لم أجسر على فتح الباب ...
عدت أطرقه و أنادي ...
" رغد ... صغيرتي ... افتحي ! أنا وليد ... "
لكنها لم تفتح
و أخذت أطرق بقوة أكبر ...
" افتحي يا رغد ... لقد عدت إليك "
و بقي الباب ساكنا جامدا ...
لم تعد رغد موجودة
و لم يعد وليد موجود ...
و لم يعد لفتح هذا الباب ... أي داع ...
هويت على الأرض ... كسقف أزيلت أعمدته فجأة ... و رفعت ذراعي إلى الباب و صرخت ...
" رغد ... عودي إلي ... "
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
من تتوقعون زارنا قبل أسبوع ؟؟
إنها عائلة اللاعب الشهير ( نوّار ) !
و هل استنتجتم ما سبب الزيارة ؟؟
أجل !
مشروع زواج !
بصراحة أنا فوجئت بشدة ! لم أكن أعتقد أن الأمر سيسير حسبما كانت دانة ترسم ! و لكن يبدو أن هناك أمور أخرى لا أعلم عنها شيئا ...
زيارتهم كانت بعد رحيل وليد بثلاثة أسابيع ...
خلال الأسابيع الثلاثة تلك ، كان الجميع يعيش حالة كآبة و حزن مستمرين
لم تطلع أو تغرب علي شمس دون أن أفكر بوليد ... و بلقائنا الحميم ، ثم نظراته القاسية ، ثم رحيله المفاجئ ...
والدتي أصابها حزن شديد لازمت بسببه الفراش فترة من الزمن ...
أنا أيضا حزنت كثيرا جدا ...
أنا لم أكد أره ... لم أكد أشعر بوجوده ... إنني لا أصدق أنه عاد بالفعل ... لقد كبرت على الاعتقاد بأنه لن يعود ...
و حقيقة ... هو لم يعد ...
" رغد ! ألم تنهي حمّامك بعد ؟؟ "
جاءني صوت دانة من الخارج ، تحثني على الخروج بأقصى سرعة ... كنت لا أزال أمشط شعري القصير المبلل أمام المرآة المغطاة بطبقة من الضباب !
فتحت الباب فانطلق بخار الماء متسربا للخارج ، و وجدت دانة واقفة و ذراعاها مضمومان إلى صدرها ، تنظر إلي بحنق !
" أهو حمام بخاري ؟ هيا اخرجي يكاد ضيوفي يصلون و أنا لم أستعد بعد ! "
سرت ببطء شديد ، متعمدة الإطالة أقصى ما يمكن ... ! دانة تحدق بي بغضب و نفاذ صبر و تصرخ :
" أوه يا لبر ودك ! هيا أخرجي ! "
" لم كل هذا الانفعال !؟ كأنك ستقابلين جلالة الملكة ! "
" أنت لا تفهمين شيئا ! لا يمكنك أن تحسي بمثل أحاسيسي الآن ! لم تجربي ذلك و لن تجربيه ! "
قالت هذا ثم دفعتني قليلا بعيدا عن الباب ، و دخلت الحمام الغارق في البخار و صفعت بالباب بقوة !
ذهبت إلى غرفتي بكسل ... و أخذت أتابع تمشيط شعري المبلل أمام مرآتي ...
هل تحس كل فتاة على وشك مقابلة أهل عريسها بكل هذا التوتر ؟؟
أنهم سيعلنون الموافقة الرسمية و يناقشون شروط العقد هذه الليلة ، و سنقيم حفلة صغيرة بعد أيام لعقد القران ...
دانة أصبحت لا تطاق بسبب توترها و عصبيتها ، لكنها سعيدة ! سعيدة جدا ...
أنا لم أجرب هذا الإحساس ... و لا أعرف كيف يكون ... إنني فقط أعرف أنني مخطوبة لابن عمي سامر لأنني يجب أن أكون مخطوبة له ...
و سأتزوج منه لأنني يجب أن أتزوج منه ...
سامر في الوقت الحالي مسافر إلى مدينة أخرى ، من أجل العمل