جلدها والدها حتى الموت ..!!
أسرة متفككة .. أم هجرت زوجها وأبنائها هربا من ظلم زوجها العاطل عن العمل والذي يعتمد على ابنه لإعالة أسرته المكون من
ثمانية أطفال ..ومن بين هؤلاء الأطفال ابنه هزيلة الجسم لا تتناول الطعام إلا بمعركة حامية تدور بينها وبين الأب .. وفي
إحدى ليالي رمضان وفي وقت السحور قامت هذه الأسرة لتجهيز وجبة السحور البسيطة بينما تلك الصغيرة نائمة وقد
فشل الأب في إيقاظها مما زاد ثوران غضبه فاتجه نحوها يحمل خرطوما وأخذ ينهال عليها ضربا ولم يأبه لصراخ الطفلة من
الخوف والألم وزاد في ضربها تارة بالخرطوم وتارة بيده بعد أن تجرد من المشاعر الإنسانية والأبوية إلى أن سقطت الطفلة على
الأرض بعد أن ابتلعت صرخات الألم في صمت واستسلام للموت والرحيل عن هذه الدنيا بلا رجعة .. استحضرني هنا
حديث السيدة عائشة رضي الله عنها حين قالت : (( ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا بيده قط ، ولا امرأة
، ولا خادماً إلا أن يجاهد في سبيل الله ، وما نيل من شئ قط ، فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيئا من محارم الله ، فينتقم لله )) رواه ابن حبان في صحيحه .
أين هذا الأب من حديث الرسول والإقتداء بسنته وهو المرسل رحمة للعالمين .. وهو الذي أنقذ البنات من وأد الجاهلية .. فقد
كانت البنت تقتل وتدفن وهي حيه بدون ذنب وذلك كراهة لها وتصغيرا من شأنها .. ألم يعلم ذلك الأب بأنه لو أحسن
تربيتها وأهتم برعايتها قد يكون جزاؤه الجنة وتكون هي ستره وحماية له من النار .. أغفل عن قوله – صلى الله عليه وسلم –
( من كنَّ لَه ثَلاث بناتٍ يؤويِهنَّ، ويرحمهنَّ، ويكفلهنَّ، وجبت لَه الجنّة البتة ) قال: قيل: يا رسول الله فإن كانت اثنتين؟
قال:( وإن كانت اثنتين ) قال: فرأى بعض القوم أن لو قالوا له: واحدة لقال: ( واحدة ) رواه أحمد .
تلك هي صورة من صور رحمته - صلى الله عليه وسلم - رحمته بالبنات ووصيته بحسن رعايتهن وتربيتهن
لأن البنت بطبيعة جسدها ضعيفة لا تقوى على القيام بجميع مصالحها بمفردها بعكس الذكر الذي يتمتع بقوة البدن
فأيها الآباء .. رفقا ثم رفقا بالقوارير