جنة عدن
12 - 04 - 2004, 14:17
د. رقية بنت محمد المحارب
</TD< tr>
أم الكرام "كريمة المروزية" امرأة عرفت بطلب العلم والأخلاق العالية، كنت اقرأ اسمها مرتبطاً بصحيح البخاري "نسخة كريمة" حيث ينقل منها أحياناً ابن حجر رحمه الله تعالى. كنت لا أتصور أن تكون كريمة هذه امرأة! حتى شاء الله أن أبحث في نسخ البخاري وتراجم رواتها، فوافيت في ترجمتها ما أعجبني.
جاورت أم الكرام "كريمة بنت أحمد بن محمد المروزية" المسجد الحرام، ورحلت في طلب العلم مع والدها، وعاشت تحفظ وتروي وتعلِّم، وتتلمذ على يدها كبار الفقهاء في عصرها، وصفت بأنها كانت محدثة فاضلة ذات فهم ونباهة، بل إليها انتهى علو الإسناد لصحيح البخاري، ولم تكن تفرط في منهجها؛ لذا لم تقبل أن ينتسب إليها الخطيب في روايته للصحيح دون أن يقابل معها نسخته، وذلك بأن تقرأ عليه، ثمَّ يقرأ عليها، وهي في خدرها ومن وراء حجابها.. ولك أن تتصوِّري الجهد الذي بذلته في سماعها للخطيب، فقد قرأ عليها الصحيح في خمسة أيام!
هل تعجبين من أمرها؟! كيف استطاعت أن توفر هذا الوقت للعلم؟.. ينتهي عجبك ربما حين تعلمين أنَّها عاشت مئة سنة وماتت عام 463هـ ولم تتزوَّج.
ذلك النموذج يتكرر في زماننا لنساء لم يكتب لهن الزواج لسبب ما، إما لعدم توفر الرجل ذي الدين والخلق، أو لا تجد رغبة في الزواج! وتستيقن أنَّها لو تزوَّجت لم تقم بالحق المطلوب منها، أو لوقوعها ضحية ولي لا يخاف الله عز وجل فيمنعها ولا تملك وسائل الخلاص رغم محاولاتها أحياناً! لكنها لا تقف على أعتاب الحسرة ولا تنطوي بدثار الندامة نتيجة لعدم تيسر الزواج لها..
</TD< tr>
أم الكرام "كريمة المروزية" امرأة عرفت بطلب العلم والأخلاق العالية، كنت اقرأ اسمها مرتبطاً بصحيح البخاري "نسخة كريمة" حيث ينقل منها أحياناً ابن حجر رحمه الله تعالى. كنت لا أتصور أن تكون كريمة هذه امرأة! حتى شاء الله أن أبحث في نسخ البخاري وتراجم رواتها، فوافيت في ترجمتها ما أعجبني.
جاورت أم الكرام "كريمة بنت أحمد بن محمد المروزية" المسجد الحرام، ورحلت في طلب العلم مع والدها، وعاشت تحفظ وتروي وتعلِّم، وتتلمذ على يدها كبار الفقهاء في عصرها، وصفت بأنها كانت محدثة فاضلة ذات فهم ونباهة، بل إليها انتهى علو الإسناد لصحيح البخاري، ولم تكن تفرط في منهجها؛ لذا لم تقبل أن ينتسب إليها الخطيب في روايته للصحيح دون أن يقابل معها نسخته، وذلك بأن تقرأ عليه، ثمَّ يقرأ عليها، وهي في خدرها ومن وراء حجابها.. ولك أن تتصوِّري الجهد الذي بذلته في سماعها للخطيب، فقد قرأ عليها الصحيح في خمسة أيام!
هل تعجبين من أمرها؟! كيف استطاعت أن توفر هذا الوقت للعلم؟.. ينتهي عجبك ربما حين تعلمين أنَّها عاشت مئة سنة وماتت عام 463هـ ولم تتزوَّج.
ذلك النموذج يتكرر في زماننا لنساء لم يكتب لهن الزواج لسبب ما، إما لعدم توفر الرجل ذي الدين والخلق، أو لا تجد رغبة في الزواج! وتستيقن أنَّها لو تزوَّجت لم تقم بالحق المطلوب منها، أو لوقوعها ضحية ولي لا يخاف الله عز وجل فيمنعها ولا تملك وسائل الخلاص رغم محاولاتها أحياناً! لكنها لا تقف على أعتاب الحسرة ولا تنطوي بدثار الندامة نتيجة لعدم تيسر الزواج لها..