عزفٌ هنا بضجيج البراكين
و تنهيداتٌ تزفرها أرواح المطعونين
~ و ترقص الشياطين.. ~
ترقص و النار تتلوَّن بوهجٍ مسموم
تداعب ما بقي من بريق الطفولة
في أعين المعدومين..
~ و لازالت هنا..ترقص الشياطين.. ~
و تنتشي برائحة الموت..
تتلذذ بآهات لا تنتهي
تجتثُ الأحلام من جسدٍ وهنٍ
و تعبث بأوراق العمر الحزين
~ و لا زالت هنا ..ترقص الشياطين ~
تمزق الجمال..و تنخر كالسوس في البذور الغضَّة
و تقطع رؤوس الزهور بالمهند المسلول
و اللُؤم يتطاير ..ليزرع الوريد النيىء..
بماء من مستنقع الذنوب المشؤوم
~ و لا زالت هنا ..ترقص الشياطين ~
يولد الرضيع و يصرخ معلناً..
وجود روح جديدة في هذا الوجود..
و ماذا يكون ..و قد قُتلت الروح بالأنين المبكر
و أصابتها العلة قبل شهق الأنفاس الأولى
~ و لازال الرقص ..مع الشياطين ~
و لا زالت أرواح العصافير ..
لم تتطهر من وجع البؤس
لازالت..تقبع في سجن المرض
لا زالت..تحفر أسماعَها..ضحكاتُ الغدر
لا زالت..لم تتعلم كيف تزقزق على الغصينات
و لازالت..لم تستشعر دفئ الشمس
لازالت تجهل طعم الحياة
و لم تعرف الحياة بعد
فكل حياتها كانت دمعا ..
رسم أخاديدهُ على الملامح
و كل الأمل ..
..ابتسامة قبل الموت..
*** ** *** ** *** ** ***
طعنة غادرة أصابت من لم يخرجوا من الشرنقة بعد
فحكمت جورا عليهم بالإعدام كل لحظة..و كل طرفة عين..
و لم تكن العصافير وحدها ضحية المشهد
فكل نبضٍ لكل قلبِ أمٍ و أبٍ
يضخ مع الدم ألماً لا ينضب
و وجعا يسكن ثنايا الروح و الجسد المكلوم
و لازالت العادة كما هي
فلا أرخص من دم المسلم أن يُراق و يُهدر
و لازالت القضية قيد النظر..!!
الأخ علي عمر الفسي
قضية تستحق أن نكتب عنها
و نخبرها للآتين كالقصص الشعبية
فلربما كانت حافزا لثورة شعبية تثأر لهذا الوهن الذي أصابنا بتقاعسنا
كل التقدير لقلمك الراقي و المبدع
تحيــــاتي
**أريج..