النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: بالله عليكم أي عقل يجيز ذلك ؟، اتقوا الله تعالى .

  1. #1
    الصورة الرمزية كلمة حق
    Title
    نبض كاتـــب
    تاريخ التسجيل
    12- 2004
    المشاركات
    1,331

    بالله عليكم أي عقل يجيز ذلك ؟، اتقوا الله تعالى .

    بسم الله الرحمن الرحيم


    حقنا متى يعود إلى أشراقه وتنقشع عنه ظلمة قد ضربت عليه

    من عهود تلو عهود ، ورانت عليه حتى ضجر ؟ .

    إن من الغرائب أن بعضنا يريد العزة للأمة ، والرفعة لها ، بوسائل

    ووسائط لا تمت لعقيدة الإسلام ، وشرعته المطهرة بشيء ، بل ما هي

    إلا نتاج عقول غربيه أو شرقيه صكها الهوى فعميت ، أو الضلال

    فسارت خلفه ، وتراهم قد حسبوا أن العلاج يتمثل في دغدغة

    الألفاظ العامه ، والعبارات المطلقه ، مما تحتمل حقا وباطلا

    كألفاظ : " الفكر المتطرف " و " الفكر الإقصائي " و " الفكر الأنعزالي "

    وغيرها من محدثات الألفاظ التي لا تكسر سنا ولا تفقأ عينا

    ولا تقصم ظهرا ولا تحرر بلدا ولا تعالج مريضا ولا ترفع مصابا .

    والأمر في ذلك ليته اقتصر على أفراد من الأمة - كحالنا - لا زمام لهم

    متى يؤوب الحق ؟، ليس لنا ولا لغيرنا طرح هذا السؤال

    والأمة - كمجموع - قد غرقت في بحار من المعاص ، ولوثتها

    أوساخ كثيرات من ذنوب المستنقعات ، وإنما علينا تشخيص الداء

    وتناول الأسباب ، التي سخرها المولى سبحانه ، وبينها لنا ، والأخذ بها

    في العلاج لنرفع سخط الجبار عنا ، ونستمطر رحمته ومغفرته ، ومن

    ثم تعود لنا العزة ، والرفعة ، والأمة - ولله الحمد - لم تخلو

    في ماضي الإيام - ولن تخلو - في حاضرها ، ومستقبلها ، من صادع بالحق

    مجاهرا به ، ناصحا لها ، بأن لا تحيد عن النهج السوي ، محذرا بأن

    مخالفتها مفضية بها لتسليط عدوها عليها ، والإذلال ، والتحقير

    عقاب لها ، جزاء وفاقا .

    متى يؤوب الحق ؟، وأحكام الدين منكسره ، وشعائره مهتضمه

    وسطوته مغيبه ، ولا يغرنك كثرتنا الكثيره ، ولا تعجبن بأعدادنا الوفيره

    فعند الخطوب تظهر منا الحقائق ، وعند الملمات تستبين فينا الدقائق

    وها هو معسكر الكفر بين أظهرنا ، فأينها الفزعه ؟

    وها هي جموع العصاة ، فأينها النُكره ؟

    وها هو تيار آل علمان وليبرال ، فأينها النفره ؟

    لأنك " إذا أردت أن تعلم محال الإسلام من أهل الزمان فلا تنظر إلى زحامهم

    في أبواب الجوامع ، ولا ضجيجهم في الموقف ب ( لبيك ) ، وإنما انظر

    إلى مواطأتهم أعداء الشريعة " .

    صدق ابن عقيل الحنبلي - رحمه الله تعالى - فلا تنظر إلى جمع الحجيج

    والثج منهم والعج ، ولا يشد ناظريك جمع الجمعات ، وجموع بالعيد

    مجتمعات ، بل انظر : هل وافقوا عدوهم في شعاره ودثاره

    وباطنه وظاهره أو أنهم خالفوه على ما أمرهم به الشارع الحكيم ؟

    فحينها ستدرك مكانة الإسلام في نفوسهم ، بل قل :

    ستعلم مدى فقه الأمة لأركان الشرع الحنيف ، وواجباته ، ومكملاته

    ومستحباته ، ومقاصده ؟

    ورب العزة سبحانه يقول : ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله
    ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ) ، الآية 31 من سورة آل عمران .

    إن الأمر ليس بالأماني ولا التمنيات ، ولا الرؤى أو المنامات ، بل الأمر :

    أن حقيقة هذا الدين لا تظهر ، وآثاره لا تبرز ، إلا بتحقيق عقد الولاء والبراء

    إلا بتحقيق شقي كلمة التوحيد ، الإثبات والنفي :

    " فلا إله " نفي لجميع المعبودات الباطلة والطواغيت "

    إلا الله " إثبات للمعبود الحق : الله عز وجل

    ألا ناصرا للإسلام المهتضم ؟ .

    النصرة على أعداء الأمة ممن يتربص بها الدوائر ، ولا يمترى في كونه

    مكاشحا لها ، ويجاهر برغبته النيل منها ، والتسلط عليها ، يبدأ

    بنصر الإسلام عقيدة وشريعه في مجتمعات وديار : آله وأهله ، وإلا فهو

    المخاتلة للنفس ، والمخادعة للآخر ، واللهث وراء سراب بقيعة يحسبه

    الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ، لهث لن يجر له إلا النصب

    والحسرة ، ولن يجديه أن يعقد مؤتمرات علها تنقذه مما هو فيه ؟

    وتخفف عليه بعض جراحه ؟

    وتعالج مرضا قد آذاه ، ويخاف أن يكون فيه هلكته ؟

    فيحاول أن يلتمس له دواء ، كلا ، ما هذا شأن من علم حقيقة دينه

    فضلا عمن لديه مسكة عقل ، واسمع لنا ولك من الله الهداية : .

    لنعود لسالف الإيام ، فهذا الإمام الطرطوشي المالكي - رحمه الله -

    يقول من بين ما سطره في خطابه للأمير يوسف بن تاشفين - رحمه الله -

    بعد البسملة والحمدلله :

    - " يا أبا يعقوب ، لقد بليت بأمر لو حملته السموات لانفطرت ، ولو حملته

    النجوم لانكدرت ، ولو حملته الأرض والجبال لتزلزت وتدكدكت ، إنك

    حملت الأمانة التي عرضت ( على السماوات والأرض والجبال فأبين أن
    يحملنها وأشفقن منها ) جزء من الآية 72 من سورة الأحزاب .

    وإني لأخاف عليك أشد الخوف ، فاتق الله يا أبا يعقوب في أمة محمد

    فإن لك مع الله تعالى موقفا يسائلك فيه عنهم شخصا شخصا ، ذكرا

    وأنثى ، صغيرا وكبيرا ، حرا وعبدا ، مسلما وذميا ، فأعد لذلك

    المقام كلاما ، ولذلك السؤال جوابا ، فالذي نفسي بيده إن ذلك

    ( لحق مثل مآ أنكم تنطقون ) جزء من الآية 23 من سورة الذاريات .

    واعلم يا أبا يعقوب : أنه لا يزني فرج في ولايتك ، ومدى سلطانك

    وطول عمرك ، إلا كنت المسؤول عنه ، والمرتهن بجريرته ، وكذلك

    لا يشرب فيها نقطة مسكر إلا وأنت المسؤول عنها ، ولا ينتهك عرض

    امرىء مسلم إلا وأنت المطالب به ، ولا يتعامل بالربى إلا وأنت المأخوذ به

    وكذلك سائر المظالم ، وكل حرمة انتهكت من حرمات الله تعالى فعدتها

    عليك ، لأنك القادر على تغييرها ، فأما ما خفي من ذلك ولم يكن ظاهرا

    يراه المسلمون فأنت المبرأ منه إن شاء الله تعالى ، ألا تر إلى

    عمر بن الخطاب كيف أشفق أن يطالبه الله ببعير من إبل الصدقة ؟

    وإنما هو البعير للمسلمين ، فركب على بعيره ، وجعل يطلبه بنفسه ، ولا

    عذر لك عند الله تعالى أن تقول : لم يبلغني !، فإنك إذا احتجبت عن المسلمين

    فكيف تعلمه وتراه ، قال الله تعالى : ( كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه
    لبئس ما كانوا يفعلون ) جزء من الآية 79 من سورة المائده

    فاحذر يا أبا يعقوب أن ترد على جنة عرضها السموات والأرض فلا يكون

    لك فيها موقف قدم عاذنا الله وإياك من هذا الموقف ، ولقد بلغني

    يا أبا يعقوب : أنك احتجبت عن المسلمين بالحجارة والطين ، واتخذت

    دونهم حجابا ، وأن طالب الحاجة ليظل يومه ببابك فما يلقاك ، كأنك

    لم تسمع قول الله عز وجل : ( ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق )
    جزء من الآية 7 من سورة الفرقان .

    أنك استأثرت على المسلمين بالحظ الوافر من حطام الدنيا وزخرفها

    فلبست الناعم ، وأكلت اللين ، وتمتعت بلذاتها وشهواتها كأنك لم تسمع

    قول الله عز وجل : ( أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها )
    جزء من الآية 100 سورة الأحقاف .

    واعلم يا أبا يعقوب : أن الله تعالى فرض الجهاد على كافة المسلمين ولا

    يرده جور جائر ، ولا فسق فاسق إلى أن تقوم الساعة قال الله تعالى :
    ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر ) ، جزء من الآية 29 سورة التوبة "

    فجهاد الكفار فرض عليك فيما يليك من ثغور ،لأنك أقرب الملوك إليها

    وعندك الكراع ، والسلاح ، ولأمة الحرب ، وآلتها ، وجيوش المسلمين

    وحماة البيضة طائعون لك " .

    هذا جزء من خطاب الإمام محمد بن الوليد الطرطوشي إلى الأمير

    يوسف بن تاشفين رحمهما الله تعالى وأجزل لهم المثوبة ، مثوبة النصح

    والإبلاغ للدين من الإمام ، ومثوبة السمع والتلقي من الأمير ، هذا الأمير

    الذي قضى أكثر من نصف قرن في الجهاد ، وتوفي - رحمه الله - وقد

    جاوز المائة من السن ، وهو الذي ينسب له الفضل - بعد الله عز وجل -

    بإطالة مكث معشر الإسلام في الأندلس لأربعة قرون بعد أن كان

    وجودهم مهددا بالتلاشي والقضاء عليه من النصارى الأسبان ، بعد

    انتصاره عليهم في موقعة الزلاقة ، ألا نصرا للإسلام كهذا النصر ؟ .

    نصر الإسلام يكون بالقضاء على المفاسد ، والمنكرات الشرعيه، التي

    أضحى وجودها بين أظهرنا مما لا يخفى على أحد، وتقرير أوامر الشرع

    وأحكامه الواجبة في ناشريها، والعاملين على إذاعتها بيننا، تقويضا

    لمجتمعاتنا، وهدما لصرح الإيمان في نفوسنا، وردما لأركان الإسلام

    في جوارحنا، بهذا يكون نصر الإسلام

    لا ببناء مساجد، وتوزيع صدقات فحسب ! .

    أي عقل هذا الذي يبيح أن ينشر أهل الفسق فسقهم ومجونهم بيننا ولا

    يبيح لأهل التقى والورع الأنكار ؟، اتقوا الله تعالى .

    أي عقل هذا الذي يترصد لأهل الشمم على الحدود ولا يترصد للنصارى

    الذين يجتازون ذات الحدود ؟، اتقوا الله تعالى .

    للإسلام : رب عز شانه ، وجل في علاه ، هو ناصره ، لم يخص به قوم

    دون غيرهم ، ولم يبعث عبده محمد صلى الله عليه وآله وسلم لجنس

    دون آخر ، وليس لأحد فضل على آخر إلا بالتقوى

    ولم يكل أو يسند حفظ دينه ونصرته لفلان أو فلان

    كلا والله .

    أسلامنا العظيم الحبيب لأنفسنا له رب السموات والأرض ينصره

    ثم من شآء الله من عباده يسخرهم ، ولينصر الله دينه

    ويذل الكافرين ويمحق الفاسقين

    وسلاما على جيل هدم فيه صرح الإيمان.


    منقول

  2. #2
    لا يقبل بهذا إلا العقول التي جهلت مقاصدها
    فأصبحت الأماني دون العمل عنوان لها , والضعف
    والذل والهوان ديدنها وقد إستمرئت كل ذلك وتلذذت به
    مقابل العيش بأمان فليس مهم أن يكون نصرة الدين
    خلفها , وأمانيها أن لا يكون الدين عثرة في سبيل راحتها ,
    تلك هي العقول السقيمه التي شربت من خمر الدنيا ليسكرها
    قدمها لها عدوا بات يتربص بها , ولم تكن تدري أن ما شربته
    ليس بخمر وإنما سما قاتلا يتغلغل في أحشائها , فالعدو لا يرجوا
    لها النشوة في ذلك الشراب بقدر ما يرجوا لها الموت السريع .

    شكرا على النقل يا كلمة حق .

  3. #3

    فسارت خلفه ، وتراهم قد حسبوا أن العلاج يتمثل في دغدغة

    الألفاظ العامه ، والعبارات المطلقه ، مما تحتمل حقا وباطلا

    كألفاظ : " الفكر المتطرف " و " الفكر الإقصائي " و " الفكر الأنعزالي "

    وغيرها من محدثات الألفاظ التي لا تكسر سنا ولا تفقأ عينا

    ولا تقصم ظهرا ولا تحرر بلدا ولا تعالج مريضا ولا ترفع مصابا .

    والأمر في ذلك ليته اقتصر على أفراد من الأمة - كحالنا - لا زمام لهم

    متى يؤوب الحق ؟، ليس لنا ولا لغيرنا طرح هذا السؤال

    والأمة - كمجموع - قد غرقت في بحار من المعاص ، ولوثتها

    أوساخ كثيرات من ذنوب المستنقعات ، وإنما علينا تشخيص الداء

    وتناول الأسباب ، التي سخرها المولى سبحانه ، وبينها لنا ، والأخذ بها

    في العلاج لنرفع سخط الجبار عنا ، ونستمطر رحمته ومغفرته



    احسنتي اختي الطيبة كلمة الحق ووفقك الله لهذا الموضوع الجميل

  4. #4
    الصورة الرمزية كلمة حق
    Title
    نبض كاتـــب
    تاريخ التسجيل
    12- 2004
    المشاركات
    1,331
    أخي الفاضل رحال

    صدقت بارك الله بك بما تقضلت به في مداخلتك الكريمه


    قال تعالى (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ
    يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى
    الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ
    فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54)المائدة



    قال تعالى (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ)
    (الشورى:30)



    قال تعالى ( مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ )
    (النساء: من الآية79 )




    جزاك المولى عزوجل خير الجزاء على مرورك الكريم.

  5. #5
    الصورة الرمزية كلمة حق
    Title
    نبض كاتـــب
    تاريخ التسجيل
    12- 2004
    المشاركات
    1,331
    أخي الفاضل عمار النقيب

    الاحداث الدمويه المتسارعة الوتيره لاستباحة هذا الدين واهله

    وباسلوب لم يعد يخفى على أحد يجعلنا نتسأل

    هل نحن........ جيل هدم فيه صرح الإيمان.....فعلا

    اذا لم يكن هذا هو السبب

    فما سبب الصمت الشيطاني والاستسلام الانتحاري لهذه الامه


    جزاك المولى عزوجل خير الجزاء على مرورك الكريم.

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML