ليلة القدر وفضلها
نتحدث هذا المساء عن ليلة القدر الشريفة التي هي أمنية الطالبين ، ومرتقب الجادين ، ومنتهى آمال الطامعين ، وفيها نزل القرآن
وعمت خيرته ، ولمعت بركته ، قال الله تعالى :
{ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ } (3) سورة القدر
وقال صلى الله عليه وسلم : ( إن هذا الشهر قد حضركم فيه ليلة خير من ألف شهر ، من حرمها قد حرم الخير كله ).
استحباب طلب ليلة القدر
و يستحب طلبها في الوتر من العشر الأواخر في رمضان فقد كان النبي صلى الله عليه و سلم يجتهد في طلبها في العشر الأواخر
من رمضان , و تقدم انه إذا دخل العشر الأواخر أحيا الليل وأيقظ أهلة و شد المئزر .
هل كانت ليلة القدر معروفة في السابق؟
ورد حديث عند مالك في الموطأ ما يفيد أنها خاصة ، وفي حديث أبي ذر عند النسائي وهو أحسن سنداً ذكر له رسول الله
صلى الله عليه وسلم أنها تكون مع الأنبياء . وجمع الشيخ ابن عثيمين كما في مجالس رمضان بين الحديثين بأن فضلها
مخصوص بهذه الأمة .
أي الليالي هي ؟؟
للعلماء آراء في تعيين هذه الليلة , فمنهم من يرى : أنها ليلة الحادي و العشرين و منهم من يرى أنها الثالث و العشرين و منهم
من يرى أنها الخامس و العشرين و منهم من يرى أنها السابع و العشرين و منهم من ذهب أنها ليلة التاسع و العشرين , و منهم
من قال أنها تنتقل في ليالي الوتر من العشر الأواخر , و أكثرهم على ليلة السابع و العشرين , و روى احمد بإسناد صحيح - عن
ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (( من كان متحريها فليتحرها ليلة السابع و العشرين )) ,
و عن أُبى بن كعب أنه قال (( والله الذي لا إله إلا هو , إنها لفي رمضان , يحلف ما يستثنى – و والله إني لأعلم أي ليلة هي , هي
الليلة التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم بقيامها , هي ليلة السابع و العشرين , و أمارتها أن تطلع الشمس في صبيحة
يومها بيضاء لا شعاع لها )) ... رواة مسلم و أحمد و أبوا داود و الترمذي و صححه
علاماتها
ذكر بأن الشمس صبيحتها تطلع بيضاء لا شعاع لها ، وليلتها مليحة طلعة لا حارة ولا باردة ، والمؤمن مشروح الصدر فيها .
ومن العلامات الشائعة ولا تصح : زعم بعضهم أن المياه المالحة تحلو ليلتها ، والأشجار تسقط ، والكلاب لا تنبح ، والأنوار
مضيئة ليلتها ، وأن كل شيء يرى ساجداً ، ويسمع تسليم الملائكة ، وكل هذا لم يصح ، ولم يشاهد عياناً .
قيامها والدعاء فيها
عن أبى هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال (( من قام ليلة القدر إيماناً و احتساباً , غفر له ما تقدم من
ذنبه )) ... رواه البخاري و مسلم , و عن عائشة رضي الله عنها قالت , قلت يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر , ما
أقول فيها ؟ قال (( قولي : اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فأعفو عنى )) ... رواه أحمد و ابن ماجة و الترمذي و صححه
سؤالي اللقاء الرابع والأخير
1 / ما حكم زكاة الفطر ؟ مع ذكر الدليل الشرعي .
2 / ما مقدار زكاة الفطر ؟؟ ومتى يكون وقت إخراجها ؟