إجابة اليوم منقوله ففيها تفصيل أكثر :
الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير المرسلين محمد بن عبدالله وعلى آله الطيبين وصحابته الغر المحجلين ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين
وبعد
نبدأ على بركة الله بالقضية الأولى: لغة أكلوني البراغيث
مفهومها:
تعدُّ جملة"أكلوني البراغيث"الشاهد الأشهر لاتجاه لهجي تمثَّل عند بعض القبائل العربية ومن ثَمَّ انسحب عنونة لهذه اللغة به، وذلك لطرافتِه كما قيل.
أما عن مفهومها فيتمثل في إلحاق الفعل علامات للتثنية أو للجمع مع كون فاعله اسما ظاهرا مثنى أو جمعا، فيقال :ظلموني القومُ، ونصراني أخواك
خلافا للمشهور لدى جمهرة العرب في كون الفاعل إذا كان اسما ظاهرا مثنى أو جمعًا فإن جمهور العرب يفردون الفعل اكتفاء بدلالة الفاعل على التثنية أو الجمع، فيقال : ذهب المحمدون, وجاء الزيدان.
تسميتها:
أشير لهذه اللغة في أول كتاب نحوي حيث قال سيبويه : "ولم يكونوا ليحذفوا الألفَ لأنّها علامةُ الإضمار والتثنية في قول من قال أكلوني البراغيثُ " (1) , وقد نقل سيبويه هذه التسمية عن الخليل.
فاشتهرت هذه اللغة بـ " أكلوني البراغيث " تبعا لسيبويه الذي ذكرها مقترنة بهذا المثال فجرت عليه , أما ابن مالك فيسميها لغة :" يتعاقبون فيكم ملائكة "(2) ولقد ذكر المرادي أن ابن مالك نوزع في حمل هذا الحديث على هذه اللغة فنقل عن السهيلي أنه قال : ألفيت في كتب الحديث المروية في الصحاح ما يدل على كثرة هذه اللغة وجودتها ... لكني أقول في حديث مالك إن الواو فيه علامة إضمار لأنه حديث مختصر رواه البزاز مطولا ومجردا , فقال فيه :"إن لله ملائكة يتعاقبون فيكم "(3)ولقد ذكر السيوطى أن ابن مالك كان يسميها لغة " يتعاقبون فيكم " وهو مردود عنده.(4)
فالسهيلي والسيوطي لا ينكران هذه اللغة إنما لا يرون حمل هذا الحديث عليها , قال الصبان : يعني أن الراوي اختصر اللَّفظ النبويّ الذي هو الحديث المطول بحذف صدره واللفظ النبوي :" إن لله ملائكة يتعاقبون فيكم بالليل وملائكة بالنهار " فالواو في يتعاقبون ضمير يرجع إلى ملائكة السابق.(5)
.
القبائل التي نطقتْ بها:
نُسِبَتْ هذه اللُّغةُ إلى أكثر من قبيلة عربية فصيحة في أكثر الكتب النحوية وهم : طيء , وأزد شنوءة وبلحارث بن كعب(6)
ــــــــــ
1)الكتاب 1\19
2)رتشاف الضرب 2\739
3)توضيح المقاصد والمسالك 2\586
4)همع الهوامع2/514
5) حاشية الصبان على شرح الأشموني 4\66
6 )مغني اللبيب 4\403
ويمكن الاستفادة أكثر حيث عرضت القضية بكل جوانبها ومدلولاتها وآرائها غلى هذا الرابط
القضية الأولى: لغة أكلوني البراغيث.
ابن خاطر