العيب ليس في الزمان
الزمان هو هو لم يتغير فيه شيء سوى تواريخ تكتب لدهر مضى
وتواريخ تكتب لزمن هو آت , ولكن نفوس البشر هي التي تغيرت
ولم تتغير من فراغ وانما صاحب ذلك الوسائل التي تيسرت للانسان
من رفاهيه جعلت البعد الزماني والمكاني والحسي بين البشر في غياب
الا ما رحم ربي
ولنعطي مثال على ترابط القلوب كسابق عهدها فعلينا ان نتجه لدول فقيرة
لم تعبث التقنية الحديثة بعقولها بحكم الفقر الذي تعيشه .. هنا نرى فيهم صوره
من ترابط الماضي , اما في حياتنا نحن فقد انغمسنا في التطور الزائف مع تقديم الاعتذار لكم
لهذه الكلمة فالتطور الذي يشيح بوجهه عن الاخلاقيات والترابط الاسري وخلافه لا يعد تطورا
وليقل من قال بان التقنية لها الجانب السلبي والايجابي فمن شاء فليتجه الوجهة التي يريد
واقول ان التطور ان كان في دس السم في العسل لا يعد تطورا واضرب امثلة على ذلك
فنحن في عمان نعاني من كثرة حوادث السير بشكل يوازي ما تحصده الحروب
فاصبحت الحوادث شغلنا الشاغل فكل يوم نستقبل اخبارا عن وفيات بالعشرات
والسبب التقنية
التواصل الاجتماعي على الموبايل اثناء القيادة
التقنية المتطورة للسيارة وطيش البعض من الشباب
اعتذر يبدوا انني خرجت عن الموضوع نوعا ما
التقنية برمتها اخذت جانبا كبيرا من حياتنا اليوميه
فحين تكون في جلسة عائلية ترى ان نصف الجالسين كل واحد منهم مشغول بهاتفه ( تواصل اجتماعي )
الاب على جواله
الابن والابنه والزوجه كذلك
فاصبح الناس لا يكاد يتحمل مزحه وياخذ الامر كله على محمل الجد
يقرأ في الجوال عن الاخلاقيات فلا يكاد يصل لنصف ما قرأ
فيعمل على نسخ ما ارسل له وارساله للبقية دون ان يكلف نفسه معرفه واستشعار المكتوب
فلربما يظهر في النهاية انه مزحة ثقيلة او شتم او غير ذلك
لا ادري ماذا اقول فالموضوع متشعب ولو رجعنا لزمان اول وصفاء النفوس
لوجدنا ان من اسبابه ان الجيران بحكم عيشهم مع بعض لسنين طويلة ولربما عقود جدا بعد جد
تراهم وكأنهم أسرة واحده كل واحد يعرف ابناء جاره ويخاف عليهم كأبنائه ولربما يعاقبهم
ان رأى فيهم ما يكره واليوم يصعب عليك ذلك بل لو نصحت الولد لمجرد النصيحه يهب عليك الاب كالاسد
سابقا كان الجيران ياخذوا ما ينقص من بيتهم كالخضروات والملح وما شابه من بيوت الجيران لشعورهم
انهم بيت واحد واسرة واحده واليوم تاخذ عزة النفس مكانها فمن كان عنده نقص في بيتهم تعز عليه نفسه ان ياخذ من جاره
سابقا كانت سيارة واحده تكفي للاسرة وربما تسلفها جارك لبعض اشغاله
واليوم في معظم البيوت 3 و 4 سيارات
فالزوجه لها سيارتها الخاصه
والابناء الذين يعملون كذلك
وووووووووو
هناك الكثير مما يقال في فرق التغيير
ولا اعتقد ان لهذا حلا
فالانسان ينشد الراحه وما هو سهل في حياته
والوسائل الحديثة توفر له ذلك وتجعله يعيش في عالمه الخاص
ولو كانت له الارادة لعاش بدون مسؤولية الا ما رحم ربي
كل الشكر والتقدير لهذه المساحة الرحبه