
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أريج الروابي
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اسمحوا لي أن أقتحم عليكم الموضوع و أبدي رأيي فيه
في البداية أظن أن الأمر يتعلق بالتربية بالدرجة الأولى, ثم تكريس الوعي لدى الناشئة
لقد قرأت قصة الفتاة التي تدخل الى حمام الكلية و تخرج منه و كأنها في حفل ساهر, ما اثار دهشة وليها الذي يربيها على الحشمة و الوقار, و لكن هنا يجب ان نرصد الكيفية التي يربي بها ابنته, و طرق تلقينه لها للمبادئ و الأخلاق
من المعروف جدا أن الانسان إذا صمم على فعل شيء فليس هناك من سيمنعه, إذا فقوة التربية لا تتوقف فقط عند تلقين الدروس(و بعنف أحيانا) بل يجب تجاوز ذلك الى إقناع الناشئ بما نربيه عليه , بحيث يتصرف بالشكل الصحيح حتى و إن كان لوحده لا يرقبه احد
و هنا أود أن أشير إلى بعض الآباء (هداهم الله) الذين يتبعون السلوك العنيف و الصارم في التربية, بحيث لا يفتحون باب النقاش و التواصل و إنما يكون حديثهم فوقي يتحدث لغة الأوامر التي لا جدال فيها, هنا يتركون الف سؤال لدى المتلقي الذي لا يجد من يجيبه عليه, و بالتالي يلجأ إلى من هم في مثل سنه و الذين يرى فيهم النوع الراقي من الناس الذين يفهمون الحياة اكثر من أوليائه و الذين يتكلمون بلغة الأوامر كما أسلفت الذكر, و بالتالي فالفتاة(ما دمنا بصدد الحديث عنها) تقتنع بما ترويه صديقاتها ضاربة بعرض الحائط كل الكلام الذي تعتبره من منظورها أنه صادرمن أٌناس لا يواكبون الحضارة
فالتشدد أحيانا يؤتي نتائج عكسية لما يرجى منه, و قد يجعل الناشئ يتصرف حسب ما يمليه الأولياء من باب الخوف و ليس من باب الاقتناع, لذلك فالتواصل الجيد داخل الأسرة هو عامل مهم في التربية الجيدة و في تكوين شخصية متوازنة و واعية , أما العنف و الضغط فلا ينفعان أبدا خصوصا في العصر الحالي حيث كل شيء قد صار سهلا و ميسرا, و إن لم يكن داخل كل واحد منا ضمير يرقبه و ينبهه و يحلل كل تصرف يتخذه, فكن متأكدا أنه ليس هناك من سيستطيع أن يراقب ابنه عبر التتبع القامع فالضغط نتيجته الانفجار
و خلاصة القول
التربية هي زرع قناعات و ترسيخ مبادئ و ليست فقط تلقين دروس جافة و إصدار أوامر
تقبلو تحياتي
**أريج..