تعدادنا آخر الأنامِ إن حشدت = لايستجابُ لنا أمرٌ ولاطلبُ
كم حجّةٍ نامتِ الشكوى بسلَّتِكُمْ = أين المباديءُ والأخلاقُ والأدبُ
يامن تنامُ على شكوى قضيتنا = كيف المنامُ وفي الأنامِ مغتصبُ
يجول حيث يشاءُ اليومَ في ملأٍ = أنيابهُ بدما الأبرارِ تختضبُ
لامن بُلامٍ على الأفواهِ تحكمُهْ = عنانُهُ طَلِقٌ والكفُّ والسببُ
كم تظلمون عبادا كلّها ورعٌ = ومالها أبدا ذنبٌ ولاسببُ
لكم تنام عليها ليش جاهلها = هذي الجريمةُ والطغيانُ والعجبُ
قضيّةٌ مثل أنوارِ الشموسِ وهلْ = يخفى عليكَ شعاعُ الشمسِ والشهبُ
إلى متى ياترى تبقون طاغيةً = تسطو وتنهب أين السطو والسلبُ
آفات أرضٍ لزرع الشّرِ قد خلقتْ = فيها تناهى كلامُ الأفْكِ والخُطبُ
والخزي والعار والأمراض أجمعها = نقص المناعة والأدران والجربُ
قل للذي طغى في الأرض أنّ له = يوماً تغيبُ به الأنساب والرتبُ
يقول : ياليتني ما قد خلقت ولا = أبصرت نورا وهذي النار تقتربُ
أدنى خليقة ربِّ الكون أسألكم = يامجلس الأمن حقّاً هل لكم نسبُ
ردّوا الحقوق إلى من كان صاحبها = تحقن دماءٌ وإلا الحرْبُ لا الحَرَبُ
لاينكر الحقّ إلاّ الكلب والده = والأمُّ عاهرةٌ والأخت تغتصبّ
لاتحسبوا الكلب يوما صار هصورةً = فالكلب كلب ولو في جيده ذهبُ
خسئتم أن يكون الكلب مثلكم = تغيب عنه فعال البّر والحسبُ
فالكلب أفضل منكم يوم قارعة = هو الوفيّ وأنتم كلكم جُنبُ
ألحق يعلو ولايعلى عليه ولو = سكنى الرياءِ الطباق السبع والحُجُبُ
أين الحقوق أما للعرب جامعة = تزود عنهم إذا بالغبن ما نكبوا
إن لم تزودي فماذا تعملين إذا = وقت التعازي قلا يحلو لك الطربُ
ألقبض يلقى على القتلى وجثّتها = والقاتلون قُبيلَ الصّحو قد هربوا
إنا اعتمدناكِ كي تأتي مطالبنا = والعين نامت عن الأهداف تحتجبُ
لمن نقدّم شكوانا ودعوتنا = والكلُّ تشغله العطبول والصهبُ
ممّن تحافون يانوّاب أمّتنا = أمن هروب كراسٍ كلّها خشبُ
إليك جامعة العربان فاستمعي = لقد مضت حججٌ بل إنها حقبُ
لا شخص يسمع أقوالا نجيء بها = مادمت نائمة لن ينضج العنبُ
من يقصد الوشل كي يروي الغليل لئن = ماعبّ من كفّه ام تروه قربُ
إلى متى تنظرين المر مهزلة = أنت المفوّض والمسؤول لا اللعبُ
أليس أنت المسؤول عن عربٍ = باتوا عراتا وقيد الغلِّ مصطحبُ
ساروا حفاتا على الأشواك في ألم = لابيت يأويهم والموج يضطربُ
ناموا جياعا على الرمضاء مفرشهم = غطاؤهم جلد الأنواء والسحبُ
تلك السجون فمن ذا زجّ داخلها = إلا فلسطين حيث العزّل الغُلبُ
حمدا لربّي فاسرائيل ماطلبت = أجر السجون وإن قالت لها الرُغبُ
كم ألف أعزل مسجون ومعتقلٍ = من وقع أسياطهم قد بانت الجُلَبُ
لايملكون سلاحا غير دينهمُ = تراب قدسهم في عينهم حببُ
ياللأشاوس كم حالت بصولتها = حولا تضجُّ له الأفلاك والسهبُ
شدّوا المنيّة إن ناءت وإن أفلت = داسوا عليها بنعل العار وانتصبوا
بين العيارات لايخشون غاصبهم = شقوا الغبار ونار الحرب تلتهب
لايتركون الثرى والعُرْقُ نابضة = والبيض مصْلتةٌ من فوقهم عُضَبُ
هل حرّة حلّل الاسلام مضربها = أم دين عيسى أم التورات والكتبُ
تلك الحرائركم صامت وكم فزعت = معتصماه .. بنا الأنذال قد ضربوا
أنظر لقلبي فإن القلب منفطرٌ = أنظر لجسمي وكم أمسى به الندبُ
يرضيك ما يفعلون اليوم أو فعلوا = قد طوّقت كلّ فرد منّنا عصبُ
أقدم علينا ومزق قلب غاصبنا = أيدٍ تُكَبّلُ والأقدامُ والقلبُ
دكّوا منازلنا أطفوا مشاعلنا = داسوا عقائدنا شُركا لنا نصبوا
رجالنا قتلت أطفالنا فصلت = فتياتنا سجنت خيراتنا نهبوا
بلهاء لم تدري مات الأمس معتصمٌ = حتى تناديه من قبره يثبُ
طوبى لكِ اليوم يا أعضاء جامعةٍ = إذا حرثنا على ديك فلا عتبُ
يامن تنوبين عن شعب وعن وطنٍ = لبي مطالبهم رأفا بما يجبُ
إنّ الأمين فلا ينسى مهمّته = حقوقنا سُلبت هل تسكتُ العربُ