صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 16

الموضوع: مذكرات مخطوبه

  1. #1
    الصورة الرمزية الحائره
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    05- 2004
    المشاركات
    35

    مذكرات مخطوبه

    محبا بكم اعضاء النبض وحشتوووووني وايد ووحشني النبض ومواضيعه غبت بسبب انقاع الانترنت مده عنه



    حبيت احط ليكم قصة.. عجييبة.. مو بس عجييبة.. تخلي الواحد يندمج وياها..
    هي عبارة عن حلقات..
    اليوم بحط ليكم ليكم الحلقة الأولى
    ملاحظة صغيرة:منقولة





    نــــبـــــدأ على بركة الله



    الحلقة الاولى:



    " نعم .."

    قلتها و أنا أطرق رأسي خجلة مرتبكة .. و قد خرجت هذه الكلمة من شفتي دونما أي صوت .. لأجيب بها على سؤال الشيخ العالق منذ ثوان طويلة ..
    ينتظر فيها إقرارا ً مني بقبول عصام زوجا لي على سنة الله و رسوله ..

    و كان أن ناولني بضع أوراق لأوقع عليها.. كميثاق و توكيد على العقد ..
    فأخذتها منه بيدين ترتجفان.. و أمسكت القلم لأخربش توقيعي عليها بعد جهد جهيد في محاولة مني للسيطرة عليه ..

    انطلقت الزغاريد تجلجل المكان ..
    كما أرتفع صوت ( المُلايـّة ) أم سيف و هي تغني ما شاء لها المولى أن تغني من أفراح و مواليد .. ليتمايل على أنغامها جسد ابنة خالتي( صفاء ) .. مشاركة الجميع فرحتهم بتزويجي ،،

    نبض قلبي كان قد ازداد فجأة.. لدرجة أني تخيلت أن صوت خفقانه أعلى من صوت الطبل نفسه.. و أن الجميع إنما يتراقص و يتمايل على دقات قلبي ليس إلا !!

    و مضى الوقت ثقيلا .. و أنا ما زلت في ارتباكي .. و في فستان عقدي الأخضر.. و قد انطبع الخجل فيّ .. كما انطبعت النقوش الذهبية على جميع أطراف الثوب ..


    " مرام.. ابتسمي ! "

    هكذا نادتني المصورة ( الفلبينية) و هي تطلب مني تعديل وضعيتي للمرة الألف,, و رسم مختلف أنواع الابتسامات على وجهي ... فقط من أجل التقاط عدة صور لي في مثل هذه المناسبة !!

    قفزت صفاء ( ابنة خالتي المقربة ) إلى جانبي و هي تطبع قبلة سريعة على خدي .. ثم تحيطني بذراعيها لتطلب من تلك المصورة التقاط صورة مشتركة لنا معا ,,

    ثم نغزتني صفاء بكوعها و هي تدندن ,,

    " مريوم عروس .. مريوم عروس ..

    لين زفوج يا مريومي للمعرس .. بالج تستحين !! "

    و حركتها هذه ما زادتني إلا ارتباكا ً .. و اصطباغ وجنتي باحمرار الخجل الشديد ..
    فأنا ما زلت غير مصدقة أني قد صرت فعلا في نظر الشرع و القانون زوجة لأحدهم ..
    و أني قد صرت سيدة .. أو بمرادف آخر .. أصبحت ( مدام مرام ) !!

    اقتربت أمي مني بعد حين، لتخبرني أن عصام على وشك الدخول بعد عشر دقائق ,,
    و لا أدري لما شعرت برغبة جامحة لحظتها في أن أنزع ثوب العقد و جميع ما علي من حلي و كذا المشمر الأخضر الذي غطوني به ..
    و أن.. أن أهرع إلى حجرتي ...أو إلى أي مكان آخر حيث يمكنني فيه البكاء ..

    فنظرة أمي الفرحة فيّ .. ما كانت إلا لتؤجج رغبتي العارمة في البكاء ..

    إلا أني تمالكت نفسي في اللحظة الأخيرة .. و حاولت جاهدة أن أضبط من زمام دموعي .. فقط لكي لا يسيح الكحل و (المكياج) فيضيع تعب الكوافير هباءً منثورا ..!

    و لكي لا أصبح أضحوكة الحفل و حديث الموسم ..
    فأنا الآن سيدة و زوجة .. و البكاء في مثل هذه المواقف لا يليق أبدا بالسيدات و النساء الكبيرات ,,

    " مرام .. اصبري .. ما هي إلا ساعات و سينتهي الحفل.. و سينصرف الجميع .. و ينتهي كل شيء ! "

    تداركت تفكيري..
    " لا... ليست هي مجرد ساعات قليلة .. بل هي ورطة للعمر كله .. و لا فكاك منها .."

    وقفت بناء ً على طلب إحدى خالاتي .. و التي اقتربت مني لتضبط من وضع المشمر الأخضر الشفاف ، مسدلة إياه على وجهي .. مانعة عصام من رؤية ملامح وجهي المرتبكة ..

    " المعرس سيدخل حالا ً "

    نطقت إحداهن من الحضور .. و بالتالي عمت شوشرة بين الجميع .. واشرأبت جميع الأعناق إلى حيث لمحت أنا أيضا خياله على باب المجلس !

    و خيال عصام وحده و هو بثوبه الخليجي و ( البشت ) البني .. جعلني أرسم على وجهي ابتسامة مرتبكة ..
    و مع هذا فإن خياله أبدا ما كان ليخفف عني التوتر العنيف الذي انتابني في تلك اللحظة .. فقد شعرت بأطرافي جميعها ترتجف من شدة التوتر و الارتباك !!

    اقترب عصام و اقترب.. و هو محفوف بأخواته و خالاته و عماته.. و الكثيرات ممن كنت أجهل صلة قرابتهن به ..

    و أخيرا وصل عصام إلى حيث وقف أمامي .. أمامي مباشرة !!!

    رفع عصام طرف المشمر .. ليكشف عن ملامح وجهي .. و قد أصبحت زوجته و حلاله ..

    أطال عصام النظر إلى وجهي ..
    و التقت نظراتنا بعمق للمرة الأولى ..
    لحظتها فقط .. أدركت أني قد صرت فعلا زوجة.. و أن هذا العملاق الماثل أمامي ما هو إلا .. إلا زوجي ..!

  2. #2
    الصورة الرمزية عاشق السمراء
    Title
    "رجل عادي جدا"
    تاريخ التسجيل
    05- 2002
    المشاركات
    21,307

    رد : مذكرات مخطوبه

    مسااااااااااااء جميل ...
    معك اختي الحائرة ..
    سأترقب ما تبقى من القصة ..
    عشت لحظاتها واحداثها .. !!
    شكرا لاختيارك .. في انتظار البقية من الاحداث!!

  3. #3

    رد : مذكرات مخطوبه

    أيتها الحائرة غبت طويلا ورجعت بقوة ، وبقصة مشوقة رائعه بحق ، فيحق لنا ان نطالب بالجزء الثاني والثالث ..

    اختي الحائرة هل هذا الابداع خارج من العقل بتوقيع من القلم ...

  4. #4
    الصورة الرمزية الحائره
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    05- 2004
    المشاركات
    35

    رد : مذكرات مخطوبه



    الغرور




    لماذا هذه الصفه متنشره بيننا لماذا؟؟؟



    ** هــــــل هم مخلوقين من الذهب وغيرهم مخلوقين من طين!!


    ** هـــــــل ينامون على ريش النعام وغيرهم على التراب!!



    **هل يأكلون شيء غير الذي نأكله!!


    ** هل يلبسون الحرير!!


    للأسف أنهم اذا كانوا أقل منا لن يكونوا أحسن منا في شيء
    بل نحن أحسن منهم بسموا روحنا وحسن خلقٌنا

    فلماذا اذاً هذا الغرور؟؟

    لدرجة أنك اذا سلمت عليه لايرد عليك السلام!

    الا يعلم ذالك المغرور ما فعل الغرور بي أبليس

    أخرجه غروره من الجنه وجعل من أصحاب النار0


    لأكن للأسف من رؤيتي أنا
    أن اغلب من يتصف بهذه الصفه ((الحمقاء))

    للأسف
    لايحملون الشهادات العلميه العاليه
    ولا مراكز مرموقه
    ولا أموال طائله
    لماذا اذاً يتكبرون على الناس؟

    هل أصبحت هذه الصفه غريزه في نفووسهم لايستطيعون التخلي عنها؟

    للأسف أن من حملوا الشهادات

    ووصلوا الا أعلى المراتب والمراكز
    ولديهم أموال طائله

    لم يغترو بما لديهم
    لانهم يعلمون أنهم اذا ناموا بها لم يصبحوا عليها



    ولن يبقى لهم في هذه الدنياء الأ ذكرهم الطيب بين الناس

    لأننا جميعاً مخلوقين من طين وأولاد آدم وحواء









    الحلقة الثالثة:


    جاءني صوته مرتجفا هو الآخر ,, في محاولة منه لتمزيق حدة الصمت المسيطر على الموقف ,,

    " إنك جميلة جدا يا مرام .. في الواقع أجمل بكثير من الصورة ! "

    إطراؤه العفوي هذا جعلني أرسم ابتسامة واهنة على شفتي ,,
    و لأني لم أكن لأجد أي تعليق أعقب به على مثل هذه الجملة ,, فقط ابتسمت !!

    و استرسل صاحبنا عصام .. " عفوا أقصد زوجي عصام " في مدحي و .. و !!

    و فجأة على حين غرة ..
    انفتح الباب قاطعا عليه شريط المدح الذي أكاد أجزم أنه قد حفظه من أصدقائه ذوي الخبرة حفظا !

    أطلت نور ( ابنة خالتي الصغيرة و التي لا تتجاوز الثلاث سنين من عمرها ) بوجهها البريء علينا من خلف الباب !!

    إطلالتها البريئة تلك جعلتني أرسم ابتسامة حقيقية و لأول مرة في هذه الليلة الحافلة ..

    تقدمت نور بخطوات غير متوازنة إلى أن تربعت أمامنا على الأرض .. واضعة إحدى يديها على الطاولة الصغيرة الموجودة هناك !

    و تسمرت الصغيرة هناك .. دون أي حراك .. فقط فتحت عينيها على آخرهما .. و لكأنها بهذا تشاهد أبطال مسلسل أسطوري .. أو أميرة فلم حقيقية !!

    وجود نور معنا قد أراحني كثيرا .. فنور هذه هي معشوقتي الصغيرة بلا أي منافس ..
    إلا أن عصام و على ما يبدو .. قد تضايق من تواجدها .. فرسم شيئا من العبوس على وجهه.. ليتعاقد حاجبيه ..
    و تعاقد حاجبيه هذا لفت نظري .. فكثيرا ما تمنيت أن يرزقني المولى بزوج ذو حواجب معقودة !!

    " صغيرتي ..

    أمك تناديك في الخارج .. "

    و لم تتحرك الصغيرة البتة !!!

    " حبيبتي.. أمك هناك تبحث عنك في الصالة "

    و لا جدوى .. و لا حراك.. فما زالت نور متسمرة متأملة ..

    إلا أنه و للأسف الشديد.. قد لمحت خالتي ليلى بعد دقائق قليلة ابنتها نور .. و هي متسمرة أمامنا .. لتختطفها منا محرجة معتذرة .. ثم لتنصرف مجددا .. تاركة إياي و عصام لوحدنا مجددا ..!!

    طالعت عصام بطرفي ..

    " ها عصام .. ها نحن ذا لوحدنا مجددا ً .. هيا أكمل سيمفونية المدح و الإطراء ..!! "

    قلتها في أعماقي بصمت ..

    و لكم كنت أخشى بالفعل أنه سيبدأ بسرد قصة آدم و حواء علي ّ .. كما فعل صديقه علي .. خطيب صفاء ..
    إن فعل عصام هذا .. فإنني سأنام لا محالة ..!! فأنا جد متعبة .. !

    كما أن مغزى قصة آدم في مثل هذه الليلة جد قوي ..

    أي بما معناه أنه وداعا للحرية .. و يا ألف أهلا و سهلا بالسيطرة و الطاعة المطلقة !!!..

    الله يستر !!

    انتبهت من تفكيري على سؤال عصام إياي إن كنت أشعر بالسعادة !

    و احترت في أمري بما أ ُجيب.. إذ أني و في هذه اللحظة بالذات لا أشعر بأي شيء..
    عدى الخوف و الارتباك.. و لا شيء غيرهما سوى التعب و الإرهاق !!

    و أنقذتني ريما ( أخت نور ) باقتحامها المجلس علينا دونما سابق إنذار .. من البحث عن جواب لسؤاله ..

    تقدمت ريما بكل جرأة و براءة .. لتجلس فيما بيننا .. و ريما هذه تبلغ من العمر ثمان سنين .. و هي جريئة و مشاكسة إلى أقصى درجة !!

    وضعت ريما رجلا فوق رجل و هي تبتسم لنا فرحة سعيدة ..

    " ما أسمك يا حلوة ؟؟!! "
    " ريما .. " و هي تهز كتفيها متفاعلة ,,
    " اسم حلو يا ريما .."

    و في محاولة للتحايل من عصام على ريما .. و تصريفها قال..

    " هناك من يناديك في الخارج.. كأني سمعت أحدهم يصرخ مناديا .. ريما ... ريما .."
    " لا .. لا أحد يناديني .. !! "
    " أظنها أمك ..
    هلا ذهبتي إليها .. فهي تريدك في شيء مهم بلا أدنى شك "

    " لا .. قلت لك .. لا أحد يريدني ..
    ثم أن أمي قد قالت لي أنها لا ترغب في رؤية وجهي مجددا الليلة .. !! "

    و استماتة عصام في طرد ريما بأسلوب لائق .. جعلتني أضحك ..
    بل ربما هو عناد ريما .. و جرأتها في الحديث معه .. هو ما جعلني في الواقع أضحك و من أعماق قلبي عليهما ..

    أطلت خالتي علينا بعد حين .. لتسحبها من بيننا سحبا ... و ريما تصرخ مطالبة بالبقاء بيننا .. لترى ماذا سنفعل .. و فيما سنتكلم !!

    " تفكير الأطفال و براءتهم شيء عجيب .. فلكم تعجبني عفويتهم في التفكير.."

    تنهد عصام .. و قد رحلت ريما أخيرا .. و خلى له الجو ..

    أما أنا فقد ارتخت أعصابي نوعا ما بإطلالة نور و ريما .. فبدأ أشعر بشيء من الراحة و العفوية ..

    أو لنقل أني بدأت أتقبل فكرة أني إنسانة مخطوبة .. و أن هذا الماثل أمامي و المدعو عصام هو زوجي شرعا على سنة الله و رسوله ..


    أخبرني عصام في ضمن حديثه المسترسل أن دوامه اليومي في شركة المقاولات الضخمة منذ الساعة السابعة صباحا .. إلى الساعة الرابعة مساءً !

    و معنى كلامه هذا أنه لن يتمكن من رؤيتي إلا بعد الرابعة في كل يوم ..

    و هذه النقطة أراحتني نوعا ما .. إذ أنني سأتمكن من النوم غدا إلى الساعة الثانية ظهرا .. دون أن أقلق و أنا أنتظر إطلالة عصام علي في كل صباح كما يفعل المخطوبون ..

    إلا أن فرحتي لم تكمل .. فقد عقب عصام بعد لحظات قليلة أنه حاليا في إجازة لمدة أسبوعين .. و أنه سيمر عليّ غدا ً في الظهيرة .. لنتناول الغداء في بيت أهله !

    " أووه.. لا مفر ..
    فلا حرية بعد اليوم.. فقط مزيد من الارتباطات و المسؤوليات .. !! "

    هكذا همهمت بين نفسي و نفسي .. و أنا أرقب الساعة المعلقة و عقاربها البطيئة تتأرجح مشيرة إلى ما بعد الثانية صباحا بقليل ,, !!

    " متى يا سي عصام ناوي اتروح ..!! فيني النوم يا بيه .. ما تروح بئه !! "


    و لكأن عصام قد قرأ أفكاري .. فقد وقف عريسي و هو يستأذن في الانصراف .. واعدا إياي بالقدوم غدا ً

    " هل يا تراه سيستأذن في الانصراف فيما بعد .. لو تزوجنا فعليا ً .. و بتنا تحت سقف واحد ..؟؟!! "

    و مجرد فكرة الزواج الفعلي .. و كوننا سنكون معا يوما ما .. تحت سقف واحد .. جعلتني أرتجف مجددا ..
    لأهرع بعد رحيله ..و بكل ما أوتيته من قوة و خوف .. إلى حيث سريري ,, لأتدثر حينها ب (شرشفي ) .. مسلمة ً نفسي إلى نوم عميق .. هاربة ً به من أحداث اليوم المتسارعة ..!

    و نمت بثوبي .. دون أن أغسل وجهي .. أو حتى أن أمسح (المكياج) من عليه !

    </B>



    __________________



  5. #5
    الصورة الرمزية الحائره
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    05- 2004
    المشاركات
    35

    رد : مذكرات مخطوبه

    آسفه هذه هي الحلقه الثانيه

    طأطأت
    رأسي ..
    و قد ارتفع ضغط الدم في عروقي بفعل الحياء طبعا .. لتتمزق شرايين وجهي.. و يتدفق الدم الأحمر إلى خارجها.. إلى حيث يصبغ وجنتاي بلون وردي محمر.. كلون الدم تماما !!

    بقبلة الرأس هذه انطلقت الزغاريد و ارتفع صوت ( الملاية ) أم سيف مجددا بالأفراح و المواليد ..

    في حين أن خالاتي و كذا أمي .. تكفلن بتوزيع ( الشربات ) و العشاء على المعازيم ..


    جلس عصام بالقرب مني .. لا أقصد ملاصقا لي على تلك الكوشة البسيطة و التي تصدرت مجلس بيتنا المتواضع ,,

    و لكم تمنيت في أعماقي لو يبتعد عني قليلا .. و لو بمقدار شبرين .. فقط لكي أتمكن من التنفس بصورة طبيعة ..

    فوجود رجل غريب إلى جانبي.. جعلني أشعر باختناق و ارتباك شديدين ..

    " أووه.. لا.. عصام ليس بالرجل الغريب.. فهو زوجي .. زوجي !! "

    هكذا حاولت إقناع نفسي بعدم جدوى الارتباك ..

    إلا أنه عوضا عن أن يبتعد كما كنت أتمنى .. اقترب مني أكثر و أكثر .. ليتناول يدي بين يديه بناءً على طلب تلك المصورة ( الفلبينية ) !!

    و حدث أن أحضرت جدتي في تلك اللحظة إناء الزعفران و ماء الورد..
    فمن ضمن عاداتنا أنه يتم سكب ماء الورد على أصابعنا المتشابكة ..

    و حانت أيضا بعد ذلك لحظة لعق العسل .. فبناءً على أوامر جدتي أ ُجبرت على لعق العسل من أصابع خطيبي المبجل !! ..

    " و يااااااخ .. !! "

    فقد ارتسمت ملامح العبوس و شيئا من التقزز تلقائيا ً .. و أنا أجبر نفسي على لعق العسل من أصابعه !!

    إلا أنه و لله الحمد فقد عدى الموقف على خير.. و لم أفرغ كل ما في جوفي كما كنت متوقعة ..

    مضى الوقت بطيئا نوعا ما .. و ها أنا ذا لازلت صامتة ..
    لم أتمكن من أن أنبس ببنة شفة ..
    أو بالأحرى أني لم أتمكن من أن أنطق بأي كلمة ..
    فنظرات عصام الملتهمة .. و ابتساماته الواسعة .. زادت كليا في ارتباكي .. و منعتني تماما ً من الحركة.. فكيف ذا بالكلام !

    فقط أطرقت رأسي .. و أطرقته و أطرقته ..

    إلى أن انتهى الحفل على خير .. و انفض الحضور و بدأ المعازيم بمغادرة منزلنا ..

    و ها ذا .. لم يبقى في النهاية إلا أنا و.. هو .. و أمي و بعض المقربين من الأهل !!

    نغزت أمي إلى خالتي ليلى ,, و التي هي كـُبرى خالاتي .. لتقترب مني و هي تطلق زغرودة طويلة .. فرحة .. باسمة ..

    " مبارك عليكم يا معاريس .. و عسى الله يهنيكم ! "

    ثم قادتني مع عصام .. إلى حيث المجلس العلوي ..

    و لا أخفي عليكم أني كدت أنزلق أو أتهالك على عتبات الدرج عدة مرات ..

    ربما من شدة ارتباكي.. أو ربما من خوفي الشديد من الإنفراد به ..
    وحدي معه .. بين أربعة جدران مغلقة .. !!

    أو ربما من شدة الإعياء.. و الأرجح أن السبب يرجع إلى جميع هذه العوامل بالإضافة إلى طول ثوبي.. !!

    في داخل المجلس .. جلس عصام على طرف الكنبة .. بينما أنا اخترت الطرف الآخر لها .. و البعيد جدا عنه ..

    و طأطأ رأسي إلى حيث الأرض تلقائيا .. يبحث عن أي شيء فيها .. لأعلق نظراتي عليه ..قد يساهم في الامتصاص من حدة ارتباكي ...

    أطلقت خالتي ليلى زغرودة أخرى .. و هي تتمنى لنا السعادة مجددا ..
    ثم سحبت معها بنات خالاتي الصغيرات .. لتغلق علينا الباب .. تاركة إيانا لوحدنا ..


    " لا......!!!

    مهلا خالتي ..

    لا تغادري أرجوك .. لا تتركيني لوحدي ..مع هذا العصام .!! "

    هكذا صرخت في أعماقي ,, و لكن دونما أي صوت طبعا ..

    و عادت أنظاري لتتركز على الأرض رافضة أن تنطلق بحرية .,
    فها أنا ذا قد فقدت الحرية المطلقة بارتباطي .. و قد أصبح عصام زوجا قواما مسئولا عني !!

    نظرات عصام المتفحصة شعرت بها كنار تكوي وجهي ..

    ليصبح أحمرا .. أحمر !!

    و اقترب عصام زحفا على الكرسي .. ليجلس بمحاذاتي !!

    و لأبدأ أنا بالصراخ ..

    " هييييي !!!

    عصام .. ابقَ حيث أنت ,, لا تقترب .. فالمنطقة محظورة !! "

    و طبعا كانت صرخاتي صامتة .. و في أعماقي فقط .. و لا صوت لها !! "
    </B>



    __________________

  6. #6
    الصورة الرمزية عاشق السمراء
    Title
    "رجل عادي جدا"
    تاريخ التسجيل
    05- 2002
    المشاركات
    21,307

    رد : مذكرات مخطوبه

    مسااااااااااااء جميل ...
    اهلا بك اختي الحائرة ..
    الظاهر في امتزاج بين الحلقتين ..!!

  7. #7
    الصورة الرمزية الحائره
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    05- 2004
    المشاركات
    35

    رد : مذكرات مخطوبه



    الحلقة الرابعة:






    استيقظت فزعة على رنة ( الموبايل ) و كنت بالكاد أستطيع فتح عيني ..

    و لما لمحت أن الساعة ما زالت عالقة على الثامنة صباحا .. كان بودي فعلا أن أرمي الهاتف المحمول و صاحب الاتصال في سلة المهملات ..! و أعاود نومي ..

    و لم أرد على الاتصال مع إدراكي التام أن عصام هو المتصل في مثل هذا الصباح الباكر ..
    لا لشيء.. فقط لكون صوتي كان لا يزال نائما ..

    حاولت أن أعود إلى النوم مجددا .. لكن لا جدوى .. فقد هرب النوم مني بلا رجعة ..
    و لا مفر من النهوض من على السرير ..

    غسلت وجهي .. و نزعت ثوب العقد.. و لبست عوضا عنه شيئا بسيطا.. مريحا في اللبس..!

    و نزلت إلى الطابق الأرضي.. حيث استقبلني أفراد عائلتي بوجوه باسمة .. تعتليها الفرحة الصادقة .. و قد كانوا جميعا ملتفين حول طاولة الإفطار .. ينتظرون قدومي ..

    تزحزح أخي محمد من على الكرسي الملاصق لأمي.. سامحا لي بالجلوس عليه و لأول مرة !! ..
    فهذا الكرسي هو المفضل لدى الجميع .. و الذي كنا نتعارك عليه كثيرا منذ صغرنا ..

    أما أمي.. فقد نهضت من على كرسيها و عانقتني و قبلتني .. ثم شرعت ببكاء ٍ لا مبرر له ..

    و لما هممت بعد حين بتناول كأس الشاي اليومي .. إذ بأسماء أختي الصغيرة.. ذات الستة أعوام .. تندفع إلي في محاولة لعناقي و تقبيلي .. و كانت للتو مستيقظة من نومها ..

    و لم أتدارك نفسي جيدا عند هجومها .. فقد اضطرب كأس الشاي في يدي .. و اندلق على يدي .. حارا لاسعا .. ليحرق لي إصبعي ,,

    " و أأأأي.."

    فها قد تحول لون إصبعي إلى الأحمر .. و بدأت لا إراديا أصرخ من شدة الألم..

    أما المسكينة أسماء.. فقد تجمدت في مكانها .. خائفة من العقاب المتوقع .. و.. و شرعت في بكاء ٍ عنيف متسارع ..

    أنقذتني أمي بوعاء الثلج البارد .. أضع فيه إصبعي المحترق .. في حين أنها حدجت أسماء بنظرة .. جعلتها ترفع نبرتها في البكاء ..

    " خير يا ابنتي.. خير إن شاء الله ..
    فدلق الشاي فآل خير.. لا تخافي حبيبتي.."

    و في صميم طوارئ هذا الموقف .. ارتفع رنين جرس الباب .. ينبئنا بقدوم أحدهم ..

    فتحت الخادمة ( صوفي ) الباب للطارق .. و إذ بعصام.. على الباب متسمرا في مكانه ..

    و لا إراديا .. عندما لمحت خياله أمامي .. أنزلت رأسي بسرعة إلى تحت الطاولة .. في محاولة مني للتستر من نظراته كرجل غريب علي .. و نسيت تماما أني قد حُـللت له بالأمس .. و قد صار عصام زوجي شرعا ..

    و كانت ضحكة محمد .. لتجعلني أتنبه إلى تصرفي الغريب هذا .. فأستدرك موقفي بسرعة ..

    بعد تحية ألقاها عصام على الجميع .. تقدم مني .. و مد لي يده مصافحا ..
    تسمرت في مكاني .. و قد شلت يدي في مكانها .. رافضة أن ترتفع لتصافحه .. و خصوصا أنها كانت لا تزال متورمة من أثر الحرق ..!!

    إلا أني بالكاد .. تمكنت أخيرا من أن أنقذ يده العالقة من طول الانتظار.. فمددت لي يدي المرتجفة مصافحة ً إياه !!

    و لمح عصام تورم إصبعي .. فسألني و قد ارتسمت على وجهه أمارات الاهتمام الجاد بما حدث لي ..

    " إنه مجرد حرق صغير .. "

    هكذا همهمت له .. و لا أدري إن كان قد سمعني فعلا أو لا ..
    و لكنني أظنه قد فهم ما حدث من بقعة الشاي التي كانت لا تزال موجودة .. و بكاء أسماء المتعالي ..

    أصر عصام علي أن أذهب معه إلى المستوصف القريب منا لمداواة حرقي ..
    و لم يكن لي أي رأي أبديه في مثل هذه المسألة ..

    فعينا عصام كانتا تتقدان بوميض خوف و قلق عجيب ..

    و فيما لو فكرت مثلا في الاعتراض أو رفض عرضه هذا .. فإن وميض عينيه بلا شك سيتحول إلى وميض غضب شديد ..

    هكذا خمنت .. و لكي أتأكد فقط من صحة نظريتي قلت بشيء من دلال ..

    " لا داعي للمستوصف.. إنه حرق صغير فقط "

    و صدق ظني .. فقد اشتعلت عينيه بوميض غريب .. و هو يقول ..

    " هيا بنا .. "

    و هكذا لبست عباءتي على عجل .. و تبعت عصام إلى خارج المنزل .. إلى حيث كانت سيارته بانتظارنا ..

    تقدمني عصام إلى السيارة .. فاتحا لي الباب الأمامي ..

    و لا أخفيكم سرا ً .. أن شعورا عجيب كان قد تسلل لي و أنا أركب إلى داخل السيارة ..على الكرسي الأمامي لها .. محتلة صدارتها..

    و تمنيت لو أني كما احتللت صدارة سيارة عصام.. أني قد احتللت أيضا صدارة قلبه ..

    لكن لا يزال الوقت جد مبكر على مثل هذه الصدارة ... فالحب أبدا ً لا يأتي بين يوم و ليلة .. و لابد من عشرة حقيقية ليتولد حب طبيعي فطري بين أي اثنين ..
    </B>



    __________________

  8. #8
    الصورة الرمزية الحائره
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    05- 2004
    المشاركات
    35

    رد : مذكرات مخطوبه

    الحلقة الخامسة:







    " حاولت الاتصال بك في هذا الصباح .. لكن لا من مجيب !! "



    هكذا بدأ عصام حديثه معي قاطعا الصمت المسيطر على السيارة و علينا ..

    أطرقت رأسي و أنا أعتذر له .. كوني كنت نائمة و جد مرهقة ..

    " أها .. هكذا إذن .. أنا الآخر كنت أشعر بالتعب و الإرهاق الشديدين ... "
    عقب عصام مبتسما ..

    ثم أخذ يعبث بأصابعه في موجة المذياع ليثبته على نشرة الأخبار ..
    و قد كان المذيع حينها يعلن عن خبر عاجل يفيد بعدد القتلى في حادثة انفجار جديدة في العراق المنتهك الحقوق !

    و لمحت شيئا من علامات الاستياء الشديد ترتسم على وجه عصام و هو يستمع إلى مثل هذا الخبر المؤلم ..

    تمتم عصام بعد حين من الخبر ساخطا ً

    "لابد من ردة فعل عربية قوية .. و إلا فإننا سنخسر العراق إلى الأبد .. كما خسرنا القدس من قبل !! "

    سألني عصام مريدا ً اشراكي في شيء من الحديث عن توقعاتي المستقبلة بما يختص بحادث الانفجار المريع هذا ..

    عبست ملامحي ..
    فانا لست محللة سياسية لأتوقع ما أتوقعه بشأن العراق ..

    إلا أني أخبرته فطريا و بشيء من الاقتضاب .. أن الوضع سيتأزم أكثر و أكثر و أن العرب كعادتهم سيكتفون بموقف المتفرجين كالعادة !

    و ارتقبت ارتسام شيء ما على وجه عصام يشجعني على الاسترسال أكثر في الحديث ..

    لكن .. ظل وجه عصام جامدا .. و قد انعقد حاجبيه أكثر و أكثر ..

    لذا آثرت الصمت .. بل أني قد صمت بالفعل ..!!

    و سرحت أنا الأخرى عبر نافذة السيارة .. أرقب عبرها معالم الطريق و هي تمضي أمامنا بسرعة ،،

    و لما تنبه عصام أخيرا ً من شروده .. نطق قائلا ..

    " عذرا مرام .. فقد سرحت بفكري قليلا ..
    فأنا أوفقك الرأي تماما .. لكن فلنأمل خيرا.. فلربما يتغير الوضع جذريا هذه المرة !"

    " إن شاء الله ..
    فالرب الكريم هو وحدة القادر على ردع أمثال هؤلاء الجبابرة "

    كنا في هذه اللحظة قد وصلنا إلى ( كافتيريا ) صغيرة .. توقف عصام عندها .. سائلا إياي إن كنت أرغب في شرب أو أكل أي شيء .. فهو يشعر بشيء من العطش ..

    أخبرته بعد شيء من التردد أني أرغب في تناول عصير فراولة .. إذا أمكن ..

    اختفى عصام بعدها .. و قد نزل إلى ( الكافتيريا ) تاركا ً إياي وحدي في السيارة ..

    أغلقت عيني و أنا أستمع إلى موجز نهاية الأخبار..

    " فلكم هو واقعنا بالفعل مؤلم و شنيع .. و لكم هي كثيرة مآسيه.. و لكم هي الحروب مدمرة ..

    فيا ربي رحمتك .. "


    " لقيت روحي .. بعد ما أنا لقيتك ..
    بعد اللقاء أرجوك .. لا .. لا تغيب ..
    صعب علي أبقى .. و أنا ما نسيتك ! "

    هكذا ارتفع صوت أحدهم من المذياع بعد نشرة الأخبار ,, و هكذا اندمجت أنا كليا ً في ألحان هذه الأغنية .. و لم أنتبه إلا و يد عصام تطفئ المذياع عني بعصبية واضحة ..

    ثم رمقني عصام بنظرة مخيفة غريبة .. و هو يقول ..
    " لا أغاني ..أسمعتي ؟! .. لا أغاني ... "

    و بصراحة شديدة .. أربكني موقفه هذا .. فغصت في مقعدي .. و تجمدت في مكاني ..
    فأنا أدرك تماما أن الأغاني حرام شرعا .. و لو كنت في سيارتي لأطفأتها فورا .. إلا أني لم أملك الجرأة لأن أعبث في مذياع سيارتك يا هذا .. لأغير الموجة إلى أخرى .. !

    " آسف .. فلم أقصد بالفعل زجرك يا مرام بمثل هذه النبرة .. "

    هكذا عقب بعد حين .. معتذرا و هو ينطلق بسيارته باتجاه المستوصف .. و قد تنبه إلى أسلوبه الفض و نبرته الحادة معي .. في ثاني أيام الخطوبة .. فما بال الأيام القادمة ..

    " الله يستر منك يا عصام و من فعايلك .. إي بيّن على حقيقتك ! "

    ثم ناولني عصام مبتسما.. كأس العصير .. في محاولة منه لتلطيف الجو .. إلا أن ابتسامته ما كانت لتشفع له نبرته الحادة تلك ..!!

    " لم أجد عصير فراولة .. لذا أحضرت لك عصير مانجو .. "

    أخذت العصير من عنده .. و قد ارتسم العبوس بنفسه على وجهي ..
    " ياااخ ..
    فأنا لا أحب المانجو .. أو لم تجد عصيرا آخر غير المانجو ؟!! "

    لم أتكلم بالطبع .. فالموقف ما زال متوترا ً .. و تعقيب كهذا كان من شأنه أن يشعل التوتر أكثر و أكثر .. لذا صمت مجبرة .. و أجبرت نفسي على رشف و لو بضع جرعات قليلة من عصير المانجو الذي لا أطيقه ..

    و الحمد لله فقد وصلنا أخيرا ً إلى المستوصف ..فتركت الكأس في السيارة .. و نزلت أتبع عصام و الذي تقدمني بخطوات واسعة سريعة .. تاركا ً مسافة جد شاسعة بيني و بينه ..

    " يا لهؤلاء الرجال ... أو لا يدركون أن الجنس الناعم في العادة بطيء الحركة و المشي .. و خصوصا ً إذا كن يرتدين كعبا عاليا ً كما أفعل أنا الآن .. "

    أسرعت قدر الامكان في محاولة للحاق بعصام .. و كان عصام قد تنبه أيضا إلى مقدار المسافة الكبيرة التي خلفها بيني و بينه.. لذا وقف ينتظر وصولي ..

    في داخل غرفة الطوارئ.. تقدم الممرض المتواجد هناك لمداواة الحرق في إصبعي .. و الذي كان قد تورم بشكل يلفت الانتباه ..

    إلا أن عصام اعترض طريقه قائلا ..
    " عذرا .. و لكنها تفضل الممرضة لو سمحت .."
    " لكن الممرضة مشغولة حاليا ً بمداواة مريضا آخر .."
    " سننتظرها ريث تنتهي .. فلسنا في عجلة من أمرنا .. !! "

    "عصام ..
    دعه يعالجني ..
    فالنهار قد انتصف و لابد أن أرجع البيت لأضبط من شكلي قبل الذهاب معك إلى بيت أهلك ..
    ثم أنه لا فرق بين تمريض الرجل و المرأة .. فهذه حالة طوارئ .. يُـباح فيها المحظور .. "

    و يا ليتني لم أتفوه بما تفوهته للتو... فقد حدجني عصام بنظرة أرعبتني كليا .. و هو يقول ..

    " مرام ..
    الممرض رجل ٌ أجنبي ..
    فكيف تسمحين لرجل أجنبي بلمسك .. و هناك ممرضة موجودة ..؟؟

    دقائق قليلة من الانتظار .. أهون بكثير من سخط ربك .. أليس كذلك ؟!! "

    "بلى .. بالطبع ،، ! "

    ثم أطرقت رأسي و قد أحرجني موقفه أكثر و أكثر ..

    لكني في النهاية .. لا أخفي عليكم ..

    أني.. أني قد أ ُعجبت كثيرا بطريقة و لهجة عصام و هو يقنعني بوجهة نظره .. و غيرته علي .. "

    " ايوووه يا عم .. بئى ورايي رجّـــالة .. !! بتخاف.. و بتغار عليّ !! "




  9. #9
    الصورة الرمزية عاشق السمراء
    Title
    "رجل عادي جدا"
    تاريخ التسجيل
    05- 2002
    المشاركات
    21,307

    رد : مذكرات مخطوبه

    مسااااااااااااء جميل ...
    يعطيك العافية الحائرة
    تواصل جميل .. في فصول القصة !!

  10. #10
    الصورة الرمزية الحائره
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    05- 2004
    المشاركات
    35

    رد : مذكرات مخطوبه



    الحــلـــقة السادسة:







    لكم هو جميل أن تشعر أن هناك من يهتم بك.. و أنك محط رعايته و جزء من مسؤوليته..
    هكذا فكرت و أنا أرقب عصام الجالس إلى جواري في سيارته الزرقاء ..
    في طريقنا إلى البيت ،،

    " سنعرج إلى بيت أهلي مباشرة .. أظن أنه لا داعي للمرور على بيتكم أولا.. و إلا فما رأيك ؟!! "

    و اتسعت حدقتا عينيّ على آخرهما.. و أنا أستمع إلى ما تفوه به للتو ..

    و كدت أن أصرخ ..

    " لا طبعا ..
    هل تريدني أن أذهب معك و أنا على هكذا حال .. !! "

    صحيح أن الرجال لا يفهمون بتاتا ً بما يتعلق باهتمامات النساء..

    " لا قد نسيت شيئا ما في البيت .. "

    هكذا نطقت بأدب جم ..
    إذ لم أكن بقادرة بعد على التصرف بطبيعتي.. كأن أصرخ مثلا أو أن تشتد نبرة صوتي .. و أنا أصر على موقفي ..

    و على ما يبدو أن عصام أيضا ً كان يعاني من نفس ما أعاني أنا منه ..
    لذا اكتفى برسم شيء من الابتسامة على وجهه و هو يقول ..

    " أووه ،، حسنا .. يمكننا إذن النزول إلى بيتكم لنصلي أيضا ً هناك ..
    ثم ننطلق إلى بيت والدي لتناول الغداء .. فالجميع ينتظرنا هناك ،،

    " الجميع ؟؟ "
    سألته مهتمة ..

    " نعم .. فقد أقام والدي وليمة ضخمة على شرفنا .. دعا إليها جميع الأهل .."

    و عقب بعد لحظات ..
    " أبي رجل ٌ طيب .. و كذلك أمي .. ستحبينهما كثيرا عندما تحتكين بهما .. "

    " أتمنى ذلك من كل أعماق قلبي .. "
    قلتها صادقة مبتسمة ..

    توقفنا بعد دقائق قليلة أمام باب المنزل ..و قدت عصام إلى داخله .. إلى حيث المجلس بالتحديد ..
    ثم توجهت إلى المطبخ لأحضر له شيئا من الماء .. فقد كان الجو في الخارج شديد الحرارة .. و لابد أنه يشعر بشيء من العطش ..

    في المطبخ ،، توقفت لأتحدث مع أمي التي استقبلتني كعادتها بوجه بشوش..
    و صارحتها بخوفي من لقاء أهله .. فانطباع أهله عني يهمني كثيرا !!

    " تصرفي على طبيعتك حبيبتي ..

    فأنت نعم الجوهرة .. و أين ذا يجدون جوهرة ثمينة مثلك لابنهم .. "

    عانقت أمي الحبيبة .. و قد ارتحت كثيرا ً لنصائحها المشبعة بعاطفة الأمومة المتدفقة ..

    و تنبهت إلى أن قد نسيت عصام وحيدا في المجلس.. لما يزيد على الربع ساعة!!

    أسرعت بكأس الماء المضطرب في يدي .. لأجد عصام قد خر ساجدا على سجادة الصلاة ..

    وقفت على أعتاب المجلس.. و أنا أتأمله ..

    فلكم شعرت بروحانية شديدة تتسرب إليّ و أنا أرقب خشوعه التام في الصلاة .. و قد نسى كل ما يحيط به ..

    " آآه يا عصام .. لكم أغبطك على مثل هذه العلاقة الروحانية القوية التي تربطك مع ربك .. و لكم أتمنى لو يصبح لي شيء ٌ من خشوعك و انقطاعك التام ! "

    انتبه إلي ّ عصام بعد حين .. و قد أتم الفرض ..و اعتلت وجهه ابتسامة رائعة ,,

    تداركت موقفي بسرعة و قد شعرت بشيء من الارتباك كوني كنت أراقبه منذ دقائق دونما حراك ..

    " تقبل الله .. "
    " أعمالنا و أعمالكم .."


    و كان أن دخل في هذه اللحظة أخي الأكبر عادل .. متنحنحا .. ملقيا بالتحية علينا ..

    داعبني أخي عادل و هو يعانقني كعادته حينما يراني ..

    " كيف حال عروسنا ؟!!
    هل كبرت و عقلت .. أم أنها لا تزال دلوعة كالصغار ؟! "

    نغزته بكوعي و أنا أتعمد الضحك .. مداراة للحرج و الخجل الذي سببه لي ...

    " أنا كبيرة منذ أن ولدتني أمي ... وحتى اسأل عصام ! "

    و لست أدري كيف امتلكت الجرأة لحظتها .. لأنطق بمثل ما نطقت ..
    و لكن الحمد لله .. فقد ارتفع صوت عصام و عادل بالضحك على تعليقي .. و لم يكن تعليقي غبيا كما ظننت ...

    وجدت الفرصة سانحة بقدوم عادل لأن استأذن لأنصرف إلى تجهيز نفسي للغداء ..

    اعتليت عتبات الدرج قفزا .. إلى حيث غرفتي .. و إلى حيث بدأت معركة حقيقية تتمحور حول ماذا ألبس ! "

    بعثرت كما العادة جميع أغراض الزينة .. كما فتحت خزانة ملابسي على أخرها .. و شرعت أنتقي ثوبا تلو الثوب .. دون أن أجد من ثيابي شيئا مناسبا !!

    " فماذا ألبس ؟!! .. هذا .. أم هذا .. أم ذاك ..
    لا القميص الأبيض سيكون مناسبا ..

    أووه لا سأبدو رسمية به ..

    ثم أني سأرى الكثير من الوجوه الجديدة اليوم ..و لابد أن أنال على رضاهم !"

    و لما اشتدت حيرتي .. لم أجد بدا ً من طلب مساعدة أمي ..
    فلكم أحب أمي و أشعر بقيمتها الحقيقية في مثل هذه المواقف ..

    انتقت لي أمي ثوبا ورديا هادئا.. مزدان ٍ ببعض النقوش البيضاء الباهتة على أطرافه ..

    و لولا مساعدة أمي لي .. و لو أنها فرضا تركتني اختار ثوبي لوحدي ..

    لما اخترت شيئا مناسبا .. حتى و لو بعد ثلاث ساعات !

    ضبطت من تسريحة شعري.. و شيئا من العطر ..
    ثم قليلا من (المكياج) الذي لا يـُرى ! .. و نزلت ..

    " الحمد لله .. إنها نصف ساعة فقط.. أكملت فيها تجهيزي ..
    الله يخلي إلي الماما .. أنا من غيرها ما أدري إيش كنت بسوي ! "

    فتحت باب المجلس بهدوء.. لألج إلى الداخل ..

    كان عصام و عادل لحظتها يتبادلان أطراف الحديث..

    و لقطت أذني من حديثيهما بضع كلمات ..
    كالعراق .. أزمة عالمية .. حرب .. أمريكا ..

    و هكذا استنتجت أن محور حديثهم هو السياسة كالعادة ..
    أو لا يمل الرجال حديث السياسة ؟!!

    و لفت نظري لحظتها طريقة عصام في الكلام..
    فلكم شدني أسلوبه في الحديث ..

    " خطيبي محدثٌ لبق.. و وسيم .. و ملتزم .. و ..ذو حواجب معقودة ..
    ماذا أريد أكثر من هذا !! "

    هكذا حدثت نفسي ..

    قبل أن ترتفع نظرات عصام ببطء شديد .. لتتركز على عيني ..

    طال عناق عينينا هذه المرة .. كما لمحت عبر أثير نظراته شيئا من الإعجاب الذي أطربني ...


    " احم احم .. نحن هنا .. "

    هكذا تنحنح عادل و هو يرقبنا و قد تسمر كل منا في مكانه تحت تأثير نظرات الآخر الحانية ..

    لحظتها فقط انتبهنا فعلا إلى وجوده .. لأرسم ابتسامة سريعة خجلة و أنا أقول لعصام ..

    " هيا بنا "

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML