الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :
· السؤال الذي يطرح نفسه ونحن نتحدث عن قضية تحرير المرأة هو : هل للمرأة قضية في مجتمعنا ؟ ولماذا هذه الإثارة حول المرأة ؟ هل ضاعت هويتها لدرجة أن تطرح أسئلة عريضة مثل : أيتها المرأة أين هويتك ؟ أو هل هي مظلومة حتى تعلن المرافعة ضد الرجل ؟
إن وضع المرأة ومهمتها في المجتمع قضية واضحة في دين الله ، لذلك جاءت التشريعات الخاصة ببناء البيت المسلم والمجتمع المسلم وبالعلاقات بين الرجل والمرأة محددة وواضحة ، بل إن الأصل الذي قام عليه مبدأ الذكر والأنثى في الكون هو الذي أصله الدين ، وهو وضوح هوية المرأة ووضوح مهمتها في الحياة .
لقد تخصص كل من الرجل والمرأة بمهمة لا يستطيع الآخر أن يقوم بها بالصورة المطلوبة :
فالمرأة مشغولة في البيت ، فالأصل بقاؤها فيه لتؤدي رسالتها إلا لحاجة تخرجها عن الأصل . والرجل يتولى أمور ما خارج البيت ، وإذا اختلطت المهام بينهما حصل الاضطراب حتى يشمل المجتمع ، ثم الحياة كلها .
ونقول بعد ذلك : إذا كانت لقضايا المرأة المطروحة ما يفسر أسباب إثارتها في مجتمعات معينة ، نقول يفسرها ولا يبررها ، فإننا لا نجد تبريراً بل ولا تفسيراً لطرح هذه القضايا وإثارتها في مجتمعنا ، حيث تسود قيم الإسلام الضابطة لوضع المرأة في المجتمع .
لذلك يأتي تحذيرنا لكل الغيورين في مجتمعنا من مثل هذه الدعوات التي تريد إخراج المرأة عن بيتها وعن مهمتها ورسالتها وطبيعتها ، وإذا حصل ذلك - لا سمح الله - فلا تسأل عن هلكة المجتمع .
· إن وضع المرأة في مجتمعنا لا يمكن أن تحلم به تلك المرأة الغربية
سواء كانت بنتاً أو زوجة أو أماً .
وبنظرة موضوعية لوضع المرأة في الغرب : وهي بنت تتقاذفها أيدي الذئاب البشرية .
أو زوجة كادحة لا تأوي إلى بيتها إلا كالَّة مرهقة لتشارك الرجل حتى في دفع أقساط السيارة وإلا فلا قيمة لها .
وأُماً يقذفها أولادها بالنهاية في إحدى دور الرعاية الاجتماعية .
نقول بنظرة منصفة إلى حال المرأة المسلمة في مجتمعنا وهي بنت مصونة يحافظ عليها الرجل كجزء من حياته .
أو وهي زوجة مكفولة بواسطة الرجل حتى ولو ملكت ما ملكت من المال .
بل يظهر البون الشاسع وهي أم أو جدة تتحول إلى ملكة في كيان أولادها وأحفادها .
إن المرأة في الغرب مظلومة ومبتذلة حقاً ، إنها تستحق أن يرفع لها قضية ترافع بها الرجل الذي يبتزها ، وذلك من أجل إنصافها .
فمهلا يا دعاة التغريب !! ويا دعاة البحث عن هوية المرأة !! الإنصاف والموضوعية والقيم .. الزموها !!
ويا دعاة الإصلاح وأصحاب الغيرة : اتقوا فتنةً لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ، وتذكروا قول النبي صلى الله عليه وسلم : " ... اتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء " . وحديث : " ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء " وغير ذلك من التحذيرات من الذي لا ينطق عن الهوى .
ان إخراج المرأة من بيتها وإفسادها في النهاية فيما يسمى عند العلمانيين بـ " تحرير المرأة " وذلك في المجتمع المسلم
ولأننا نعتقد أن تجربة المجتمع المسلم عمت بها البلوى في المجتمعات الأخرى ، لذا رأينا أن من واجبنا إيضاح الأمر وبيانه حتى لا تزل قدم بعد ثبوتها فتذوقوا السوء .
وهي رسالة نرجو أن يتبعها رسائل أخرى في هذا الميدان بل وفي ميادين أخرى وذلك لتوضيح جوانب من محاور هجوم التيار العلماني على دين الأمة وقيمتها0