شكرا لك ماقصرتي
~{ سورة القدر }~
~*( إنا أنزلناه في ليلة القدر )*~
إنا أنزلنا القرآن العظيم في ليلة عظيمة ، من اللوح المحفوظ إلى سماء
الدنيا ، فشرفت هذه الليلة بما حصل فيها من تنزيل كريم ، وحدث عظيم ،
فهي ليلة ذات مجد منيف ، وقدر شريف ؛ لأن الوحي الذي هو حياة
القلوب ، وصلاح الشعوب ، وهداية الناس ، وعمار الأرض ، نزل في هذه
الليلة فحق لها أن تشرف على كل الليالي ، وتسمو على كل الأوقات .
~*( وما أدراك ما ليلة القدر )*~
ما أعظمها ، يا محمد ، من ليلة ، ما أجملها من مناسبة ، لقد حدث فيها
تنزيل غيَّر وجه العالم ، وبعث الناس من جديد ، وبذل من مسار التاريخ
، وقام بسببها سوق الجنة والنار ، وارتفع بها علم الجهاد ، وحصلت
بها المقامات الجليلة من العبادة ، والنصر والفتح ، والهدى والنور
والعناية .
~*( ليلة القدر خير من ألف شهر )*~
هي أفضل من ألف شهر من العبادة والعمل الصالح ، ليس في الألف ليلة قدر ، ليلة
واحدة ، لكنها ببركتها وخيرها وشرفها وقدرها أجل عند الله من ألف شهر ، وأعظم
في ميزان الحسنات من سعي ألف شهر ، وأبرك في العبادة والقبول من ألف شهر ،
والله يختار من الأوقات والمناسبات والأمكنة والملائكة والناس ، فيفضله على
جنسه ، ويشرفه على نوعه ، ويصطفيه على شكله (( والله يختص برحمته من يشاء ))
وإن تفق الأنام وأنت منهم *** فإن المسك بعض دم الغزال
~*( تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر )*~
هي ليلة يكثر فيها هبوط الملائكة ، يتنزَّلون بالرحمات والبركات ،
والنفحات والفتوحات من رب الأرض والسموات ، يحملون معهم أوامر
إلهية ، وأقدار ربانية من الهداية والرزق ، والفتح والتوبة والقبول ،
ففيها تصلح أحوال ، وترفع أعمال ، وتكتب آجال ، ويجاب سؤال ، فيها
أحداث عظام ، وقضايا جسام يهبط بها الملائكة الكرام من الملك العلام.
وجبريل مع هؤلاء الملائكة ، وخص بالتعريف لزيادة التشريف فهو روح
القدس ، وأمين وحي السماء إلى الصادق الأمين – صلى الله عليه وسلم
- ، فهو في هذه الليلة يتنزَّل لمهمات عظيمات ، شرَّفه الله بحملها
والقيام بها .
~*( سلام هي حتى مطلع الفجر )*~
هي ليلة سلام ، وأمن وأمان ن ورحمة ورضى وقبول ، وفوز وسعادة
وفلاح ، تسلم الملائكة فيها على العباد الصالحين ، والأولياء المفلحين ،
وهي سلام ، لا شر فيها ، ولا غضب ، ولا سخط ، بل هي موسم لعتق
الرقاب ، وقبول توبة من تاب ، ورد من أخطأ إلى الصواب ، وفيها قبول
الأعمال ، وإصلاح الأحوال ، ونزول البركة ، وعموم الرحمة ، وإتحاف
العاملين ، وثواب الصالحين ، والستر على المسيئين ، وكشف الكربات
، وتسهيل الصعوبات ، فيها عافية وشفاء ، ويسر وصفاء ، وطمأنينة
وسكينة .
//
\\
//
\\
//
يتبع بإذن الله .. مع سورة البينة
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)