السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ومساء الزهر أختي الفاضلة أنين
موضوع مهم جداً
كان في زمن الجاهلية البنت كانت تدفن وهي حية ..!
قال الله تعالى في سورة التكوير الآية 8 و 9 ..
{ وإذا الموءدة سُئلت بأي ذنب قتلت} صدق الله العظيم
تعبت وأنا صغيرة وأنا اقرأ هذه الآية وأنا اسأل نفسي
لمَ كانوا يقتلوا البنات وهنَّ على قيد الحياة ..؟
خوفاً منهنَّ إذا كبرنا أن يجلبنا العار لـ / قبيلتهنَّ ..!
وجاء الاسلام وقتل هذه العادة وكرم المرأة
ولكن .. نرى عصر الجاهلية يعود من جديد ..!
أترانا نعود للخلف ..؟
كأننا في زمن متخلف بعيد كل البعد عن القرآن الكريم ..!
أتدري يا أنين وأنا اقرأ قصة هذا الرجل اقشعر بدني ..!
وتذكرت حادثة إلى الآن في ذهني ولم أجد لها تفسير ..!
قبل ثلاث سنوات تقريباً وجدتُ طفلة عمرها تقريباً من 6 إلى 7 سنوات أو أقل ..!
طفلة تشع نوراً .. ولكنها كانت ترتدي ملابس سوداء ..!
عباءة من فوق راسها إلى أسفل قدميها ..!
نظرت إلى نفسي وأنا الشابة والأنثى وعبأتي على كتفي وثمّة لون يثرثر عن ملابسي
هي طفلة وجالسة كأنها امرأة ..!
وبقية الأطفال بملابس عادية ولعب وركض ..!
أنها لا تعيش طفولتها مطلقاً ..!
عندما اقترب منها شيخ كبير .. فهمت لمَ هذه الطفلة هكذا ..!
أنا معه أن الطفل يعوّد منذ الصغر الالتزام ولكن ليس بهذه الطريقة
هنا يحصل حرمان وكبت ..
متى البنت سوف تلهو وتركض وتشاغب إلا في صغرها
عندما القلم مرفوع عنها ..!
بعد البلوغ سوف نجد الرقابة أشد وأشد عليها ..!
سوف تجد نفسها حبيسة منذ لحظة ولادتها ..!
وتسأل نفسها ما ذنبي ..؟ هل لأني فتاة ..؟
والكبت بداخلها منذ الصغر ..!
والكبت يؤدي إلى الإنفجار ..!
وهل نثق بنوع هذا الإنفجار ..؟
وماذا سوف تفعل هذه الفتاة لـ تستعيد شئ سلب منها ..
قد تنحرف .. قد تجلب العار وقد تفعل الفضائع ..!
آه يا أنين .. اليوم بالتحديد بكت هُمى والسبب مسلسل
كان يعرض على شاشتنا الخليجية ..
وكيف الكبت أدى إلى نتائج غير محمودة لفتاة
ليدفنها أخوها وهي حية
صعقت رأيت عصر الجاهيلية أمامي ..!
هل ذنبها ..؟ أم ذنب الأهل الذين يحاولون حمايتها
بطريقة مكبوتة جداً
لتحلم بعالم آخر بعيداً عن هكذا جو ..!
أعود وأردد البنت .. لها حق تربية مثلها مثل الولد ..
ونحسن تربية بناتنا ..
لمَ الرسول كان يشدد من حسن في تربية بنته كانت له درع نجاة من النار
كل هؤلاء المتشددين بعيدين كل البعد عن وصايا حبينا ..!
/ نعطي الطفلة حق أن تعيش طفولتها .. ونوجهها دائماً بمبادئ ديننا
سوف نجدها وهي تكبر تفهم كل ذلك ونجدها هي بنفسها
تقول هذا عيب لا أرتدي هذا أنه مكشوف ..!
هي تكبر وترى أمها واخواتها كيف هم وتجدها تقتدي بهم .
/ نربيها على الدين ولكن ليس بإجبار .. بطريقة شيقة جداً
بذكر قصص الصحابة والصحابيات والأنبياء .
نحن الكبار توجد أشياء لا نستقبلها إلا إذا شددت أنتباهنا .
إذن من حق الطفل أن نعطيه حقه ونهتم بهذه النقطة .
/ لمَ أربي أطفالي على ضرورة عدم فعل شئ وانا أقوم به ..
أي منطق واي حق ..!
عزيزتي أنين نحتاج إلى الوعي الكامل بهذه الأمور
وأعود إلى أسئلتكِ..
- سؤالي..أي قلب يملكه هذا الأب..
قلب يفهم الأمور من جانب واحد
أن يحافظ على البنت قبل إنحرافها ..!
ولكن ألم يسأل نفسه وهو بمكان هذه الطفلة ..؟
- ما شعوره وتلك النظرة في عينيها الصغيرة
هنا ذكرتيني بعمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو بزمن الجاهيلة
عندما كان يريد دفن أبنته وهو يحفر قبرها والتعب عليه والعرق يتصبب منه
وهي تمسح عرقه .. وبكى عمر بن الخطاب ..!
وإن كان شعر بنظرتها فهو تجاهلها حتماً فوسواسه أشد وطغى عليه ..!
- أين الرحمة والتراحم التي أمرنا بها..ديننا الحنيف وسنة نبينا الحبيب..؟؟؟؟
هي موجودة ولكنها مختبئة داخل قلوب مريضة وهي من تحتاج لرعاية
قبل الاهتمام بأمر أطفال .. توجد أسر كثيرة تنجب أطفال ولا تدري عنهم شئ
وينحرفوا ..(لمَ أنجبوهم إذن..؟).. وأسر كثيرة تكبت وتقتل أحلام كثيرة
ألا توجد معاملة وسطى هنا ..؟
- لماذا يحملها أشياء لم يكن لها ذنب فيها..سوى كونها ابنة له..!!!
نسى أن الله ذكرها وكرمها ونسى ان الحبيب وصى بحسن تربيتها
نسى أن أحسن ذلك أنها سوف تكون درع لها يوم لا ينفع فيه لا مال ولا بنون..!
-أي ذنب فعلته يستحق الموت عقاباً ..؟؟؟؟
ذنب كونها طفلة لا تفهم متطلبات الكبار ..
أراد أن يفهما غصباً وزوراً ..!
فلنضع أنفسنا مكانها لو للحظة أي شعور سينتاب إنسانيتنا..
وأدميتنا التي كرمنا الله بهاا...!!!!!
وضعت نفسي مكانها وتذكرت طفولتي وكيف كانت
وكيف كنت أتعلم أمور ديني بطريقة شيقة إلى الأن راسخة في ذهني
وكيف كنت أرتدي ما أريد تحت إشراف أمي وما أذكره
ومتى التزمت بالحجاب ..؟
أقتنعت أنه ثمّة مفاتن يجب أن تغطى وتحمى
كل شئ كان بحياتي بالتدريج ..!
لأصل إلى مرحلة الأقتناع بأشياء أصبحت الآن في حياتي مبادئ ..!
مؤمنة بها ومقتنعة بها
فبكيت لأمر هذه الطفلة
ولا زلت أفكر في أمر تلك الطفلة ..!
كيف حالها ..؟
كيف هي ..؟
عندما تكبر ..؟ كيف سوف تكون ..؟
أختي العزيزة شكراً لطرحك المهم
وبارك الله فيك
مودتي