النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: عند ما تحدثت الخيم...ملاذ من لا ملجأ له بعد الله

  1. #1
    الصورة الرمزية كلمة حق
    Title
    نبض كاتـــب
    تاريخ التسجيل
    12- 2004
    المشاركات
    1,331

    عند ما تحدثت الخيم...ملاذ من لا ملجأ له بعد الله

    إننا نعيش فى عصر قلبت فيه الموازين، وساد الظلم كل مكان

    ودائما يكون الضحية هم المسلمون.. نعم..

    المضطهد والفقير والجائع والمسلوب حقه هو المسلم، الذي شرد من بلده

    وضيَّع حقه، ونسيت قضيته هو المسلم، حتى إن الجماد ضجَّ استنكارا

    لهذا الوضع، تكاد البراري والقفاري والجبال والطيور والصخور تنطق

    وتقول: اتقوا الله فى المسلمين........

    ومما يزيد الأمر المسلم رغم ذلك كله متهم، حيث تتوجه إليه الأصابع

    الأمارة بالاتهام، حيال أى حادث يقع فى أى بقعة من العالم وأضحى

    الأصل فيه الإدانة حتى وإن ثبتت براءته.

    وها هي الخيام تبكي وتئن وتشتكي لكثرة ماتؤوي من المسلمين.. نعم..

    لقد نطقت الخيمة وهي تجهش بالبكاء..

    أي أخيه!.. لقد ضاقت نفسي… مللت حياتي.. عيشتي كلها بؤس وشقاء..

    وتعاسة وحرمان، لقد تقطع قلبي حزنا على ما أسمع من أنات الثكالي

    وتأوهات الأيامي، أهذا حال يرضي؟ أهذه عيشة سوية؟

    لا يذكرونني إلا عند المآسي وأوقات الزلازل والحروب، فتنهدت

    جارتها الخيمة، وقالت: "آه، لقد ذكرتني بالزلازل، لقد ذقت الأمرين، وتجرعت

    كأس المآسي مما رأيت، فهناك فى البوسنة والهرسك، كنت مأوى الثكالي

    والأرامل، والأخوات اللواتي ولدن من سفاح بعد أن اعتدى عليهن الصرب الأوباش

    والأوغاد بشكل جماعي، فى مأساة تهز الوجدان وتزلزل الكيان، يقف لها

    شعر الرأس، ويقذف بالرعب إلى الأفئدة، مأسأة تتقطع لهانياط القلوب، ويبكى

    لسماعها الحجر الصلد وفى كوسوفا بعد أن أصابها الكسوف، كنت المأوى

    للجميع، الطفل الذي فقد أبويه والزوجة التي فقدت زوجها والفتي الذي بات

    بلا مأوى والرضيع الذي فقد أمه، والشيخ المسن والعجوز الطاعنة فى السن

    التي فقدت من يرعاها.

    إننى كل يوم فى بلد، ولكن واحسرتاه.. دائما يكون بلدا مسلما، فقد أمضيت

    ردحا من الزمن فى أفغانستان، وكنت كذلك فى الشيشان، ثم ساقتني

    رياح الأقدار التي لا تحابي أحدا إلى العراق، حيث أبيد المسلمون بصواريخ

    كروز المحملة بعواطف إنسانية وهم يسمونها فى عرفهم "اليورانيوم المنضب"!!!

    فقالت الأولى: أه على العراق وما حل بالعراق! فلم يكف العراق طاغيته

    الذي ظلم العباد والبلاد، سامهم الغرب الصليبي بزعامة القس الإنجلي المتطرف

    بوش الابن ومساعدوه من الكرادلة والبابوات، كلهم يزحفون بخيلهم ورجالهم

    وهيلهم وهيلمانهم وصلبانهم، فى جيوش جرارة بدايتها تكساس

    ووسطها لجج البحار ولا نهاية لها، والغريب المدهش أنهم كلهم يتظاهرون

    بالحنان والعطف على المسلمين، ولم يخلفوا إلا مزقا من الخيام، متناثرة على

    رؤوس جبال كردستان المسلمة تلفها العواصف الثلجية، ولا مغيث إلا الله ثم الخيمة.

    قاطعتها الخيمة الثانية قائلة: "يا أختاه! أنسيت ما حل بفلسطين

    أرض الإسراء والمعراج ينفق الشعب الفلسطيني من مردود كده وكدحه على

    تعمير بيت يأويهم فى ظلاله، وإذا بالجرافات الإسرائيلية تهدمه فى وضح النهار

    تاركة الشعب البائس المسلم فى العراء، يلتحف السماء ويقتات الغبراء

    ولا يجد حتى الخيمة كي تحميه من لسعات البرد القارس، والأمطار المنهمرة

    فوق رؤوسهم، وقد غطى الثلج ببياضه كل ما تقع عليه العين، ولم يجدوا من

    يحنو على غربتهم، أو يسعى جادا لتفريج كربتهم، لأنهم لا يملكون

    الذهب الأسود والأصفر، والغاز والألغاز إنها مأسأة تضحك منها الثكلى

    ولكن الله معهم يرعاهم لأنهم أصحاب حق، ولن يخذل الله من دافع عن حقه.

    وكلمت الخيمة الثالثة فقالت: أواه!.. أنسيت ما حل بأرض كشمير من مصائب

    ومظالم، تشيب لها الولدان وتضع لها كل ذات حمل حملها، تهز الكيان

    وتستبكي الوجدان فهنالك بلغت عربدة عبدة الأبقار قمتها وذروتها، وعلى

    كل خمسة مواطنين عزل جندي هندي فى يديه سلاح مشحون بالطلقات، ومسموح

    له بإفراغه على من شاء من الناس، فلا قانون يحاسبه ولا ضمير وخاز

    وأن العالم الإسلامي يمد غصون الزيتون للهند بسبب مصالح اقتصادية

    ولا أحد يضم صوته إلى صوت الشعب الكشميري مغبة أن تتعرض

    مصالحه الاقتصادية للخطر أو أن يغضب العم سام، غير أن الشعب الكشميري

    الذي يجيد فن الانطراح فى عتبات الرب تعالى ركل الدنيا ومضى إلى الله لا يلوى

    على شيء فضحى أكثر من 80000 بمهج النفوس، وآخرون نزحوا إلى باكستان

    فرارا بدينهم وعرضهم، ليقضوا فيها حياتهم فى خيم أشبه شيء بالباتو الذي

    يتقى به أحدنا عن البرد والتي لا تصمد فى وجه الرياح الصرصر العاتية والعواصف

    الهوج التي تهب هناك فى فصل الشتاء و….

    وعندئذ تدخلت خيمة أخرى كانت بالجوار تسمع لما تقوله أخواتها فقالت

    وقد اختلط صوتها بعواء الذئاب القادمة من بعيد، وبدت عليها علامات الضيق

    والانفعال: "كفكفوا دموعكم، … يكفيكم ما قلتموه، فقد أدميتم قلبي بحديثكم

    وإز كيتم فيه نار اللوعة والأسي.

    وساد الصمت المكان إلا من صفير الرياح الباردة بين الخيام، وبكاء رضيع

    لم تجد أمه ما تسد به رمقه وتسكته فى برد الهزيع الأخير من الليل.

    إخوتي فى الله!… إذا كان هذا حديث الخيام، فماذا تقول قلوب المشردين

    ممن آوتهم الخيام وعاشوا كالأيتام على مأدبة اللئام؟!!

    بارك الله فيكِ أيتها الخيمة فأنت ملاذ من لا ملجأ له بعد الله

    وأنت مأوى المهاجرين واللاجئين والاحصائيات تقول إن أكثر من 80% منهم مسلمون

    الذين تركوا ديارهم وأموالهم نتيجة الظلم والحرمان والأعراض المعرضة للضياع

    والانتهاك، وما ملكوا من السلاح ما يمكنهم من التصدى لمظالم العدو الذي

    يملك فى ترسانته كل سلاح مدمر وفتاك للحرث والنسل، والزرع الضرع.

    هنيئالك أيتها الخيمة!!!



    منقول

  2. #2
    الصورة الرمزية كنوز
    Title
    عضو شرف
    تاريخ التسجيل
    11- 2002
    المشاركات
    3,186
    شكرا يا اخوي كلمة حق
    ولكن رب ضاره نافعه
    وربي ما يبتلي الا المؤمن
    ولا نقول الا لاحول ولا قوة الا بالله
    و ربي معانا ان شاء الله بالتوكل عليه
    جزاك الله خير

  3. #3
    الصورة الرمزية عاشق السمراء
    Title
    "رجل عادي جدا"
    تاريخ التسجيل
    05- 2002
    المشاركات
    21,307
    مساااااااااااااء جميل ...
    بارك الله فيك اختي كلمة حق ..
    دائما تجعلين من هذا السرد ..
    عبر واحساس يثلج الانفاس !!

  4. #4
    الصورة الرمزية كلمة حق
    Title
    نبض كاتـــب
    تاريخ التسجيل
    12- 2004
    المشاركات
    1,331
    أختي الفاضله كنوز

    قال تعالى ( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر

    الصابرين ، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ، أولئك عليهم صلوات

    من ربهم ورحمة وألئك هم المهتدون )


    جزانا الباري جل وعلا واياك خير الجزاء اختي الكريمه

    اشكرك على تشريفي بمرورك بارك الله بك.

  5. #5
    الصورة الرمزية كلمة حق
    Title
    نبض كاتـــب
    تاريخ التسجيل
    12- 2004
    المشاركات
    1,331
    أخي الفاضل عاشق السمراء

    قال النبي صلى الله عليه وسلم ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم

    كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى )



    لا أعلم مدى حرقة قلب الام التي تفقد وليدها ولكن لو كانت كالحرقه التي

    تملئنا فارجو الله جل جلاله ان يعينها فهي اقرب للموت من الحياة...الله المستعان

    اشكرك على تشريفي بمرورك الكريم بارك الله بك.

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML