[align=center]· ثمامة بن أثال"....و الدليل الثالث على المقاطعة
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذه هى الحلقة الثالثة فى سلسلة حديثنا عن المقاطعة والتي إتفقنا على أنها السلاح العملى المناسب الآن. و تحدثنا فى الحلقة الماضية عن المقاطعة، و قلنا أن الدليل الشرعى الثانى على المقاطعه هى قصة رومة اليهودي و سيدنا عثمان بن عفان. و اليوم، نتحدث عن الدليل الشرعى الثالث على المقاطعة.
أسر سيدنا على وسيدنا عمار بن ياسر "ثمامة بن أثال الحنفى" سيد بنى حنيفة، وذهبوا به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وربطوه فى سارية من سوارى المسجد حتى خرج النبى فنظر إليه.
فقال: أثمامة؟
قال: نعم، ابن أثال الحنفى. ثم ينظر إليه فيقول: من أنت؟
قال: محمد بن عبد الله، رسول الله.
فينظر ثمامة إلى المسلمين ويقول: أرأيتم!! نبيكم يعرفنى ويخشانى ولم يلقانى!!
فأخذ النبى يعرض الإسلام على ثمامة ويقول: له أسلم تسلم.
فقال: يا محمد! إن تقتل تقتل ذو دم (يهدد النبى فى مسجده بالمدينة وهو مربوط، فالمعنى إن قتلتنى فورائى من يأخذ بثأرى). وإن تعف تعف عن كريم (يرشى النبى، أى إن تركتنى سأرد لك هذا الجميل).
ثلاثة أبام تمر و فى كل يوم يعرض الرسول الإسلام ويرد ثمامة بنفس الرد.
وكان ثمامة يشرب حليب سبع نياق, وكان ابن مسعود هو الذى يحضر لثمامة الطعام,
فيقول ابن مسعود: يا رسول الله ألا تقتل ثمامة؟
فيقول له: لم يا عبدالله؟
يقول: أجاع العيال!!!
فقال النبى: أطلقوا ثمامة.
فانطلق ثمامة وترك المدينة وذهب. و فى طريقه مر على ذى الحليفة (ميقات أهل المدينة)، فوجد سيدنا على وسيدنا عمار يرعوا إبل الصدقة, فقال لهم: ألستما أنتم اللذان أسرتمانى؟
قالا: نعم
قال: ما يفعل من أراد أن يدخل فى دينكم؟
فقام على وقبله وقبل يديه، فقال: يشهد أن لا اله الا الله، وأن محمدا رسول الله، ويغتسل، ويذهب إلى رسول الله ليشهد أمامه.
فقام ثمامة واغتسل و لبس ثيابه وعاد إلى المدينة مع على وعمار, فما أن دخل من باب المسجد إلا وقال النبى: أتاكم ثمامة بوجه غير الذى ذهب به.
فدخل ثمامة وقال: السلام عليك يا رسول الله، أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله.
فكبر المسلمون حتى ارتجت المدينة، و كان هذا فى العام السابع من هجرة النبى صلى الله عليه و سلم. جلس ثمامة عند النبى وجاء عبدالله بن مسعود بحليب الناقة الأولى, فما استطاع أن يشرب منه إلا قليلا, فوضعه وقال: يا رسول الله، أمرض أصابنى؟
فقال النبى: لا يا ثمامة، إنما الكافر يأكل فى سبع معى (أي فى سبعة بطون).
قال: لم يا رسول الله؟
قال: يأكل معه الشيطان.
وعند رحيل ثمامة، قال: أوصنى يا رسول الله
قال: ادع قومك إلى الإسلام
قال: من أعدى أعدائك يا رسول الله؟
قال: قريش
قال: والله لترين منى يا رسول الله
فبعدما ذهب قال النبى: إن وراءه لأمرا.
فذهب ثمامة إلى بنى حنيفة، ووقف فيهم و قال:ما تقولون فى؟ فظلوا يمدحون فيه
قال: كلامكم على حرام، وطعامكم على حرام، وشرابكم على حرام، إن لم تتبعونى على دين محمد، فأسلم بنى حنيفة جميعا.
وكانت قريش تأخذ الميرة (أى القمح) من بنى حنيفة، فجاء سهيل بن عمرو ليدفع ثمن الميرة لبنى حنيفة, وكان ثمامة قد دبر الأمر مع قومه, قال: لا , لا نأخذ ثمن الميرة
فقال: لما؟
قال ثمامة: أسلمت واتبعت محمد. لا أبيعها حتى يأذن محمد.
ما رأيكم فى هذه المقاطعة؟؟؟؟؟؟
ومنع الميرة عن قريش, فوصل الخبر إلى رسول الله, قال لا والله لا أنهاه حتى يأتونى حتى يعلموا عز الإسلام وعز المسلمين.
فأتى سهيل بن عمرو و معه وفد، فقال: يا محمد! ما علمناك قاطعا للرحم, عماتك وخالاتك وأبناء عماتك وأبناء خالاتك يموتون جوعا، فثمامة حجب عنا الميرة, فقال النبى: يا على، اذهب إلى ثمامة وأمره أن يرسل الميرة إلى قريش.
أليست هذه مقاطعة اقتصادية؟ أليس هذا دليلا؟
يتبع.................>[/align]