برود مع بداية الصباح كان يومي الماضي
وصمت يتخلخله غيمات حصور
وثمّة أمطار تبلل الشوارع
هبطت والناس نيام خوفاً من ملابس المارة
الرثة بـ / العرقِ ..
هو ينظر إليِّ .. لمَ الصمت..؟
لأني أحب الصمت مع بداية الصباح
أن اتأمل كل شئ يصادفني دون حديث
ويثرثر .. ما بالكِ ..؟
أنظر بـ / نظرةٍ بادرة توحي بأنه لا مزاج لي بـ / الحديث..!
ويمسك مقود السيارة بـ / قوة ..
غيّري هذه النظرة لا أحبها ..
وتحدثي ..
ابتسم ولكن لا مزاج لي ..!
وينطلق وقد تأخرت ..
ويقول وداعاً .. حاولي ألا تزعجيني ..!
وأبتسم ابتسامة صفراء حسناً..
ويمر الوقت سريعاً
وانا عالقة حيث أكون
أمسك هاتفي أتصل به ..
جميع أرقامه مغلقة ..
هل فعلها .. هل ينتقم مني ..؟
إذاً لا أحتاج لأرقامه الغبية ..
حذفتها بـ / يدٍ باردة ..
لا أحتاجه ..
لستُ بـ / مزاج أن أفكر في الرجال
وأفعالهم الطفولية ..
لمَ .. يفعلوا بي كل هذا ..؟
ما أتذكره أن كل عذاباتي مصدرها الرجال ..
مهما كان نوعهم ..
لـ / كل رجل .. جرح سطر في روحي ..
ولا أنسى الخطيئة الأولى منه ذاك الرجل الأكبر ..
لا تهمني ألفاظ .. إني قاسية ..
لا أستطيع النسيان بـ / سهولة ..
هكذا رباني الوجع .. بـ عدم الإساءة .. بـ عدم النسيان
أن أكون شامخة رغم الوجع ..
وكنت معها .. وأتذكر صوته ..!
وانا أحادثه أسأله عنها ..
يجيب بعد تعب أصابه ..
ليست هنا يا ابنتي ..
وهذا رقم هاتفي وليس رقمها ..
أصبحت في موقف محرج وهي السبب الويل لها مني ..!
وأعاتبها مجنونة لمَ لم تعلميني أنك غيرتي رقمك هاتفكِ ..
سـ / أمزقك .. وتضحك..
وأضحك ..
ويأتي خبر وفاته ..
أصدم أتذكر صوته ..
أذهب إليها وهي بـ / حالةِ غيبوبة
لا تدري عني .. وأبكي وأتذكره ..
وأتذكر ذاك الرجل الأخر ..
عندما مات
وهو يشاكسني .. سوف أسجنكِ
سوف أحاكمك إن أضعتي شئ من أوراق العمل
ويضحك .. وكـ / طفلة .. حقيقة تفعل بي هذا ..
ويضحك .. ويغادرني .. واضحك ..
طيب هو ..
بعد يومين من هذا الحديث ..
الكل صامت .. ما بالكم ..؟
قد مات .. مات ..
لا .. لا .. لا
غير صحيح بـ / الأمس يمزح معي
بـ / الأمس يضحك معي
وماااااااااااااااااااااااااااااات
وهو يحمل حلوى العيد لأطفاله ..
وكان جو عيد
وبكيت يومها .. صمت عن كل شئ ..!
وتأتيني الزهراء.. صديقة الطفولة ..
ويزف لي خبر رحيلها النهائي
وامزق مقلتيِّ من البكاءِ
كيف قبل يومين تشاكسني بـ / الهاتف
وأتكبر عليها ..
(( لا أريد سماع صوتك لمَ لا تسألي عني يا شريرة ))
وتضحك
وأغلق الهاتف في وجهها اريدها أن تراضيني ..
وتتصل مرة أخرى ..
مجنونة أنتِ ولكني أشتاقكِ
سوف أسافر من جديد كوني بخير
ويجب أن نلتقي ..
وكان سفرها نهائي
وكان غبائي كبير وانا أزجرها
حبيبتي هي .. سافرت عني ..
وتركتني وحيدة ..
كريمة هي .. لا تبخل عليِّ بــ / الزيارة بـ / المنام ..
وتقول لي .. لم أمت أنا .. أتراين حية أنا ..
وأبكي عليها .. وأشتاقها ..
هناك في بيتها .. تذكرت جميع من غادروني .. للأبد ..
وأتذكر الجدة الكبرى ..
يومها لم أبكي حبست دمعي
فقط أذكر نصي الذي كتبته (مجرد ألم )
وبكيت بعدها وأتذكرها وهي تهزُّ مهدي
وتبحث عن هويتي الضائعة مني
لا أدري اين أنا ..
وانا في مهد يركلني من فضائه ..
وهي ترضعني الحنان ..
وماتت .. وزارتني في المنام ..
لمَ أراهم يا يمه .. هل الأرواح تزورني ..؟
تريد أخذي معها ..؟
اتراني سوف أكون معهم ..
ومعه .. هناك ..
ما أسعدني .. ما أسعدني ..
وقبل ذلك سوف أعتذر منها ..
أخاف الموت .. وهي غاضبة مني ..
أنا الصغرى .. وسوف أعتذر ..
سوف أحتسب الأجر من الله ..
وسوف اتوضا وأنام ..
لا أدري ما نهاية حرفي ..
كونوا بخير
27/12/2007م