المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هُمى الروح
تعطس السماء مطرٌ
عطاس قوي يوقظ الكائنات
والكهرباء تهرب من مواجهةِ البرق
تتركني في ظلماء المكان أحتسي الخوف
ومقارعة ألم السنين
وحنين للهرب مع تلك الكهرباء الجبانة
أريد أن أتعرى مني
ومن كلّي
ومن نزفي
ومن سمّي
وأتحدى البرق لأحترق في لحظة جنون
وأهرب أجر أذيال الوحدة خلفي
وعطاس السماء يصمني عن الوجود
لأعيش غربتي في كهفي
محاطةٌ بـ / هالةٍ من الشموع
تنير أحلام خائبات خائفات
تحفر صخور العمر
بـ / أحلامٍ مبللة بـ / الانتظار
في طرقٍ شتى حيث حقائب السفر
التي تراكم عليها غبار الانتظار
كنتُ أخاف حملها والسفر
وأكون أسيرة الغربة
أكون أسيرة الوحدة
أكون أسيرة الحنين
أكون صديقة الحزن
أكون عشيقة الوجع
فيما مضى ../
عند كلِّ مساء وفي حالات إغماء السماء
وصراخ أصوات السيارات
وعشوائية الأضواء التي تعميني
أجدني جماد محنط بـ / الخوفِ من غربةٍ خفتها وهي تضاجعني
منذُ عطسي في هذه الحياة
غربةٌ أهرب من كتابة تفاصيل ولادتها في داخلي
خوفٌ من شماتةِ الصبر بي
قد أذنَّ الصبر في أذناي
وقال لا تدعيني أشمتُ في شجاعتك كـ / أنثى
ولدتُ في بؤرةِ الأوجاع
حنكتُ بالغربة
دون صراخ
والحنين يمزقني لـ / اسم
لـ / معنى يكتبني أنثى في قائمةِ الإناث
من أنا يا إيّاي ..؟
وتصمت .. وأموت .. وتظهر ملامحه في دمي
لـ / يفوز مرة أخرى ذلك الحرف
قال سوف أحملكِ من مستنقعات الغربة
وأغسلكِ من ذنبِ الطفولةِ
وأجعلكِ سيدة النساء
لـ / يسرقني عن من كنتُ أعشق
وحبسني في غربةٍ أبديةٍ
من قضبان لا يرأها إلا إيّاي
الحكم مؤبد
وأنا شبه أنسانة تعيش جدران مليئة بـ / حروف تشاركني الدم والهيئة والأصل
حروف وجودها قد خبأته في تلك الحقائب
الخوف من فقدانهم
وهم حولي أشعر بـ / أن غربتي تزداد
وفضاءات الرحيل تفتح مقلّها
لـ / وجع جديد تحت أضراس أبتسامة زائفة
ليس من السهلِ مضاجعة الغربة
هي حرف لا يعيشه الكل
وأن سافروا
فهم فاقدين معنى وطن
الوطن لديهم حدود وخرائط معلقة في جوازات سفر
محبوسين في زاوية خرقاء
يتنفسون هواء الجهل ليس إلا
عندما نغادر حضن الوطن في داخلنا
ولا نشعر بالحنين
ونثرثر عن الغربة
فنحن منافقين
نرتدي أقنعة الغربة الزائفة
هكذا كان هو عندما مرغني في وحل الغربة
وقال أنه يعيش الغربة وقد مزق أمامي جميع قوائم الحنين ..!
منافق هو إذاً
وهو يتلذذ بتعذيبي
وأن سافر .. وبقت إيّاي وحقائبي في مكانهنَّ عليهنَّ غبار الأنتظار
أظل أحنُّ إلى الأغتسال من ذنبِ عدم حمل حقائبي
في لحظاتِ الخوفِ
تحملني هذه الشموع إلى حلمي السرمدي
لأثمل في كؤوس الرحيل
وأتحلى بـ / شجاعةٍ وأقتل تلك الحروف التي تشبهني وأسرق حقائبي
في عالم خالي من الوجود إلا إيّاي ..!
وبـ / قلبي حنين .. وبـ / دفتري ذكريات .. وبـ / بروازي صور
وبـ / كلّي وجع جديد ..
أجدني في غربةٍ جديدة من صنع خوفي وجنوني وحماقاتي وغبائي وأنانيتي
من أنا..؟
وأسقط في هلوسةِ قارئاتِ الفناجين
أرى جميع طرقي ضباب
وانا خلف قضبان الغربة الأولى
التي تجسدت في ذاتي
والتي لا زالت تغليني في أباريقِ التعب
طفرةٌ غير عادية أنا
أينما رحلت وأينما بقيت
وحيدة في كلِّ الفضاءات
فاقدة معنى الحياة
وغربتي في مدن الذوات
أزرع حروفي في أفواه الموت
وهم حولي
والحلم يضاجعني
والغربة دماء تتدفق في داخلي
وأضواء البرق
تبرز ملامح أنوثتي للغربة
لأغريها أكثر
وانا بـ / كامل أنوثتي
أرتدي أثواب مهترية تظهر مفاتني للغربة
غربة ذات أضاجع
هو الحنين إلى ذاتي إذاً..؟
فاقدة ذاتي إلى الآن ..!
وتعطس السماء بـ / قوةٍ
تصفعني بـ / بْرد يكسر زجاج نافذتي
وتتسلل فيروسات العطاس وتدغدغني
لأعطس بـ / قوةٍ
وتنطفئ الشموع
ويتكدس الظلام في مقلتاي
عمياء في وسط الظلام
في غياب الوقود ..!
إلا إيّاي تصرخ من أنتِ يا أنا ..؟
ولا زلتُ عمياء لا أرى إيّاي..!
متى الصحوة يا إيّاي..؟
والتغلب على هذا الحنين..!
/
\
/
\
إهداء لـ / أمل الحياة
دمتي عطر يا أمل
مودتي لروحكِ
4/12/2008م