ايتها البعيدة القريبة ....
في كل احوالي
وانشغال مشاعري
بالمال والدراسة
والفرح والتعاسة
واللهو والقداسة
اراكِ في كل ينبوع من عطف
وفي كل جملة من وصف
أراكِ
العاشقة الحبيبة .....
ايتها البعيدة القريبة
حينما يحاصرني عشق
الكلمات
وامشي وحيدا بين مئات البنات
ويلتهب في داخلي
كل زائدة شعرية
تسمم الحروف والعبارات
تكوني لغتي الطبيبة .....
ايتها البعيدة القريبة
من رحم المشاعر تأتين
من مواويل العشق
من بحار الاغنيات
وتحطي مثل العصفور الصغير
على اسلاك الياسمين
في السفينة
وطوق النجاة
من بين الوان الغرق تخرجين
من الفرح من الانين
من المواسم .. من اشارات المرور
من مواقف الباصات
من تجوالي المخبوء بالليل
من نهار الجامعات
من بين حروف الخواطر
من معاني النبضات
من شجرة الاكادينيا
ومن وجوه النبات
من شوقي للدراسة
من الدكاترة والمحاضرات
من بهو الكلية
من شؤون الطلبة
من الصندوق والامتحانات
من جدران المدرسة
من الطباشير
من أصابع المعلمات
من براءة الاطفال
من الجواب
من السؤال
من الدوامة التي يدخلني غيابك
في بحر الشتات
من المعابر من حروف الخواطر
من وجع المساجلات
من قضايا العرب
من غزة .. من فلسطين
وما يسكن من مقدسات
في الارض السليبة....
أيتها البعيدة القريبة
لقد أصبحتِ مشرفة عليّ
وقلبي المسحوق في ظلم العشق استثاء
منه حرريني
انني لا أكتب دائما..
فسأجلس فوق قسم الخواطر .. كي تبصريني
سأترك كل كلماتي جائعة من غير خبز
كي تطعميني
وأترك كل صفحة صبية من غير همس
كي تهمسيني
أحمد الله على نعمته
فلقد ألهمني كي أكتب قلبي
فقلبي لا يكتب دوني
إنني طفل في الشعر
ولن يكتب الشعراء شعرا طفوليا مثل شعري
ويرفعوا على أجسادهم
جبينا بريئا كجبيني
وعيوني غابة من شجر البساطة والعطف
فادعي دائما كي يحفظ الله عيوني
من كل البنات العجيبة ...
أيتها البعيدة القريبة
أنا مجنون بحبكِ
فابعثي أشواقكِ يحملن منى..
وابعثي أصابعكِ كي يشكروني
شرف أن تداوي جراح حرفي
شرف أن تعرفي لوعتي وحنيني
فانتي بدماء الكلمات لا تشبهيني ..
وفي كل الخواطر المريبة .
ايتها القريبة البعيدة
أنا العاشق الأول والاجمل
من بين جميع العاشقين
وأنا بدر الدجى، وبياض الياسمين
وأنا مخترع التغيير الأول في قلبكِ، وخير المعجبين..
كلما فكرت أن أعتزل حبكِ، ينهاني ضميري
من ترى يستطيع بعدي أن يهبكِ عشق الطيبين؟
من سيشفي بعدي الشريان الأعرج، واليابس، والأعمى..
ومن يحيى بهمسهِ الميتين؟
من ترى يخرج من همسه ضوء القمر؟
من ترى يرسل لقلبكِ المطر؟
من ترى يهديكِ ألف سلام؟
من ترى يراكِ كالعصفورة فوق الشجر؟
من ترى يرغمني أن أعيش بعدكِ كالحجر؟
وأموت كالحجر؟
وانتِ حينها لا يصلكِ مني
لا علم ٍ ولا خبر
كلما أفكر بالأجوبة
كغمامة
تفيض عيوني !!
وأتوكل على الله
وأقرر أن أركب الحزن
من تفكيري
الى يوم القيامة
وأجرعربات افكاري الكئيبة ...
ايتها البعيدة القريبة
أنتِ مليكتي وتملكيني
كما تملكين هاتفكِ ومكتبكِ وكلمة مروركِ
وتمشين على حروفي كما تمشين على سجاد داركِ
وأنا في غيابكِ
ادعو الله ان يحميكِ
في قيامي
وادعو الله في قعودي
أولم تعثري على اللون الأحمر
في أوراق خدودي ؟؟
حاذري أن تتركيني
فأنا أقرأ عنكِ..
حاذري أن تكتبي أي خطاب
فأنا أكتب عنكِ.
حاذري أن تسمعي أغنية العشق بالسر
فأنا بنواياكِ عليم
حاذري أن أدخل القبر بلا إذنكِ
فهذا عندي إثم عظيم
ولأ أحد يدفنني
حتى في قلبكِ تدفنيني
فالزمي البخل، إذا عشقتكِ
فعشقي هو البحر الكريم
وانتِ على سواحله رقيبة ..
ايتها البعيدة القريبة
اشتري من مشاعري
انها مثل الصحف معروضة في الشوارع
اشتري من خواطري
فهي مشاعر خضراء مصقولة
كأعشاب الربيع
يزرعها قلبي في صفحاتكِ
من حبر المداد والمطابع
كل شي بفضل عشقكِ
صار أحمر
فحروف الكيبورد تعشق عندما اكتب
ضغط الاصابع
واعلمي ان أول سلاح يقتلني
هو حروف المخادع
في مشاعري التي مازالت
أزهار قلوب الشبيبة
ايتها البعيدة القريبة
ايتها البعيدة القريبة