على كرسيِّ الهزاز ـ أتمدد بزاوية منفرجة !
آواه الآن تذكرت ! كنتُ أشرح لـ طلابي أنواع الزوايا
بطريقة قصصية لأحملهم عن واقع المدرسة !
كنتُ كـ الفراشة أتنقل بينهم وأرفرف بيدي عن مكان
كل زاوية ! هناك عصرت مخي وعصفت ذهن طلابي
عن مكان الزاوية المنفرجة ، لم أهتدي إلا لكرسي شاطئ البحر!
لم أتذكر كرسيِّ الهزاز إلا وأنا بين أحضانهُ !
لا علينا من ذلك ، غداً سـ أزف لهم مثّال آخر عن الزاوية المنفرجة!
فقط لأبعدكم عن هلوسة تعليمي لـ عجائن الطحين !
ليس لدّي وقت لأحكي لكم مهاترات تدريسي !
سأبعدكم عن ذاك الجو! ثقوا من ذلك !
لـ نعود حيثُ كنا ، وأنا هناك على كرسيِّ ،
ونافذتي تصفّر بطريقة هستيرية كأنها طالب مشاغب ملَّ من شدّ انتباه معلمهُ إليه !
في محاولة يائسة في رفع ضغط معلمهُ!
هكذا هي نافذتي بصفيرها ، محاولة في إغضاب الليل
ليثور علّي وينسفني أنا وكرسيِّ في صباح اليوم التالي !
لأعود في يوم دراسي جديد مليء بضجيج الطاولات والكراسي
والدفاتر والكتب والأقلام و( الطباشير) عفواً أقصد أقلام السبورة
فأجد نفسي وسط الفرجار والمنقلة وجدول الضرب وأرقامهُ !
وأتذكر أبو محمد وزياراتهُ التي أسقمتني ،
واتصالات زوجتهُ المملة التي خرقت أذنايّ ! كيف محمد ؟
أبني ممتاز>>> كيف هو لا لا لا مستحيل !
أرجو إحاطة محمد بكل أنواع الراحة !
محمد طالب مجتهد ! وقائمة من الكلام أسقمتني !
لمَ يا نافذتي ؟ كنتُ أحاول سرقة قطرات النعاس !
صار كابوسي أبو محمد وزوجتهُ وأبنهُ محمد وصديقهُ موسى
بالإضافة إلى المديرة فهي الأخرى من أقارب أبو محمد !
والكل يعرف محمد !! لا مفر منهم جميعاً إلا ؟ >>>
بالنوم في أحضان كرسيّ الهزاز!!
لم أسلم من همسات الكل ! بمجرد سماع اسم أبو محمد!
وبابي كـ الأهبل أو بالأحرى كـ البغبغاء !
فاتح أذنيهِ يردد بغباء كامل ! تصفير نافذتي
لـ يركلني في وسط الطابور الصباحي !
والبرد ينتهشني ، ووعد تهمس لي / في وسط الطابور
أستاذة أخبريني عن الوحدة التي تصغر المليمتر!!
وكذلك الوحدة التي تصغر الثانية !!
تأكدي لن أترككِ اليوم إلا بعد أن اعرف كل الإجابات!! سأعذبكِ يا أستاذتي !!
فلدّي الكثير من الأسئلة لكِ فـ ليلة أمس قد قرأتُ منهج الصف الخامس!
آه يا ويلي من أسئلة وعد!
وقد تلبستني هستريا التعب والخمول والكسل أو بالأحرى (المرض)
وأنا أقشعر من البرد >>>>
عزيزتي وعد مازلتِ في الصف الرابع انتظري إلى أن تصلي إلى المرحلة الثانوية !!
لا لا لا ـ تصرخ وعد لن أنتظر!! لا أجد نفسي إلا بشرح كل ذلك
لـ وعد وهنا تظهر طاقم أسنانها!
وتبدأ تحية العلم !
فيسري الدفء في أوصالي ! وعلم بلادي يرفرف
وقلبي ينبض حباً لبلادي ! ويغادرني البرد ! تلك الساعة
لـ يعود لـ يتلبسني من جديد بمجرد سماع صراخ محمود وهو يشاكس شروق ،
وشروق تبكي وعبدالحميد يضحك وعبدالله نائم كعادتهُ كأنهُ في حضن أمهُ ،
ووعد تفتش هنا وهناك عن أي سؤال!
وترمقني بخيالها الواسع >> قريباً سوف أصنع صاروخ لـ نسافر بهِ
إلى الفضاء الخارجي أنا وأنتِ لا غير! >>> ويلي من وعد !
وعمران يحكي عن مغامراتهُ وزيارتهُ للسوق الشعبي
ويذكرني بمعدن الرصاص عندما رأى أحد أجدادنا يلمع بهِ مراجل الحلوى العمانية!
ويقول أستاذة ألا أستحق درجة على هذه المعلومة ؟
وكأني في عالم آخر أجيب لكَ ذلك!
وأماني بابتسامتها الساحرة تراقبني ، وحنيفة تهاجمني من الخلف بعناق
وتطبعني بقبلة وبكل براءة تصرخ أنتِ ملكة! وأحمد غارق في خجلهُ مني !
ويقظان في هدوئهِ القاتل وبرودهُ البريء، ومعتصم يرشق ماجدة بطائرة ورقية
ليضحك بأعلى صوتهُ ، ومارية ساحلية المنشأ وسمرتها الرائعة تبلغني تحايا والدتها!
وحسام مصري الجنسية بات عماني الجنسية كلماتهُ حروفهُ ! تليق عليهِ العمانية !
كوكتيل من الطلاب يضم صفي !! هنا أرفع يدي واردد
( 1 ـ 2 ـ 3 ) ليعود الكل في مقعدهُ ونغرق في دروسنا اليومية !
آواه آسف لذلك! ، لـ نعود حيثُ كنت وأنا على الكرسي الهزاز
بزاوية منفرجة ونافذتي تصفّر وبابي كالأهبل يطيع أوامر نافذتي !
وساعاتي تقف عند الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل !
آواه وعقارب ساعتي واقفة بزاوية منفرجة هي الأخرى !
غداً سأخبر طلابي عن ذلك! ، سأرسم الابتسامة على خيال وعد اللامتناهي!
عذراً ، قد شتتُ ذهنكم ! لنعود حيث كنا!
وانا هناك على كرسيّ الهزاز في وسط صراع بابي ونافذتي
ومحمولي يبكي بصمت شديد ! فأنتفض كـ الطير وأرى رقم المتصل ،
وبصوت مخنوق اللهم أجعلهُ خير ! أفكر بخوف
ماذا تريد خالتي بهذا الوقت ! أرتعش وأراقب بكاء محمولي!
وأنا في هذياني وفي ترددي في تهدئة محمولي! ، يخرس محمولي !
وبداخلي حمد لله لم أجيب!
لـ ينتقل الاتصال لـ يهز أركان البيت ! فأرى أمي تسارع بالخروج
فينتشر الضجيج >> ثمة انتهاك لـ حرمة الليل ! وصراخ وعويل وبكاء !
وأنا في ذهولي ! لتكبر زاوية أحزاني أكثر وأكثر تماماً كـ الزاوية المنفرجة !!
وأنا هناك على كرسيّ الهزاز !!