رشحات قلم
حسام محمود خضر
رابعة/ إدارة أعمال
كثيرة تلك المواضيع التي بحاجة إلى بحث وعلاج، ونحن كطلبة في جامعة وطنية، علينا أن نكون على
مستوى التحدي الحضاري والمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقنا، ومن هذا المنطلق سوف أتناول في هذا
العدد من رسالة النجاح- رسالة الطالب والمدرس، رسالة المخلص والحريص على الجامعة- ظاهرة انتشرت
في صفوفنا ووقفنا عاجزين حتى عن التفكير فيها لهول المفاجأة، تلك في ظاهرة الأزياء الغربية الغريبة عنا
............ فللأسف الشديد نجد أن الزائر لهذه الجامعة أو حتى الطالب فيها اخذ يشعر بفجوة حضارية بين
هذه الجامعة- والتي يفترض فيها أن تكون بؤرة إشعاع حضاري- بحدودها الضيقة وبين الوسط الاجتماعي
الذي يعيش فيه، فهنا نجد طالبات قد تخصصن بفن التزيين وتنافسن بمن تحصل على آخر صرعة في عالم
الأزياء أولا، حتى إن كثيرات منهم قد فتحن قنوات اتصال مباشرة مع باريس ولندن تماما وكأنهن يراسلن
مجلة أسبوعية أو شهرية، ومع هذا الجنون المتزايد تحولت جامعتنا إلى دار عرض تعرض فيها كل فتاة آخر
ما توصل إليه مصممو الأزياء، ومع هذا لم يقف حتى الآن شجاع أو جريء سواء أكان هذا طالبا أم طالبة أم
مدرسا أم باحثا من قسم الاجتماع في الجامعة أم مسئولا من الذين وضعت أمانة هذه الجامعة في رقابهم، لم
يقف ولم يدرس هؤلاء هذه الظاهرة المرضية مما جعلها تأخذ الشرعية وحق الدماء في نفس المستوى
الانحرافي الذي بدأت به، حتى إن بعض الفتيات المتحررات أو الآخذات بالتحرر من قيم المجتمع يأتين إلى
الجامعة بأزياء يخجل الناظر منها، وكأنها ليست من هذا المجتمع الثائر، الحامل لواء صراع حضاري شديد
يستهدف الإنسان والأرض والفكرة واللغة والدين والتراث، نعم إننا نخوض صراعا يتطلب منا أن نحمي هذا
التراث لأنه احد الأدلة القاطعة على وجودنا، وان الموقف يتطلب منا أن نكون مميزين في كل شيء عن
الأجنبي الغريب حتى في اللباس أم إن قدرنا أن نتفوق على هذا الأجنبي في اللباس وهذا ما يحصل فهناك
زائرات أجنبيات يأتين إلى الجامعة محتشمات أكثر من أكثركن، فمن هنا أليس حقي ومن حقك أخي الطالب
ومن حقك أختي الطالبة الشريفة أن نتساءل وبصراحة وبصوت مرتفع ........... طالبات انتن أم عارضات
أزياء؟ فان كنتن طالبات فلا يوجد بيننا من يقبل هذا المستوى الذي وصلت إليه معظم الفتيات، وان كنتن
عارضات أزياء فهذه جامعة وطنية ومركز حضاري يخرج نواة أسرة فلسطينية، وليست دار عرض للأزياء،
وتذكري أن هذه الجامعة تقع في فلسطين وأنها لا تقع في باريس أو لندن، كما أن لهذه الجامعة أهدافا ورسالة
١٩٨١ ( نقطة ٣ ) إحياء التراث العربي / وطنية شريفة وذلك كما ورد في دليل جامعة النجاح لعام ٨٠
والإسلامي.
فأين أنت أختي الطالبة من أهداف هذه الجامعة بل أين إدارة الجامعة من أهداف ورسالة جامعتها، أم إن
إحياء التراث العربي والإسلامي هو في نبذ وعزل من تلبس الثوب الفلسطيني أو الثوب الإسلامي " الجلباب
"؟ وكذلك ورد في أهداف الجامعة ( نقطة ٤ ) ممارسة النقد الذاتي للتعرف على مواقع الضعف لإزالتها
والمميزات الحسنة لتقويتها.
نحن لسنا بحاجة إلى جمل رنانة لكي تكتب ضمن دستور ومن ثم توضع على رف في مكتب الرئيس أو أي
مسئول ثم يحمله كل الطلبة ويتفاخرون فيه أمام الآخرين، نحن بحاجة فعلا إلى ممارسة النقد الذاتي وهذا
المنبر هو حجتي القانونية وعمقي الذي استنير به في كتابة هذا المقال، وأطالب الإدارة بممارسة هذا البند في
كل ما يتعلق بأمور الجامعة ذات الصلة المباشرة مع الوسط الاجتماعي لكي لا تكبر الهوة بين هذه الجامعة
وشعبها، ومن هنا فلتشرف الإدارة على عمل خطة للقضاء على هذه الظاهرة المرضية، ليناقشها أساتذة
الاجتماع، ولتناقشها الطالبات الحريصات على قضية تحررهم، أم إن التحرر هو فقط من القيم والتقاليد؟
أجيبي عنه أيتها الأخت الشريفة وستجدين نفسك في خضم الصراع, إذن لتكتب الأقلام الشريفة حول هذا
الموضوع ولتطبق القوانين بشدة، نعم لتشرف الإدارة الموقرة فعلا على مل استبيان يشمل الطلبة جميعا
وكذلك الوسط الاجتماعي المحيط من اسر وعائلات، ويستفتى أهل الخير وكل حريص على سمعة ومصلحة
واستمرار هذا الحرم الجامعي الوطني المعمد بدماء الشهداء، ولنحافظ على هذه الجامعة والتي نستمد
استمراريتها من معاناة جماهير شعبنا، أقولها وبصراحة: إن قدسية هذه الجامعة إذا بقي الوضع هكذا في ظل
هذا الصيف فإنها ستنتهك على مسمع ومرأى من إدارة الجامعة من الرئيس حتى الطالب، فعلى الإدارة أن
تحافظ على رسالتها وتحد من هذه الفوضى وهذا الجنون القهري الذي تمارسه الفتيات تحت ضياع الموضة،
علينا أن نعمل جميعا على طرح ميثاق اللباس الشعبي الفلسطيني بكل جزئياته وليكن هذا تماما مثلما تم رفع
المعدل التراكمي وتم تغيير خطة البكالوريوس من فوق إلى أسفل، ليطبق قرار منع دخول عارضات الأزياء
إلى الجامعة، ويتم فرض نظام معين بحيث تأتي الفتيات محتشمات على الأقل، لا أقول الثوب الفلسطيني أو"
الجلباب " وهذا ما يتمناه الجميع" بل أقول يجب أن يكون هماك زي بمثابة الخط الأحمر يجب عدم تجاوزه،
وأن يمنع الماكياج وكل هذه التفاهات، وهلوسة الشعر، وما يدفع عليه من مصروفات، لو قلت تبرعوا
لمشروع خيري أو لعائلة فقيرة لانفضوا من حولك، ولكن كم تدفع تلك الفتاة للماكياج وغيره يوميا؟ إنني
أخاطب ضميرك باسم الحق والضمير، وأناشدك يا ابنة هذه الأرض المباركة التي بارها الله ويا ابنة هذا
الشعب العظيم ............... لذا من حقي عليك أن تسمعي قولي، وأن تفكري فيما بين هذه السطور علك
تهتدين إلى الحق وتعودين من غيك إلى رشدك وتصونين تراث شعبك ... أليس من الغريب حقا أن تأتي فتاة
من بيئة محافظة محتشمة متمسكة بعادات وتقاليد مجتمعها وتبقى هكذا سنة أو أكثر ومن ثم يجرفها تيار
الموضة فتلقي بزيها عرض الحائط وتقلد بعض الفتيات الفاقدات لأي معنى أو التزام تجاه الشعب! أليس من
الغريب حقا أن تأتي فتاة واحدة بلباس غريب تقشعر منه الأبدان وتقرفه النفوس واليوم التالي يصبح هذا
اللباس موضة تتسابق الفتيات إليه بينما في المقابل تعاب ممن تأتي بثوب فلسطيني أو بجلباب ؟؟
إن التراث أيتها الأخوات الفاضلات هو أصدق معلم لأنه نتاج امتزاج الفلسطيني بأرضه، فعندما يصبح
الإنسان الأرض أو أن تصبح الأرض روح الإنسان يكون التراث وهذا هو تراثنا الشعبي هو امتزاج أجيال
عبر مئات السنين، وما الثوب الفلسطيني سوى انعكاس حقيقي للوسط الاجتماعي، وجد من اجل أن تهتم
المرأة بأمور مجتمعها لا أن تكرس حياتها من اجل أن تقف ساعات على المرآة لكي تحافظ على التناسق
الإبداعي حسب رأيها ما بين احمر الشفاه ولون الحلق ولون الحذاء، نعم فيجب أن تكون هذه من لون واحد،
وكذلك طلاء الأظافر من لون الحقيبة ... أية تفاهة هذه التي وصلت إليها فتياتنا .. حتى انه يقال ولا أشك أنا
في هذا لآني كنت قد لاحظته يوما ما من أن بعض الطالبات يلبسن في اليوم الواحد وأثناء تواجدهن في
الجامعة لباسين, الله اكبر ... ما هذا ..... ألا يوجد في هذه الظروف ما يشغل عقولكن أكثر من الأزياء، ألا
تفرض هذه الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية نفسها على كل شي؟؟ لماذا هذا الاغتراب؟
بودي أن اكتب بصراحة أكثر وبتوسع أكثر حول هذا الموضوع لأنه من أهم المواضيع التي تعاني منها
جامعاتنا ومجتمعنا ........ أن يصبح غير المألوف والمرفوض اجتماعيا شيئا عاديا .... ولكني أخشى إذا ما
توسعت أن أفهم خطأ .... ولكن مع هذا أقول لكم جميعا اذكروا لي موقفا أكثر خطورة من هذا الذي نحن فيه
................... فيا مجلس الأمناء ............. ويا مجلس العمداء ........ ويا أيتها الإدارة الموقرة، ويا
ابنة الثائر الأول والشهيد الأول، ويا أيها الحامل مشعل الحضارة تدافع عن وجودك، أطالبكم بإثارة هذا
الموضوع ومعالجته وأذكركم من الرئيس إلى العقيد بأنكم سوف تسالون أمام الله والشعب عن هذا الوضع
الخطير، وأطالبكم أنا الطالب المحاصر في بيتي أن تعملوا ما فيه خير وصالح هذا الوطن، وان تطبقوا ما
جاء في دليلكم حول أهداف جامعتنا الوطنية ورسالتها، واذكر أن الوقت لم يفت بعد وان المرض في مراحله
الأولى وخوفي أن تنام أعين الجبناء ويكبر هذا المرض ويتربع على صدورنا وينتشر ويصيب القاصي
والداني، وهذا ما لا نسمح به أبدا.