المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حوار بين قلبين



هتّان
04 - 06 - 2004, 00:47
قد نكتشف يوما ان احساسنا الجميل تجاههم لم يكن سوى وجبة عذاب .. لا تسمن و لا تغني من جوع..

هي: أهذا انت؟

هو: اهذه انت؟

هي: تغيرت كثيرا.

هو: اذن، كيف تعرفت اليّ مادام التغير احتل كل هذه المساحه المخيفه في صوتك؟

هي: تعرفت اليك بقلبي و ليس بعيني.

هو: أمازال قلبك لا يخطئني؟

هي: كيف يخطئك قلبي، و قد كنت له يوما دما و هواء و حياه؟

هو: والآن؟

هي: تتغير الاحاسيس بفعل الزمن كبقية الاشياء الاخرى.

هو: اذن تصاب احاسيسنا بالشيخوخه كالانسان؟

هي: نعم .. و تموت ايضا كالانسان.

هو: أمات احساسك الجميل نحوي؟

هي: لو كان مات.. لما تعرفت اليك الان بعد كل تلك السنوات.

هو: اذن، مازلت احتل فيك مساحه؟

هي: نعم.. لكنها ليست كالمساحه القديمه التي كنت تحتلها فيّ.

هو: ما الفرق؟

هي: كالفرق بين اليوم و الامس.

هو: أحيانا.. لا يفرق الامس عن اليوم شيئا.

هي: يكفي ان اليوم هو " اليوم " و الامس هو " الامس ".

هو: و أيهما انا فيك؟

هي: أنت الامس يا سيدي.. بكل ما في الامس من أحاسيس و أحلام و آمال.

هو: اذن أصبحت أمسك يا سيدتي.

هي: لماذا تتحدث و كأن الامس شيء بلا قيمه و لا أهميه؟

هو: الامس يا سيدتي شيء ميت.

هي: و من قال ان الاشياء الميته بلا قيمه لدينا و لا أهميه؟

هو: و هل تمثل الاشياء الميته أهميه؟

هي: لو لم تكن كذلك لما بكينا عليها.

هو: نبكي عليها نعم.. لكننا سرعان ما ننساها، و سرعان ما تجف دموعنا عليها.

هي: لا تنتهي أهمية الاموات بمجرد انتهاء مراسم البكاء و طقوس الحزن.

هو: تبررين موت احساسك نحوي.

هي: أنا لم أقل ان احساسي نحوك قد مات .. بل قلت انه اصبح " أمسي" .

هو: تتلاعبين بالالفاظ كعادتك.

هي: تماما كما كنت تتلاعب انت بالمعاني .

هو: تغيرت كثيرا.

هي: لم أتغير، لكنني نضجت.. عقلت .. أدركت ان الحب من طرف واحد، هو نوع من أنواع الموت البطئ و المتعمد.

هو: لماذا؟ هل كنت ب " الامس " مجنونه؟

هي: نعم يا سيدي .. كنت مجنونه بك فوق الحد.

هو: وما هو حد الجنون في نظرك؟

هي: الحد الذي وقف عليه احساسي تجاهك ذات يوم.

هو: كنت تحبينني بجنون؟

هي: لا.. بل كنت أحبك بغباء..و كنت أعذب نفسي بذلك الغباء بجنون.

هو: ندمت؟

هي: لا.. لم أندم يوما..كانت تجربه مريره .. لكنها أكسبتني الكثير من الخبره و المناعه ضد الألم.

هو: انظري خلفك .. هناك رجل يناديك .. و يقترب منك ..من هذا الرجل؟

هي: هذا هو " يومي " .. يومي الذي تلا " أمسي " معك.

هو: و الطفل الذي معه ؟

هي: هو " غدي " الذي أحيا له و من أجله.

هو: انتظري .. الى أين أنت راحله؟

هي: الى يومي .. وغدي.

هو: و أمسك؟

هي: رحل في قافلة الأمس.

00000000000000000000000
للرائعه شهرزاد

عاشق السمراء
04 - 06 - 2004, 05:10
مساااااااااااء جميل ...



نعم قرأتها على سطور زهرة الخليج ..

لشهرزاد المبدعة .. !!



شكرا لك هتان على هذا الحضور ..

وجميل اختيارك الانيق !!

آية
04 - 06 - 2004, 08:38
هتان شكرا لك على النقل المتميز



اختيار رائع لكاتبة يعشق حرفها التميز



فائق احترامي وتقديري

سهد الليل
04 - 06 - 2004, 13:24
تحياتي لك

نعم انه حوار جميل هتان

واختيار موفقلا

لك تحياتي

سهد الليل

الشبك
05 - 06 - 2004, 14:31
مــســاء الخــيــر







يـاهتان







مـسـاء الفل







والورد







والياسمين



حضور رائع



ونقل متميز



تحياتي