت صلاة الضحى من بعد طلوع الفجر إلى الاستواء وأفضله حين ترمض الفصال وهو قبيل الاستواء

    وفي الحديث الذي أخرجه ابن خزيمه في صحيحه من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( صلاة الضحى صلاة الأوابين لا يحافظ على صلاة الضحى إلا أواب وهي صلاة الأوابين ) وصححه الألباني
    .
    ومن السنة أن يقرأ فيها بسورتي ( والشمس وضحاها – والضحى )



    .

  3. #13
    الصورة الرمزية أسد الصمد
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    01- 2005
    المشاركات
    21


    السادســــة عشـــــر
    صـــــــلاة الوتـــــــــــر

    من السنة المندثرة عند بعض الناس صلاة الوتر
    فعليك أخي المسلم بالمحافظة على صلاة الوتر فإنها من السنن المندثرة عند بعض الناس
    والتي كان النبي صلى الله عليه وسلم يواظب عليها في الحل والسفر
    ففي الحديث الصحيح الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه : ( اجعلوا أخر صلاتكم بالليل وتراً ) .
    ويقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ( يا أهل القرآن أوتروا . )

    والوتر يعي الفرد ( واحد أو ثلاثة أو خمسة )
    سنة مؤكدة قبل الفجر
    ولذا يجب على المسلم ألا ينام قبل أن يصلي الوتر
    لهذا قال أبو هريرة رضي الله عنه : ( أوصاني خليلي بثلاث ركعتي الفجر وصيام ثلاث أيام من كل شهر وألا أنام قبل أن أوتر ) .

    ووقت صلاة الوتر من بعد صلاة العشاء حتى وقت صلاة الفجر
    ويبين الرسول صلى الله عليه وسلم أهمية صلاة الوتر : ( أوتروا فإن الله وتر أي فرد يحب الوتر ) ويثيب عليها ،
    ويقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه : ( إن الوتر ليس بحتم أي ليس لازماً واجباً أو فرضاً ، ولكنه سنـــــة نبينا صلى الله عليه وسلم
    والوتــــر لم يتركه النبي صلى الله عليه وسلم في سفر ولا في حضر ، ولا في مرض ولا صحـــــة .

    والنبي صلى الله عليه وسلم ينصح المسلم بأن يحافظ على سنـــة الوتر فيقول صلى الله عليه وسلم : ( من ظن ألا يستيقـــظ أخره أي أخر الليل فليوتـــــــر أوله ومن ظن أن يستيقـــظ أخره فليوتــــر أخـــــــره )
    أي من غلب على ظنــــه وتعود على الاستيقــــاظ قبل الفجـــر
    فالأفضل له أن يؤخــــر صــــلاة الوتــــر إلى قبيل الفجــــر .

    يــــروى أن النبــــي صلى الله عليــــه وسلــم ســـأل أبـــا بكـــر وعمــــــر رضـــي الله عنــــهما فقال : ( يا أبا بكر متى توتر ؟ قال أول الليل بعد العتمة أي صلاة العشاء ،
    وقال : وأنت يا عمر متى توتر ؟
    قال : آخر الليل .
    فقال صلى الله عليه وسلم : أما أنت يا أبا بكر فقد أخذت الثقة أي بالمضمون كما نقول الآن وأما أنت يا عمر فقد أخذت بالعزيمة أو بالقوة )
    فليختر كلاً منا ما يراه أفضل بالنسبة له ويحرص على عدم ضياع سنة نبينا صلاة الوتر ومن صلاة الليل الوتر

    أقــــــله ركعة وأكثره إحدى عشر ركعة فيوتر بركعة مفردة لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من أحب أن يوتر بواحدة فليفعل ) ويوتر بثلاث لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من أحب أن يوتر بثلاث فليفعل ) رواه أبو داود والنسائي .

    فإن أحب سردها بسلام واحــــد لما روى الطحاوي بأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أوتر بثلاث ركعات لم يسلم إلا في أخرهن.

    وإن أحب صلى ركعتين وسلم ثم صلى الثالثة لما روي البخاري عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنه كان يسلم بين الركعتين والركعة في الوتر حتى كان يأمر ببعض حاجته ويوتر بخمس فيسردها جميعاً لا يجلس ولا يسلم إلا في أخرهن لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من أحب أن يوتر بخمس فليفعل ) رواه أبو داود والنسائي .
    وعن عائشة رضي الله عنها قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة يوتر من ذلك خمس لا يجلس في شيء منهن إلا في أخرهن ) متفق عليه .
    ويوتر بسبع فيسردها كالخمس لقول أم سلمه رضي الله عنها كان النبي صلى الله عليه وسلم يوتر بسبع وبخمس لا يفصل بينهن سلام ولا كلام ويوتر ) رواه أحمد والنسائي وابن ماجه .
    ويوتر بتسع فيسردها لا يجلس إلا في الثامنة فيقرأ التشهد ويدعو ثم يقوم ولا يسلم فيصلى التاسعة ويتشهد ويدعو ويسلم لحديث عائشة رضي الله عنها في وتر النبي صلى الله عليه وسلم قالت : ( كان يصلي تسع ركعات لا يجلس فيها إلا الثامنة فيذكر الله ويحمده ويدعوه ثم ينهض ولا يسلم ثم يقوم فيصلي التاسعة ثم يقعد فيذكر الله ويحمده ويدعوه ثم يسلم تسليماً يسمعنا )
    ويصلي إحدى عشر ركعة فإن أحب سلم كل ركعتين وأوتر بواحدة لحديث عائشة رضي الله عنه قالت : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي ما بين أن يفرغ من صلاة العشاء إلى الفجر إحدى عشرة ركعة يسلم بين كل ركعتين ويوتر بواحدة ) .
    وإن أحب صلى أربعاً ثم أربعاً ثم ثلاثاً لحديث عائشة رضي الله عنها قالت : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثاً ) وسرد الخمس والسبع والتسع إنما يكون إذا صلى وحده أو بجماعة محصورين اختاروا ذلك .

    أمـــــــــــا المساجـــــــد العامـــــــة
    فالأولى للإمام أن يسلم في كل ركعتين لئلا يشق على الناس ويربك نياتهم ، ولأن ذلك أيسر لهم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أيكم أمً الناس فليوجز فإن من ورائه الكبير والضعيف وذو الحاجة )
    وفي اللفظ ( فإن صلى وحده فليصل كيف يشاء ) ولأنه لم ينقل أن النبي صلى الله عليه وسلم أوتر بأصحابه بهذه الكيفية وإنما كان يفعل ذلك في صلاته وحده .


  4. #14
    الصورة الرمزية أسد الصمد
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    01- 2005
    المشاركات
    21



    السابـــــعة عشـــر
    صــــلاة الكســوف والخســوف
    الكسوف والخسوف للقمر وقيل غير ذلك .
    أتفق العلماء على أن صلاة الكسوف سنة مؤكدة في حق الرجال والنساء .
    وأن الأفضل أن تصلى في جماعة وإن كانت الجماعة ليست شرطاً فيها وينادي لها ( الصلاة جامعة )
    واتفـــق الجمهور من العلماء على أنها ركعتان في كل ركعة ركوعان .

    صـفــتـــــها
    ركعتان في كل ركعة ركوعان
    وذلك أن يكبر ثم يقرأ ثم يركع ثم يرفع ثم يقرأ ثم يركع ثم يرفع ثم يسجد وهذه ركعة كاملة يصلي ركعة أخرى مثلها و تكون لركعة الأولى أطول من الثانية . متفق عليه
    وبهذا القول على الجحود ، وقسوة قلوب أهل زماننا وبالأخص العلماء ، وذلك لأن الشمس والقمر يخسفان كل عام
    ومع هذا لا ترى في البلد الكبير الشاسع الأطراف رجلين من أهل العلم يفزعان في البلد إلى صلاة الخسوف أو الكسوف وإحياء هذه السنة المندثرة
    ومع هذا الهذيان والجهل الفاضح لا ترى فرداً واحداً من أهل العلم ينـكــــــــر على أهل هذه البلدة السخرية المزرية
    ويعلمهم الشــــــرع بدلاً من دورانهم حول اللهو يضربون النحاس والصفيح ويتعبدون بكلام فارغ بارد ضاج أين من ينهاهم عن هذا المنكر الممنوع بل يسكتون كأنهم في الجهلة والضلالة والحماقة والطيش متساوون
    إنــــا لله وإنـــا إليه راجعون وهذا ما يعرفنا قيمة الدين عندهم ودرجة خوفهم من معصية ربهم ، ومقدار متابعتهم لنبيهم
    أما والله أنهم لفي غفلة عن قول المعصوم صلى الله عليه وسلم : ( ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي ثم يقدرون على أن يغيروا ثم يصروا ألا ويوشك أن يعمهم الله بعقاب ) . رواه أحمــــد وأبو داود وغيرهمـــا .

    مــن أحكــام صــلاة الكســوف والخســوف
    يشرع للنساء أن يصلين عند حدوث ذلك .
    تصلي ولــو في وقت النهي إذا حدث الكسوف في ذلك الوقت .
    يستحب تذكيــــر الناس ووعظهم بعد أداء الصـــلاة .
    إذا فات المأموم الركوع الأول مع الإمام وأدرك الركوع الثاني
    فهـــل يكــــون مــدركاً لتلك الركعة أم لا ؟ الصحيح : أن من فاته الركوع الأول من صلاة الكسوف لا يعتد بهذه الركعة وعليه أن يقضي مكانها ركعة أخرى بركوعين . من فتاوى الشيخ ابن باز رحمه الله .
    السنة أن يطيل القراءة وكـــذا جميــع الأركـــان من قيام وركوع وسجود .
    لا يشرع لها أذان ولا إقامة بل ينادي بقول ( الصلاة جامعة ) .


  5. #15
    الصورة الرمزية أسد الصمد
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    01- 2005
    المشاركات
    21


    الـثامنة عشــــر
    قيــــام الليـــل

    قال الله تعالى {وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ } قال ابن جرير ـ رحمه الله تعالى ـ هي الصلاة بالليل من أي وقت .
    وقوله تعالى : {وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً } وقال تعالى : {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ }{وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ }
    قال القاسمي : أي اذكره واعبده بالتلاوة والصلاة بالليل .
    وقوله تعالى : {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ }{وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ } قال القرطبي : قال ابن مسعود : إذا فرغت من الفرائض فانصب في مقام الليل .

    عن أبي أمامه الباهلي ـ رضي الله عنه ـ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( عليكــــم بقيام الليل ، فإنه دأب الصالحين قبلكم ، وقربة إلى ربكم ، ومكفرة للسيئات ) ومنهاة عن الإثم .
    وعن عبدالله بن ألب قيس قال : قالت عائشة رضي الله عنها : ( لا تدع قيام الليل فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يدعه وكان إذا مرض أو كسل صلى قاعداً ) رواه أبو داود ، قال الأرناؤوط إسناده صحيح جامع الأصول ( 6/ 66) .

    أمنــع جفونــك أن تــذوق منامــاً **وذر الدموع على الخدود سجاماً
    واعــلم أنـــك مـــيت ومحاســـب ** يا من على سخط الجليــل أقاماً
    لله قـــوم أخـــلصـــوا فــي حبــه ** فنهـــارهـــم عبـــادة وصيـــاماً
    قــوم إذا جــن الظــــلام عليهـــم ** بأتــوا هنـــالك سجـــداً وقيامــاً
    خمص البطون من التعفف خمراً ** لا يعرفون سوي الحلال طعاماً

    وعن أم سلمه ـ رضي الله عنها ـ أن النبي صلى اله عليه وسلم استيقظ ليل فقال : ( سبحان الله ، ماذا أُنزل الليلة من الفتن ماذا أُنزل الليلة من الفتن ماذا أُنزل الليلة من الخزائــــن ، ومن يوقظ صواحـــب الحجرات ؟ يا رُب كاسية في الدنيا وعارية في الآخرة ) رواه البخاري ـ فتح الباري ( 3/ 10 )

    ومعــلوم أن المحافظة على صلاة الليل
    سبب لحضور القلب بين يدي الله تعالى وبكائه وتأثره بآي الذكر الحكيم ، والقرآن الكريم على ما فيه من مشقة وعناء .

    وقد سئل الحسن البصري عن أشد شيء وأصعبه على الإنسان فقال قيام الليل
    فقيل له فما بال المجتهدين أحسن الناس وجوهاً ؟ فقال لأنهم خلوا بالرحمن تعالى فألبسهم من نوره .
    والرسول قدوتنا في قيام الليل قال الله تعالى : {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ{1} قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً{2} نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً{3} أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً{4} إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً{5} إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْءاً وَأَقْوَمُ قِيلاً{6} إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحاً طَوِيلاً{7} وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً{8}
    وعن أبي عبدالرحمن السلمي قال : لما نزلت {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ{1} قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً{2} قام النبي صلى الله عليه سلم وأصحابه حولاً حتى انتفخت أقدامهم وسوقهم حتى نزل {إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً } حتى بلغ { فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ } .
    عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ينزل الله عز وجل إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يمضي ثلث الليل الأول فيقول : أنا الملك أنا الملك ، من ذا الذي يدعوني فأستجب له من ذا الذي يسألني فأعطيه من ذا الذي يستغفرني فأغفر له فلا يزال كذلك حتى يضىء الفجر ) رواه البخاري ومسلم واللفظ له .
    والحديث يدل على الترغيب على قيام ثلث الليل .

    إن قيــــام الليل من صفات المتقين وبه الأجر العظيم من الله في كل وقت .
    إن قيا الليل وطول التهجد فضل من الله يمن به على من يشأ من عباده
    وقد من الله به على عبدالله بن عمـــر رضي الله عنهما فكان لا ينام من الليل إلا قليلاً وعلى المسلم الذي يريد أن يكف نفسه عن المعاصي ويردعها عن الشهوات الحرام لابد أن يؤدب النفس في الليل بحسن قيام الليل وطول القراءة والتدبر والمراقبة والخوف من الله .

    أن قيام الليل واجتهادهم صفة من صفات عباد الرحمـــــن المذكوريــــن في قوله تعالى : {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً } {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً } كانوا يتوبون لربهــم ساجديــــن وقائميـــن .
    عن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن في الليل ساعة لا يوافقها رجـــل مسلم يسأل الله خيراً من أمـــــر الدنيا والآخــــــرة إلا أعطاه إياه وذلك كـــــل ليلـــــة ) رواه مسلم .
    قال تعالى : {كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ } {وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } قال الأحنف ابن قيس : ( كانوا لا ينامـــــون إلا قليلاً لست من أهـــل هذه الآية قال ـ رحمه الله ـ عرضـــت عملي على أعمال أهــــل الجنـــة فإذا قوم قد باينوناً بوناً بعيـــداً لا نبلغ أعمالهم .
    وعن الحسن قال : لا ينامون من الليل إلا أقله كابدوا قيام الليل .
    قال عبدالرحمن بن زيد بن أسلم قال رجـــل من بنـــي تميم لأبــي : ( يا أبا أسامة صفة لا أجــــدها فينـــا ذكـــر الله قـومـــاً فقال : {كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ } ونحــــن والله قليــــلاً من الليــــل ما نقـــوم ) فقال أبــــي : طوبــــى لمـــن رقــد إذا نعــــس وأتقـــى الله إذا استيقظ .


    كيـــف تنـــام العيــــن قريرة ولـــــم تدر في أي المجالــــس تنــــزل ؟؟
    روى الأمام أحمــد في الزهـــد أن داود عليه الصلاة والسلام سأل جبريــــــــل فقال : ( يـــا جبريـــل أي الليل أفضل ؟ قال : يا داود ما أدري إلا أن العرش يهتــز بالســـحر ) رهبان الليل .
    إن قيا الليل عزً في الدنيا والآخرة وعون على الأعداء في الجهاد .

    سأل عظيم الروم رجـــلاً عن هؤلاء القوم قال : أخبرك كأنك تنظر إليهم هم فرسان بالنهار رهبان بالليل لا يأكلون في ذمتهم إلا بثمن ، ولا يدخلون إلا بسلام ، يقفون على ما حاربوه حتى يأتوا عليه فقال : لئن صدقت ليملكن موضع قدمي هاتين وصدق فقد تقدمت الأمة يوم أن صامت وقامت وحكمت بأمر ربها فلما ضيعت أمر ربها ضاعت ولما نسيت أمر ربها نسيها الله .



  6. #16
    الصورة الرمزية أسد الصمد
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    01- 2005
    المشاركات
    21


    التاسعـــة عشــر
    صــلاة السنة الراتبة
    وفضل المواظبة على السنن الرواتب


    قال صلــــى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم : ( ما من عبد مسلم يصلي لله تعالى في كل يوم اثنتي عشر ركعة تطوعا غير الفريضة إلا بنى الله له بيتاً في الجنة ) .
    ويقول صلى الله عليه وسلم في الحديث من صلى في يوم وليلة اثنتي عشر ركعة بنى الله له بيتاً في الجنة .أخرجه الطبراني في الأوسط ( 1/58/ 2) وصححه الألباني .
    والسنــــة المقصـــودة في هذا الحديث هي السنة الراتبة
    وإذا حافظت عليها بُني لك كل يوم بيت وأين ؟
    في الجنة .

    والســـؤال : فماذا عن تفصيل هذه الركعات الأثنتي عشرة ؟
    والجـــواب : أنها ركعتان قبل الصبح ـ ركعتا الفجر قال صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم : ( ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها ) في الحديث المتفق عليه من حديث عائشة لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يحافظ على شيء من النوافل أشد تعاهداً فيه على ركعتي الفجر وأربع ركعات قبل الظهر واثنتان بعده ، أو العكس اثنتان قبله وأربع بعده ، واثنتان بعد المغرب ، واثنتان بعد العشاء .
    ففي الحديث الصحيح عند مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في بيتي قبل الظهر أربعاً ثم يخرج فيصلي بالناس ثم يدخل فيصلي ركعتين وكان يصلي المغرب بالناس ثم يدخل فيصلي ركعتين ويصلي بالناس العشاء ويدخل بيتي ويصلي ركعتين واحرص على أن يكون أداؤها في بيته لقوله صلى الله عليه وسلم : ( صلوا أيها الناس في بيوتكم فإن أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة ) متفق عليه .

    وقــد ســــئل شيخ الإسلام ابــن تيمية رحمه الله عمن واظب على ترك السنن الرواتب ؟
    فأجـــاب : من أصر على تركها دل ذلك على قلة دينه فردت وإذا أراد المسلم الزيادة في التطوع ـ مجموع فتاوى ( 23/ 127 )
    قال صلى الله عليه وسلم : ( رحم الله امرءاً صلى قبل العصر أربعاً ) وقال صلى الله عليه وسلم : ( من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله على النار ) رواه أبو داود والترمذي .
    في الحديث المتفق عليه وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( بين كل أذانين صلاة بين كل أذانين صلاة بين كل أذانين صلاة قال في الثالثة لمن شاء ) !!
    المـــراد بالأذانين الأذان والإقامة .



  7. #17
    الصورة الرمزية أسد الصمد
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    01- 2005
    المشاركات
    21





    العشــــــــرون

    استحبـــاب ركعتيــن بعــد الــوضــوء
    وفي الحــــديث المتفق عليه قال صلى الله عليه وسلم لبلال : ( يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام فإني أسمع دف نعليك بين يدي ف الجنة قال : ما عملت عملاً أرجى من أني لم أتطهر في ساعة من ليل أو نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي ) .



  8. #18
    الصورة الرمزية أسد الصمد
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    01- 2005
    المشاركات
    21






    الـواحـــدة والعشـــرون

    رفــع الصــوت بالذكــر الوارد بعد السـلام مـن الصـلاة

    في الحـــديث الصحيح : ( أن رفع الناس أصواتهم بالذكر بعد الصلاة حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم قال ابن عباس : كنت أعلم إذا انصرفوا بذلك إذا سمعته ) ويستحب الجهر بالتسبيح والتحميد والتكبير عقب الصلاة وهذه السنة انقطعت في كثير من المساجد ، ولا تفرق بين حل الصلاة وما بعد سلام الأمام لسكوت المصلين ، وعدم جهرهم بالأذكار الواردة يقـــول عقب كل صلاة ( أستغفر الله ) ثلاثاً . اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد سبحان الله والحمدالله والله أكبر ثلاثاً وثلاثين ( لكل واحدة ) وتمام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير .
    ويقــول : ( اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ) رواه أبو داود
    ويقـــرأ آية الكرسي لحديث ابن سني ( من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يحل بينه وبين الجنة إلا الموت )
    ويقــــرأ ( قل هو الله أحد ) والمعوذتين ( مرة واحدة ) رواه أبو دواد . ألا ( بعد صلاة الصبح والمغرب ثلاث مرات )



  9. #19
    الصورة الرمزية أسد الصمد
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    01- 2005
    المشاركات
    21





    الثانيـــة والعشــــرون
    الاعتكـاف في أواخـــر شهـــر رمضــان
    هــو سنــة مؤكدة غفــل عنها كثير من الناس في هذا الزمان إلا من رحم الله وربما اندثرت ولم يبق إلا اسمها في الكتب .
    ألا وهي سنة الاعتكاف وبــــالأخص في العشر الأواخر من رمضان
    فالــــنبي صلى الله عليه وسلم واظب عليه طول حياته .
    وقــد قــال الإمام الزهري رحمه الله : ( عجباً لأمر الناس كيف تركوا الاعتكاف والنبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل الشيء ويتركه إلا الاعتكاف فإنه لم يتركه ) .



    أدلـــــة الأعتكــــاف
    ومــن الأدلـــة على مواظبة النبي صلى الله عليه وسلم على الاعتكاف في الصحيحين ما روي عن عائشة رضي الله عنها ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله ثم اعتكف أزواجه من بعده ) .
    وما روى أبــو هريرة رضي الله عنه في صحيح البخاري كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوماً ) .



    صفـــــة الاعتكــــاف
    والاعتكــــاف لزوم المسجد للتفرغ لطاعة الله عز وجل وهو من السنن الثابتة بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل :{ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ }البقرة187 .



    أمثــــلة
    وقـــد اعتكــف النبي صلى الله عليه وسلم واعتكف أصحابه معه وبعده.
    فعــن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتكف العشر الأول من رمضان ثم اعتكف العشر الأوسط ثم قال : إني اعتكف العشر الأول التمس هذه الليلة ثم اعتكف العشر الأوسط ثم أتيت فقيل لي إنها في العشر الأواخر فمن أحب منكم أن يعتكف فليعتكف ) . رواه مسلم
    وفي الصحيحيــــن عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل ثم اعتكف أزواجــه من بعده )
    وفي صحيــح البخــــاري عنها أيضاً قالت : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوماً ) .
    وعــن أنـــــس رضي الله عنه في الحديث الذي رواه أحمد والترمذي وصححه : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان فلم يعتكف عاماً فلما كان العام المقبل اعتكف عشرين ) .
    وعـــن عائشـــــة رضي الله عنها : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر ثم دخل معتكفه فاستأذنته عائشة فأذن لها فضربت لها خباءً ، سألت حفصة عائشة ، تستأذن لها ففعلت فضربت لها خباءً ، فلما رأت زينب أمرت بخباءً فضرب لها فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم الأخبية
    قال : ما هذا ؟ قلوا : بناء عائشة وحفصه وزينب قال النبي صلى الله عليه وسلم آلبر أردن بهذا ؟ انزعوها فلا أراها) فنزعت وترك الاعتكاف في رمضان حتى اعتكف في العشر الأول من شوال .
    وفي البخاري ومسلم في روايات وقال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله لا أعلم عن أحد من العلماء خلافاً أن الاعتكاف مسنون .


  10. #20
    الصورة الرمزية أسد الصمد
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    01- 2005
    المشاركات
    21


    الثالثـــة والعشـــرون
    المقصـــــــــود بالاعتكـــاف
    انقطــــــاع الإنسان عن الناس ليتفرغ لطاعة الله في مسجد من مساجده طلباً لفضله وثوابه وإدراك ليلة القدر .
    ولـــــــذلك ينبغي للمعتكف أن يشتغل بالذكر والقراءة والصلاة والعبادة وأن يتجنب مالا يعنيه من حديث الدنيا ولا بأس أن يتحدث قليلاً بحديث مباح مع أهله أوغيرهم لمصلحة .
    لحــــــــديث صفية أم المؤمنين رضي الله عنها قالت : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم معتكفاً فأتيته أزوره ليلاً فحدثته ثم قمت لأنقلب ( أي لأنصرف إلى بيتي ) فقام النبي صلى الله عليه وسلم معي ) متفق عليه .
    ويحــــــــرم على المعتكف الجماع ومقدماته من التقبيل واللمس لشهوة لقوله تعالى :{ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ }البقرة187 .
    وأما خـــروجــه من المسجـــد فإن كان ببعض بدنه فلا بأس به لحديث عائشة رضي الله عنها قالت : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج رأسه من المسجد وهو معتكف فأغسله وأنا حائض ) رواه البخاري
    وفي روايـــــة كانت ترجًل رأس النبي صلى الله عليه وسلم وهي حائض وهو معتكف في المسجد وهي في حجرتها يناولها رأسه ) .

    وإن خـروجه بجميــع بدنــه فهــو ثلاثــة أقســام
    الأول
    الخروج لأمــر لابــد منه طبــعاً أو شــرعاً .
    كقضاء حاجة البول أو الغائط والوضوء الواجب والغسل الواجب لجنابة أو غيرها والأكـــل أو الشرب فهذا جائـــز إذا لم فعله في المسجد فإن أمكن فعله في المسجد فلا مثل أن يكون في المسجد حمام يمكنه أن يقضي حاجته فيه وأن يغتسل فيه أو يكون له من يأتيه بالأكـــل والشراب فلا يخرج حينئذ لعدم الحاجة إليه .
    الثانـــي
    الخروج لأمر طاعة لا تجب عليه.
    كعيادة مريض وشهـــود جنـــازة ونحو ذلك فلا يفعله إلا أن يشتــــرط ذلك في ابتداء اعتكافه مثل أن يكون عنده مريض يجب أن يعوده أو يخشى من موته فيشترط في ابتداء اعتكافه خروجه لذلك فلا بأس به .
    الثالث
    الخروج لأمر ينافي الاعتكاف .
    الخروج للبيع والشراء وجماع أهله ومباشرتهم ونحو ذلك فلا يفعله إلا بشرط ولا بغير شرط لأنه يناقض الاعتكاف وينافي المقصود منه .


معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML