شهريار
08 - 06 - 2004, 21:14
أصبح العالم بلا حب . لماذا ؟ لست أدري ! هل يدلني أحد .. لمذا اختفت الزهور ، وضحكات الأطفال ، وأغاني الصيف الجميلة ؟ لماذا .. ؟ ضاعت السعادة ؟ لماذا أصبح الليل يخفيني والشمس تؤجل شروقها ؟ لماذا لا تسعى إلى كما كانت ؟ لماذا القلب يبكي حزنا .. ولا يبكي سعادة ؟ .. الملل يمزق حياتنا .. لماذا .. لماذا هذا ما قالته المغنية العالمية (ميراي ماتيو) في إحدى أغانيها مع بداية الثمانينات . أما ما قاله فلاسفة الحب منذ فجر التاريخ وحتى يومنا هذا ، فكانت دعوتهم الرئيسية زرع الحب بين الناس من أجل السعادة .. ولو أننا قرأنا بإمعان ، ماجاءت به الآيات السماوية ، وآراء وأفكار الفلاسفة عبر القرون .. ووقفنا أمام خلاصة لكي ذلك ، لوجدنا كلمة الحب بارزة في كل مكان .. ولست هنا بهدف إيراد الأمثلة .. فأي قاري يحفظ الكثير من الأحاديث وأبيات الشعر ، التي تدعو الناس إلى الحب المقرون بالشجاعة والشهادة والتضحية .. وكل هذه المعاني السامية تدخل في قاموس الحب .. ومع ذلك نرى العداوة قائمة وأن الحب مفقود في العالم .. فقلما نجد بشراً عرفوا المغزى الحقيقي للحب (تقول أمراه عن نفسها: أنني أرملة أعيش مع ابن لي في سن المراهقة .. وأعاني من مصاعب مالية كثيرة واسكن معه في بيت صغير متواضع ، خارج المدينة ونقاسي كثيراً من العناء . وذات مرة هرب أحد أصدقاء ابني من بيت أهله وهو بيت جميل وأهله من الأثرياء يعيشون في ترف استغربت ما فعله صديق ابني وتساءلت: لماذا فعل ذلك ولديه كل ما يمكن أن يتمناه . فأجابني ابني بلهجة واقعية: لكن يا أماه .. لدى صديقي فسحه وافرة ، ومال كثير وبيت جميل ، إنما معه قليل جدا من الحب . أما أنا فلدي فسحه ضيقه ألعب فيها وكال قليل وبيت صغير وحب كثير جدا أنعم به )
أنها الحقيقة ، فالحب أكسير الحياة ، ولكن شهوات الانسان وغضبه وحدته وطموحه غير المشروع الذي اسمه الجشع الذي يمنحه رؤية الحب .
أنها الحقيقة ، فالحب أكسير الحياة ، ولكن شهوات الانسان وغضبه وحدته وطموحه غير المشروع الذي اسمه الجشع الذي يمنحه رؤية الحب .