المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طفل الرصيف
زهر الخريف
لما كل
هذا الرحيل لتشكري
القدر على ماهية الحزن الساكنة
أضلعك ، كم كنت أمني النفس بأن أجد الحزن
رفيقا لي في دروب الصمت الصارخ ، سجينة أحرفي خلف
حزن ولا أجد مفرا منها ولا أنوي الهروب منها أتعلمي لما ،
قد أدفنك قليلا تحت الأحرف أو تحت الدموع برهة من الزمن
وسأعود إليك على أعتاب مدينة الكلام لتفتح ِ
أسوارها بأحرفك ، فقد يبكيك
الحزن ولكن ابقي على
العهد كلمة بأن الحزن
هو الوحيد الذي لم
يخن معاشرة الدموع
هو الوحيد الذي يأتيك في
ساعة اللاابتسامة هو الوحيد الذي
يحتضنك إن رحلت عنك أقدار الفرح هو
الوحيد الذي يمسح الابتسامة التي تسكن مخيلة الوهم
في ملامسة أحضان الولاء ، الحزن هو عتبة الصبر هو
من علمنا العيش تحت ظلال الغربة ، أتكرهين الغربة
وطنا ، لو لم تكن الغربة لما عاشت أحلام البقاء ، فلنبعثر كلمات
الوطن ولنبقى تحت مظلة الغربة فقد تغرينا من اللهث خلف السراب ،
لما نلهث خلف الفرح أتعلمي لن ينقذك أحد من ماهية الشتات سوى
الحزن لن تأتيك الابتسامة في ساعة الموت لن تأتيك
الابتسامة في ساعة البكاء لن تأتيك الابتسامة
في ساعة الوداع ، سيدتي لقد وهب الحزن
جل نفسه للبقاء على العهد في جميع
المآسي التي قررت محكمة القدر
نفسها بأن تعريك من الفرح ، فلترفعي
أيديك للآلهة شكرا فقد أنجتك من
الفرح الذي لن يسايرك على
الدرب فقد يكون بالقرب منك
عند اللقاء وليس الوداع ، عند العهد
وليس عند سقوط أحرف الخيانة ،
عند مجالسة العشق زمنا
وليس دهرا ، الحزن
حكاية عهد بينه وبين الدموع ..
بقايا أحرف من آخر الرصيف :
حكمت
محكمة السماء
يوما من الأيام على
فرحك بالإعدام رحيلا حتى الموت ،
سؤالي الذي يتساقط انتحارا
تحت مقصلة الرحيل من الذي
سينقذ تلك الانهيارات
سوى الحزن من
يمسح الدم سوى بقايا
دموع تسقط من أبراج الحزن !!
هنا
هنا
هنا
كل هذا
الصمت يصرخ أين
مدينة الكلام أين أسوار أحرف
الفرح لقد رحلت ولم يبقى سوى الحزن ،
وصية طفولة الحرف بأن لا تبعثري الكلمات بحثا
عن الفرح فالحزن وساما لتعلقيه على
صدرك عند مرورك بالقرب من
حدائق الفرح ستجدين
جميع ضحايا العشق
يمنون نفسهم بالتواجد بالقرب
من موكب رحيلك اللامتناهي
علهُ شكر ، علهُ بوح ، علهُ نزف
كنتُ فيما مضى ، لا أفهم ماهية هذا الحزن!
كان مطرز بملامحي دون دراية ..
كل قراءات كفي تتجه إليه ،
كنتُ أنقاد إليه كأني أقاد للموت
كنتُ أستوحشهُ ، كنتُ أخافهُ حد الألم ..
أذكر إني كنتُ أشفق على نفسي
كنتُ طفلة لا أعي كل ذلك ..
بتُ أراه الآن بمنظور أخر
ببعد واسع
الأهم بشكل بتُ أحبهُ
أتعلم لمَ ؟ لأني أعلم أن الله يحبني !
لذلك أختارني!
الآن أحب مداعبتهُ لي في السهر
أحب مشاكستهُ في إنزال دموعي
بتُ اؤمن أن كل الأشياء الرائعة
سوف تأتي من بعدهُ ! هكذا حدث مع أيوب الصبر
أصبحنا أصدقاء !!
//
طفل الرصيف ماكان ذلك؟
أهو غوص أم قراءة أم فراسة؟
الذي قرأته يقول لي إنك بحار يقود
سفينتهُ بكل حنكة ..
هكذا كان إبحاركَ هنا ..
هكذا كانت سطوركَ
فطنة وفكر كان قلمكَ هنا..
تبدد كلامي هاهنا عند نبضكَ
تبدد بحيث إني لا أملك سوى الشكر لـ شخصكَ ولـ قلمكَ
لا عدمتُ تواصلكَ..
دمتَ بخير ..
زهر