[align=center]يثرثر الرجال عند ارصفة العناء..
ينثرون ..آهات على وقع اقدام العابرين
ويمضغون لعنات الحياة ...
ويضحكون تارة على اوتار بعض شظايا ذكريات عقيمة
ويغرسون خناجر الالم في قلوبهم تارة
حين تسوقهم ذكرياتهم لحافة اودية التوجع
و يحلمون بآمال عظام تارة أخرى..
الناس في هرج ومرج وضحكات مجوفة
اصداءها لا تصل إلا خلف آذانهم
صمت في اجسادهم
ينخرهم ذعر القادم
وتنتابهم رعشات الخوف
والزمن يبلي كل جديد
يعصف بكل نفس تحاول الرقي للسماء
وانظارهم مشتتة بين بريق يحمل حلما وأملا معبقا
وبين اضرحة ترسل العزاء لمن لم يقربها
ينظرون ... ويراقبون ..... بنظرات
تكاد تحترق يأسا وألما...
ويراقبون كيف سينجلي هذا الليل .... من مسرحهم
ويسمعون طقطقات احذية الانين
عند زوايا الاختناق ...
هناك رقدة آمالهم ...
دامت آلف عام وعام
وجاء الخبر.... غدا عيدكم ...
فتح الكل آذانه ... والكل ثمل
حشروا اصابعهم في آذانهم ...
ليفسحوا للصوت القادم طريقا إلى آذانهم
قاموا من مقعد مل جلسات الإحتضار
وملأ جسده الصدأ ..وكسرت قوائم الإستقامة
وأخذ ينشد أنشودة الموت البطيئة
بدأت الأنوار تختفي والشوارع تفرغ نفسها
وخفت الأصداء .. وبدأ الصمت المريع
وهناك في اعلى الطرقات مصباح يقف شامخا
برغم قسوة ما راى وما سيرى
وهبت نسائم الليل الباردة
لتوقظ بعض قصاصات ورق كانت تلف مجموعة من هدايا العيد
..اصبحت الآن تتهادى لا تعرف اين تسير؟؟؟
تتقاذفها النسائم ... وتبقى هكذا حتى الموت
غادر الناس هذا اليوم أو ربما اليوم هذا غادرهم
لياتي أخاه بما لم يعلموا ...
لياتيهم على نفس الطريق بلون آخر
وبشكل آخر...
وفي وطن يمج بالحزن والالم
لكنه.... يوم العيد ... فقط
ولكن الحزن والخوف وكل معان الالم
والخوف من القادم لا زالت موجودة
قد حفرت اخاديدا على جدران ذلك الطريق
وبدى يوم العيد مختلفا
لم يتغير شئ ابدا ..
وجاء يوم العيد ... يمشي على رفات ...أخيه ....
والناس لا زالت تضحك وتقهقه ..[/align]
[align=center]مشهد.... حقيقي....[/align]