مثل العالم الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه
- عن جندب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( مثل العالم الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه؛ كمثل السراج يضئ للناس، ويحرق نفسه )) [رواه الطبراني في " المعجم الكبير " الخطيب البغدادي في " إقتضاء العلم العمل " ، وحسّنه الألباني]
- وله شاهد من حديث أبى برزة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله على وسلم : (( مثل الذى يعلم الناس الخير وينسى نفسه؛ مثل الفتيلة تضئ للناس، وتحرق نفسها )) [ رواه الطبراني في " الكبير "؛ وحسّنه الإمام الألباني ] .
فوائد الحديث :
1- هذا الحديث يبين أصناف العلماء الثلاثة : إما منفذ لنفسه ولغيره؛ وهو الراغب الى الله عن الدنيا ظاهرًا وباطنًا، و إما مهلك لنفسه ولغيره؛ وهو الداعي الى الدنيا، وإما مهلك لنفسه منقذ لغيره؛ وهو المراد في هذا الحديث : دعا الى الآخرة، ورفض الدنيا ظاهرًا، ولم يعمل بعلمه باطنــًا .
2- أن هذا الصنف من العلماء؛ كعلماء بني اسرائيل الذين ذكرهم الله : (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ) [ البقرة:44 ]
3- فضل العلم وأنه نور لصاحبه وللناس؛ إذا عمل العالم بعلمه وعلمه للناس .
4- الوعيد الشديد لمن لا يعمل بعلمه
وصدق من قال :
وعالم بعمله لم يعلمن معذب قبل عباد الوثن
5- الحث على موافقة القول العمل، وقد قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ?2? كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّـهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ?3? ) [ سورة الصف: 2و3 ]
6- أنه لا يمنع من الانتفاع بما لدى العالم من العلم، مع ما يكون لديه من النقص أو التقصير، وأنه بتقصيره في العمل لا يضر إلا نفسه .
7- علم بلا عمل هلاك محقق، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( مررت ليلة أسري بي على أقوام تقرض شفاههم بمقاريض من نار. (( قال : قلت من هؤلاء؟ قال: خطباء من أهل الدنيا: كانوا يأمرون الناس بالبر، وينسون أنفسهم، وهم يتلون الكتاب أفلا تعقلون )) [ رواه أحمد وحسًنه الإمام الألباني ] .
8- وجود هذه الطائفة من العلماء إيذان بوقوع الفتن فى آخر الزمان. عن علي رضي الله عنه أنه ذكر فتنـــًا فى آخر الزمان، فقال له عمر: متى ذاك يا علي؟ قال: اذا تفقه لغير الدين، وتعلم لغير العمل والتمست الدنيا بعمل الآخرة .
9- الانفصام بين العلم والتربية يقدم نماذج سيئة فى القدوة للأجيال، ويوهن عرى التمسك بالدين؛ لأنه سيقوم قائل: أى فائدة للعلم إذا كان صاحبه لا يعمل به؟ و أى منفعة للدين إذا كان دعاته أول مخالفيه؟
10- ومن صور مخالفة العالم لعلمه: أنه يأمر بالمعروف ولا يأتيه، وينهى عن المنكر ويأتيه، وأنه إذا خلا بمحارم الله انتهكها .
ومنهم من يتخذ الدين وظيفة لطلب الرزق، أو وسيلة لنيل المذهب والكرسي والجاه .
منقول من موقع الصحيفة الصادقة
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)