مساء الزهر ...
غنني صوت الظلام المكتئبْ
إنّني أهواهْ ..
هاكَ كأس القلب فاملأها نُواح
واسكب الحُزنَ بها حتّى الصباحْ!
إنها من طينة الحزن المريرْ
صاغها الخَلاّق ..
بئستِ الأفراحُ ، أفراح الحياةْ ..
إنها أحلامْ ..
هكذا كتب < أبي القاسم الشابّي >
لكنهُ أكمل بشيء من الأمل ....
ها أنا أسمع في قلب الحياة
صيحةَ الآلامْ ..
مُرّةً تنساب من قلب حطيم
ملأ الحزنُ أقاصيه دموعْ
ها أنا أسمع أصوات السرور
كظّت الأيّـــــــــام
**
أتعلم هذا السؤال قد سألتهُ إلى كل حرف صادفتهُ ..
وكان سؤالي الأول لـ نفسي !
كنتُ عند نهاية كل حرف أكتبهُ أوقع توقيعي < دموع الرماد > !
هذا التوقيع كان يزيدني ألم وحزن وأنطواء وكل شيء سلبي !
أذكر عندما وقعت قصاصة ورق في يدّ إحدى زميلات الدراسة !
وهي تقرأ تتمعن في وجهي وتقول : لمَ الحزن يا أخيه ؟
لمَ < دموع الرماد > ؟ أنكس رأسي خجلاً لا إجابة !
ترجع وتقول سأخبركِ سرّ !
سيأتي يوم وتمحي هذا التوقيع !!
أصرخ في وجهها مستحيل مستحيل لا أتخيل نفسي بدونهُ !!
آآآآآآآآآه من تلك الضحكة من تحت أسنانها !!
كانت واثقة جداً من قولها !!
رجعت للبيت أتفرس < أبي القاسم الشابّي >
اسألهُ لمَ الحزن لمَ كل الأحزان ؟ لا مجيب !
أغوص في كل حروفهُ أتشرب الحزن أتجسدهُ أرسمهُ بإختصار أتجرعهُ !
آآآآآآآآآآآآآآه هو ثقيل جداً جداً حد الموت لدرجة إن الشر يتملكني
وأذهب وأصب كامل حزني وغضبي على سطوري ودفاتري !!
مسكينة هي لا أرجع لها أبداً إلا وقت الشدّة !!
هذه هي الأنانية بأم عينها!!
كرهتُ تصرفي الأناني !
وعندما تأتي الرياح الموسمية حاملة غبار السعادة يتملكني الحسد !
وأبتعد عن سطوري وحروفي ودفاتري ! خوفاً أن تسرق سعادتي !
أتركها تتعفن من الحزن ! أرى دود الألم ينخرها ! فأغدو باسمة بالحياة!
هي رياح سرعان ما ينتهي مفعولها ! فأعود إلى أحضان دفاتري !
كم كنتُ متسلقة ومستغلة لقلبها !
تركتُ < ابي القاسم الشابّي > على جنب !
مسكتُ ممحاتي ومسحتُ ذاك التوقيع !
لمستُ حبَ الله .. أيقنتُ إن الحياة لا تقف عند محطة واحدة !
مهما تآكلني الحزن .. لا محالة سيأتي يوم سوف أذوق فيه طعم السعادة !
إن لم يكن بهذه الحياة الفانية ،، فيكفي إن الله يخبيء لي الأغلى و الأطهر ..
هنا أنا همى الروح ،، هنا أنا زهر الخريف >> زهرة رغم الجفاف والرياح ..
سانعم بالفرح >> يكفي أن أعيش وأشعر بمحبة الله بمحبة أمي وأشقائي
وكل من صافحتهُ في حياتي ..
الحياة مثابرة تحدي ،، يجب أن نتعلم إن الثمار الطيب لا يكون لذيذ
إلا بعد تعب ،، بعد حزن وإختبار وابتلاء ..
لنذوق السعادة الحقيقة ،، يجب أن نبدأ من داخل ذواتنا !!
نعطي ذاتنا وروحنا حقها .. نختار اسمى الأسماء التي تدخل البهجة لقلوبنا!
لنكون من حروفنا في كل حالاتنا !! حزن فرح ضحك مرح مشاكسة كل شيء!
هنا أحب < ابي القاسم الشابّي > ..
اسكُني يا جرَاحْ ـ ـ واسكُتي يا شجونْ
ماتَ عهد النّواحْ ـ ـ وزمانُ الجنونْ
وأطلَّ الصّباحْ ـ ـ مِنْ وراء القرونْ
الوَداعَ! الوَداعَ ! ـ يا جبالَ الهمومْ
يا ضباب الأسى ! يافجاج الجحيم! الــــوَاداعَ!!
**
أمير الأحزان >> مؤلم هو توقيعكَ !
أشكركَ كثيراً على تحليق فكركَ !
بما أننا نفكر في كل شيء ونلاحظ كل شيء
إذن كل شيء سوف يتغير للأحسن !
فقط لنتعلم أن السعادة هي نتاج حزن عشناه هنا سوف نتمسك بها!
أشكركَ على موضوعكَ .. والله يعطيك العافية ويبعد عنك الأحزان..
خالص تقديري
زهر