شجون
02 - 05 - 2004, 13:24
***
لا أزال متمدده على ذلك السرير الجامد
بقربي الاسلاك والاوعية والحقن والاقطان والشاش
الانارة خفيفة بل ربما قوية ولكن بما أحد عيناي مدفونه تحت الغطاء لابد من ارى عكس كل شي
لا اتحمل منظر الدم ولا اتحمل أن ارى وعاء الدم بقربي يجر الى وريدي في يدي اليسرى
بينما اليمنى لا اشعر بها مطلقا
فهي الاخرى مدعومة بطبقة كبيرة من الجبس
ولا استطيع حتى الاشاره بها
سأحاول النهوض
آه لا استطيع ظهري سيتمزق علي
التفت لاجد وساده صلبه قد وضعت خلفي حتى تثبت وضعيتي بلا حراك
الم وتعب وجراح
استرقت النظر لآخذ نظره على آخر مابقي لي
قدماي
وكانت صدمه ولكني لا اخالها اخر الصدمات فمسلسل الاصابات في بدني اخاله لا ينتهي
انها ايضا مغطاه تحت اللفاف الابيض السميك الشديد
ولكن... لم لا أشعر بهما
لم لا استطيع تحريكهما
لم لا ا..
وفي تلك الاثناء دخلت امي من الباب معها
اختي الكبيرة عبير
يا اللهي مابها امي وكأنها تبكي موت عزيز قريب
واختي عيناها بها آثار حمره وكأنها تعرضت لضرب مبرح
لم أفق من سرحاني الا على قبلات امي الحارة
" كان الله في عونك صغيرتي احمدي الله على كل حال"
حال... امي لا اظن ان هناك اسوء من هذا الحال
اقتربت اختي الكبيرة تطبع هي الاخرى قبله ناعمه كعادتها
لطالما كنا على اختلاف واضح
فهي الكبيرة وانا الصغيرة
لطالما كنا نتشاجر على اتفه الاسباب
واعايرها بقولي "انا اصغر ولكني اعقل"
لطالما كانت هناك مساحات جفاء بيننا وبعد واسع
وددت في تلك الاثناء لو كان بأمكاني اخبارها كم كنت قاسية
ولكن الكلمات لم تسعفني حينها
وددت لو كان بمقدوري أن اعيد الزمن لانعم بلحظات وجودي معها
وجلوسي بغرفتها ومناقشتي لامورها
سرقتني من افكاري مرة نوبة بكاء امي
يااه يا امي لهذه الدرجة تحبيني..
اكيد اكيد كم انا سخيفة
جلسوا بقربي وكأنهن في حداد
توالت الزيارات حينها
دخل اخي الكبير مع زوجته
افتقدت اخوتي الصغار
ولكن قوانين الزيارات لا ترحم
تعجبت ايعقل ان تكون حالتي خطيرة لهذه الدرجه التي لا يسمحون بها بزيارة الاطفال
لا يهم
وتهامسوا وكنت ارى اثار دموع بين اعينهم
وددت لو كان بأمكاني أن اشاركهم واخبرهم أني بخير لا تقلقوا
ولكن شيئا يمنعني
وددت لو كان بأمكاني في تلك الاثناء ان اقول لامي كم احبها
وكم احتاجها على الرغم من بلوغي العشرين
كم اخذتني الايام عنها
وكم سرقتني الجامعة والصديقات والزيارات والنوادي ودور السينما والمراكز من
لحظة الجلوس معها
والتلذذ بضحكاتها وحكاياها
والسهر لأجلها في مرضها وتعبها
وسماع شكواها وحتى.. فرحها
كم كنت بعيده عنها في آخر فتراتي
لم اعد اراها هي والبقية الا صدفه
هذا ونحن في بيت واحد
ربما حب الحياة طغى على حبي لهم
ام ربما غطى عليه... وانساني نفسي
ولكني الآن اجتمعت معهم أين.. في مستشفى
كنت اراهم في ثورة احزانهم على غير العاده
كل ما اذكره اني تعرضت لحادث اثناء ذهابي ل
لأين... حتما لحفلة عيد ميلاد
خجلت من نفسي كثيرا حينها
كنت اقود السيارة بسرعة جنونيه كي لا يفوتني الحفل
او حتى لا اتاخر على صديقاتي فأنا على موعد معهن.
اناس يموتون ويجرحون وهم يجاهدون ويضهدون
واناس تموت وتجرح وهي في طريقها الى....
في تلك الاثناء دخل الطبيب الغرفة
كان واجما وكأنه يعاني الامساك
ههههههههه قلتها في نفسي
مـــاذا.. لا يمكنني المغادرة
ماذا يقول هذا العجوز
يمكنهم وضعي على كرسي متحرك
ونقل هذه الاسلاك الغبيه الى غرفتي
ويمكنهم ويمكنهم.. حاولت الكلام ولكن عجزت
لم لا استطيع الكلام
لم لا اقوى على اخراج صوتي
لا يمكن ان اكون فقدت لساني
وتمزقت لثتي واجريت جراحه في فكي
هذا ما ادركته بعدما تحسست القطن واللفاف الموضوع على فمي
اذ غطى نصف الجانب الاسفل من وجهي
يااااه فعلا بت افتقد اشياء كثيرة
سرحت مرة اخرى وانا انظر الى خارج الشرفة
لساني... كم مرة في اليوم ذكرت به الله
كم مرة قرأت به القرآن
ربما قليل مقارنة مع ترديد الاغاني والاشعار
كم مره صليت به على النبي صلى الله عليه وسلم؟؟
كم مرة دعيت به ودعيت لغيري
كم مرة استنجدت به لربي
اقمت الليل اصلي وادعي..؟؟
اكنت اعي ما اقول من آيات وترتيل اثناء صلاتي؟؟؟
ام ربما الفرض والواجب كان اساسي..؟
ااخذتي عبارات الدنيا الفانية عن قول عبارات تبقى ابد الدهر
تكلمت في الدين والحق؟؟
دافعت عن الحق والاسلام؟؟
ام اكتفيت بالغيبة والنميمة والتعليق والكلام الذي لا يغني عن جوع
وددت لو عاد لساني كي اقول من اعماقي
"يارب.. كم احبك وكم اشعر بندمي بندمي بندمي"
انحدرت دمعة حارة بحسرة بألم بخوف
كيف كنت سأقابل ربي لو مت حينها في الحادث
وانا بطريقي الى الفساد
اياً كان حفلا ام سينما ام مطعم ام ..
اكان ذلك في سبيل الله.. حتما لا
اكنت اذهب لحضور محاضرات دينيه بدل تلك الجلسات مع الصديقات بلا فائده
كيف سأقابله وانا بعيده قريبه بعيده عن امور ديني
اخذتني الدنيا ومغرياتها عن التعمق بذكر الله
والشعور بحاجتي لأمي.. لأخوتي.. لقرآني وصلاتي ودعائي
ماذا لو بعد لحظه لفظت آخر انفاسي
فالاصابات بليغة جدا جدا جدا
ورأسي هو الآخر مغطى بطبقة غير طبيعيه من اللفاف
ربما هناك نزيف او تمزق من الداخل
ربما هناك شئ خطير
حسنا لقد علمت أن يدي اليمني لن استطيع تحريكها ابدا
الا بيد صناعية،،
ياترى.. كم مرة لمست القرآن بها
كم مرة تصدقت وزكيت وازلت سوءا بها
لا اعلم لا اعلم لا اعلم
وقدماي.......... لا امل منهما الا بكرسي متحرك
بي شئ خطير
دقات قلبي في هذه الاثناء تتسارع
ربما فاتني شئ من حديث الطبيب مع اسرتي
ربما اعتقد الطبيب اني فقدت حاسة السمع
فأذني هي الاخرى مغطاه اكاد لا اسمع منها الا القليل
لان كل مابي محطم ولا رجوى منه
لاااااا يمكن
قالها نعم قالها حين كنت اعلق بيني وبين نفسي على نظراته لي
قال أن الامل ببقائي حيه ضئيل
اذ ان النزيف في الرأس... خطير لا جدوى من علاجه
سأموت
ولكني لست مستعده بعد
ماذا هل علي أن اجهز حقيبة ملابسي الفاحشة
ومكياجي البليد ومجوهراتي الفاتنه
لا لا لا
أين وضعت حقيبة اعمالي
أين تركت صالح ماعملت والخير منه..؟
اين اين اين
شعرت بتلك الاثناء وكأن شيئا يخرج من انفاسي
ربما هي روحي
شممت رائحة غريبه
ربما هو ملك الموت
شعرت ببروده غريبه تجتاح بدني
لأول مره فقط اشعر بأن شريط حياتي يدار امامي
الموت انه الموت
ماذا ينتظرني يا اللهي
قبري عذابي كفني برزخي
ياااه اريد ان اضم امي
اريد ان اقبل اخوتي اريد أن اصلي لحظة نهايتي
كيف وكلي حطام لا رجوى منه
شعرت برهبه بخوف بعتمه وفجأه اظلمت الغرفة
:
ولم اع الا على صياح اختي
" انهضي يا كسوله صديقتك تريدك على الهاتف"
ماذا.. أكان حلم
نهضت على عجل
" رشا اعذريني لن استطيع الذهاب معكم الى السينما"
صرخت وهاجت وثارت هي الاخرى ولكني لا أريد
لا اريد مظاهر الحياة الزائفة التي تجرني لحفرة ضيقة صغيرة اتعذب بها الي قيام الساعة
لا اريد ان اكون امراه تجري خلف المعاصي والمفاسد بلا فائده
لا اريد ذلك
اريد ان انال رضى امي واخوتي واهلي
والاهم رضا الله تعالى وحب نبيه
نهضت لآخذ حمام بارد يزيل عني آثار ذلك الحلم الذي احياني
كم كان متعبا حقا
خرجت على عجل بعد ان قررت ان اصلي ركعتين شكر لله
لا ادري كم مضى من الوقت وانا على سجادة الصلاة
ساعة ساعات لا اعلم
ما اعلمه ان هاتفي المتحرك بدأ بالصياح
من سيكلمني بهذا الوقت المتأخر
انها سعاد
خير ان شاء الله
" اهلا سعاد"
ولكن عويلها وصياحها كان اقوى
" نورة اين انتي رشا والبقية تعرضوا لحادث و... لم ينج احد.. "
سقط الهاتف من يداي
ماذا اسمع
أهو حلم آخر مزعج
أهو حقيقه
لا لا لا
اكانت بدايتي لطريق الصواب
نهاية من احبهم من اعماق قلبي
اكان ميلادي من جديد
هوموتهم هو الواقع
ياترى..؟
اكان حلما كي اكف عن دربي
وياترى ماذا كان سيكون نصيبي بينهم
وياترى
سأقوى على تلك الصدمة وفقدانهم
كان الله في عوني وعون ذويهم
،،،،
من مقتطفات الحياة
بقلم
شجوون
..
لا أزال متمدده على ذلك السرير الجامد
بقربي الاسلاك والاوعية والحقن والاقطان والشاش
الانارة خفيفة بل ربما قوية ولكن بما أحد عيناي مدفونه تحت الغطاء لابد من ارى عكس كل شي
لا اتحمل منظر الدم ولا اتحمل أن ارى وعاء الدم بقربي يجر الى وريدي في يدي اليسرى
بينما اليمنى لا اشعر بها مطلقا
فهي الاخرى مدعومة بطبقة كبيرة من الجبس
ولا استطيع حتى الاشاره بها
سأحاول النهوض
آه لا استطيع ظهري سيتمزق علي
التفت لاجد وساده صلبه قد وضعت خلفي حتى تثبت وضعيتي بلا حراك
الم وتعب وجراح
استرقت النظر لآخذ نظره على آخر مابقي لي
قدماي
وكانت صدمه ولكني لا اخالها اخر الصدمات فمسلسل الاصابات في بدني اخاله لا ينتهي
انها ايضا مغطاه تحت اللفاف الابيض السميك الشديد
ولكن... لم لا أشعر بهما
لم لا استطيع تحريكهما
لم لا ا..
وفي تلك الاثناء دخلت امي من الباب معها
اختي الكبيرة عبير
يا اللهي مابها امي وكأنها تبكي موت عزيز قريب
واختي عيناها بها آثار حمره وكأنها تعرضت لضرب مبرح
لم أفق من سرحاني الا على قبلات امي الحارة
" كان الله في عونك صغيرتي احمدي الله على كل حال"
حال... امي لا اظن ان هناك اسوء من هذا الحال
اقتربت اختي الكبيرة تطبع هي الاخرى قبله ناعمه كعادتها
لطالما كنا على اختلاف واضح
فهي الكبيرة وانا الصغيرة
لطالما كنا نتشاجر على اتفه الاسباب
واعايرها بقولي "انا اصغر ولكني اعقل"
لطالما كانت هناك مساحات جفاء بيننا وبعد واسع
وددت في تلك الاثناء لو كان بأمكاني اخبارها كم كنت قاسية
ولكن الكلمات لم تسعفني حينها
وددت لو كان بمقدوري أن اعيد الزمن لانعم بلحظات وجودي معها
وجلوسي بغرفتها ومناقشتي لامورها
سرقتني من افكاري مرة نوبة بكاء امي
يااه يا امي لهذه الدرجة تحبيني..
اكيد اكيد كم انا سخيفة
جلسوا بقربي وكأنهن في حداد
توالت الزيارات حينها
دخل اخي الكبير مع زوجته
افتقدت اخوتي الصغار
ولكن قوانين الزيارات لا ترحم
تعجبت ايعقل ان تكون حالتي خطيرة لهذه الدرجه التي لا يسمحون بها بزيارة الاطفال
لا يهم
وتهامسوا وكنت ارى اثار دموع بين اعينهم
وددت لو كان بأمكاني أن اشاركهم واخبرهم أني بخير لا تقلقوا
ولكن شيئا يمنعني
وددت لو كان بأمكاني في تلك الاثناء ان اقول لامي كم احبها
وكم احتاجها على الرغم من بلوغي العشرين
كم اخذتني الايام عنها
وكم سرقتني الجامعة والصديقات والزيارات والنوادي ودور السينما والمراكز من
لحظة الجلوس معها
والتلذذ بضحكاتها وحكاياها
والسهر لأجلها في مرضها وتعبها
وسماع شكواها وحتى.. فرحها
كم كنت بعيده عنها في آخر فتراتي
لم اعد اراها هي والبقية الا صدفه
هذا ونحن في بيت واحد
ربما حب الحياة طغى على حبي لهم
ام ربما غطى عليه... وانساني نفسي
ولكني الآن اجتمعت معهم أين.. في مستشفى
كنت اراهم في ثورة احزانهم على غير العاده
كل ما اذكره اني تعرضت لحادث اثناء ذهابي ل
لأين... حتما لحفلة عيد ميلاد
خجلت من نفسي كثيرا حينها
كنت اقود السيارة بسرعة جنونيه كي لا يفوتني الحفل
او حتى لا اتاخر على صديقاتي فأنا على موعد معهن.
اناس يموتون ويجرحون وهم يجاهدون ويضهدون
واناس تموت وتجرح وهي في طريقها الى....
في تلك الاثناء دخل الطبيب الغرفة
كان واجما وكأنه يعاني الامساك
ههههههههه قلتها في نفسي
مـــاذا.. لا يمكنني المغادرة
ماذا يقول هذا العجوز
يمكنهم وضعي على كرسي متحرك
ونقل هذه الاسلاك الغبيه الى غرفتي
ويمكنهم ويمكنهم.. حاولت الكلام ولكن عجزت
لم لا استطيع الكلام
لم لا اقوى على اخراج صوتي
لا يمكن ان اكون فقدت لساني
وتمزقت لثتي واجريت جراحه في فكي
هذا ما ادركته بعدما تحسست القطن واللفاف الموضوع على فمي
اذ غطى نصف الجانب الاسفل من وجهي
يااااه فعلا بت افتقد اشياء كثيرة
سرحت مرة اخرى وانا انظر الى خارج الشرفة
لساني... كم مرة في اليوم ذكرت به الله
كم مرة قرأت به القرآن
ربما قليل مقارنة مع ترديد الاغاني والاشعار
كم مره صليت به على النبي صلى الله عليه وسلم؟؟
كم مرة دعيت به ودعيت لغيري
كم مرة استنجدت به لربي
اقمت الليل اصلي وادعي..؟؟
اكنت اعي ما اقول من آيات وترتيل اثناء صلاتي؟؟؟
ام ربما الفرض والواجب كان اساسي..؟
ااخذتي عبارات الدنيا الفانية عن قول عبارات تبقى ابد الدهر
تكلمت في الدين والحق؟؟
دافعت عن الحق والاسلام؟؟
ام اكتفيت بالغيبة والنميمة والتعليق والكلام الذي لا يغني عن جوع
وددت لو عاد لساني كي اقول من اعماقي
"يارب.. كم احبك وكم اشعر بندمي بندمي بندمي"
انحدرت دمعة حارة بحسرة بألم بخوف
كيف كنت سأقابل ربي لو مت حينها في الحادث
وانا بطريقي الى الفساد
اياً كان حفلا ام سينما ام مطعم ام ..
اكان ذلك في سبيل الله.. حتما لا
اكنت اذهب لحضور محاضرات دينيه بدل تلك الجلسات مع الصديقات بلا فائده
كيف سأقابله وانا بعيده قريبه بعيده عن امور ديني
اخذتني الدنيا ومغرياتها عن التعمق بذكر الله
والشعور بحاجتي لأمي.. لأخوتي.. لقرآني وصلاتي ودعائي
ماذا لو بعد لحظه لفظت آخر انفاسي
فالاصابات بليغة جدا جدا جدا
ورأسي هو الآخر مغطى بطبقة غير طبيعيه من اللفاف
ربما هناك نزيف او تمزق من الداخل
ربما هناك شئ خطير
حسنا لقد علمت أن يدي اليمني لن استطيع تحريكها ابدا
الا بيد صناعية،،
ياترى.. كم مرة لمست القرآن بها
كم مرة تصدقت وزكيت وازلت سوءا بها
لا اعلم لا اعلم لا اعلم
وقدماي.......... لا امل منهما الا بكرسي متحرك
بي شئ خطير
دقات قلبي في هذه الاثناء تتسارع
ربما فاتني شئ من حديث الطبيب مع اسرتي
ربما اعتقد الطبيب اني فقدت حاسة السمع
فأذني هي الاخرى مغطاه اكاد لا اسمع منها الا القليل
لان كل مابي محطم ولا رجوى منه
لاااااا يمكن
قالها نعم قالها حين كنت اعلق بيني وبين نفسي على نظراته لي
قال أن الامل ببقائي حيه ضئيل
اذ ان النزيف في الرأس... خطير لا جدوى من علاجه
سأموت
ولكني لست مستعده بعد
ماذا هل علي أن اجهز حقيبة ملابسي الفاحشة
ومكياجي البليد ومجوهراتي الفاتنه
لا لا لا
أين وضعت حقيبة اعمالي
أين تركت صالح ماعملت والخير منه..؟
اين اين اين
شعرت بتلك الاثناء وكأن شيئا يخرج من انفاسي
ربما هي روحي
شممت رائحة غريبه
ربما هو ملك الموت
شعرت ببروده غريبه تجتاح بدني
لأول مره فقط اشعر بأن شريط حياتي يدار امامي
الموت انه الموت
ماذا ينتظرني يا اللهي
قبري عذابي كفني برزخي
ياااه اريد ان اضم امي
اريد ان اقبل اخوتي اريد أن اصلي لحظة نهايتي
كيف وكلي حطام لا رجوى منه
شعرت برهبه بخوف بعتمه وفجأه اظلمت الغرفة
:
ولم اع الا على صياح اختي
" انهضي يا كسوله صديقتك تريدك على الهاتف"
ماذا.. أكان حلم
نهضت على عجل
" رشا اعذريني لن استطيع الذهاب معكم الى السينما"
صرخت وهاجت وثارت هي الاخرى ولكني لا أريد
لا اريد مظاهر الحياة الزائفة التي تجرني لحفرة ضيقة صغيرة اتعذب بها الي قيام الساعة
لا اريد ان اكون امراه تجري خلف المعاصي والمفاسد بلا فائده
لا اريد ذلك
اريد ان انال رضى امي واخوتي واهلي
والاهم رضا الله تعالى وحب نبيه
نهضت لآخذ حمام بارد يزيل عني آثار ذلك الحلم الذي احياني
كم كان متعبا حقا
خرجت على عجل بعد ان قررت ان اصلي ركعتين شكر لله
لا ادري كم مضى من الوقت وانا على سجادة الصلاة
ساعة ساعات لا اعلم
ما اعلمه ان هاتفي المتحرك بدأ بالصياح
من سيكلمني بهذا الوقت المتأخر
انها سعاد
خير ان شاء الله
" اهلا سعاد"
ولكن عويلها وصياحها كان اقوى
" نورة اين انتي رشا والبقية تعرضوا لحادث و... لم ينج احد.. "
سقط الهاتف من يداي
ماذا اسمع
أهو حلم آخر مزعج
أهو حقيقه
لا لا لا
اكانت بدايتي لطريق الصواب
نهاية من احبهم من اعماق قلبي
اكان ميلادي من جديد
هوموتهم هو الواقع
ياترى..؟
اكان حلما كي اكف عن دربي
وياترى ماذا كان سيكون نصيبي بينهم
وياترى
سأقوى على تلك الصدمة وفقدانهم
كان الله في عوني وعون ذويهم
،،،،
من مقتطفات الحياة
بقلم
شجوون
..