كنتُ منال ..
عندما كانت الأحلام مباحة للجميع ..
ولـ / كل شئ حد معين من الأكتفاءِ
كانت الأبواب مفتوحة على مصرعيها
الكل يدخل دون روية ، دون حسبان ..
كنت أحسب خطواتي ..
كنت أفتش عنك في دربي ..
لأبد أن أطبع خطواتي على خطواتك ..!
لأتأكد من الدربِ الصحيح..
ما وجدتك .. والكل يدخلك
والعمر يسرقني في قائمةِ الشيبِ
عندما بلغت الحلم ..
وصلت لـ / باب المدينة
وجدتها خراب ..
وجدتُ الأبواب مغلقة.. ومغلفة بـ صدأ الأنتظار ..
وهو واقف على قمةِ البرجِ
معلق بـ حبلٍ مشدودٍ بـ قوةٍ
يحمل جرس منهك من كثرةِ الصراخ والعويل
هو يراقبني حامل سنام
تتطاير منه أوبئة الخوف
وثمار شفتاي صائمة عن نزفِ العسل ..!
وأنا أساسه وكيانه ..
ما كنتَ هناك ..
ما وجدتك.. والأحلام باتت محصورة لـ غيري
كنت أروي تلك الحقول
أمطار من الدمعِ
ما كنتَ هناك..
تحرثني
وتغرسني
وتحصدني
ضباب الوحدة أحاطني
بتُ جامدة كـ / تمثال ينقص ذاك الخراب
كنت المكمل لـ هكذا صورة تائهة بك وبـ / منال
ما كنتُ أراك ..
ضوضاء الأوهام أطمستني ..!
وتساقطت الدمعات ملوثة ماء كحلي
ما بتُ مغرمة بـ رمشي
وخصلاتي مغسولة بـ / ماءِ الشيبِ
كيف أحرقك بـ / الشيبِ..؟
وأنت العشرين
كيف .. أغريك بـ / الدمعِ..؟
وأنت البصر
كيف .. أحضنك بـ / الألمِ..؟
وأنت المنال
أتودَّ الموت في كفني
والمقابر تشتهي الحبَّ..؟
أتودَّ النوم في رمشي
والحلم غادر القلب
أتودَّ الأكل من عمري
والعمر سافر بـ / الأمسِ
وعشرينك تغريني للحب
وعشريني ماتت من دهرٍ
هل نتلتقي في معبدِ العشق
وأصوات الكنائس تخشى النور القادم من فطرتنا
تخشى الغياب والهجرة
أتريد ذلك ..؟
ومنال بقايا أوهام ..
ومنال حلم لا يتكرر..
ومنال اسم يؤرقني للساعة ..
ومنال .. بـ / حرفِ
ميم
اقرأها يمين شمال ..
محصورة أنا به ..!
منال .. تنادي الحلم ..
وهي في عالمِ الحزنِ ..
لم ألتفت إليك .. لأننا كنا نتجسد الصمت ..
ولثامنا الوجع والحزن ..
وشفاهنا التمر الحائل ..!
لم ألتفت لـ صراخك يا طفلي ..
أريد أن أطهر رصيفك من دمِ الغياب
أريد أن أطهر كيانك من لحظةِ وهم
أريد أن أسجد شكراً لـ / وجودك هنا..!
**
ومساء الزهر.. يا نسمات هكذا حرف
غيابك أربك المكان
وحرفك قرأته أكثر من مرة
كل أزهار الخريف تتسأل عنك ..
فـ / قرأتك اليوم
وجدتها واقفة معلنة الضياء لـ ولادة هكذا حرف
فخورة بـ حرفك جداً
كن هنا دوماً
إن كنت تريد صكوك المغفرة
من أمٍ قالت لك طفلي ..!
تقديري الكبير لـ شخصك