معلومات قيمة ..سيدتي أريام
لهذا الرجل الدي يرفض الخروج من عتمته
يكره الأضواء ..
لهذا الرجل نقول
يجب أن نعرفك أكثر
لا يكفي أننا نشعر بقربك في كلمة تلامس عواطفنا
هل أضحت جنسيتك مثار شك..واسمك مثار شك
قصد المزيد من فضح هدا الشاعر المقنع الهارب الى الظل أكشف هنا إحدى رسائله الحميمية التي بعث بها إلى الناقد الكبير رجاء النقاش ...
هذه الرسالة بعث بها أحمد مطر إلى الناقد الكبير رجاء النقاش..
أحببت أن أطلعكم عليها أعزائي ..عسى أن تنال إعجابكم
أخي العزيز .. أبتديك بتحية فيها سلام، معترفاً بجميل فضلك في السؤال عني، بعد مرور وقت طويل على لقائنا الذي لا تزال ذكراه منتصبة في قلب الذاكرة.
وما بين ذاك اللقاء وهذا اللقاء عالم مضطرب بالحوادث والمتغيرات، التي مست الأوطان والأبدان، لكنها - وهذا هو المهم - لم تمس جوهر الإنسان.
لقد تركتني وأنا شيطان رجيم في " جهنم اللاهبة " وها أنت تجدني شيطاناً رجيماً في " جهنم الباردة".
( ملحوظة: يشير الشاعر هنا إلى انتقاله من حر الخليج إلى برودة لندن )
أسعدني جداً أن أسمع صوتك، غير أنني لم أُدهش من كيفية عثورك علي، ذلك لأنك ناقد ومهمتك هي العثور على الشاعر بين ملايين وملايين الكلمات .. وكذلك تفعل عندما تبتغي العثور على شاعر بين قارتين !
أخي الحبيب .. يبدو لي دائما أنني طويل اللسان، لكنني أُفاجأ - دائماً أيضاً - بقلة حيلتي كلما تطلب الأمر مني أن أتحدث عن خصوصياتي الصغيرة.
ربما مرجع ذلك إلى أننا -نحن الفقراء- ليس في سيرتنا الشخصية أية تفاصيل غير عادية، فسيرة الواحد منا - عادة - تمتد من المهد إلى اللحد، وأعني أنه يخرج رجله من المهد ليضعها في اللحد، هذا إذا كان لائقاً بكرامة اللحد أن يستعار كوصف لحياتنا الخالية من الكرامة.
لكنني على أية حال، سأبعث إليك قريباً، صفحات كثيرة عن حياتي ، منذ ميلادي حتى وفاتي (!)فسيرتي كما أعتقد ليست خالية تماماً مما يثير الضحك والسخرية .. والإفتخار أحياناً.
أما الآن، وعلى هذه العجالة، فيمكنني أن اجتزىء ما أعتقد أنه نافع بالنسبة لما أنت في صدده:
- أول شيء هو أن الكثيرين يعتقدون بأن " أحمد مطر " هو اسم مستعار، وكأنهم يستكثرون على المواطن العربي أن يذكر اسمه الصريح حتى إذا أراد أن يعلن عن شهيقه وزفيره !
وعليه فإنني أؤكد لك هنا أن " أحمد مطر " هو اسمي القح !
- الأمر الآخر هو أن الكثيرين ، وخصوصاً ممن كتبوا عن شعري ، لم يتفقوا حتى الآن على جنسيتي، وإن كانوا يتفقون على أنني أستعرض الوجع العربي بشكل عام، وأحرض الموجعين على الإنعتاق.
ولا تدري كم أنا سعيد بهذا، فجميل جداً أن يكون المرء شاعراً في خدمة أمّـة لا ممثلاً لقبيلة معينة.
كتبوا أنني كويتي، ولبناني، وفلسطيني، ومصري، وسوري، وسعودي، لكن واحداً فقط، هو الدكتور عبده بدوي، قال إنني عراقي.. وهذا هو الصحيح، من حيث بطاقة الهوية وشهادة الجنسية، أما إذا شئت الدقة حقاً ، فأنا جميع هؤلاء يضاف إليهم العرب الآخرون.
لك محبتي الخالصة، ولي أمل بأن يجمعنا لقاء قريب هنا أو هناك.