ANGEL_TWIN
20 - 07 - 2004, 20:28
عندما نفتح أفواهنا
فاطمة الزعابي
أنفاس محمومة بشوق الغريب تتوسد نظراتي لنهاية ذلك القار ,الطريق مفروش بالسواد ,وخط أبيض متقطع ,وصمت أبكم يسكن حنجرتي,صورة الطريق تغرس الانتظار ,والانتظار آهات تتلو نفسها .متى ينتهي هذا ؟هل كان علي أن أجلس هنا لأسكب الملل في أوردتي؟ ربما تموت المسافات لو سامرت أحدا,لكنى أعرف أني إذا تحدثت فلن أسكت ,سيعلو صوتي ,سأصرخ ,سأضحك كثيرا,فمن الأفضل أن أطوي هذا اللسان وأعطيه إجازة .
الثرثرات من حولي تغريني توقظ في نفسي عطشا للكلام .هل سيفهمونني لو تكلمت ؟لماذا لا اجرب ؟
الكل حولي يفتح فمه ويغلقه ويقذف في الهواء هواء …هذا ما علي فعله, انهم يذكروني بذلك الضب الذي يقف رافعا رأسه فاتحا فاه وكأنه يحتسي الهواء فينتفخ…لكن ماذا لو لم يوجد بداخلي هواء ,فأنا اعرف نفسي لا يسكنني إلا الصفير ,صفير يسير بي إلى حيث يفترش الطريق أرض قدمي ,عندها سأرى هذه الوجوه تفتح أفواهها اكثر وأكثر لتبتلع بقايا وجهي .أحيانا أظن أني لا أستطيع الكلام لكن عندما أناديك يا أمي تجيبي .فأنت تسمعيني ,وأنا اسمع صلواتك التي لا تكف عن ترديد اسمي ,فأجيبها …
لا اعرف لماذا كان الجميع يصرّ على فتح فمي والنظر فيه ؟ولا اعرف لماذا كنت يا أمي تصرين على أخذي لهم؟ أكرههم عندما يمسكون فمي ويقلبونه كالبضاعة ,ملابسهم البيضاء تلك تذكرني أن جوفي يبتلعه هذا اللون .أبي كذلك أصبح مثلهم,كل يوم يدخل مفتاح لفمي ,وأحيانا يسكب سائلا مرا ,والصمت يعصف بي وأنا اسمعه يناشد الحياة في صوتي
إلى أن جاء ذلك اليوم ,عندما سحبني لسراديب الظلمة والدخان.كان كل شيء يخنقني يخيفني يزيد في نفسي صوت الصفير ,بدأ كل من حولي يصرخون, ويلطخون وجهي بالدماء ,ينفثون في وجهي الماء والجمر
دخان ,صراخ ,عويل ,طبول دماء ,وصرخة ثم وجه أبى يغرق في ذهول ,جاء وهزني ,لكن صرختي ظلت معقوفة في وجوم
"هل علي أن أفتح فمي وأنفث بعضا من نفسي في وجوههم "
بعدها أصبح الجميع يغلق أذنه عندما أفتح فمي و أتعاطى الهواء الذي كانوا يستجدونه داخلي ,ابتعد الجميع عنى ,أصبحت أجد نفسي في حلقات بشرية, لا تكف عن الصراخ ولا نهاية لصراخهم ,ولا يسمعهم غير القضبان والجدران, حتى أنت يا أمي ابتعدت ,فماذا بقى غير سواد وانتظار وخط أبيض متقطع وسؤال متى نصل لمثوانا ؟ ……
مع تحيات أختكم توام الملاك :
ANGEL_TWIN
فاطمة الزعابي
أنفاس محمومة بشوق الغريب تتوسد نظراتي لنهاية ذلك القار ,الطريق مفروش بالسواد ,وخط أبيض متقطع ,وصمت أبكم يسكن حنجرتي,صورة الطريق تغرس الانتظار ,والانتظار آهات تتلو نفسها .متى ينتهي هذا ؟هل كان علي أن أجلس هنا لأسكب الملل في أوردتي؟ ربما تموت المسافات لو سامرت أحدا,لكنى أعرف أني إذا تحدثت فلن أسكت ,سيعلو صوتي ,سأصرخ ,سأضحك كثيرا,فمن الأفضل أن أطوي هذا اللسان وأعطيه إجازة .
الثرثرات من حولي تغريني توقظ في نفسي عطشا للكلام .هل سيفهمونني لو تكلمت ؟لماذا لا اجرب ؟
الكل حولي يفتح فمه ويغلقه ويقذف في الهواء هواء …هذا ما علي فعله, انهم يذكروني بذلك الضب الذي يقف رافعا رأسه فاتحا فاه وكأنه يحتسي الهواء فينتفخ…لكن ماذا لو لم يوجد بداخلي هواء ,فأنا اعرف نفسي لا يسكنني إلا الصفير ,صفير يسير بي إلى حيث يفترش الطريق أرض قدمي ,عندها سأرى هذه الوجوه تفتح أفواهها اكثر وأكثر لتبتلع بقايا وجهي .أحيانا أظن أني لا أستطيع الكلام لكن عندما أناديك يا أمي تجيبي .فأنت تسمعيني ,وأنا اسمع صلواتك التي لا تكف عن ترديد اسمي ,فأجيبها …
لا اعرف لماذا كان الجميع يصرّ على فتح فمي والنظر فيه ؟ولا اعرف لماذا كنت يا أمي تصرين على أخذي لهم؟ أكرههم عندما يمسكون فمي ويقلبونه كالبضاعة ,ملابسهم البيضاء تلك تذكرني أن جوفي يبتلعه هذا اللون .أبي كذلك أصبح مثلهم,كل يوم يدخل مفتاح لفمي ,وأحيانا يسكب سائلا مرا ,والصمت يعصف بي وأنا اسمعه يناشد الحياة في صوتي
إلى أن جاء ذلك اليوم ,عندما سحبني لسراديب الظلمة والدخان.كان كل شيء يخنقني يخيفني يزيد في نفسي صوت الصفير ,بدأ كل من حولي يصرخون, ويلطخون وجهي بالدماء ,ينفثون في وجهي الماء والجمر
دخان ,صراخ ,عويل ,طبول دماء ,وصرخة ثم وجه أبى يغرق في ذهول ,جاء وهزني ,لكن صرختي ظلت معقوفة في وجوم
"هل علي أن أفتح فمي وأنفث بعضا من نفسي في وجوههم "
بعدها أصبح الجميع يغلق أذنه عندما أفتح فمي و أتعاطى الهواء الذي كانوا يستجدونه داخلي ,ابتعد الجميع عنى ,أصبحت أجد نفسي في حلقات بشرية, لا تكف عن الصراخ ولا نهاية لصراخهم ,ولا يسمعهم غير القضبان والجدران, حتى أنت يا أمي ابتعدت ,فماذا بقى غير سواد وانتظار وخط أبيض متقطع وسؤال متى نصل لمثوانا ؟ ……
مع تحيات أختكم توام الملاك :
ANGEL_TWIN