نهر العطاء ...
شكرا على هذا الموضوع ومحتواه المفيد جدا ...
نعم فالحياة تعلم الكثير لمن أراد ان يتعلم ويتفقه
تحياتي
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
بالرغم من مشاركاتى المحدودة فى هذا المنتدى الغالى على قلبى،
إلا أن الإستفادة كبيرة جدا ...أمرّّ فى بعض الأحيان على إحدى المواضيع ، تكون إما فى غاية الأهمية أو أثرت في ، وأتمنى أن أشارك للتعليق لكن ..ضيق الوقت يمنعنى... اليوم بعون الله أنقل لكم موضوعا أعجبنى كثيرا
أضعه بين أيديكم ... و بارك الله فيكم على كل ما تقومون
به من جهود ...شكر الله لكم وجمعنا و إياكم فى الأجر ...
علمتنى الحياة
علمتني الحياة أن مقياس ايمان العبد صبره على البلاء و الابتلاء , فكم نرى من أناس تابوا و التزمو و لكن ما إن أختبروا حتى سقطوا على أعقابهم الا من رحم الله. فالعبد يبتلى على قدر ايمانه. و من الملحوظ أن الله يبتلي العبد المؤمن بأحب شيء لديه أو بأصعب الفتن على قلبه, مثالا على ذاك فتنه الرجل بماله ان كان ذو تجارةٍ و حبٍ للمال, و فتنة الرجل بامرأه ان كانت تغلبه شهوته سواء من نظر أو غيره و الأمثله كثيره. فطوبى لمن حفظ حديث الرسول –صلى الله عليه و سلم- و جعله نصب عينيه بأن أمر المسلم كله له خير, ان أصابته ضراء صبر فكان خيراً له, و إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له و هنيئاً لمن استشعر أجر الصبر في أول البلاء خاصه, فان الصبر عند الصدمه الأولى. و ان استشعاره نعيما و جنه و حلاوة في القلب و ان ضاقت عليه الأرض بما رحبت علماً بأن الهم عظيم, و الحزن سقيم, و العقل مأسور, و الهوى مأثور, و النفس أماره و الدنيا غماره و ان سلعة الله غاليه, و ان داره باقيه ................فالبدار البدار, و الملتقى الجنه انشاءالله
فلو علم الانسان ثواب الصبر على الابتلاء و ما فيه من تكفير الذنوب و رفع للدرجات و المقامات لتمنى كل انسان أن تكثر محنه و تزيد ابتلاءاته , و ما يشعر بذلك الا المؤمن الحق. و من هذا الباب نرى أن نعيم الله للعبد المؤمن لا يقتصر فقط على موته و دخوله الجنه بل يؤجل لهم هذا النعيم في الدنيا, و شتان بين النعيمين فان لكل نعيم مقياس, فنعيم الدنيا منهسعة النفس و راحة البال و هدوء الجوارح و الاعصاب و الاستكثار من الخير و البعد عن الرذيله و العزه رغم الفقر و أعظم من هذا كله , التضرع و الانكسار للواحد الديان, و مناجاة الخالق المنان , و الذل بين يدي الرحمن, و الاقبال على دار الحيوان. حتى ان رجلا من السلف يقول : و الله لو علم الملوك ما نحن فيه من نعيم لجالدونا عليه بالسيوف" و يقول آخر " و الله لو ان نعيم الآخره كالنعيم الذي نحن فيه لكفى.". و أما نعيم الآخره , و ما أدراك ما نعيم الآخره . فلو جلس الانسان مختليا بنفسه و سرح في قصور الجنه لوجد العجب العجاب, فيرى الحور المقصورات, و الأواني المصفوفات, ثم يرى النخل و الرمان, و الياقوت و المرجان, و لهم الولدان المخلدون, و لحم طير مما يشتهون, ثم يتذكر قول الصادق المصدوق بأن فيها مالا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر. فيتوقف العقل عن التفكير و ما يزداد الا نعيماً على نعيم.
فليعلم كل مؤمن بأنه مبتلى, لأن الله يصطفي من عباده الذين صدقوا و صدقوا , و قاربوا و سددوا, و حملوا و استحملوا. و لو ان هناك مؤمن ناجي من ابتلاء الله لكان خير البشريه –صلى الله عليه و سلم-, و لكن الله رؤوف بعباده حيث يبين لهم ان الابتلاء واقعُُ و لابد. يقول الله تعالى:" أم حسبتم أن تدخلو الجنه و لما يأتكم مثل الذين من قبلكم, مستهم البأساء و الضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول و الذين آمنوا معه متى نصر الله, ألا ان نصر الله قريب". فبأبي هو و أمي حمل أثقال أمه كامله, فؤوذيو دمي،وكذبوضرب، ثم حوصر و سحر، و بوعد و طرد, و سم و أغتم، و شج راسه و كسرت رباعيته، فما كان منه الا أن صبر, فكانت له الدنيا بأجمعها و مفتاح الجنه يستفتح بها . فصلاة الله و سلامه عليه.
فيا عبد الله اصبر و احتسب ماهي الا ساعات بل دقائق بل ثوان ثم الى الرفيق الأعلى. فهناك يكرم المرء أو يهان. فالواجب على العبد الثبات في الدنيا و الاستمساك بكتاب الله و شرعه و سنة نبيه. و ان هناك عوامل تساعد العبد على الثبات في الأزمات نذكرها انشاءاالله.
أما الابتلاءات فتنقسم الى قسمان: الأول ابتلاء بالفتن و الشهوات, و الثاني ابتلاء بالمصائب و الكربات. فكلاهما يزيغ النفس و يضعف البأس و يبدد الآمال ويهدي الى الضلال. فقلما تجد انسانا بعيدا عن الدين ينجوا من هذه أو تلك, لأن القوه البشريه محدوده, و الطريق للخلاص منها مسدوده, إلا ان تسند بقوه الاهيه تنقذ الانسان في دنياه و آخرته.
أما الابتلاء بالفتن و الشهوات, فهذا اول مراحل الابتلاء, و هو مخصص للتائبين الجدد و حديثوا الايمان و ضعفاء النفس و العزيمه, ففيه يبان من صدقه توبته و عليت همته و قوي ايمانه, وبانت انيابه, و أن من صفات هذا النوع من الابتلاء أنه قد يطول زمانه و يستنفذ العبد طاقاته و لكن جهاد النفس فيه عظيم, فهو اعظم الجهاد عند الله تعالى. و ما كان أعظم الجهاد الا لأن العبد يواجه فيه ثلاثه خصوم كل واحد منهم أشد بأساً من الآخر وهم الشيطن و النفس الأماره و الدنيا.
فأما الشيطن فهو أخبث خلق الله و أبعدهم عن مرضاة الله ،و أشدهم وسوسه للمؤمنين و أكثرهم تنكيلا للصالحين و هو القائد الى الجحيم و المبعد عن دار النعيم المقيم, فيا عجبا لمن آخاه و طاع أمره, و تبعه و انصاع خلفه, ألا تعلم ان المرء مع من أحب و ان الشيطان من لهب, فاتق الله أخي و لا تصحب من ردي, و اظفر بمن هدي, لتأنس يوم الموعد.
أما النفس الأماره, فحالها كحال الخيل أو الزوجه, ان لم تسيرها طغت و تكبرت ثم علت فتهيمنت. فالواجب على المؤمن أن يكسر رغباتها و شهواتها وان لا يسعى بارضائها الا بما احل الله, و ان لا يسرف في ارضائها, فان كثرة المباح يسقطها في فخ الشيطان. فان وفق الله تعالى العبد بانتصار أبدي على النفس كان له صلاح الدنيا و الآخره, فتصبح نفسه أمارة لكل خير, زاجره لكل شر, عاملة لكل بر, فلا يضرها الشيطان و لا يقهرها السلطان و لا تحرقها النيران.
و ان من أعظم نعم الله على العبد, أن ينصره على شيطانه و هواه, فان كان ذاك صارت الدنيا جميلة مليحه , كالعذراء ليلة عرسها, بل أجمل و أطيب. و لكن ان كان العبد مكبلا بسلاسل الشيطان, و معذبا بصياط الهوى, صبت الدنيا على ظهره الحميم فزادته هما على هم, و ألما على ألم فلا حول و لا قوه الا بالله العلي العظيم.
على المؤمن ان يعلم بأن الايمان يزيد و ينقص, و ان الهمه تقوى و تضعف فهذه سنة الله في العباد, و ليس هناك حرج على من ضعف أو نقص ايمانه و لكن الحرج على من أطلق لنفسه العنان في السقوط, و اتبع السيئه بالسيئه و أحل ضعفاً مكان قوه, فهذا مصيره مصير المنتكسين الا من رحم الله. فالمؤمن الحق, هو الذي ان عصى استغفر, و من الدعاء استكثر, و برحمة الله استبشر, و بالجنه استشعر و شمر, و من النار فر و ضجر, و من الخوف بكى و سهر, وبالرجاء تضرع و انكسر, و من الشهوات كف و هجر. فهذا رجل عن الف رجل, قد حط يمينه في جنة العلا. فليسأل الباري الثبات و ليكثر دعائه بالأسماء و الصفات. فما سمي القلب بالقلب الا لكثرة تقلبه و ان القلوب بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبها كيف شاء, فنسأل الله الثبات. قال تعالى:"يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنياو في الآخره و يضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء".
و أما الابتلاء الثاني فهو الابتلاء بالمصائب و الكربات, فهذا ابتلاء من نوع فريد, لأن الصبر فيه شديد. ففيه قد يطول الزمان أو يقصر, و تبكي العين و تهمر. ففيه تنهال الكلمات من كل جانب, و يتخلى عنك كل صاحب. فكيف يصبر الانسان على موت ولد و ضيق بلد أو فقراً منسيا و مرضاً مفسدا أو جور السلاطين و بعد الصالحين. فتلك كربات تنهد منها الجبال الراسخات, و تنشق بها الأراضي اليابسات. فتنبثق ههنا معادن الرجال و تظهر صفات الاخلاص و الكمال. فمثل هذه الفتن كمثل سيدنا ابراهيم عليه السلام عندما سأل الله تعالى أن يريه كيف يحيي الموتى ليطمئن قلبه. و لله المثل العلى فهو سبحانه يطمئن على عباده الذين بجلوه و بالأسحار سبحوه و بالمجالس ذكروه و بالجهاد نصروه. فهذا يوم التمحيص الذي تبيض فيه وجوه و تسود وجوه. هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم و تعلو فيه منزلتهم و تقر به اعينهم. قال الله تعالى:" ان أولياء الله لا خوف عليهم و لا هم يحزنون". أما في الدنيا, فتكون لهم معية الله, فيصبح سمعهم الذي يسمعون به, و بصرهم الذي يبصرون به, و ايديهم التي يبطشون بها. فأي كرامه أعلى, و أي نعمة أسمى. اما في الآخره, فحدث و لا حرج.
فيا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك و يا مصرف القلوب صرف قلوبنا على دينك. اللهم بلغنا ما بلغ به عبادك الصالحون و بالله التوفيق و
منقول
منقووووووووووووووول
نهر العطاء ...
شكرا على هذا الموضوع ومحتواه المفيد جدا ...
نعم فالحياة تعلم الكثير لمن أراد ان يتعلم ويتفقه
تحياتي
درر منقولك غاليتي
نحتاج أحيانا إلى بعض الحروف لنعيد توازننا من جديد
أرق المنى
(( مساء جميل !! ))
العطاء نهر .. لا يجف !!
..
ايتها الطيبة ..
شكرا لك .. على مشاعرك الجميلة !!
... تقديري !!
مشاعر جميلة
اختي نهر العطاء..
فالحياة جميلة منها نتعلم العبر
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)