ولد الشيخ عبدالحميد عبدالعزيز كشك في العاشر من مارس عام 1933م في بلدة شبراخيت التابعة لمحافظة البحيرة في جمهورية مصر العربية وهو من عائله مقتدره الحال ليست من ذوي البسطة في المال وله ستة اخوة وترتيبه الثالث من بينهم ولد الشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله سليما معافى ولم يكن يعاني اي مرض الى ان بلغ السادسة من عمره حيث اصيب برمد صديدي في عينه اليسرى نقل على اثرها الى حلاق القريه الذي عبث بعينه اليسرى حتى افقدها القدره على الرؤيه وظل الشيخ عبد الحميد كشك بعين واحده هي العين اليمنى الى ان بلغ السادسة عشر من عمره وفقدت عينه اليمنى القدره على الرؤية وفقد الشيخ رحمه الله القدرة على الرؤيه كليا.


حفظ القران الكريم كاملا وعمره ثلاثة عشر عاما وبرزت موهبته رحمه الله في الخطابه لاول مره عندما كان في السادسه من عمره حيث القى اول درس في مسجد البحري بعد صلاة الفجر وصعد لاول مره على المنبر عندما كلفة عمه عبد الفتاح كشك بالقاء خطبة الجمعة بدلا منه في جامع الوسطاني واعد الشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله الخطبة وتحدث فيها عن الراشي والمرتشي واثر الرشوه على المجتع و المعاملة السيئة التي يتلاقها المرضى في مستشفى البلدة وبعد الخطبة قام مدير المستشفى برفع شكوى الى مأمور البلدة يتهم فيها الشيخ كشك انه يشوه سمعة المستشفى .


اشتهر الشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله بالشجاعة والجراءه في الخطابة والقاء المحاضرات والدروس فكان يتكلم في خطبه عن السياسين والوزراء والمفسدين دون ان يخاف من احد وفي احد خطبه قال صراحة " اني لا اخاف من احد مادام الله معي" كان يحضر خطبه العشرات من رجال المباحث والمخابرات المصرية ودخل الشيخ عبد الحميد كشك السجن عدة مرات لاقى فيها اشد انواع التعذيب والاضطهاد - حسب ما ذكر في مذكراته - وكان الشيخ عبد الحميد كشك في السجن عندما تم اعدام الشهيد سيد قطب وايضا كان في السجن اثناء حرب 67 وايضا كان في السجن عندما تم اغتيال الرئيس انور السادات .



حياة الشيخ كشك مليئة بالعقبات والمأسي ولكنه تخطاها بفضل من الله وبفضل عزيمته القويه ويذكر الشيخ عبد الحميد في مذكراته انه كان يضطر ان يبحث عن شخص ليساعده في دراسته - لان الشيخ كما هو معروف كان كفيف - وعندما وجد احد الطلاب الذين يدرسون معه فرح الشيخ بهذا الطالب الذي سيساعده في المذاكره واتفق معه على المذاكره معا فاشترط عليه الطالب ان يتم البدء بمذاكره المواد التي الادبية التي لا تحتاج الى قراءه - يعني شرح فقط وليس حفظا كاملا- ثم بالمواد التي تحتاج الى قراءة - اي تحتاج الى حفظ - فوافق الشيخ وبداءو بالمذاكرة فلما انتهوا من مذاكرة المواد التى لا تحتاج الى حفظ وقراءة جاء الطالب الى الشيخ عبد الحميد كشك وقال له : انا لا اريد ان استمر في المذاكرة معك واريد ان اذاكر لوحدي .. فدخلت هذه الكلمات على قلب الشيخ كانها سهام فحزن الشيخ حزنا شديدا لانه لم يجد من يقرء له وذلك الطالب بعد ان استفاد من الشيخ تخلى عنه ولكن بفضل الله حصل الشيخ عبد الحميد كشك على نسبة 99 بلمائة وحصل على الترتيب الاول .



كان الساسيين ورجال الدولة المصريين يحملون حقدا شديدا على الشيح كشك ويذكر في احدى المرات وعندما كان الشيخ في السجن ان وزير المعلومات المصري انذاك كان مجتمعا ببعض الشخصيات وحدث في ذلك اليوم مظاهرات شديده - لا ادري بالتأكيد بماذا كانت تطالب المظاهرات - المهم ان احد الموجودين سأل وزير المعلومات عن المسؤول عن هذه المظاهرات فاجاب وزير المعلومات ان المسؤول هو الشيخ عبد الحميد كشك فقال له احد الموجودين وكيف علمت بهذا فرد وزير المعلومات قائلا " لقد رأيته بنفسي عندما خرج من بين المتظاهرين وركب سيارته المرسيدس ثم غادر" فلما بلغ الشيخ كشك هذا الخبر قال لا حول ولا قوة الا بالله ..ايضا في احدى كلمات الرئيس المصري انور السادات تكلم عن الشيخ كشك قائلا " انتم عارفين عبد الحميد كشك بيعمل ايه !" فما كان جواب الشيخ كشك الا ان قال حسبي الله ونعم الوكيل .



كان الشيخ كشك -رغم كأبه الايام - شيخا مرح وله عدة طرائف من بينها انه قال عن ام كلثوم " امراة بتقول خدني الحنين فاخدها الله " وقوله عن حسني مبارك "الرئيس حسني مبارك حيث لا حسن ولا بركة " وقال عند عادل امام " احنا عمال ندور على امام عادل أم طلع لنا عادل امام " وفي احدى الايام في يوم الجمعه وبعد ان انتهى من اداء الخطبة وقام للصلاه قال " المباحث في الصف الاول يوسعوا للمصلين اللي في الخارج " وله العديد من الطرف رحمه الله .

منع الشيخ من القاء الخطب والدروس في المساجد بعد ان خرج من السجن في عام 1982م في عهد انور السادات ولم يلقي بعدها اي خطبة ولم يصعد المنبر حتى وفاته رحمه الله .




توفي الشيخ رحمه الله في يوم الجمعة بعد ان صلى ركعتين كان من عادته ان يصليها قبل الذهاب للمسجد وعندما صلى الركعه الثانيه سجد ولم يقم وعندما اراد ولده ان يطمئن عليه كانت روحه قد صعدت الى خالقها وذلك في عام 1996م وتحديدا في السادس من سبتمبر وخسر العالم الاسلامي ودولة مصر احدى اشهر خطبائها الذين يقولون كلمة حق في وجه سلطان جائر.

يوجد على الانترنت اليوم حوالي 300 خطبة صوتية واكثر من 20 كتاب وهذه الموجوده فقط اما ما كان قد القاه الشيخ حوالي 2000 خطبة ودرس وبالرغم من ان محاضراته ودروسه المسجلة ليست ذات وضوح عالي ولكنها تستحق الاستماع اليها.