إهدائي لكَ يا عمري الفائت
يا عمري القادم
كنتُ فيما سبق لا أقوى على الاحتفال بعيدي
تأتي الأيام بسرعة
وأنا في صمت وفي حزن
هي ذكرى مؤلمة لي في ذلك اليوم
هل أحتفل بشموع الفرح ؟
أم أستعيض بدموع الحزن؟
أيجوز ذلك ؟
إذن دعوني أحتفل بطريقتي الخاصة ..!
دعوني أرثي وجودي بكَ أنت يا يومي الهارب
بكَ أنت يا عيدي الحالي والماضي والقادم
في عيدي أراك منكس أعلام الوصال
أراك تبروزني صور الوداع ؟
هل التقينا لـ نحتفل بيوم الوداع؟
كم صار عمري اليوم ؟
كم خنجر قد غرس بخاصرتي ؟
كم عطراً سافر عني ؟
أجبني يا حرف الغياب ..
سطرني موال احتضار..
فـ دروبي معتمة ووحيدة منذ قيام الخليقة ..
أذكر في إحدى لقاءاتنا السرية
بسؤالك لي ..!
كم عمرك يا زهراء ؟
أجيب بعدد قريب من عدد أصابعي ..!
تشهق أيعقل هذا ؟
أجيب بـ لسان نزار ..
" ما زلتَ تسألوني عن عيد ميلادي سجّل لديك إذن
ما أنتَ تجهلهُ تاريخ حبكَ لي تاريخ ميلادي "
هذا هو عيدي ..
بغيابك بقيتُ مشتتة بين أرصفة تتبنأ صياحي
منذُ الربيع الثاني عشر ..
هناك أنا ..
كل هدايا وجودي مسروقة
كل زهور عمري غائبة
كل رسوم عيشي ضائعة
كل ألوان أقنعتي باهتة
هناك أتأمل ..
شتات حروفي
ورسائلي الممزقة على مرأى مني
هناك استرسل حروف وصيتي الأولى
فالمنايا تأتي دون دراية
وأنا حارس الرصيف الأمين
قد أكون روحاً هائمة
عندها صلي على روحي الصادقة
أزرعني زهراً في جميع الأرصفة
قدم العزاء لكل الأرصفة
وأخبزني رغيف خبز لـ نيام الرصيف
لعليِّ أُذكر في عيد ميلادي
لعلَّ قنديل الرصيف ينحني
لإنارة قبري النائم هناك ..!
**
لمَ نحن لدينا سحراً قوي
في إحياء أحداثنا المؤلمة في يوم ولادتنا؟
هل نعاقب أحداً على ذلك ؟
لا أظن ذلك ..
هي ذواتنا ومشاعرنا وأحاسيسنا
متصدرة في قائمة العقاب ..
في كل عيد نبرمجم أنفسنا بأن نكون بأحلى حلة
دون صراخ وبكاء
دون صمت وثرثرة
وكلنا لا نتوب
هو ذنب نحب أقترافه
مهما تعالت أصوات الأستغفار في داخلنا
كنت تصرخ بعنف قوي يا طفل الرصيف
وهنا اقرأ نوع أخر من حروفك
لـ تثبت كيف أنك تجيد كل الحروف
هكذا هم المبدعون
لا يرضوا بشيء واحد
لابد من إتقان كل شيء
هكذا أنت منذُ إن قرأتكَ أول مرة
جعلتني اقرأ لك يا طفل
شكراً على ذلك
سعيدة بتواجدك كثيراً
مهما كان هو عيدك الذي نشكر
الرب على نعمة وجودكَ
أطال الله في عمرك
تقديري لـ شخصكَ الكريم
هُمى