ترديد الآذان والدعاء بعده
من الأمور الهامة التى يجب أن يفعلها المسلم فى رمضان وفى غير رمضان أن يواظب على الدعاء بعد الآذان وذلك اقتداء بما كان يفعله النبى صلى الله عليه وسلم
روى مسلم عن عبد الله بن عمروبن العاص رضى الله عنهما
أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : اذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علىّ فانه من صلى علىّ صلاة صلى الله عليه بها عشرا . ثم سلوا الله لى الوسيلة فانها منزلة فى الجنة لا تنبغى الا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لى الوسيلة حلت له الشفاعة
روى البخارى عن جابر رضى الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من قال حين يسمع النداء : اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذى وعدته حلت له شفاعتى يوم القيامة
وعلمنا النبى صلى الله عليه وسلم كيف نذكر الله عند الأذان
روى مسلم عن سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال
من قال حين يسمع المؤذن : أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله رضيت بالله ربا وبمحمد رسولا وبالاسلام دينا غفر له ذنبه
وقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك لأن الدعاء يعد الأذان له فضل عظيم
فقد روى الترمذى -وقال حسن-عن أنس رضى الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الدعاء لا يرد بين الأذان والاقامة
ولا تنسى أخى المسلم أن الآية التى ذكرناها توضح تلك النداوة الحبيبة فى اضافة العباد الى الله عز وجل( عبادى ) والرد المباشر عليهم ( فانى قريب ) ولم يقل رب العزة فقل لهم انى قريب ولم يقل أسمع الدعاء بل قال (أجيب دعوة الداع ) ، فما أروعها من آية تسكب فى قلب المؤمن الود المؤنس والرضى المطمئن والثقة واليقين ويعيش معها المؤمن فى جناب الله
انها آية عجيبة وقد أورد ابن كثير فى التفسير أنه قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية فقال : اللهم أمرت بالدعاء ، وتوكلت بالاجابة ، لبيك اللهم لبيك ، لا شريك لك لبيك ، ان الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك ، فرد أحد صمد ، لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد ، وأشهد أن وعدك حق ، ولقاؤك حق ، والساعة آتية لا ريب فيها ، وأنت تبعث من فى القبور
ويجب أن تعلم أخى المسلم أن الله لا يقبل دعاء من قلب غافل لاه
ورد فى حديث مسلم من حديث أبى هريرة رضى الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أيها الناس ان الله طيب لا يقبل الا طيبا ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه الى الى السماء : يارب ، يارب ، ومطعمه حرام وملبسه حرام وغذى بالحرام ، فأنى يستجاب لذلك
ويجب عليك أخى المسلم أن تلح فى الدعاء
روى ابن ماجة عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
من لم يسأل الله يغضب عليه
ويجب على الداعى أن لا يستبطىء الاجابة فيدعو الله عز وجل وعليه سبحانه وتعالى أن يستجيب له فى نفس الوقت أو فى وقت لاحق ان شاء الله
وتوجد أوقات هامة للاجابة فاذا اجتمع مع الدعاء حضور القلب وجمعه بكليته على المطلوب وصادف وقتا من أوقات الاجابة فلعل الله أن يستجيب للداعى وأوقات الاجابة هى
الثلث الأخير من الليل
عند الأذان
بين الأذان والاقامة
بعد الصلوات المكتوبات
من صعود الامام يوم الجمعة على المنبر حتى يقضى الصلاة من ذلك اليوم
آخر ساعة بعد العصر
ويجب أن يكون الدعاء مع خشوع فى القلب وانكسار بين يدى الرب ويجب أن يكون الداعى مستقبل القبلة وعلى طهارة رافعا يديه الى الله عز وجل وأن يبدأ بالحمد والثناء عليه ثم يثنى بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقدم بين يدى حاجته التوبة والاستغفار ويلح فى سؤاله ويتوسل الى الله بأسمائه وصفاته ويقدم بين يدى دعائه صدقة فان هذا الدعاء لا يكاد يرد أبدا ان شاء الله وتوجد أدعية مأثورة يستحب الدعاء بها
روى الترمذى وقال : -صحيح- عن أسماء بنت يزيد رضى الله عنها أن النبى صلى الله عليه وسلم قال
اسم الله الأعظم فى هاتين الآيتين : ( والهكم اله واحد لا اله الا هو الرحمن الرحيم ) و ( الله لا اله الا هو الحى القيوم )
كما ورد
فى مسند الامام أحمد وصحيح الحاكم عن أبى هريرة رضى الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألظوا بيا ذا الجلال والاكرام
أى تعلقوا بها والزموها
وفى الصحيحين عن ابن عباس أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب
لا اله الا الله العظيم الحليم لا اله الا الله رب العرش العظيم لا اله الا الله رب السموات السبع ورب الأرض ورب العرش الكريم
فهيا أيها المسلمون الى الدعاء والى مناجاة الله عز وجل ، هيل الى ملاقاة الله والوقوف بين يديه سبحانه سبحانه والحمد لله العلى العظيم