فبين بغداد ومنطقة الفرات الوسطى، تسكن كل حضارات الدنيا ابتداء من بابل الى بغداد والنجف وكربلاء والديوانية، فمن مدينة الامام علي كرم الله وجهه، النجف، الى مرقد الإمام الحسين والعباس رضي الله عنهما، الى المدينة التي اخذت كل التواريخ ومنحتها لنفسها دون منازع (بابل)، فمنها بدأت اولى حضارات العالم ومنها بدأ الحرف الاول، لذلك اعتبرت بابل في كل قواميس الارض مهد الحضارة وكل ركن في بابل يصلح لان يكون محلا جديدا للسياحة العراقية.
* الأهوار من أهم الموارد السياحية
* بعد زيارة للمراقد والمواقع الاثرية في بابل، علينا ان نهبط قليلا الى الجنوب من العراق حيث الاهوار منطقة تنام على الماء، لنتصور المنظر مدينة تغفو على ماء ساكن هادئ يمتثل لإرادة الانسان، وعليه مئات الزوارق الصغيرة التي تعرف في تلك المنطقة بـ (الشختورة)، وعلى متن هذه الشختورة الأهوارية يمكن للسائح ان يرى كل ما لم يره في حياته، فبين البساطة التي يستقبله بها اهالي الاهوار الى
(أكلة السياح) التي لا يمكن لأي زائر الى الاهوار ان يمضي دون ان يتذوقها وهي خبز الرز مع السمك على الطابك او ما يسمى تنور الصاج، وهي قطعة حجر صغيرة من الصاج يوضع عليها الخبز الممسوك بالسمك الطازج، وفي الجولة ايضا سيشاهد السائح انواع الطيور التي تآلفت مع الانسان وبقيت دائما بالقرب منه لتقدم نفسها طعاما له في اية لحظة وبين طيور الحبارى كما يسميها اهل الجنوب العراقي. فنظرة واحدة للاهوار في العراق تقول ان هذا البلد له مناطق لا توجد في أي بقعة على الارض وإذا تم استغلال هذه البقاع في الشمال والجنوب فستكون السياحة موردا مهما من موارد العراق التي لا تنضب، وهذا ما أكده لنا احد اساتذة الاقتصاد في جامعة بغداد، اذ قال ان العراق ينام على كنوز طبيعية يمكن استثمارها في مجال السياحة، وهذا الامر ينطبق ايضا على السياحة الدينية التي يعتبر العراق البلد الوحيد الذي يضم كل المراقد الدينية لكل الطوائف في العالم، وهذا الامر لا يمكن ايجاده في أي بلد آخر. السياحة الدينية رافد مهم من روافد الاستثمار السياحي لو تم استغلاله بالشكل الصحيح مع الاستفادة من الخبرات العالمية في هذا المجال. وللوقوف على اهم الاجراءات التي قامت بها وزارة الثقافة العراقية في هذا المجال المهم، كانت لنا وقفة مع وزير الثقافة العراقي الذي قال ان الفرصة لم تتح للتفكير جديا في الاهتمام بقطاع السياحة،