امرأة أخرى
أدركت باحساس الأنثى أن هناك أخرى..تشاركها وتقاسمها..مضت حقبة من الزمن تصارع ظنونها وتداوي نزفها لتستريح زفراتها حتى كان ..فرأت بعينها ...وسمعت بأذنها ..مالم تستطع معه الصمود.. انها حقائق...ماجت بها الأرض ولاتعلم كم من الزمن احتاجت حتى تستعيد قواها .. انهارت أحلامها لأنها كانت قصورا من رمال ..تبددت امانيها لأنها كانت سرابا..مرت على ذكرياتها تقتنص منها ما يبهج الفؤاد فلم تجد سوى الأنةوالعذاب..!!
هلعت وهبت من نومها فزعة ..لعلها تكون أحلام راودتها..وتمنت في قرارة نفسها أن يكون حلما لا واقعا يدمرها ..تلفتت حواليها..وأدركت صدق حدسها ..واقعها المرير..شاءت أم أبت.. أتكون النهاية؟؟!
عادت الى وضع الجلوس باكتئاب ولكنها قوية هذه المرة..فلم تذرف الدمع واكتفت بنزف القلب وصرخات بالداخل تدمرها..
رغبت غي المواجهة ..فكان.. بركان ثائر هاجمها لخمد ثورتها..ليجعلها تستكين ..مسكين هو..ظن أن ثورته تعيد اليها صوابها فتستفيق... ولكنها أحست بمعنى هذا البركان ..وتحسست أناملها جرحه القديم ففجرته أعادت نزفه..لذا كان الهياج..!!
ارتمت على أريكتها تداعب وريقاتها وسط ظلام داكن.. آثرت الصمت ..مازال مسراه في الروح ...وان كانت هي خارجه..استرجعت أحداثها كشريط سينمائي تستشف منه ما يخيب ظنها .. ولو برمق.. فلم تجد الا ما يؤكد حدسها .. انه شعور الأنثى الذي لا ينثني..!!
قلبت صفحات ذكرياتها ..لم يكن صادقا معها .. أخوفا عليها؟؟.. أم منها؟؟ سيان.. !! فالأمر فيه أخرى .. وربما أخريات.. وربما تقف في طابور طويل لاتعلم موقعها فيه ان كان أوله؟؟.. أوسطه ؟؟.. أم آخره؟؟... أوهام .. أوهام كثيرة تراودها.. تتناول جريدتها تتصفحها فلا ترى أمامها سوى صور من الغدر .. قلة الوفاء..نقض العهد ..اخلاف الموعد..!!
ارتعدت واقشعر بدنها .. رنت الى نافذة حجرتها تبحث عن دفء لها من بين أشعة الشمس المتناثرة ..لتستكين أطرافها .. ولكنها تذكرت فجأة أنه الليل.. فهل في ضوء القمر ماتنشده؟؟...ضحكت بهستيرية عالية ..كم هي مجنونة..!! ومازالت.. مجنونة .. حتى عندما ارتطمت بأرض الواقع لم تفق من جنونها..!!
أواه... ماأقسى طعنات الغدر..بحثت عن صور الوفاء فلم تجدها..سواها فقط من احتفظت بها .. ثم...؟؟11
تناولت قرصها لتنام.. لتهدأ.. ولكنها هذه المرة لم تستكن فالصراع بداخلها لايهد..لاتقو... انهارت وهي شامخة ..اصرارهاعلى عدم ذرف الدمع أقوى من ضعفها..لذا قاومت..!!
ماأقسى ساعات الألم.. وماأجمل ساعات الصفاء..وقد افتقدتها..!!
صارعت أمواج الحنين .. تمسكت بكبريائها وشموخها وعزتها..الآن..
عنيــــــــــــــــــــــــــدة.. هي!!!
لم تقس كم من الزمن مضى عليها ..ولكنها أدركت خيوط الصباح تتسلل اليها عبر نافذتها ..التي تركتها مفتوحة لضوء القمر..فاختلط بشعاع الشمس..ولم تدرك أيهما أقوى!!!
هبت واقفة تستعيد نشاطها .. لم تغمض جفنيها .. وهيهات لها..استقبلت يوما جديدا ولكنه ليس كسائر أيامها.. افتقدته ..وكابرت..!!
تركته لرعونته.. وفاؤها أعظم.. ومحبتها أسمى ..هي واثقة من ذلك.. سيعود يوما..ولكن ..!!!!
بعد أن أوصدت أبوابها أمام أي طارق..!!نظرت الى الساعة ..أواه..
ساقتها أحلامها وشردت بها أفكارها. ..والآن..!!
مـــــــــــــــــــــــــــــوعد....(صـــــــــــ ــــباح الخــــــــــــــــــير)!!0