traneem al7ob
16 - 04 - 2004, 08:22
http://mermer.jeeran.com/motherearthtop.jpg
قصتى تبدأ
بغوصى فى مستنقع حاضرى لم يجعلنى أرى موطئ قدمى .
الرغبة المتأججة فى تغيير الأشياء أحرقت ما بداخلى فاستحال رمادا خامد الحركة،كتمثال رخامى صلب لكنه هش .
بدأت رياح القبح تحطمنى، كعوامل التعرية حين تأكل معالم شاطئ خلاب
هزمتنى الأمواج العالية، وخزت مسامير الألم رأسى فغاصت قدماى أكثر بداخل المستنقع . حاولت السير باخله فزاد تعاقب حركتى من انغماسى فى الطين.
وجدت كل من حولى يتلهون بأدوارهم ، لا يأبهون بنجدتى كأنهم لا يكترثون بى ،لأنى أقاوم ألا أكون مثلهم .
يتقاتلون وسط غابة مفزعة ارتدوا فيها مئات الأقنعة .حاولت مصارعة أقدامى للخروج من الأحراش فوجدت أقدامى لا تسعفنى.خيل إلى أن المغروسة هناك ليست أنا ،وكأننى عشت عمرى معهم مضاعفا ثلاث مرات. كان الآخرون يرمقون كلماتى من أطراف أنوفهم،لا يؤمنون بجدوى الكلمة، وضرورة تغيير ما بداخلهم، يستاءون حين أتذمر مؤكيدين أنهم راضون بما هم فيه.ما داموا قد اعتادوا مشكلهم فلماذا يصحون من سباتهم؟
ذات يوم قررت أن أتحرك من مكانى.ناديت على نفسى من خارج المستنقع لعلى أفلح فى بث الثقة فى نفسى المتدهورة بغية الخروج منه ،لكن ذبذبات صوتى لم تخرج بعيدا عن دائرة فمى، تاهت وسط أشجار الغابة المتشابكة،ومعارك سكانها الغافلين حين سألت بعض من يتحركون حولى:
ـ ارحتم عقولكم منذ زمن ،وارتضيتم ماأنتم فيه.. فكيف أستريح..؟
لم أسمع اجابة.بل أجابوا ،ولم أفهم ما يقولون.تداخلت تعبيراتهم المبهمة عن المصلحة واللامبالاة والقوة وشريعة الغاب.لم يسمع من لم يعودوا يسمعون سوى أنفسهم ولا يكترثون إلا باللهاث وراء مصالحهم.ردد الصدى شكواى.
حمله بعيدا عبر بقاع أخرى مترامية.جاءك صوتى متقطعا باكيا محبطا.سألتنى:ما الذى يبكيك؟حكيت لك عن خوفى من الغرق وحدى فى المستنقع .أخبرتك أننى أبحث عن معان لا أعرفها،وربما كانت مدفونة بجوار بقايا الديناصورات المندثرة منذ آلاف السنين زإننى أفتش عنها ولا أجدها.إننى أعيش فى غابة لا أعرف كيف أتعامل مع من فيها؟
قلت لى بنبرة واثقة واضحة:
ـ كونى نفسك.
تعجبت.سألتك:
ـ كيف أكون نفسى...؟
قلت:
ضعى متاريس بينك وبين من لا تريدينهم.تعلمى لعبة الأقنعة، على شرط أن تبقى على وجهك لنفسك، وابحثى عمن يعيشون بلا أقنعة.
سألتك:
ـأى قناع ترتدى ، وأنت تحدثنى؟
قلت:
صدق نبراتك جعلنى أخلع كل الأقنعة.
انتفضت بمفردى كعصفور وليد مذعور .بحثت عن مصدر صوتك.عدت أواصل حديثى بعين دامعة،خشية ابتعادك حين نشر الظلام أشباحه بين الأركان.
سألتك عن مكانك ـ أحسست من صوتك المرهقأنك متعب مثلى. أدركت من ذبذباتك الخافتة أنك أيضا تبحث عمن يعيشون بلا أقنعة. أفضيت إليك بما كنت أخشى أن أخرجه من بين ضلوعى. تحركت النبضات المتوقفة من زمن فى الجانب الأيسر من جسدى .جعلتنى اتفوه بكلمات لم أعرفها ،وأتلفظ بحروف لم أنطقها. جعلتنى أغلق جفونى عما لا أريد أن أراه. وتعانق عيناى الأشياء الضائعة منى. لكننى عدت أفتح جفونى لأتبين موقعك ،أو على الأقل، لأعرف أين تقف أو أين يوجد أمثالك. أرسلت أذنى تلتقطان مكان صوتك القادم من أعماق بعيدة. وجدتك تتحدث من الطرف الآخر للغابة ،تفصلنا جبال ووديان ، وتباعد بيننا أميال وأنهار.تستغرق عمرى بأكمله لأقطعها. بينما أنا لا أعرف بعد كيف أقتلع أقدامى من المستنقع.
عدت تقول:
ـ ارفعى صوتك لأعرف أين أنت تماما.
أجبت بتوجس ورعب:
ـ أرشدنى أولا عن القناع اللازم لإبعاد الانتهازيين والمزيفين والمخادعين.
قلت:
ـ الحل من داخلك . ابحثى عنه بنفسك،وإلا فستفشلين عند الارتطام بأول صخرة أثناء عبورك الطريق الوعر الطويل،ولن أكون دائما قريبا منك لأنقذك.
عدت أفتش داخل نفسى للبحث عن عن القناع الملائم لتغيير ما حولى.حاولت انتشال أقدامى فأعادوها إلى مكانها. تفحصت من حولى ،وجدتهم يستمتعون بأنهم لا يشعرون ولا يفهمون،بل ربما أكون أنا الذى أغالى فى مطالبتى إياهم بإيقاظ الصدق الذى مات بداخلهم. هادنتهم لكنى لم أصبح مثلهم.وأغمت عينىوأذنى كثيرا ـ وأطبقت فمى على لسانى،لم أعد أحدثهم عن المبادئ الضائعة. بقيت مكانى مرغمة حتى أتعلم لعبة الأقنعة. قد تكون صعبة لكنها ممكنةـ هادنتهم حتى أعثر على الخريطةالضائعة التى سترشدنى للوصول إلى الطرف الآخر من الغابةـ فقد أعثر يوما على مكان من يعيشون بلا أقنعة.
ترانيم الحب
قصتى تبدأ
بغوصى فى مستنقع حاضرى لم يجعلنى أرى موطئ قدمى .
الرغبة المتأججة فى تغيير الأشياء أحرقت ما بداخلى فاستحال رمادا خامد الحركة،كتمثال رخامى صلب لكنه هش .
بدأت رياح القبح تحطمنى، كعوامل التعرية حين تأكل معالم شاطئ خلاب
هزمتنى الأمواج العالية، وخزت مسامير الألم رأسى فغاصت قدماى أكثر بداخل المستنقع . حاولت السير باخله فزاد تعاقب حركتى من انغماسى فى الطين.
وجدت كل من حولى يتلهون بأدوارهم ، لا يأبهون بنجدتى كأنهم لا يكترثون بى ،لأنى أقاوم ألا أكون مثلهم .
يتقاتلون وسط غابة مفزعة ارتدوا فيها مئات الأقنعة .حاولت مصارعة أقدامى للخروج من الأحراش فوجدت أقدامى لا تسعفنى.خيل إلى أن المغروسة هناك ليست أنا ،وكأننى عشت عمرى معهم مضاعفا ثلاث مرات. كان الآخرون يرمقون كلماتى من أطراف أنوفهم،لا يؤمنون بجدوى الكلمة، وضرورة تغيير ما بداخلهم، يستاءون حين أتذمر مؤكيدين أنهم راضون بما هم فيه.ما داموا قد اعتادوا مشكلهم فلماذا يصحون من سباتهم؟
ذات يوم قررت أن أتحرك من مكانى.ناديت على نفسى من خارج المستنقع لعلى أفلح فى بث الثقة فى نفسى المتدهورة بغية الخروج منه ،لكن ذبذبات صوتى لم تخرج بعيدا عن دائرة فمى، تاهت وسط أشجار الغابة المتشابكة،ومعارك سكانها الغافلين حين سألت بعض من يتحركون حولى:
ـ ارحتم عقولكم منذ زمن ،وارتضيتم ماأنتم فيه.. فكيف أستريح..؟
لم أسمع اجابة.بل أجابوا ،ولم أفهم ما يقولون.تداخلت تعبيراتهم المبهمة عن المصلحة واللامبالاة والقوة وشريعة الغاب.لم يسمع من لم يعودوا يسمعون سوى أنفسهم ولا يكترثون إلا باللهاث وراء مصالحهم.ردد الصدى شكواى.
حمله بعيدا عبر بقاع أخرى مترامية.جاءك صوتى متقطعا باكيا محبطا.سألتنى:ما الذى يبكيك؟حكيت لك عن خوفى من الغرق وحدى فى المستنقع .أخبرتك أننى أبحث عن معان لا أعرفها،وربما كانت مدفونة بجوار بقايا الديناصورات المندثرة منذ آلاف السنين زإننى أفتش عنها ولا أجدها.إننى أعيش فى غابة لا أعرف كيف أتعامل مع من فيها؟
قلت لى بنبرة واثقة واضحة:
ـ كونى نفسك.
تعجبت.سألتك:
ـ كيف أكون نفسى...؟
قلت:
ضعى متاريس بينك وبين من لا تريدينهم.تعلمى لعبة الأقنعة، على شرط أن تبقى على وجهك لنفسك، وابحثى عمن يعيشون بلا أقنعة.
سألتك:
ـأى قناع ترتدى ، وأنت تحدثنى؟
قلت:
صدق نبراتك جعلنى أخلع كل الأقنعة.
انتفضت بمفردى كعصفور وليد مذعور .بحثت عن مصدر صوتك.عدت أواصل حديثى بعين دامعة،خشية ابتعادك حين نشر الظلام أشباحه بين الأركان.
سألتك عن مكانك ـ أحسست من صوتك المرهقأنك متعب مثلى. أدركت من ذبذباتك الخافتة أنك أيضا تبحث عمن يعيشون بلا أقنعة. أفضيت إليك بما كنت أخشى أن أخرجه من بين ضلوعى. تحركت النبضات المتوقفة من زمن فى الجانب الأيسر من جسدى .جعلتنى اتفوه بكلمات لم أعرفها ،وأتلفظ بحروف لم أنطقها. جعلتنى أغلق جفونى عما لا أريد أن أراه. وتعانق عيناى الأشياء الضائعة منى. لكننى عدت أفتح جفونى لأتبين موقعك ،أو على الأقل، لأعرف أين تقف أو أين يوجد أمثالك. أرسلت أذنى تلتقطان مكان صوتك القادم من أعماق بعيدة. وجدتك تتحدث من الطرف الآخر للغابة ،تفصلنا جبال ووديان ، وتباعد بيننا أميال وأنهار.تستغرق عمرى بأكمله لأقطعها. بينما أنا لا أعرف بعد كيف أقتلع أقدامى من المستنقع.
عدت تقول:
ـ ارفعى صوتك لأعرف أين أنت تماما.
أجبت بتوجس ورعب:
ـ أرشدنى أولا عن القناع اللازم لإبعاد الانتهازيين والمزيفين والمخادعين.
قلت:
ـ الحل من داخلك . ابحثى عنه بنفسك،وإلا فستفشلين عند الارتطام بأول صخرة أثناء عبورك الطريق الوعر الطويل،ولن أكون دائما قريبا منك لأنقذك.
عدت أفتش داخل نفسى للبحث عن عن القناع الملائم لتغيير ما حولى.حاولت انتشال أقدامى فأعادوها إلى مكانها. تفحصت من حولى ،وجدتهم يستمتعون بأنهم لا يشعرون ولا يفهمون،بل ربما أكون أنا الذى أغالى فى مطالبتى إياهم بإيقاظ الصدق الذى مات بداخلهم. هادنتهم لكنى لم أصبح مثلهم.وأغمت عينىوأذنى كثيرا ـ وأطبقت فمى على لسانى،لم أعد أحدثهم عن المبادئ الضائعة. بقيت مكانى مرغمة حتى أتعلم لعبة الأقنعة. قد تكون صعبة لكنها ممكنةـ هادنتهم حتى أعثر على الخريطةالضائعة التى سترشدنى للوصول إلى الطرف الآخر من الغابةـ فقد أعثر يوما على مكان من يعيشون بلا أقنعة.
ترانيم الحب