حرف
وجد في المزاد
وبينه التعساء كل واحد
منهم يزيد كسرة خبز ليشتريه
والآخر يزيد ضعف تلك الكسرة والغني منهم
بكرمه يشتريه برغيف خبز متكامل ، والحروف تباع
وتشترى في هذا المزاد ، أصبحت الحروف
تباع في ألأسواق وتشترى بقطع الرغيف،
وذات جفاف لعن مزارع الفقراء
كُتبت حرفا فتكالبت عليك الأقدار
لتأكل جسدك ، قدرك ولدت ساعة
العناء وقدرك أن تبقى في
أزقة العناء بين الشعراء
ابقى كما أنت
ولكن ارحل عن هذه
الأزقة ليهنئ بك من
خانته حروف الزمن
وحروف العشق
وسطوة أنبياء الكفر
في زمننا ، اهرب حيث لا
تسطع الشمس في الدنيا
ولا نرى القمر ، اهرب إلى أن يشعر
بقيمتك هؤلاء التعساء
عندما تضيء لهم
دروب الحياة ، اهرب
حتى لا ترى القلم مشنوقا
في ساحة
جافة لا توجد
بها واحات حرفية وإن
كانت
حروف
ضئيلة كتبت بلحظة عناء ...
أنا .. حيثما الزمن يمضي ..
إلى حيث الدهر يشاء ..
ورقة
خريف سقطت
عن وطن الفصول ، لم
تعد تحمل عنوانا ولا علما ولا
لونا لها ، ورقة مجهولة تشتتها
رياح الدهر وتلقيها في صحراء الزمن
القاحل ، كثيرون غيرك قد مروا من هنا ذات زمن
والكثير منهم سيمرون هنا ، لا تبكي على
هذا الزمن ولا تبكي على الزمن القادم
فقد تصبح هذه الصحراء خريفا ذات
يوم عندها ستتمنى الأغصان أن
تكون بينها في تلك الساعة ولكن
قدرك في ذلك الحين هو النفي
سينفيك الزمن ويسقط أوراق
أخرى بعد وستنفى في نفس
المكان والزمان المنفي فيه ،
هنالك سوف تصبح لك
أوراقا وستعشق منها وستكره
منها إلى أن يمر بكم الصيف يأخذ
أمانة الخريف ويهديكم
أمانة الربيع ويلقي
على أجسادكم الزهور ...
أنا .. الكثيرالكثير من الاشياء ..
الكثير
من الألم
الكثير من العشق
الكثير من المواعيد
الكثير من الخيانات
الكثير من الأشواق الكثير
والكثير كانت في قلمك تحمل ،
ولكن تبدلت الأوقات وتغيرت ملامح
السنين ووجهك السعيد أضحى شاحب ،
تبدل مكان القلم وصار سلاحا ، حملت ذات
أمانة قلم وبعثرت الزوايا بتلك
الأحاسيس ، إلى الآن هذه
الأحاسيس تغرد في
سماء الأوراق تنتظرك
تنتظر أن تعيد لها الألم
وتلك اللحظات ، تنتظر
غصون قلمك لتسكن
فيها وتعشش فيها ،
ذات يوم حملت
السلاح والآن
تحمل العكاز .. إلى
متى وتبعد القلم عن يديك
فليكن القلم هو الوطن وإنسا
الخريطة ، في هذا الزمن لتكن
الوطنية أقلام ولتكن
الخرائط أوراق ، ولتكن الحروف أناشيد ..
أنا .. هذا الزمن البصير الضرير ..
الدنيا
أكبر من هذا
الزمن ، ابتعد عن
هذيان شوارع وانتكاسات
أوقات ، دعك من عبث هذه السنين ،
فالقلب أكبر ، لا تنتظر عودة الروح فللقلم
روحُُُُُ ُأطهر ، لا تكترث لموت هذا الزمن ، سيدور
الزمن وسيأتي آخر وسينساك زمني هذا ، ارحل
واجعل شهادة الميلاد هي الحروف ، وشهادة
الوفاة هو القلم والقبور هي الأوراق ، عندها
لن يموت زمنك ولن تتغير الأوقات
سيظل الكبرياء في الزمن إلى أن
ننفى عن هذه الحياة ولكن
سترحل وستبقى
حروفك هنا ولن
يغيرها الزمن
وزمنها سيظل
رغم صفة وانتكاسات الزمان ...
أنا..السخرية حينما يموت الضمير ..
تلقى
مسرحيات شكسبير
في المسارح العربية ،
بعدها بأيام تفتتح مسرحيات أخرى
لممثلي الكوميديات العرب هنا تموت المفارقات،
يصبح لون الابتسامة أبيضا وشكسبير المسكين
مسجون في أحضان عشقه وهذيانه ، تغني
فيروز أغنيتها للقدس ، فترد
المقاومة الفلسطينية
نداءها بالصراع
في أزقتهم كعراك
أطفال شوارعنا ،
اليوم نكتب ألف
قصيدة عن بغداد
فتعزف المواويل العراقية
وتلقى في الحانات عبر صدور
وخصور الراقصات الشرقيات
والجمهور عربي وغربي ...
أنا .. القلب الذي أصبح حجر ..
من
حجّر القلوب من
أهملها ؟ ، من قتل
المشاعر من أنبها ؟ ، من ضيع
القدس الشريف ؟ من باع العراق ،
من بدل الأفراح ومن غرس الأحزان ،
من فتح النار على جسد العروبة ،
من حرم قتل اليهود المغتصبين،
من حرم جثث الشهداء،
من حرم المشي خلف
جنازة القلم ، من
شيع موت الأسرى
في سجون ( غوانتناموا ) ، من
حلل إعدام طفولتي وحرم موت الزعماء ؟؟؟
أنا .. الشعور البغيض الذي انتحر ..
لا
داعي للمشاعر
في أحضان السكوت،
ولا داعي لكتابة الأنين
في الأوراق فقد سأمت ، والقلم أصابه
التخريف قبل أوانه ، لم نعد نحترف كتابة
العشق في القصائد ولا كتابة الأشواق فقد ماتت جميع
تلك الحروف قبل أن تولد ماتت وهي لا تزال عذراء ،
تكسرت زجاجات عطر حبيبتي برصاصة
محتل حاول تصويب مسدسه في رأسي
فقتل ذكريات حبيبتي ، تكسر برواز
صورة أبي المقتول من شظية
زجاجاتي ، ولم تعد هناك
مواعيد للعشاق وأحلام
فقد نابت عنها مواعيد
مع الإعدام ففي كل
تاريخ موعد يمر في الذكرى
يشنق عنق طفلة في حدائق
الأطفال .. ، لم تعد المشاعر موجودة
فقد قتلت أرواحها ..
أنا .. الدنيا حينما تصير عبر ..
عِبر
ترسمها العَبرات
عبر العبارات حينا وعبر
الأيام حينا أخر ، نحزن عندما
يرحل الموت عن الساحة وتسكن الحياة هذا
الشارع تحت إزعاج هذه المصابيح ليلا وأهازيج
انتصار الغاصب صباحا حين آخر ، نحزن
عندما تأتينا الحرية امرأة حسناء
تطرق أبواب عزوبية الزمن،
بقي عازب إلى أن ملئ
البياض شعره وبقيت
خطوة من الذل توصله
للقبر ، امرأة حسناء
تبعد عنه الديانات
وتصبح صدورها
وشفاهها الكنائس وتصبح
ترانيم مساءها سور وتلاوات كتاب مقدس ...
أنا ..أنا قهرٌ قد قتله القهر ..
سيوف
القهر لم تبقي
للقهر أسباب للوجود ،
فثورة الشرفاء انطفأت ،
وعيون مريم العذراء قتلت
النخلة المصلوبة في الصحراء ،
والأطفال بدأت ترسم على الجدران جثث
الأحياء ، والشتاء قايضته الشمس
بالموت أو الكف عن عبث
الكرات الثلجية في الدروب ،
والخريف لم تعد تألفه
الأوراق ، والضباب أدى
مراسيم العزاء وعانق
السماء ، ودعاء
المظلوم لم يعد له
مكان في العُلا فقد امتلئ بأرواح
الشهداء ، وستارة الأقدار قد أسدلها قهر
المساء على الجثث المقتولة قهرا ..
يتبع ،،