صفحة 10 من 16 الأولىالأولى ... 89101112 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 91 إلى 100 من 156

الموضوع: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*

  1. #91
    الصورة الرمزية ساقي العطاشا
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    09- 2008
    العمر
    52
    المشاركات
    300

    رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*

    لم أجسر على فتح الباب ...
    عدت أطرقه و أنادي ...
    " رغد ... صغيرتي ... افتحي ! أنا وليد ... "
    لكنها لم تفتح
    و أخذت أطرق بقوة أكبر ...
    " افتحي يا رغد ... لقد عدت إليك "
    و بقي الباب ساكنا جامدا ...
    لم تعد رغد موجودة
    و لم يعد وليد موجود ...
    و لم يعد لفتح هذا الباب ... أي داع ...
    هويت على الأرض ... كسقف أزيلت أعمدته فجأة ... و رفعت ذراعي إلى الباب و صرخت ...
    " رغد ... عودي إلي ... "
    ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
    من تتوقعون زارنا قبل أسبوع ؟؟
    إنها عائلة اللاعب الشهير ( نوّار ) !
    و هل استنتجتم ما سبب الزيارة ؟؟
    أجل !
    مشروع زواج !
    بصراحة أنا فوجئت بشدة ! لم أكن أعتقد أن الأمر سيسير حسبما كانت دانة ترسم ! و لكن يبدو أن هناك أمور أخرى لا أعلم عنها شيئا ...
    زيارتهم كانت بعد رحيل وليد بثلاثة أسابيع ...
    خلال الأسابيع الثلاثة تلك ، كان الجميع يعيش حالة كآبة و حزن مستمرين
    لم تطلع أو تغرب علي شمس دون أن أفكر بوليد ... و بلقائنا الحميم ، ثم نظراته القاسية ، ثم رحيله المفاجئ ...
    والدتي أصابها حزن شديد لازمت بسببه الفراش فترة من الزمن ...
    أنا أيضا حزنت كثيرا جدا ...
    أنا لم أكد أره ... لم أكد أشعر بوجوده ... إنني لا أصدق أنه عاد بالفعل ... لقد كبرت على الاعتقاد بأنه لن يعود ...
    و حقيقة ... هو لم يعد ...
    " رغد ! ألم تنهي حمّامك بعد ؟؟ "
    جاءني صوت دانة من الخارج ، تحثني على الخروج بأقصى سرعة ... كنت لا أزال أمشط شعري القصير المبلل أمام المرآة المغطاة بطبقة من الضباب !
    فتحت الباب فانطلق بخار الماء متسربا للخارج ، و وجدت دانة واقفة و ذراعاها مضمومان إلى صدرها ، تنظر إلي بحنق !
    " أهو حمام بخاري ؟ هيا اخرجي يكاد ضيوفي يصلون و أنا لم أستعد بعد ! "
    سرت ببطء شديد ، متعمدة الإطالة أقصى ما يمكن ... ! دانة تحدق بي بغضب و نفاذ صبر و تصرخ :
    " أوه يا لبر ودك ! هيا أخرجي ! "
    " لم كل هذا الانفعال !؟ كأنك ستقابلين جلالة الملكة ! "
    " أنت لا تفهمين شيئا ! لا يمكنك أن تحسي بمثل أحاسيسي الآن ! لم تجربي ذلك و لن تجربيه ! "
    قالت هذا ثم دفعتني قليلا بعيدا عن الباب ، و دخلت الحمام الغارق في البخار و صفعت بالباب بقوة !
    ذهبت إلى غرفتي بكسل ... و أخذت أتابع تمشيط شعري المبلل أمام مرآتي ...
    هل تحس كل فتاة على وشك مقابلة أهل عريسها بكل هذا التوتر ؟؟
    أنهم سيعلنون الموافقة الرسمية و يناقشون شروط العقد هذه الليلة ، و سنقيم حفلة صغيرة بعد أيام لعقد القران ...
    دانة أصبحت لا تطاق بسبب توترها و عصبيتها ، لكنها سعيدة ! سعيدة جدا ...
    أنا لم أجرب هذا الإحساس ... و لا أعرف كيف يكون ... إنني فقط أعرف أنني مخطوبة لابن عمي سامر لأنني يجب أن أكون مخطوبة له ...
    و سأتزوج منه لأنني يجب أن أتزوج منه ...
    سامر في الوقت الحالي مسافر إلى مدينة أخرى ، من أجل العمل

  2. #92
    الصورة الرمزية ساقي العطاشا
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    09- 2008
    العمر
    52
    المشاركات
    300

    رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*

    موضوع زواجنا تم تأجيل النقاش فيه ، بسبب حضور و رحيل وليد الذي أربك الأجواء ، ثم خطبة دانه التي شغلتنا أواخر الأيام ...
    وليد لم يتصل بنا منذ رحيله ، و والدي يحاول جاهدا الاتصال به بطريقة أو بأخرى من أجل إبلاغه عن خطبة دانه و حفلة العقد
    مجرد تفكيري بهذا الأمر يشعرني بالسعادة ... فوليد سيأتي و لا شك ... لحضور حفلة شقيقته و المشاركة فيها ...
    ألقيت بالمشط جانبا و خرجت من الغرفة في طريقي إلى المطبخ ، و وصلني صوت دانه و هي تغني داخل دورة المياه !
    أنا لم أغنِّ عند خطبتي !
    حين وصلت ، كانت أمي تتبادل الحديث مع والدي بشأن دانه ... لكنهما توقفا عن الكلام لدى رؤيتي !
    " أمي ... ماذا عن وليد ؟؟ "
    فهو كان شغلي الشاغل منذ أن رحل ...
    بل منذ أن وصل !
    أمي و أبي تبادلا نظرة سريعة ، قال والدي بعدها :
    " لقد استطعت التحدث إلى سيف ، و أوصيته بزيارة وليد بأقصى ما يمكنه ، و إبلاغه بأنتا ننتظر مكالمة ضرورية منه "
    فرحت بذلك ، و قلت تلقائيا :
    " إذن سأعتكف عند الهاتف ! "
    في ذات اللحظة رن هذا الأخير ، و قفزت مسرعة إليه !
    " مرحبا ! هنا منزل شاكر جليل ... من المتحدث ؟ "
    كانت ابتسامتي تعلو وجهي ، و حين وصلني صوت الطرف الآخر :
    " رغد ! أهذه أنت ؟؟ "
    تلاشت الابتسامة بسرعة ، و قلت بشيء من الخيبة :
    " نعم ... سامر ، إنها أنا "
    و بعد بضع عبارات تبادلناها ، دفعت بالسماعة إلى والدي :
    " إنه سامر ... لن يحضر الليلة "
    و انصرفت عن المطبخ .
    حين سافر سامر ... لم أبك كما بكت أمي ...
    و كما بكيت لسفر وليد ...
    لم يكن هناك أي هاتف في غرفة نومي ، لذا جلست في غرفة المعيشة قريبة من التلفاز ، و كلما رن هاتف بادرت برفع السماعة قبل أن تنقطع الرنة الأولى !
    و في كل مرة أصاب بخيبة أمل ....
    لكن ...
    لماذا أنا متلهفة جدا للتحدث إليه ؟؟
    بعد فترة ، حضر الضيوف المرتقبون ، العريس و والداه و أخته الوحيدة ، صديقة دانه
    لو أؤلف كتابا في وصف دانه لسببت أزمة ورق !
    سألخص ذلك بقول : كانت غاية في الجمال ، و الخجل ، و اللطف ، و السعادة !
    تم الاتفاق على كل شيء ، و تعين تحديد يوم ليلة الخميس المقبلة لعقد القران !
    لم أجلس مع ضيفتينا غير دقائق متفرقة ، و تمركزت عند الهاتف في انتظار اتصال من اتصل رجال العالم كلهم ببيتنا سواه !
    عند العاشرة و النصف ، استسلمت ...
    و ذهبت في اتجاه غرفتي ..
    مررت بغرفة دانه ، فوجدتها مشغولة بإزالة المساحيق و الإكسسوارات التي تزين بها شعرها !
    " كنت جميلة ! "
    نظرت إلي بغرور ، و قالت :
    " اعرف ! "
    ثم استطردت :

  3. #93
    الصورة الرمزية ساقي العطاشا
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    09- 2008
    العمر
    52
    المشاركات
    300

    رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*

    " و سأكون أجمل في الحفلة ! علي أن أذهب للسوق غدا لشراء الحاجيات ! "
    " عظيم ! أنا أيضا سأشتري فستانا جديدا و بعض الحلي ! "
    ابتسمت دانه بسعادة ، و قالت :
    " كم أنا متوترة و قلقة ! ستكون حفلة رائعة "
    ثم أضافت ببعض الخبث :
    " أروع من حفلتك "
    لم أكن في السابق أتضايق كثيرا لتعليق كهذا ، ألا أنني الآن شعرت بالانزعاج ... قلت :
    " أنا لم تقم لي حفلة حقيقية ... لم يكن يوما مميزا "
    قالت :
    " وضعي أنا يختلف ! سأتزوج من أشهر لاعبي الكرة في المنطقة ، و أغناهم أيضا ... شيء مميز جدا ! ... والدي وعدني بليلة لا تنسى ! "
    أصابني كلامها بشيء من الخذلان و الحزن ، فأنا لم يعمل والدي لأجلي شيئا يذكر ليلة عقد قراني ... هممت بالانصراف ، توقفت قبل أن أغلق الباب ، و سألت :
    " هل سيكون وليد موجودا ؟؟ "
    شيء ما برق في عينيها و قالت :
    " نعم ، بالتأكيد سيكون موجودا ... لا يمكنه أن يتخلى عني أنا ! "
    ذهبت إلى غرفتي و أنا حزينة ...
    فوليد لم يتصل
    و دانه تسخر مني
    و من الطريقة التي تمت خطبتي بها ...
    رغم أنها كانت أكثر من أقنعني بأنه لابد لي من الزواج من سامر ...
    فهو أقرب الناس إلي ، و هو يحبني كثيرا ، و هو مشوه بشكل يثير نفور
    بقية الفتيات ...
    و بسببي أنا ...
    ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
    فيما كنت أسخن بعض الفاصوليا على لهيب الموقد في المطبخ ، حضر صديقي سيف .
    لم أكن أتوقع زيارته ،كانت الساعة السادسة مساءا ، لكنني سررت بها
    " تفضل ! إنني أعد بعض الفاصوليا ... عشاء مبكر ! ستشاركني فيه "
    قلت ذلك و أنا أقوده إلى المطبخ ...
    حينما وصل و شم رائحة الفاصوليا قال بمرح :
    " تبدو شهية ! سأتناول القليل فقط ، فلدي ضيوف على العشاء هذا المساء "
    وضعت مقدارين منها في طبقين صغيرين ، مددت بأحدهما نحو صديقي و قلت :
    " جرب طهو ـ أو بالأحرى تسخين يدي ! "
    تناول سيف بعضها و استساغ الطعم ... ثم قال :
    " لكنها لا تقارن بأطباق والدتي ! يجب أن تشاركنا العشاء الليلة يا وليد "
    ابتسمت ابتسامة باهتة ، و لم أعلق ...
    " هيا يا وليد ! سأعرفك على زملائي و أصدقائي في العمل "
    قلت :
    " كلا لا يمكنني ، لدي ارتباطات أخرى "
    سيف نظر إلي باستنكار ...
    " أية ارتباطات ؟؟! "
    ابتسمت و قلت :
    " سآخذ الأطفال إلى الملاهي ! فقد وعدتهم بذلك "
    سيف كان يحرك الملعقة باتجاه فمه ، فتوقف في منتصف الطريق و قال :
    " أي أطفال ؟؟ "
    قلت بابتسام و أنا أقلب الفاصوليا في الطبق لتبرد قليلا :

  4. #94
    الصورة الرمزية ساقي العطاشا
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    09- 2008
    العمر
    52
    المشاركات
    300

    رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*

    " رغد و دانة و سامر ! سأجعلهم يستمتعون بوقتهم ! "
    أعاد سيف الملعقة و ما حوت على الطبق ... و ظل صامتا بضع ثوان ...
    " ما بك ؟ ألم يعجبك ؟ "
    أعني بذلك الفاصوليا
    سيف تنهد ثم قال :
    " وليد ... ما الذي تهذي به بربك ؟؟ "
    تركت الملعقة تنساب من يدي ، و قد ظهرت علامات الجدية على وجهي الكئيب و قلت :
    " أتخيل أمورا تسعدني ... و تملأ فراغي ... "
    هز سيف رأسه اعتراضا ، و قال :
    " ستصاب بالجنون إن بقيت هكذا يا وليد ! بل إنك أصبت به حتما ... ينبغي أن تراجع طبيبا "
    دفعت بالكرسي للوراء و أنا انهض فجأة و استدير موليا سيف ظهري ...
    سيف وقف بدوره ، و تابع :
    " لا تفعل هذا بنفسك ... أتريد أن تجن ؟؟ "
    استدرت إلى سيف ، و قلت :
    " ما الفرق ؟ لم يعد ذلك مهم "
    " كلا يا وليد ... لا تعتقد أن الدنيا قد انتهت عند هذا الحد ... لا يزال أمامك المستقبل و الحياة "
    قاطعته بحدّة و زمجرت قائلا :
    " المستقبل ؟؟ نعم المستقبل ... لرجل عاطل عن العمل متخرج من السجن لا يحمل سوى شهادة الثانوية المؤرخة قبل ثمان سنين ! و يخبئ بعض النقود التي استعارها من أبيه في جيب بنطاله ليشتري بها الفاصولياء المعلبة فيسد بها جوعه ... نعم إنه المستقبل "
    سيف بدأ يتحدّث بانفعال قائلا :
    " تعرف أن فرص العمل في البلد ضئيلة بسبب الحرب ، لكنني سأتدبر الأمر بحيث أتيح الفرصة أمامك للعمل معي
    قلت بسرعة :
    " معك ؟ أم عندك ؟؟ "
    استاء سيف من كلمتي هذه و همّ بالانصراف .
    استوقفته و قدمت إليه اعتذاري ...
    لقد كان اليأس يقتلني ... و لا شيء يثير اهتمامي في هذه الدنيا ...
    قال سيف :
    " المزيد من الصبر ... و سترى الخير إن شاء الله "
    ثم تقدّم نحوي و قال :
    " و الآن ... تعال معي ... فالأشخاص الذين سيتناولون العشاء معنا سيهمك التعرف إليهم "
    لكنني رفضت ، لم أشأ أن أظهر أمام رجال الأعمال و أحرج صديقي ، لكوني شخص تافه خرج من السجن قبل أسابيع ...
    " كما تشاء ... لكنك ستحضر غدا ! عشاء خاص بنا نحن فقط ! "
    أومأت إيجابا ، إكراما لهذا الصديق الوفي ...
    قال سيف :
    " يا لك من رجل ! لقد أنسيتني ما جئت لأجله ! "
    " ما هو ؟؟ "
    " تلقيت اتصالا من والدك اليوم ، يريد منك أن تهاتفه للضرورة "
    شعرت بقلق ، فلأجل ماذا يريدني والدي ؟؟
    " أتعرف ما الأمر ؟؟ "
    " لا فكرة لدي ، لكن عليك الاتصال بهم فورا "
    و أشار إلى الهاتف المعلق على الجدار ...
    قلت :
    " الخط مقطوع ! "
    " حقا ؟؟ "

  5. #95
    الصورة الرمزية ساقي العطاشا
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    09- 2008
    العمر
    52
    المشاركات
    300

    رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*

    " كما كانت الكهرباء و المياه أيضا ! تصور أنني عشت الأيام الأولى بلا نور و لا ماء ! "
    ضحك سيف ثم قال :
    " معك أنت يمكنني تصور كل شيء ! هل تريد هاتفي المحمول ؟ "
    " لا لا ، سأتصل بهم من هاتف عام "
    سار سيف نحو الباب مغادرا ، التفت قبل الانصراف و قال :
    " موعدنا غدا مساءا ! "
    " كما تريد "
    و عدت إلى طبقي الفاصوليا التي بردت نوعا ما ، و أفرغتهما في معدتي ...
    لم يكن في المنزل أي طعام ، و كنت اشتري المعلبات و التهم منها القدر الذي يبقيني حيا ...
    تعمدت عدم الاتصال بأهلي طوال الأسابيع الماضية ، و عشت مع أطيافهم داخل المنزل
    حاولت البحث عن عمل و لكن الأمر كان أصعب من أن يتم في غضون بضع أسابيع أو أشهر ...
    في ذلك المساء ذهبت إلى أحد المحلات التجارية لشراء بعض الحاجيات ، قبل أن أجري المكالمة الهاتفية .
    حين حان دوري للمحاسبة ، أخذ المحاسب يدقق النظر إلي بشكل غريب !
    نظرت إليه باستغراب ، فقال :
    " ألست وليد شاكر ؟؟ "
    فوجئت ، فلم يبد لي وجه المحاسب مألوفا ... قلت :
    " بلى ... هل تعرفني ؟؟ "
    قال :
    " و هل أنساك ! متى خرجت من السجن ؟؟ "
    عندما نطق بهذه الجملة أثار اهتمام مجموعة من الزبائن فأخذوا ينظرون باتجاهي ...
    شعرت بالحرج ، و تجاهلت السؤال ... فعاد المحاسب يقول :
    " ألم تعرفني ؟ لقد كنت ُ زميلا للفتى الذي قتلته ! عمّار "
    أخذ الجميع ينظر باتجاهي ، و شعرت بالعرق يسيل على صدغي ...
    جاء صوت من مكان ما يقول :
    " أ تقول أن المجرم قد خرج من السجن ؟؟ "
    تلفت من حولي فرأيت الناس جميعا ينظرون إلي بعيون حمراء ، يقدح الشرر من بعضها ، و ينطلق الازدراء من بعضها الآخر ...
    شعرت بجسمي يصغر ... يصغر ... يصغر ... ثم يختفي ...
    خرجت من المكان بسرعة ... دون أن آخذ حاجياتي ، و ركبت سيارتي و انطلقت مسرعا تشيعني أنظار الجميع ...
    لقد أصبحت ذا سمعة سيئة تشير إلي أصابع الناس بلقب مجرم ...
    توقفت عند أحد الهواتف العامة ، و اتصلت بمنزل عائلتي في المدينة الأخرى ...
    كانت الساعة حينئذ الحادية عشر ... و رن الهاتف عدة مرات و لم يجب أحد ...
    و أنا واقف في مكاني أراقب بعض المارة ، تخيلتهم ينظرون إلي و يتحدثون سرا ...
    ربما كانوا يقولون : إنه وليد المجرم !
    و مرت مني سيارة شرطة تسير ببطء ...
    شعرت برعشة شديدة تسري في جسدي لدى رؤيتها ، كانت النافذة مفتوحة و أطل منها الشرطي و أخذ ينظر باتجاهي
    كدت أموت فزعا ... و تخيلته مقبلا نحوي ليقبض علي و يزج بي في السجن من جديد ...
    شعور مرعب مفزع ...
    ظلت يدي تضغط على أزرار عشوائية ، تتصل ربما بالمريخ أو المشتري ، دون أن أملك القدرة على التحكم بها ... حتى ابتعدت السيارة شيئا فشيئا و استعدت بعض الأمان ...
    أعدت الاتصال بمنزل عائلتي و بعد ثلاث رنات أو أربع ، أجاب الطرف الآخر ...
    " نعم ؟ "
    لم أميز الصوت في البداية ، لكنه عندما كرر الكلمة أدركت أنها كانت رغد ...
    " نعم ؟ من المتحدث ؟؟ "

  6. #96
    الصورة الرمزية ساقي العطاشا
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    09- 2008
    العمر
    52
    المشاركات
    300

    رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*

    كان فكي الأسفل لا يزال يرتجف أثر رؤية سيارة الشرطة ... و ربما سمعت رغد صوت اصطكاك أسناني بعضها ببعض ...
    قربت السماعة من فمي أكثر ، و بيدي الأخرى أمسكت بفكي و طرف السماعة كمن يخشى تسرب صوته للخارج ...
    ربما سمع رجال الشرطة صوتي و عادوا إلي !
    قلت :
    " أنا وليد "
    لم أسمع أي صوت فظننت أن الطرف الآخر قد أقفل السماعة ، قلت :
    " رغد ألا زلت معي ؟؟ "
    " نعم "
    ارتحت كثيرا لسماع صوتها
    أو ربما ... تعذبت كثيرا ...
    " وليد كيف حالك ؟ "
    " أنا بخير ، ماذا عنكم ؟ "
    " بخير . كنت أنتظرك ، أقصد كنا ننتظر اتصالك "
    قلت بقلق :
    " ما الأمر ؟؟ "
    رغد قالت :
    " لقد نام الجميع ، والدي يريد التحدث معك ، يجب أن تحضر "
    أقلقني حديثها أكثر ، سألت :
    " ما الخطب ؟؟ "
    " إنه موضوع زواج دانه ! لن أخبرك بالتفاصيل و إلا وبختني ! يجب أن تحضر قبل مساء الأربعاء المقبل "
    كان أمرا فاجأني ، و هو أكبر من أن أناقشه مع رغد و رغد بالذات على الهاتف في مثل هذا الوقت ... و المكان ...
    لذا اختصرت المكالمة بنية الاتصال نهار اليوم التالي لمعرفة التفاصيل ...
    " حسنا ، سأتصل غدا ... إلى اللقاء "
    " وليد ... "
    حينما سمعت اسمي على لسانها ارتجف فكي أكثر مما كان عند رؤية سيارة الشرطة ....
    خرجت الكلمة التالية مبعثرة الحروف ...
    " نـ ... ـعم ... صـ ... ـغيـ ... ـرتي ؟؟ "
    " عد بسرعة ! "
    و التي عادت بسرعة هي ذكريات الماضي ...
    و الذي طردها بسرعة هو أنا
    لم أكن أريد لشيء قد مات أن يعود للحياة ...
    قلت :
    " سأرى ، وداعا "
    و بسرعة أيضا أغلقت السماعة ...
    كم شعرت بقربها ... و بعدها ...
    حينما عدت إلى المنزل ، وقفت مطولا أمام غرفة رغد أحدق ببابها ... حتى هذه اللحظة لم أجرؤ على فتحها هي بالذات من بين جميع غرف المنزل الموحش ...
    دخلت إلى غرفتي الغارقة في الظلام ، و تمددت على سريري بهدوء ...
    ( عد بسرعة ... عد بسرعة ... عد بسرعة ... )
    ظلت تدور برأسي حتى حفرت فيه خندقا عميقا !
    سمعت طرقا على الباب ... طرقا خفيفا ... جلست بسرعة و ركزت نظري ناحية الباب ... كان الظلام شديدا ...
    شيئا فشيئا بدأ الباب ينفتح ... و تتسلل خيوط الضوء للداخل
    و عند الفتحة المتزايدة الحجم ، ظهرت رغد !
    رغد وقفت تنظر إلي و وجهها عابس ... و الدموع منحدرة على خديها الناعمين ...
    هتفت ...

  7. #97
    الصورة الرمزية ساقي العطاشا
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    09- 2008
    العمر
    52
    المشاركات
    300

    رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*

    " رغد ! "
    بدأت تسير نحوي بخطى صغيرة حزينة ... مددت ذراعي و ناديتها :
    " رغد تعالي ... "
    لكنها توقفت ... و قالت :
    " وليد ... عد بسرعة "
    ثم استدارت عائدة من حيث أتت
    جن جنوني و أنا أراها تغادر
    قفزت عن سريري و ركضت باتجاهها و أنا أهتف :
    " رغد انتظري ...
    رغد لقد عدت ...
    رغد لا تذهبي "
    لكنني عندما وصلت إلى الباب كانت قد اختفت ...
    أسرعت إلى غرفتها أطرق بابها بعنف ...
    كدت أكسره ، أو أكسر عظامي ... لكنه ظل موصدا ...
    كما هي أبواب الدنيا كلها أمام وجهي ...
    أفقت من النوم مذعورا ، فوجدت الغرفة تسبح في الظلام و الباب مغلق ...
    لم يكن غير كابوس من الكوابيس التي تطاردني منذ سنين ...
    و رغم انها تعذبني ، ألا أنها تمنحني الفرصة لرؤية صغيرتي التي حرمت منها منذ سنين ... و لم يعد لها وجدود ...
    في اليوم التالي ، اتصلت بوالدي و عرفت منه تفاصيل الموضوع ... و لكم أن تتصوروا اللهفة التي كان هو و أمي و دانة أيضا ... يخاطبوني بها
    أختي الصغيرة ... التي كبرت بعيدا عن أنظاري و رعايتي و اهتمامي ، أصبحت عروسا
    " وليد يجب أن تحضر و تجلب لي هدية أيضا ! "
    و الآن ... و بعد مرور شهر واحد من هروبي منهم ، و عزلتي في المنزل، صار علي أن أعود إليهم من جديد ... أجر أذيال الخيبة و الفشل ...
    في المساء ، ذهبت لسيف و أخبرته بما جد من أمري ، و أخبرني بأنه استطاع تدبير وظيفة لي في الشركة التي يعمل فيها و يملك جزءا منها
    و بدأ أول أبواب الدنيا ينفتح أمامي أخيرا ...
    " يجب أن تعود بأسرع ما يمكن لتباشر العمل "
    ------------------

  8. #98
    الصورة الرمزية ساقي العطاشا
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    09- 2008
    العمر
    52
    المشاركات
    300

    رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*

    الحلقه السادسة عشر
    ~ البارد الحارق ~

    أكاد أطير من الفرح ... لأن وليد سيأتي اليوم ...
    إنني منذ وقعت عيناي عليه يوم حضوره قبل شهر ، و أنا أحس بشيء غريب يتحرك بداخلي !
    أهي كريات الدم في عروقي ؟؟
    أم شحنات الكهرباء في أعصابي ؟؟
    أم تيارات الهواء في صدري ؟؟
    بين الفينة و الأخرى ، أخرج إلى فناء المنزل ... و أترقب حضوره
    متى سيصل ؟؟
    سامر أيضا سيعود هذه الليلة ، فمنذ سافر للمدينة الأخرى قبل أسابيع من أجل العمل لم نره ...
    استدرت للخلف ، فإذا بأمي واقفة عند المدخل الرئيسي ، تنظر إلي !
    " رغد ... ما ذا تفعلين ؟؟ "
    اضطربت قليلا ، ثم قلت :
    لا شيء ...
    والدتي ابتسمت ، و قالت :
    " لقد قال سامر إنه سيصل ليلا ! لا تُقلقي أعصابك ! "
    شعرت بغصة في حلقي و كدت أختنق !
    إنني لم أر سامر منذ أسابيع ... و أعلم أنه سيعود ليلا ... لكنني ... لكنني كنت أرتقب وليد !
    كان هذا يوم الأربعاء ... ، و في هذا المساء سيتم عقد قران دانة ...
    إنها مشغولة جدا هذا اليوم ، و كذلك هي أمي ... و الاضطراب يسود الأجواء ...
    " تعالي و ساعدينا ! "
    ألقيت نظرة على الباب الخارجي للمنزل ، و مضيت مذعنة لطلب أمي !
    كانت دانة تجفف شعرها بمجفف الشعر الكهربائي المزعج ، قلت :
    " فيم أساعدك ؟؟ "
    و يبدو أن صوته الطاغي منعها من سماعي ، فكررت بصوت عال :
    " دانة فيم أساعدك ؟؟ "
    انتبهت لي أخيرا ، و قالت :
    " تعالي رغد و جففي هذا المتعب ! "
    دانة كان لها شعر طويل و كثيف مع بعض التموج ، على العكس من شعري القصير الأملس الناعم !
    تناولت المجفف الساخن من يدها و بدأت العمل !
    صوت هذا الجهاز قوي و أخشى أن يعيق أذني عن سماع صوت جرس الباب !
    مرت الدقائق و أنا أحاول الإسراع من أجل العودة للفناء !
    " رغد ! جففي بأمانة ! "
    قالت ذلك دانة و هي تنظر إلي عبر المرآة ... فابتسمت !
    فستان دانة كان جميلا و أنيقا جدا ، و موضوعا على سريرها بعناية
    لدانة ذوق رائع جدا في اختيار الملابس و الحلي و أدوات التجميل !
    لدى عبور هذه الفكرة برأسي تذكرت طقم الحلي الذي رأيته ليلة الأمس و أثار إعجابي الشديد و أردت اقتنائه ، غير أن نقودي لم تكن كافية فأجلت الأمر لهذا اليوم
    " يجب أن أذهب مع آبى لشراء ذلك الطقم قبل أن يحل الظلام ! "
    " حقا ستشترينه ؟ إنه باهظ الثمن ! "
    " طبعا سأشتريه ! ماذا سأضع هذه الليلة إذن ؟؟ "
    " لم لا تضعين العقد الذي أهدتك إياه والدتي قبل أسابيع ؟؟ "
    لم تعجبني الفكرة ، فلقد رأته لمياء ـ شقيقة نوّار ، خطيب دانة ـ يوم حفلتي !
    إنها أمور نكترث لها نحن الفتيات !
    أو على الأقل ، معظمنا !

  9. #99
    الصورة الرمزية ساقي العطاشا
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    09- 2008
    العمر
    52
    المشاركات
    300

    رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*

    قلت :
    " بل سأشتري شيئا جديدا ! يليق بقرانك ! "
    و ضحكنا !
    لمحت والدتي مقبلة من ناحية الباب فأوقفت تشغيل الجهاز و قلت بسرعة :
    " هل حضر ؟ "
    ثم أضفت بسرعة ، تغطية على الحقيقة :
    " أقصد والدي ؟ أريد أن يصحبني لسوق المجوهرات ! "
    قالت والدتي :
    " ماذا تودين من سوق المجوهرات ؟؟ "
    " سأشتري عقدا جديدا أرتديه الليلة ! "
    بدا على والدتي بعض الاستياء ... ثم قالت :
    " أليس لديك ما يناسب ؟ سأعيرك مما عندي إن شئت "
    عرفت من طريقة كلامها أنها لا تريد مني شراء المزيد .
    أعدت تشغيل الجهاز و واصلت تجفيف شعر دانة الطويل حتى انتهيت ... بصمت ...
    بعدها خرجت من الغرفة قاصدة الذهاب إلى غرفتي ، إذ أن بي شحنة استياء أريد إفراغها ...
    و أنا أمر من والدتي قالت :
    " رغد اذهبي للمطبخ و أتمي تحضير الكعك ، سأوافيك بعد قليل "
    أذعنت للأمر ... و قضيت قرابة الساعة في عمل المطبخ الممل ، حتى أتت والدتي وتقاسمنا العمل ...
    بعد فترة همت بالانصراف ، فبالي مشغول بانتظار وليد ، و حين رأتني أمي سائرة نحو الباب :
    " إلى أين رغد ؟؟ "
    " سأذهب للاستحمام ! "
    " انتظري ! تعرفين ما من مساعد لي غيرك اليوم ... ! اغسلي الأطباق و الصواني و رتبي الأواني في أماكنها ، ثم تولي كي و طي الملابس ! العمل كثير هذا اليوم ! "
    شعرت بالضيق ! لم أكن أحب العمل في المطبخ و كنت أتولى أقل من ثلث العمل المقسم بيننا نحن الثلاث ، أمي و دانة و أنا ، لكنني اليوم مضطرة للتضحية بنعومة يدي !
    أثناء ترتيبي للأواني سمعت صوتا مقبلا من جهة مدخل المنزل الرئيسي
    ربما يكون وليد !
    أسرعت بوضع الأواني على عجل فانزلق من يدي بعضها و تحطم على الأرضية الملساء الصلبة !
    " أوه رغد ! ماذا فعلت ! "
    والدتي نظرت إلي بانزعاج ، فزاد ضيقي ..
    " انزلقت من يدي ! "
    و تركت كل شيء و هممت بالانصراف
    " إلى أين ؟؟ "
    " سأرى من عند الباب أمي ! "
    و لم أكد أغادر ، إذ أن والدي قد وصل ، و دخل المطبخ يحمل الكثير من الأغراض
    عدت إلى الأواني المحطمة أرفعها عن الأرض و أنظف الأرضية من شظايا الزجاج
    ثم كان علي ترتيب الأغراض التي جلبها أبي في أماكنها المخصصة ... و الكثير الكثير قمت به فيما دانة في غرفتها ، تسرح شعرها و تتزين !
    حالما انتهيت من جزء من عمل المطبخ ، قلت لوالدي و الذي كان يجلس على المقعد عند الطاولة يكتب بعض الملاحظات على ورقة صغيرة :
    " أبي ... هل لا اصطحبتني إلى أحد محلات الحلي ؟ لي حاجة سأشتريها و أعود "
    أمي نظرت إلي و قالت مباشرة :
    " عدنا لذلك ؟ خذي ما تشائين من حليي و لا داعي لإضاعة المال و الوقت ! لدينا الكثير لنفعله الآن ! "
    قلت :
    " و لكن ... إنه جميل جدا و أريد أن أرتديه الليلة ! "

  10. #100
    الصورة الرمزية ساقي العطاشا
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    09- 2008
    العمر
    52
    المشاركات
    300

    رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*

    قالت :
    " هيا يا رغد ! عوضا عن ذلك رتبي الملابس أو غرفة الضيوف و الصالة ... النهار يودعنا "
    لم أناقش أمي ، بل نظرت إلى أبي و هو منهمك في تدوين كلمات على الورقة و قلت :
    " أبي ... لن أتأخر ! سأشتريه و نعود فورا ! "
    والدي قال دون أن يرفع عينيه عن الورقة :
    " فيما بعد رغد ، لدي مهام أخرى أقوم بها الآن "
    خرجت من المطبخ و أنا أشعر بالخيبة و الخذلان ... و ذهبت إلى الغرفة الخاصة بالملابس ، أكويها و أطويها و أرتبها ، و دمعة تتسلل من بين حدقتي من حين لآخر ...
    كنت أكوي فستاني الجديد الذي سأرتديه الليلة بشرود و أسى ...
    لماذا علي أن أعمل بهذا الشكل !؟
    لماذا لا يجلب والدي خادمة للمنزل ؟؟
    هنا سمعت صوت جرس الباب يقرع ...
    لابد أنه وليد !
    تركت كل شيء بإهمال و طرت نحو باب المخرج ، في نفس اللحظة التي أقبل فيها والدي نحو الباب ...
    قال :
    " اذهبي و ارتدي الحجاب ، قد يكون وليد ! "
    رجعت فورا إلى غرفة الملابس و سحبت حجابا لي من كومة الملابس
    ( المجعدة ) و لبسته كيفما اتفق ، و هرعت نحو المدخل ...
    فتحت باب المدخل لأطل على الفناء الخارجي ، و أرى أبي و وليد متعانقين عند البوابة الخارجية ...
    أقبلت أمي مسرعة و فتحت الباب و خرجت مهرولة إلى وليد ...
    وقفت أنا عند الباب الداخلي أنظر و دموعي تفيض من عيني رغما عنها ...
    لقد كان وليد واقفا بطوله و عرضه و جسده العظيم ، يحجب أشعة الغروب عن وداع ما غطاه ظله الكبير ، يضم والديه إلى صدره و ينهال برأسه البارز على رأسيهما بالقبل ...
    وقفت أراقب ... و أنتظر ...
    لقد طال العناق و الترحيب ... و لم يلتفت أو لم ينتبه إلي !
    و فيما أنا كذلك ، و إذا بالباب يفتح ، و تنطلق منه دانة مسرعة كالقذيفة الموجهة نحو وليد !
    تعانقا عناقا حميما جدا ، و دانة تقول بفرح :
    " كنت واثقة من أنك ستحضر ! كنت واثقة من ذلك "
    و وليد يضمها إلى صدره ثم يقبل جبينها و يقول :
    " طبعا سآتي ! كم شقيقة لدي ؟؟ ... ألف مبروك عزيزتي "
    كل هذه الحرارة المنبعثة من اللقاء الحميم أمام عيني جعلتني أنصهر !
    و بدا أن دموعي على وشك التبخر من فرط حرارة خدي ّ
    وليد !
    من أي طينة خلقت أنت ؟؟ و لماذا تنبعث منك حرارة حارقة بهذا الشكل !
    ألا تحس الأشجار أن الشمس قد ارتفعت بعد الغروب !؟
    و أخيرا ، تحرك الثلاثة مقبلين نحوي ... نحو المدخل ...
    أخيرا لامست نظراتي الجمرتين المتقدتين ، المتمركزتين أعلى ذلك الرأس ... مفصولتين بمعقوف حاد ، يزيدهما شرارا ... و حدة ... و اشتعالا !
    توهج وجهي احمرارا و تلعثم قلبي في نطق دقاته المتراكضة ... و شعرت بجريان الأشياء الغريبة في داخلي ...
    الدماء
    سيالات الأعصاب
    و الأنفاس !
    و هو يخطو مقتربا ، و حجمه يزداد ... و رأسه يعلو ... و عنقي يرتفع !
    سقطت أنظاري فجأة أرضا و كأن عضلات عيني قد شلت ! لم أستطع رفعهما للأعلى لحظتها ...
    و جاء صوته أخيرا يدق طبلتي أذني ...
    بل يكاد يمزقهما !
    " كيف حالك صغيرتي ؟؟ "

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 3 (0 من الأعضاء و 3 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML