بارك الله فيكِ أختي ..!!
أَبْرَصَ وَأَقْرَعَ وَأَعْمَى
قال رسول اللهِ – صلى الله عليه وسلم - :«إِنَّ ثَلَاثَةً فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ أَبْرَصَ وَأَقْرَعَ وَأَعْمَى * فَأَرَادَ الله أَنْ يَبْتَلِيَهُمْ ، فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ مَلَكًا.
فَأَتَى الْأَبْرَصَ فَقَالَ:«أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟»
قَالَ:« لَوْنٌ حَسَنٌ وَجِلْدٌ حَسَنٌ وَيَذْهَبُ عَنِّي الَّذِي قَدْ *قَذِرَنِي النَّاسُ».
*فَمَسَحَهُ فَذَهَبَ عَنْهُ قَذَرُهُ وَأُعْطِيَ لَوْنًا حَسَنًا وَجِلْدًا حَسَنًا.
قَالَ:«فَأَيُّ الْمـَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟» ، قَالَ:«الْإِبِلُ أَوْ قَالَ الْبَقَرُ». [شَكَّ إِسْحَقُ ـ
أحد رواة الحديث ـ:إِلَّا أَنَّ الْأَبْرَصَ أَوْ الْأَقْرَعَ قَالَ أَحَدُهُمَا :الْإِبِلُ ، وَقَالَ الْآخَرُ
الْبَقَرُ] .
* فَأُعْطِيَ * نَاقَةً عُشَرَاءَ ، فَقَالَ :«بَارَكَ الله لَكَ فِيهَا».
فَأَتَى الْأَقْرَعَ فَقَالَ:«أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ ؟»
قَالَ:« شَعَرٌ حَسَنٌ، وَيَذْهَبُ عَنِّي هَذَا الَّذِي قَدْ قَذِرَنِي النَّاسُ».
فَمَسَحَهُ فَذَهَبَ عَنْهُ ، وَأُعْطِيَ شَعَرًا حَسَنًا.
قَالَ :«فَأَيُّ الْـمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟»
قَالَ:« الْبَقَرُ».
فَأُعْطِيَ بَقَرَةً حَامِلًا ، فَقَالَ:« بَارَكَ الله لَكَ فِيهَا».
فَأَتَى الْأَعْمَى فَقَالَ:«أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟»
قَالَ:« أَنْ يَرُدَّ الله إِلَيَّ بَصَرِي فَأُبْصِرَ بِهِ النَّاسَ».
* فَمَسَحَهُ فَرَدَّ الله إِلَيْهِ بَصَرَهُ.
قَالَ:« فَأَيُّ الْـمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟»
قَالَ:« الْغَنَمُ ».
فَأُعْطِيَ * شَاةً وَالِدًا .
* فَأُنْتِجَ هَذَانِ * وَوَلَّدَ هَذَا.
فَكَانَ لِهَذَا وَادٍ مِنْ الْإِبِلِ وَلِهَذَا وَادٍ مِنْ الْبَقَرِ وَلِهَذَا وَادٍ مِنْ الْغَنَمِ.
*ثُمَّ إِنَّهُ أَتَى الْأَبْرَصَ فِي صُورَتِهِ وَهَيْئَتِهِ فَقَالَ:« رَجُلٌ مِسْكِينٌ قَدْ انْقَطَعَتْ بِيَ الْحِبَالُ فِي
سَفَرِي فَلَا بَلَاغَ لِي الْيَوْمَ إِلَّا بِالله ثُمَّ بِكَ ، أَسْأَلُكَ ـ بِالَّذِي أَعْطَاكَ اللَّوْنَ الْـحَسَنَ وَالْجِلْدَ الْـحَسَنَ وَالْـمَالَ ـ بَعِيرًا * أَتَبَلَّغُ عَلَيْهِ فِي سَفَرِي ».
فَقَالَ:« الْـحُقُوقُ كَثِيرَةٌ».
فَقَالَ لَهُ:«كَأَنِّي أَعْرِفُكَ أَلَمْ تَكُنْ أَبْرَصَ يَقْذَرُكَ النَّاسُ ، فَقِيرًا فَأَعْطَاكَ الله».
فَقَالَ:« إِنَّمَا * وَرِثْتُ هَذَا الْـمَالَ كَابِرًا عَنْ كَابِرٍ».
فَقَالَ:« * إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَصَيَّرَكَ الله إِلَى مَا كُنْتَ».
وَأَتَى الْأَقْرَعَ فِي صُورَتِهِ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ مَا قَالَ لِهَذَا ، وَرَدَّ عَلَيْهِ مِثْلَ مَا رَدَّ عَلَى هَذَا .
فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَصَيَّرَكَ الله إِلَى مَا كُنْتَ .
وَأَتَى الْأَعْمَى فِي صُورَتِهِ وَهَيْئَتِهِ فَقَالَ:«رَجُلٌ مِسْكِينٌ وَابْنُ سَبِيلٍ * انْقَطَعَتْ بِيَ الْحِبَالُ فِي سَفَرِي فَلَا بَلَاغَ لِي الْيَوْمَ إِلَّا بِالله ثُمَّ بِكَ ،
أَسْأَلُكَ بِالَّذِي رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ شَاةً أَتَبَلَّغُ بِهَا فِي سَفَرِي».
فَقَالَ:«قَدْ كُنْتُ أَعْمَى فَرَدَّ الله إِلَيَّ بَصَرِي ؛ فَخُذْ مَا شِئْتَ وَدَعْ مَا شِئْتَ ؛ فَوَالله لَا أَجْهَدُكَ الْيَوْمَ شَيْئًا أَخَذْتَهُ لِلهِ».
فَقَالَ:« أَمْسِكْ مَالَكَ فَإِنَّمَا ابْتُلِيتُمْ:فَقَدْ رُضِيَ عَنْكَ وَسُخِطَ عَلَى صَاحِبَيْكَ». (رواه البخاري ومسلم).
* مفرادت االقصة :
أَرَادَ الله أَنْ يَبْتَلِيهِمْ:الابتلاء:الِاخْتِبَار .
قَذِرَنِي النَّاس:أَيْ اِشْمَأَزُّوا مِنْ رُؤْيَتِي.
فَمَسَحَهُ :أَيْ مَسَحَ عَلَى جِسْمه.
فَأُعْطِيَ:أَيْ الَّذِي تَمَنَّى الْإِبِل.
نَاقَة عُشَرَاء : النَّاقَة الْعُشَرَاء: الْـحَامِل الْقَرِيبَة الْوِلَادَة.
فَمَسَحَهُ:أي الأعمى:أَيْ مَسَحَ عَلَى عَيْنَيْهِ.
شَاة وَالِدًا:أَيْ وَضَعَتْ وَلَدهَا هُوَ مَعَهَا .
فَأَنْتَجَ هَذَانِ :أَيْ صَاحِب الْإِبِل وَالْبَقَر.
وَوَلَّدَ هَذَا :أَيْ صَاحِب الشَّاة .
وَهِيَ الَّتِي أَتَى عَلَيْهَا فِي حَمْلهَا عَشْرَةُ أَشْهُر مِنْ يَوْم طَرَقَهَا الْفَحْل ، وَهِيَ مِنْ أَنْفَس الْمـَال .
ثُمَّ إِنَّهُ أَتَى الْأَبْرَص فِي صُورَته:أَيْ فِي الصُّورَة الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا لَمـَّا اِجْتَمَعَ بِهِ وَهُوَ أَبْرَص ؛ لِيَكُونَ ذَلِكَ أَبْلَغَ فِي إِقَامَة الْـحُجَّة عَلَيْهِ .
أَتَبَلَّغ عَلَيْهِ: أَتَوَصَّل بِهِ إِلَى مُرَادِي .
فَقَالَ إِنْ كُنْت كَاذِبًا فَصَيَّرَك الله:أَوْرَدَهُ بِلَفْظِ الْفِعْل الـْمَاضِي لِأَنَّهُ أَرَادَ الْمـُبَالَغَة فِي الدُّعَاء عَلَيْهِ .
اِنْقَطَعَتْ بِي الْحِبَال : بِالْحـَاءِ ، وَهِيَ الْأَسْبَاب .
وَرِثْت هَذَا الـْمَال كَابِرًا عَنْ كَابِر:أَيْ وَرِثْته عَنْ آبَائِي الَّذِينَ وَرِثُوهُ مِنْ أَجْدَادِي الَّذِينَ وَرِثُوهُ مِنْ آبَائِهِمْ ، كَبِيرًا عَنْ كَبِير فِي الْعِزّ وَالشَّرَف وَالثَّرْوَة .
فَوَالله لَا أَجْهَدَك الْيَوْم شَيْئًا أَخَذْته لِلَّهِ تَعَالَى:لَا أَشُقّ عَلَيْك بِرَدِّ شَيْء تَأْخُذهُ أَوْ تَطْلُبهُ مِنْ مَالِي.
فَإِنَّمَا اُبْتُلِيتُمْ: اُمْتُحِنْتُمْ .
من عبر القصة:
1- فَضْل الصَّدَقَة والْـحَثّ عَلَى الرِّفْق بِالضُّعَفَاءِ ، وَإِكْرَامهمْ وَتَبْلِيغهمْ مَا يَطْلُبُونَ مِمَّا يُمْكِن ، وَالْـحَذَر مِنْ كَسْر قُلُوبهمْ وَاحْتِقَارهمْ .
2- التَّحْذِير مِنْ كُفْرَان النِّعَم وَالتَّرْغِيب فِي شُكْرهَا وَالِاعْتِرَاف بِهَا وَحَمْد الله عَلَيْهَا.
3-الزَّجْر عَنْ الْبُخْل ؛ لِأَنَّهُ حَمَلَ صَاحِبه عَلَى الْكَذِب ، وَعَلَى جَحْد نِعْمَةِ الله تَعَالَى .
4-لا يُعَدّ الملَكُ كاذبًا عندما ادعى أنه رجلٌ مسكين تقطعت به الحبال في سفره ؛ لأن
قَوْل الْمـَلَك لَلأبرص:« رَجُل مِسْكِين » أَرَادَ أَنَّك كُنْت هَكَذَا ، وَهُوَ مِنْ الْـمَعَارِيض وَالْـمُرَاد بِهِ ضَرْب الْـمَثَل.
5- كثْرةُ المالِ ليسَتْ دَلِيلًا على حُبِّ الله للعَبْد ، بل هي اختبارٌ كما حدَثَ مع هؤلاءِ الثلاثة.
6- قدرةُ الله على شفاءِ الأمراضِ المستعصِية كالعَمَى والبَرَص والقَرَع.
دروس وعبــــــر
من صحيح القصص النبوي
هلا ربيع العمر
تشكري أختي الكريمه
جزاكِ الله خيرا
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)