أنا .. اللحظة التي حسمها القدر ..
وقفت
هنا للصلاة عليك
فبكتك اللحظات ولا شيء
بقي من تلك الجثة سوى حروف
تتلوا الدعاء فالأوراق كانت القبر
والسطور درب مرور الجنازة فكانت بداية
السطر بداية كتابة القدر على اللوح فأنت
الوحيد ربما الذي نسيه القدر ، وحيد في عالمك
والقدر هرب منك مستقلا قطار السنين ذهب إلى حيث
يجيد مباغتة الجميع ، حيث تكون الفرصة سانحة له للبقاء كإله متفرد بالقضاء يحكم على ماهيتنا ويلعن أمة بشرية
خلقت له ، ستبقى الوحيد الذي هرب منك القدر ،
دروب المقبرة متاهة يجيد القدر فيها التخفي
خلف الصليب المنكوس تارة وخلف الزهور
المنثورة على القبور تارة أخرى ، عندما
تمر بالقرب من تلك الجثث لا تدع قطرة
العطف الساكنة نهر وجدانياتك تحمل
أي شيء منها فقد تجد القدر وقد
وجدك .. عندها لا أعلم من
سيعلن على
الآخر النفي من الوجود الموجود حرفا ...
أنا .. الموت الذي أخذ مني أغلىالبشر
الموت
دائما يأتي مبتسما
ولا تستطيع عندها إلا
رد ابتسامة صفراء إليه
كلمات كان يرددها لسان حال
ماكسيموس ذات يوم وهنا تاريخ يعيد
نفسه ليرسم بشرية الموت فكان الموت
سيدي مسكينا كالعجوز في الساحات كساحات
بغداد ويتكأ على عكازيّ قدر الوجود وقدر الرحيل
فكان من بين الحروف التي خطته أقداره أن يصطحب
في رحلة الغياب صحبة ترسم له الحياة فالموت
كالحياة كاتن بينهما لقاء ومواعيد يخطون
حكاية عشقهم فيها وذات كبرياء من الموت
ولأنه ملتزم بمواعيد مع البشرية حتى
يأخذهم للغياب ، تأخر عن الموعد
الذي رسمه مع عاشقته الحياة ،
فرحلت الحياة عن ماهيته حاملة
معها ذكريات للموت كتبها ذات
يوم على صدرها ، وها هي
تنثر تلك الذكريات في
كل صباح عبر الأزقة التي
تمر بالقرب منها حقائب
الأطفال وعكازات
الشيوخ ذاهبين إلى
مدارس منهارة وأسواق الرغيف المعفن ...
أنا .. البكاء الشديد عند الصغر ..
هنا
يصبح الصمت
مؤلفا وتصبح
الوجنتين مسرحا
خشبي وتصبح العبرات
سيناريو وتصبح الصرخات
لحن مزمار على فم طفل لم
يجد سوى المزمار ليقتات به
رغيف العيش فتصبح الشفاه الصغيرة
التي ترسم ذلك الوجه ستارة
المسرح والكراسي هي تلك
الأقدار ولكن دون حضور
الجمهور فعند البكاء لا
تجد حولك سوى الكراسي
والجمهور راحل فهم
صم وبكم لا
يفقهون ...
أنا ..التشرد والضياع ..
والخوف الساكن بينالأضلاع
..
لما
دائما ماهية الخوف
تهرب وتسكن الأضلاع تختبئ
عن أعين المارة لا تجد كلماتها إلا
عندما يحاول القلم الانتحار أو البكاء
حبرا على الأوراق ، لما دائما تكون الأضلاع
كوخه المنهار ، لما لا يحتل مدن الفرح فيهدم
جميع قصور السعادة ويرسم بها لوحات عل ذات
ليلة يطرق ذلك الباب قدر فتغريه تلك اللوحة
فيشتريها منه فتصبح السعادة خوف
وتكتب في تاريخ التشرد أن ذات تشرد
قدر كان ضيفا هنا قد عقد السلام
بين الخوف والسعادة ، فربما
حينها يأتي قدر آخر يحاول
كسب الشهرة فيرسم السلام
في أرض العراق وفي حرم
القدس تزخرف لوحة
بماء الذهب
وترسم
حمامة حاملة غصن الزيتون ..
أنا .. الهروب ..
والشروق الذي لا يأتيبعده الغروب ..
إذاً
يموت الليل
فلن نجد عندها
بائعات الورد ، لن تكون
هنالك تجمعات الصبية المتشردين ،
عندها لا يصبح لكل هؤلاء التعساء
وقت فيهرب منهم وقت الحياة وستنساهم
اللحظات ولن تذكرهم حروف الأغنيات وسيصبحون
تماثيل فقط لروما ، وستكون ذكرياتهم بين
ورقة دانتي المسجون وبين مطرقة
المحكمة التي كتبت ذات ساعة موت
كل هؤلاء الملائكة ، وكل
تلك الزهور سنجدها
ساقطة في وحل وأقدام
المشاة ، وسيصبح
الشروق شاهد
على غروب كل تلك
اللحظات ... لقاء هروب كان ..
أنا .. الضحكة المسلوبة ..
كانت
ضحكات ترسمني
مبتسم وعلى الرغم
من كل الحماقات الحزينة التي
تحتل ساحة أكبادي إلا إن حزن
تلك الضحكة أبى أن يفارق شفاهي المسكينة ،
أتتي يوما من الأيام هذه الابتسامة وثوب
أبيضها المرصع باللون الأزرق كزرقة
السماء جاءت لزيارة الشفاه ، كانت
دائما تنشر ثوبها في برواز شرفة
شفاهي فأصبحت اليوم تأتيني
وبنفس ذلك الثوب ولكن في
الماضي كانت طفلة ويزهو
عليها ذلك الثوب ولكن
لحاجة في نفس القدر جعلها
تجهل أنها أضحت في سن اليأس
حتى ذلك الثوب لم يعد يليق بها
فسوداوية السنين التي مرت
عليه لا تزال مرتسمة
عليه وهي إلى الآن
تزرني بذلك
الثوب وتجهل
أنها ترسم الحزن لي يوما بعد يوم ....
أنا .. أللعنة المغصوبة ..
تأتي
اللعنة في
البداية كضيف شرف
على اللحظات فتغريها
ساحة القلوب التي تنبض
عشقا فتطرز دعوات إلى جميع
الحروف الملعونة في كوني للحضور
في هذه القلوب ، عندها تقام حفلة سمر للعنة
دون دراية منها كاللعنة التي تزورنا كل شروق
عبر هذه الحياة المليئة بالانهيار ، ولكن
الخوف يأتي إن أنجبت هذه اللعنة
لعنة تلعن بها بقية القلوب التي لا
تزوال ترسم العشق عنوانا
لدروبها .. كانت اللعنة
مغصوبة كيف ستصبح
اللعنة
إن كانت
من نوايا القدر المكتوب ..؟؟؟
أنا .. الكثير من الألم ..
في
الحروف ترسم اللون
الأحمر وتزخرفها بلون من
الأنين كالأغنيات تغرد بها العصافير
فتغري بها جميع الشارع ويصبح الليل
دفترا تخط فيه الجراح ذكرياتها
لتصبح لها ذكرى في العام القادم
فربما تموت جراح فتأتي
جراح أخرى لتقرأ
ذكريات لجراح كانت
وحروف كتبها
ذات ليل حالك
جرح كتب الصداقة
الأبدية بينه وبين العشق ..
أنا .. الطعنات ..والآهات والظلم ..
خريطة
عربية مليئة بهذه
الثغرات وطعناتها لا تزال
باقية حتى الساعة عندما نبحر
ذات فصل ربيع في نهر الرافدين
، أو نرسم في قلوبنا بعض من القدسية
في أجسادنا فنذهب للزيارة إلى
القدس الشريف ، إو إن
ألقينا الحبر في ورقة
القاضي فتصبح
الأحكام دستورا
بلون الظلم ...
أنا .. ا حسرة في قلب يتيم ..
لا يجد قوته يموتسقيم ..
يبكي هناك .. وبالعراء يهيم
طفل نام
على أحضان الرصيف
فرش من الألم وتعب الترحال
له عبر الأزقة فراشا ينام فتوسد
يتم المشاعر ، وببراءة القلوب التي حمّلته
أمانة الطفولة جعل أقدام المارة
ورجال المخابرات له ترانيم
وإيقاعات لا يغفوا إلا
عند سماعها ، وقبل
النوم يقسّم كسرة
رغيف خبزه بينه
وبين الرصيف
فيأخذ الرصيف
القسم الأكبر رسوم للنوم ليلة
في أحضانه ...
يُتبع ،،