فـ ملابسي رثة من أحزاني
دعوني اتوضأ فـ قد حان وقت الصلاة
موتي أشعر به يداعبني
يهيئني لـ قبري
وسعادتي بعيدة جداً تلوح لي بـ منديلها
الذي يرثي أبجديات الغياب
ويختم بـ حكايات الغرام
وأنا حبيسة في فضاء الغياب ليس إلا ..
إليكم ثرثرة له فقط ..!
|\|\|\|
ضباب وهدوء مبهم
رغم وجود طائر الرخ الكائن
في تلك الكهوف
ليقتات من بقايا مقل
وكان الصراخ والعويل
وشمس تزيد الفتيل نار
كانت براكين الغضب
تعمُّ الصفحات الأولى من مسرحة الواقع
وكان انقراض الرؤية
ليعمَّ السواد
أُبزق هناك قلب طري
قلب يروي الليل مطراً أسود
لأنزف أوجاع حرف الغين
كان يا ما كان
حكايتي مع حروف السفر والـ غ ـياب
حاصرني الليل الملوث بالسواد
لأصرخ ، لأبكي ، لأموت
لأستجدي شبح عشقي المسافر
حيث لا أعلم
حيث لا أفهم أبداً
أولستُ طفلة ؟
فالقلم مرفوع عني ..!
بهستريا الجهل بي
تنعتوني بألفاظ المبالغة والبلاهة
والغباء والغضب والعمى
الفضول يعتري حرفكم
لاستفزازي للبوح عنه ذاك المغادر
صوامع ومعابد عشقي
وأنا أريد أن أتشرنق
أن أتوارى عن فضح نفسي
بحب شغفني فسافر فأنتهيتُ أنا..!
كيف أصرخ وأتجرد من الخرس
الذي طوقني به رحيله المتكرر
تعالوا ......
بسري هذا لا تخبروا
الزهر والشجر
والنجم والطير
سري للغاية محتوى بوحي ..!
والأهم لا تفشوا بسري للموت
لأنه توعدني بسرقة روحي إن بحتُ لكم
لأكون مجرد سريال ملعون يتجول
في أديرة الكنائس
لأكون مسيحاً آخر مصلباً باسم العشق
والموت على أضرحة الغياب والتيه
سأبوح .. ولكن هل تعدوني
بالحياة بعد الموت؟
لأحقق نذور قصص المسيح ..!
صمت مبهم ، جهل فطري يعتريكم
بعد الهذيان
وبعد الإنصات
وبعد الألم لحالي
و قبل بوحي
سأحكي قصة الغياب في رحمي
لـ تصبح جميع سماواتي عقيمة من إنجاب
صباحات العودة لأحضاني ..
وغاب وغادر ورحل وسافر
وتركني حبر مساء يلعن خيوط السواد الدائمة
وتركني أبحث عن برواز صورهِ
لـ أجدكل ألوان صوره هاربة من بروازي
باهتة هي
لـ يكون هطول ألوانه هناك في
مهرجان الألوان..!
وتدق الطبول الهندية
وكان الاحتفال
وتنتشر الألوان في جميع الأجواء
لأراه في كل الوجوه الهندية
يلون تلك الوجوه
ويتركني باهتة صفراء اللون
أستجدي لون الحياة
لأدمن الأفلام الهندية
أنتظر مواسم الألوان لتهطل
فيضاناً في جوفي
لأذوق طعم الهزيمة في حروب الانتظار
كالجندي المهزوم تماماً
عائد بخيبة الحياة المسلوبة سلفاً
يا قوم .. ما عدتُ أقوى
فـ حروفي ثقلى بعقارب الساعة
لـ تلدغني بسم الزمن الذي لا يتوقف
سأنتهك العادات والأعراف
لأكتب إليه ..
لأموت قضية شرف وعرض
على أيدي رجال القبيلة
لعله يدرك كيف هي حياتي بغيابهِ
ملاحظة/ أحبك حدَّ الجهل بغيب السماوات والأرض!
حبيبي أكتب إليك بعد الموت ..!
سر كتابتي المتأخرة هو حبك الكائن في جوفي
في مضمضة قبري الموحش جداً
كل العلامات الصغرى والكبرى
قد ظهرت وأنتَ في غيابك الطويل المدى
ذاك المسيح الدجال يزلزل مثلث برمودا..!
وقبيلة يأجوج ومأجوج لم ييأسوا من الحفرِ
أرأيت هذه العلامات؟
كما إن صباحاتي عقيمة من ألفاظ النور
والزهر والطير يكتبان وصيتهما الأخيرة
وأنت غائب
وانا أحتضر الساعة
وجامعة الأحزان تجبرني على توقيع حضور الدمع
كآبة وحزن و وجع وألم
كل ذلك في هوائي ومائي وطعامي وشكلي
أتلاشى أنا من بعدك
أصبحتُ غير قابلة للتجميع
شظايا بلورية تلمع شمساً
لأكون جرح العمى لكل قرائي
كل أشياؤك أنشوطة وجع
تنتظرني عند كل مساء
على سرير الغرام أشتعل بركاناً
لأخمد الساعة بذنب انتهاك
عرض الحب والهيام
بارد هو سريري من بعدك
غيابك تركني قضية كفر بكل ما هو حلال
تركني قطعة حرف في أفواه الجياع لأحضاني
أفهم ذلك وأحترق غيرة وشوقاً لي
عد الآن
كموتي هذا
وأنا في قبري أكتب لك أبياتي الأخيرة
لألطخ كفني بذنوب صومي عن كل شيء
إلا حبك وعشقك ولونك وشكلك وكلك
هي هذه الرياح رسولي إليك
حاملة إليك فتات حياتي
هطلت أمطار غيابك
وجاءت لجرفي أنا ..
لأنك كل ممتلكاتي وأرقامي
وذرات هوائي وجميع أرصدتي
وحروفي وكل أشيائي
لتفوح روائح الغياب
يآه كم هي نتنه كفرائس القمّام
وهندسة حياتي الجديدة دون حرف عطف بك
هي هندسة بدائية وقبيحة جداً
إن كنتُ عشقك الماضي والحاضر والآتي
فأهرع لجوفي وقبلني قبلة الحياة
حبيبي هات يداك لأتلو صلوات القدوم
فأنا أحتاجك وأحتاجك جداً وجداً ..!
وقبل الموت الأخير ..
اقرأ ملاحظتي الأخيرة ..
.. (( صباحك ومساؤك زهر وحب وعشق من أول عمري لـ نهاية موتي ))..