نبع الحنان
15 - 06 - 2004, 20:19
( صفحة من مذكراتي,,)...
" ستكون ليلة قاسية.. قاسية وكئيبة" هكذا حدّثتني نفسي قبل أن أرتمي كالميّته فوق ذلك السرير المتهالك
كل شيء حولي صامت, الا من ذلك الصوت الرتيب الذي يصدر عن آلة اخترعها الانسان لتلطيف الجو متناسيا أن الجو المعفّر بالمآسي والدموع لا يمكن تلطيفه الا برحمة منه سبحانه.
وهناك صوت آخر بدأ كالهمس ثم أخذ يعلو ويعلو الى أن أصبح كجرس المدرسة المزعج ( آه كم أكره جرس المدرسة), الى الان لم أتوصل الى تلك الحكمة الهائلة من اختراع الجرس واستخدامه في المدارس ,, ولم علينا الانصياع التام لصوت الجرس حين يقرع
أليس في ذلك اجحاف كبير في حقنا نحن البشر؟؟ أقصد هذا الانقياد اللاواعي لصوت آلة صماء بينما هناك أصوات وعويل وبكاء تملء أصداءه العالم بأكمله ونحن لا حياة لمن تنادي؟؟! ( مقارنة مضحكة مبكية).
ويستمر الصوت ,,يخال اليّ انه صوت أحد الحشرات التي قادها القدر الى نافذة غرفتي فأخذت تلوك أنشودتها المسائية وكأنه نوع من الانتقام.
أغمضت عينيّ كمحاولة مني للهروب " سأتناسى كل شيء حولي, سأبدأ من جديد, سأعرف كيف ألوّن حياتي بتلك الألوان الزاهية التي كثيرا ما سمعت عنها" عبارات راح يرددها لساني ليقنع بها عقلي الذي قلّما يقتنع بمثلها, عبارات كنت قد قرأتها في عيون كل من حولي, اولئك الذين كلما وقعت أعينهم عليّ , تقمصوا شخصية الناصح المحب وبدأوا بموّال العتاب وجيش من الابتسامات الصفراء والأدعية الجوفاء.
ثمة سؤال يفرض نفسه عليّ الآن ويلح بشدة وبقلق...
هل سأنام الليلة؟؟ أم سأرحل كعادتي مع تلك الأفكار؟
أنت ... أين أنت؟؟؟ ظهرت في حياتي بمحض صدفة لا أكثر, سكنت أجوائي, تقوقعت بداخلي, صرت تشبهني الى حد كبير لدرجة أنني لم أستطع أن أميّز بين نبضك ونبضي, وهل قلبي هذا ينبض لاحيائي أنا أم لاحيائك بداخلي؟!
كم كنت معجبة بك..( حقيقة لابد أن تعرفها) كنت أرقبك عن بعد وأنت ترسم أحلامك بكل بساطة وكل تلقائية .. كنت بالنسبة لي الرجل الأسطورة... نعم الرجل الأسطورة ولكنك اقتربت الآن, اقتربت ( وياليتك لم تفعل) فمع اقترابك بدأت لعبة المستحيلات
وأنا سئمت هذه اللعبة منذ زمن وبتّ أمقتها, أمقتها وبألم.
غدا اجازة وبعده اجازة , اجازة طويلة يحسدني الناس عليها, كنت دائما وأبدا أتسائل في نفسي : لو أنهم يسمحون لنا بالعمل لمدة أسبوع فقط ثم اجازة أسبوع وهكذا باستمرار بدلا من هذه الاجازة الطويلة المملة.
فالعمل لمدة أسبوع في المدرسة يكفي لشحننا بالكثير من مفاجآت التدريس والدراسة ويأتي بعده أسبوع الاجازة الكافي أيضا لغسل أرواحنا مما علق فيها من السين والجيم وروائح الأحماض والقلويات المقيته( فكرة تستحق الوقفة وتدعو للضحك)
ألف فكرة وفكرة تجول بداخلي كلما أغمضت عينيّ .. لم يبق عن الفجر الا ساعتان فقط...
حسن,,, لقد حان وقت الجد , لابد أن أنام , لابد لي من ذلك , فأنا وبالرغم من كل شيء غير مستعدة أبدا أن أفقد ما تبقى لي من عقل.
سأنام ,,, تصبحين على خير أيتها النفس التي تسكنني
ونوما هانئا....
دمتم بخير..
</B>
" ستكون ليلة قاسية.. قاسية وكئيبة" هكذا حدّثتني نفسي قبل أن أرتمي كالميّته فوق ذلك السرير المتهالك
كل شيء حولي صامت, الا من ذلك الصوت الرتيب الذي يصدر عن آلة اخترعها الانسان لتلطيف الجو متناسيا أن الجو المعفّر بالمآسي والدموع لا يمكن تلطيفه الا برحمة منه سبحانه.
وهناك صوت آخر بدأ كالهمس ثم أخذ يعلو ويعلو الى أن أصبح كجرس المدرسة المزعج ( آه كم أكره جرس المدرسة), الى الان لم أتوصل الى تلك الحكمة الهائلة من اختراع الجرس واستخدامه في المدارس ,, ولم علينا الانصياع التام لصوت الجرس حين يقرع
أليس في ذلك اجحاف كبير في حقنا نحن البشر؟؟ أقصد هذا الانقياد اللاواعي لصوت آلة صماء بينما هناك أصوات وعويل وبكاء تملء أصداءه العالم بأكمله ونحن لا حياة لمن تنادي؟؟! ( مقارنة مضحكة مبكية).
ويستمر الصوت ,,يخال اليّ انه صوت أحد الحشرات التي قادها القدر الى نافذة غرفتي فأخذت تلوك أنشودتها المسائية وكأنه نوع من الانتقام.
أغمضت عينيّ كمحاولة مني للهروب " سأتناسى كل شيء حولي, سأبدأ من جديد, سأعرف كيف ألوّن حياتي بتلك الألوان الزاهية التي كثيرا ما سمعت عنها" عبارات راح يرددها لساني ليقنع بها عقلي الذي قلّما يقتنع بمثلها, عبارات كنت قد قرأتها في عيون كل من حولي, اولئك الذين كلما وقعت أعينهم عليّ , تقمصوا شخصية الناصح المحب وبدأوا بموّال العتاب وجيش من الابتسامات الصفراء والأدعية الجوفاء.
ثمة سؤال يفرض نفسه عليّ الآن ويلح بشدة وبقلق...
هل سأنام الليلة؟؟ أم سأرحل كعادتي مع تلك الأفكار؟
أنت ... أين أنت؟؟؟ ظهرت في حياتي بمحض صدفة لا أكثر, سكنت أجوائي, تقوقعت بداخلي, صرت تشبهني الى حد كبير لدرجة أنني لم أستطع أن أميّز بين نبضك ونبضي, وهل قلبي هذا ينبض لاحيائي أنا أم لاحيائك بداخلي؟!
كم كنت معجبة بك..( حقيقة لابد أن تعرفها) كنت أرقبك عن بعد وأنت ترسم أحلامك بكل بساطة وكل تلقائية .. كنت بالنسبة لي الرجل الأسطورة... نعم الرجل الأسطورة ولكنك اقتربت الآن, اقتربت ( وياليتك لم تفعل) فمع اقترابك بدأت لعبة المستحيلات
وأنا سئمت هذه اللعبة منذ زمن وبتّ أمقتها, أمقتها وبألم.
غدا اجازة وبعده اجازة , اجازة طويلة يحسدني الناس عليها, كنت دائما وأبدا أتسائل في نفسي : لو أنهم يسمحون لنا بالعمل لمدة أسبوع فقط ثم اجازة أسبوع وهكذا باستمرار بدلا من هذه الاجازة الطويلة المملة.
فالعمل لمدة أسبوع في المدرسة يكفي لشحننا بالكثير من مفاجآت التدريس والدراسة ويأتي بعده أسبوع الاجازة الكافي أيضا لغسل أرواحنا مما علق فيها من السين والجيم وروائح الأحماض والقلويات المقيته( فكرة تستحق الوقفة وتدعو للضحك)
ألف فكرة وفكرة تجول بداخلي كلما أغمضت عينيّ .. لم يبق عن الفجر الا ساعتان فقط...
حسن,,, لقد حان وقت الجد , لابد أن أنام , لابد لي من ذلك , فأنا وبالرغم من كل شيء غير مستعدة أبدا أن أفقد ما تبقى لي من عقل.
سأنام ,,, تصبحين على خير أيتها النفس التي تسكنني
ونوما هانئا....
دمتم بخير..
</B>